(((ديوان الهبل)))
جمالُ الهدى والمكرمات ومن له
-----------------------------------
جمالُ الهدى والمكرمات ومن له .... عليً لا يداني حصرهنّ لسانُ ؛
وسابقُ أربابِ المكارمِ عن يدٍ .... إذا ضمها يوم الفخارِ رهانُ
وشيعي آل المصطفى سادة الورى .... جميعاً ؛ ومن هم للأنام أمانُ ؛
وليث الوغى إن قهقرتْ أسد الشرى .... وقيل غداة الروع أين فلان
يرومٌ بنو العلياء شأوكَ في العلى .... فأتعبتهم مذ كنتَ قطّ وكانوا ؛
وما زلتَ مقداماً لكلّ كريهة ٍ .... قريناكَ فيها مرهفٌ وسنانُ ؛
تجاهدُ أهلَ البغي حتى تخرموا .... فأعطوا على الرغم القياد ودانوا ؛
وما زانكَ المجدُ الأثيل ؛ وإنما .... لعمري بكَ المجد الأثيلُ يزانُ ؛
رجوتكَ بعد الله فيما أهمني .... وأيُّ عزيزٍ قد رجاكَ يهانُ
ووجهتُ آمالي خماصاً لعلها .... تعودُ من الإحسان وهي بطانُ ؛
وفي النفسِ حاجاتٌ وفيك فطانة ٌ .... سكوتي خطابٌ عندها وبيانُ
ومثلكَ من يرجى لكلِّ عظيمة ٍ .... ومثلي على ما أرتجيه يعانُ ؛
ولا زلتَ محروسَ الجناب بحفظِ منْ .... له كلُّ حينٍ في البرية شانُ .

(((ديوان الهبل)))
أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً
-----------------------------------
أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً .... ولا زال ذا فخرٍ برتبتك الفخرُ
ألمْ ترَ أنّ المجد أتلعَ جيده .... لمجدك إذ أضحى وأنت له صدرُ ؛
وأصبحَ منك الجود حاليَ نحرهِ ؛ .... فلا مرّ عصر أنتَ فيه ولا دهرُ ؛
حليتَ أزالاً إذ حللتَ بسوحها ؛ .... ففي انفها شنفٌ وفي أذنها شذرُ ؛
وصغتَ عقود النظمِ والنثر يافعاً .... فعادَ إلى ريعانه منهما العمرُ
وقلدتَ القريض لآلئاً ؛ .... ولا عجبٌ فالدرُّ معدنه البحرُ ؛
وقد عمَّ منك الجود نجداً وغوره .... وأصبحَ سهلاً منْ هواطله الوعرُ ؛
فجد لي بهاتيك الوريقات عاجلاً .... لأفعلَ فيها مثلما يفعل الهرُّ
ولا غرو يا مولاي إن قرئتْ بأن .... تداولَ سمعَ المرء أنمله العشرُ
فأجاب عليه بقوله
أشهدٌ أتاني من نظامك أم خمرُ .... بفيّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ
زواهرُ أفقٍ أم أزاهرُ روضة ٍ .... أم الدرّ هاتيك العقود أمِ السحرُ
طوتْ خبرَ الطائيّ حين نشرتها .... برقتها ؛ يا حبذا الطيُّ والنشرُ ؛
فيا ما أحيلاها ؛ عروس بلاغة ٍ .... تجلت ؛ فحباتُ القلوب لها مهرُ ؛
وغيداء لا ترضى النجوم قلائداً ؛ .... وتأنفُ أن الشمس في أذنها شذرُ
تحاكي الصبا لطفاً وزهر الربى شذى .... وتفعلُ بالألباب ما يفعل الخمرُ
أجاد معانيها ووشى برودها ؛ .... فتى ً ماجدٌ أضحى به يفخر الدهرُ ؛
رقيق حواشي النظم والبارع الذي .... غدتْ غرة ً للدهرِ أيامه الغرُّ ؛
تحكم في فنَّ البلاغة فاغتدى ؛ .... له في المعاني الصعبة ِ النهيُ والأمرُ ؛
وكم من عروض قال يشهد أنه الـ .... ـخليل و بحرٍ شاهدٌ أنه البحرُ

(((ديوان الهبل)))
أما لليالي الماضيات معادُ
-----------------------------------
أما لليالي الماضيات معادُ .... فيهدؤ قلبٌ أو يعودُ رقادُ
أما أدركتُ قلبَ النوى لي رحمة ٌ .... فقد طال شوقٌ مقلقٌ وسهادُ
إذا رمتُ بثَّ الشوق يوماً إليكم .... فما لي سوى دمعي الهتون مدادُ
لنا أملٌ في الله جلّ جلالهُ .... وللدهرِ فينا مقصدٌ ومرادُ .

(((ديوان الهبل)))
وكنتُ أرى أني الصبور على النوى
-----------------------------------
وكنتُ أرى أني الصبور على النوى .... فقدْ نقضتْ أيدي النوى مررَ الصبرِ ؛
فإن يجمعِ الله المهيمن شملنا .... فذاك الذي أرجوه في مقبلِ العمرِْ ؛
وإن حالتِ الأيامُ بيني وبينكم .... فباللهِ ؛ ألاَّ ما مررتم على قبري .

(((ديوان الهبل)))
وأقسمُ لو جاراكَ يحيى بن خالدٍ
-----------------------------------
وأقسمُ لو جاراكَ يحيى بن خالدٍ .... لأقسمَ ليس الفضل إلاّ لجعفرِ ؛
فما البحرُ إلاّ واحدٌ ؛ ليسَ غيره ؛ .... وفي كلّ كفٍّ منك خمسة ُ أبحرُ ..

(((ديوان الهبل)))
غداة َ نأى الصبرُ الجميلُ مودعاً
-----------------------------------
غداة َ نأى الصبرُ الجميلُ مودعاً .... وللبينِ إرعادٌ علينا وإبراقُ
يؤججُ لي ناراً يريني أنها .... وما هيَ إلاّ النارُ وجدٌ وأشواقُ ؛

(((ديوان الهبل)))
أراك خليلي للمحاسنِ طالباً
-----------------------------------
أراك خليلي للمحاسنِ طالباً .... وما هنّ إلاّ في ذراك قواطنُ ؛
ومن أعجبِ الأشياءِ أن تستعيرها ؛ .... ومنك لعمري تستعارُ المحاسنُ

(((ديوان الهبل)))
جواهر أبكارٍ يغارُ لحسنها
-----------------------------------
جواهر أبكارٍ يغارُ لحسنها .... إذا برزتْ عقد اللآل المنظمُ ؛
يشيبُ لها فود الوليد لعجزهِ .... ويضحى زياد عندها وهو أعجم

(((ديوان الهبل)))
فدونك منهُ سفرٌ لا يسامى
-----------------------------------
فدونك منهُ سفرٌ لا يسامى .... يجلّ عن المشابهِ والنظيرِ؛
يجرّ على البديع ذيول فخرٍ .... ويحفرُ عنده وشي الحريري
وختم التقريض مادحاً لمؤلف الكتاب
واللهِ ما أخرهُ ربنا .... وهو لأرباب المعالي إمامُ ؛
إلاّ لأنْ كان ختاماً لهم ؛ .... لله ما أحسن هذا الختام .

(((ديوان الهبل)))
أمولاي ؛ لا تجزع إذا عضك الدهر
-----------------------------------
أمولاي ؛ لا تجزع إذا عضك الدهر .... وصبراً ؛ فإن الحرّ شيمته الصبرُ ؛
متى أبصرت عيناك في الأرض ماجداً .... أديباً نهيٌّ على الدهر أامرُ
وكم قبلك الأيامُ قد غدرت بنا ؛ .... ولم تزل الأيام شميتها الغدرُ ؛
وأغرى بنا الدهرُ الخؤونُ صروفه .... وما نحنُ إلاّ قطرة ٌ منك يا بحرُ
وإذ فتنا سبقاً إلى غاية العلى ؛ .... فأجدرُ منا أن يحاربك الدهرُ

33 / 45
ع
En
A+
A-