(((ديوان الهبل)))
سرْ بنا نحو حدة ٍ و سناعِ
-----------------------------------
سرْ بنا نحو حدة ٍ و سناعِ .... والإكامِ التي بسفح القاعِ .
فذيلته بقولي:
حيثُ روض الصبا أريضٌ وغصن .... اللهو رطبٌ وشملنا في اجتماعِ ؛
وكؤوس السرورِ بين الندامى .... دائراتٍ من كفِّ ذات قناعِ
واغتنم لذة التصابي فأيا .... م التداني سريعة الانقطاعِ
(((ديوان الهبل)))
أرى الروضة َ الغناءَ لولا شعوبها
-----------------------------------
أرى الروضة َ الغناءَ لولا شعوبها .... حوتْ من معاني الحسنِ كلَّ غريبِ ؛
يهون لعمري ترك صنعا لأجلها .... وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
(((ديوان الهبل)))
ما زلتُ عن درن الدنايا صائناً
-----------------------------------
ما زلتُ عن درن الدنايا صائناً .... عرضاً غدا كالجوهرِ الشفافِ ؛
فإذا جرى مرحاً بميدان الصبا .... مهرُ الهوى الجمتهُ بعفافي ؛
وإذا همو وصفوا محاسنَ شادنٍ .... مستكملٍ لمحاسنِ الأوصافِ ؛
أبديتُ فيه من النسيب غرائباً .... ووصفتُ منه ما عدا الأردافِ .
(((ديوان الهبل)))
تغزلتُ حتى قيلَ إني عاشقٌ
-----------------------------------
تغزلتُ حتى قيلَ إني عاشقٌ .... وشببتُ حتى قيل فاقد أوطانِ
وما بي من عشقٍ وفقد ؛ وإنما .... أتيتِ منَ الشعر البديع بأفنانِ .
الباب الرابع فيما دار بينه رضوان الله تعالى عليه وبين أدباء زمانه وجملة إخوانه من المدح والمكاتبة
(((ديوان الهبل)))
لم استطعْ نحوكم خروجاً
-----------------------------------
لم استطعْ نحوكم خروجاً .... فكن أخا المكرمات عاذرِ ؛
لأنني قد سكنتُ بيتاً .... دارتْ على بابه الدوائرْ
فأجاب عليه القاضي محمد عافاه الله بأبيات أولها:
شعرك يا بن الكرام أضحى .... ما بيننا في الديار دائرْ
ولم أكن شاعراً بأن النبية .... كابن النبية شاعرْ
(((ديوان الهبل)))
الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا
-----------------------------------
الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا .... وأذهبَ اللهُ عنا الهمَّ والنصبا ؛
بالعودِ من ناعطٍ لا كان من بلدٍ .... نلنا العناء به والهمَّ والكربا ؛
متى أرى ناعطاً دونَ البلادِ وقد .... أذكر سنا البرق في أحشائها لهبا
لا ينظر المرؤ منهُ قصدَ ناحية ٍ .... إلاّ رأى منه أو من أهله عجبا ؛
قومٌ لهمْ خلقٌ تشقى العيونُ بها .... سودُ المعارف ؛ لا عجماً ولا عربا ؛
وقد وجدتَ مكانَ القول ذا سعة ٍ .... فقلْ بما شئتَ ؛ لازوراً ولا كذبا ؛
وقفْ أبثكَ بعضاً منْ عجائبه .... واسمع فعندي منهُ للسميع نبا
جزنا به والشتا ملقٍ كلاكلهُ .... والبردُ من فوقه قد شقق الحجبا ؛
في ليلة ٍ من جمادى ذات أندية ٍ .... لا ينظر المرؤ من ظلمائها الطنبا ؛
لا ينبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدة ٍ .... حتى يلفّ على خشومهِ الذنبا
قد نشر الجوُّ رايات الرياح بهِ .... وأرسل القرّ فيهِ عسكراً لجبا ؛
وشنَّ غاراته حتى أثار به .... حرباً ضروساً تثير الويلَ والحربا ؛
وغيم النقعُ من ركضِ الرياح بهِ .... حتى تقنع منه الجوّ وانتقبا ؛
واستقبلتْ خيمَ الأجناد جاهدة .... في كسرِ كل عمودٍ كان منتصبا
وأطفأت كلّ نارٍ في الخيام فلو .... أن الجحيمَ يلاقي بردها لخبا ؛
والخيلُ خاشعة ُ الأبصارِ خاضعة ٌ .... لا تستطيع لما قد نالها هربا ؛
ما يطرحونَ لها في الأرض من علفٍ .... إلاّ وراحَ بأيدي الريح منتهبا ؛
وكلُّ شخص صريعٌ لا يطيقُ قوى .... قد لفتِ الريحُ منه الرأسَ والركبا ؛
أما الطعامَ فمثل الماءِ في عدمٍ .... لا نستطيعُ له في حالة ٍ طلبا ؛
ظللتُ أبكي ربيعاً في جوانبهِ .... حزناً وأنشدُ في أرجائه رجبا
وقلتُ للركب هبوا لاَ أبا لكمُ .... قد جاء ما وعدَ الرحمن واقتربا ..
فاسمعْ لشيءٍ يسيرٍ من عجائب لا .... تحصى ومن يدعي حصراً فقد كذبا .
يا من صبا حين هبت في السحيرِ صبا .... ما أنتَ أولُ قلبٍ للنسيم صبا ؛
ومنها
فقل لنجل علي أنت يا ولدي .... وافقتَ يوماً بموج الريح مضطربا .
(((ديوان الهبل)))
مجيئكَ يا صدر الأفاضل نعمة ٌ
-----------------------------------
مجيئكَ يا صدر الأفاضل نعمة ٌ .... لخالقنا في مثلها نكثر الحمدا ؛
ولو أنني أستطيع سعياً إليكم .... سعيتُ على عيني ولكنها رمدا
لقد أنكرتْ طعمَ الهدوِ فصرت مذْ .... ثلاث ليالٍ لا اقرّ ولا أهدا ؛
جعلنَ على إنسان عيني غشاوة ً .... وصيرن ما بيني وبين الورى سدا ؛
وأهدِ إلى العبدِ الدعاء فإنه .... إلى صاحب الآلام أحسن ما يهدى
عليك من الله العلي تحية .... تفوحُ فيحكي نشرها المسك والندا .
(((ديوان الهبل)))
يا أيها القاضي الذي
-----------------------------------
يا أيها القاضي الذي .... نعماؤه لا تجحدُ ؛
حاشا لمثلك أنه .... عن نصرِ مثلي يرقدُ
ولقد قصدتك والفتى .... من للمكارم يقصدُ
وغدوتُ لاسمك رافعاً .... عند الندا ؛ يا أحمدُ ؛
لما علمتُ بأنكَ الـ .... ـعلمُ المنادى المفردُ
فانهضْ لها أكرومة ً .... بكراً عليها يحسدُ ؛
كم من يدٍ لكَ في الورى .... غراء تتبعها يدُ ؛