(((ديوان الهبل)))
أيا شادناً أغرى السهاد بناظري
-----------------------------------
أيا شادناً أغرى السهاد بناظري .... وأنحلَ جسمي حبه وبراني ؛
تعيشُ وتبقى أنتَ في نعمة ٍ فما .... أراك إذا طالَ الصدود تراني

(((ديوان الهبل)))
كم أكتمُ لوعتي وكم أخفيها
-----------------------------------
كم أكتمُ لوعتي وكم أخفيها .... والدمعُ إذا جرى دماً يبديها
يا مالكَ مهجتي رويداً بشجٍ ؛ .... ها مهجته لديكَ ؛ فانظر فيها ؛

(((ديوان الهبل)))
أترى صحا وأفاقَمن سكر الجوى
-----------------------------------
أترى صحا وأفاقَمن سكر الجوى .... ولوى عنانَ عهود سكان اللوى
هيهات ؛ بلْ أذكتْ جواه يدُ النوى ؛ .... وغدتْ يد التذكار تنشر ما انطوى ؛
وإلى العقيق صبا وقد كان ارعوى ؛ .... وبدا لهُ من بعدِ ما اندمل الهوى
برقٌ تألق موهناً لمعانه .... فأباحَ من سرّ الغرام مصونهُ
وأسال الأض من ماء العيون عيونهُ .... وأطال لوعتهُ وزادَ حنينهُ
آهاً له برقاً أثارَ شجونهُ .... كالسيفِ أخلصتِ القيونُ متونه
يبدو كحاشية الرداء ودونه .... صعبُ الذرى متمنع أركانه
مذْ لاحَ جانسهُ بلفظٍ متفقْ ؛ .... شربَ الدموعَ وقد شرى حتى شرقْ ؛
وأصابهُ سكرُ الغرامِ فلم يفقْ .... ونفى الكرى فجفونه لم تنطبقْ ؛
وأراد يشفى قرحَ ناظرهِ الأرقْ ؛ .... فمضى لينظرَ كيفَ لاحَ فلم يطقْ
نظراً إليه وصدهُ سبحانهُ .... أترى الفؤاد إلى السلوّ يطيعهُ ؛
ويصحّ عن دعوى الغرام رجوعه .... والبرق يفي سره ويذيعه ؛
هبهُ حكى ما قدْ روته دموعهُ ؛ .... في الحبّ ؛ أينَ لهيبه وولوعهُ
فالنار ما اشتملتْ عليهِ ضلوعهُ .... والماءُ ما سمحتْ بهِ أجفانه

(((ديوان الهبل)))
قال الحسن أثغركَ أم بردٌ جامدُ
-----------------------------------
قال الحسن:
أثغركَ أم بردٌ جامدُ .... أم الدر نضدهُ الناضد
فقال السيد:
ووجهكَ أم قمر طالع .... وقدكَ أم غصنٌ مائدُ
فقال الحسن:
أيا منكراً فرط حبي له .... وما أنا في حبه واحدُ
أما لي من أدمعي حجة ً .... عليكَ ومن سقمي شاهدُ
فقال السيد:
لي واللهُ صبري غدا ناقصاً .... فشوقي طول المدى زايدُ
فديتك صلني فقدْ شف .... ني السقامُ وملني العائد ؛
فقال الحسن:
أطلتَ سهادي فحتى متى .... تطيلَ سهاديَ يا راقدُ
سمعتَ الوشاة وما زخرفوا .... وصدقتَ ما قالهُ الحاسدُ
فقال السيد:
لقد حلّ ما حلّ بي منكَ من .... غرامٍ أقرَّ له الجاحدُ ؛
خلقتَ لكلِّ الورى فتنة ً .... فضلَّ بكَ الناسكُ الزاهدُ ؛

(((ديوان الهبل)))
إلى غيركمْ قلبي المتيم لا يصبو
-----------------------------------
إلى غيركمْ قلبي المتيم لا يصبو .... ومنْ أجلكم زندُ الهوى فيه لا يخبو
وأني وجيشُ الحبِّ بالقلب محدقٌ .... وكيفَ يكفُّ النارَ من دونه الحربُ
فقال الحسن الهبل
يلومني العذالُ في ولهي بكم .... وإني إلى قولِ العواذلِ لا أصبوُ ؛
وماذا عسى تجدي الملامة ُ في الهوى .... لمنْ لا له في الحبّ جسمٌ ولا قلبُ
فقال السيد
يميناً بكم ما حلتُ عنْ صدقِ ودكم .... وتربة صبري إنني للهوى تربُ ؛
ولولاَ هواكمْ ما طربتُ لمنشدٍ .... ولا شاقني من ذكره الجزعُ والشعبُ
فقال الحسن
أحبابيَ أنتمْ غبتمْ أم دنيتم .... وسيان عندي منكمُ البعد والقربُ ؛
وحاشاكم أن تهجروني بعدما .... علمتم بأني مغرمٌ بكمُ صبُّ

(((ديوان الهبل)))
متيمٌ شفه السقامُ
-----------------------------------
متيمٌ شفه السقامُ .... تشجيهِ إن غنتِ الحمامُ ؛
في حبّ ساجي الرنا غريرٍ .... في ريقه الشهدُ والمدامُ ؛
فقال الحسن الهبل
كأنه في الأثيل منهُ .... بدر دجى ً حفه الظلامُ
أنفقتُ صبري على هواهُ .... وحظيَ السهدُ والسقامُ ؛
فقال السيد
عذبُ اللمى ؛ كم أهيمُ فيهِ .... وجداً ؛ ولا ينفعُ الهيامُ ؛
وكمْ قطعتُ الظلام سهداً .... حتى جفا جفني المنامُ ؛
فقال الحسن
يمنعني وصله لحيني .... كأنما وصله حرامُ ؛
ولا كتابٌ ولا جوابُ .... ولا سلامٌ ولا كلامُ ؛
فقال السيد
يا قمراً حلّ عقد صبري .... فما لسري بهِ انكتامُ ؛
اللهَ في مغرمٍ عميدٍ .... قد شفه الشوق والغرامُ
فقال الحسن
وكم خلي يلومُ جهلاً .... وكلّ من حبَّ لا يلامُ ؛
قالتْ له مقلتاك مهلاً .... لا عذل ؛ فالسابق الحسامُ
فقال السيد
ملكتَ يا مالكي قيادي .... وصحَّ في كفكَ الزمامُ ؛
فافعلْ كما تشتهي فإني .... لم أرضَ إلاكَ والسلامُ ؛
فقال الحسن
وأبدِِ للحاسدين وجهاً .... لو أبصروا حسنهُ لهاموا ؛
و لا تصخُ للوشاة وارفقْ .... بمغرمٍ دمعهُ سجامُ ؛
فقال السيد
أفديكَ ؛ قد برحَ الجفا بي .... وقدْ وهتْ للقلى العظام ؛
وجلّ مقصودي التلاقي .... أستغفر الله والكلامُ
فقال الحسن
حملتني في هواك مالا .... يقوى على حمله شمامُ
وأمل العاذلون صبري ؛ .... يا بعد ما املوا وراموا ؛

فقال السيد
ما بعدَ الموتَ قلُّ وجدٍ .... عني ولمْ ينقضِ الغرامُ ؛
لكنني قد خفيتُ سقماً .... عنه ؛ فلم يلقني الحمام
فقال الحسن
وفاتر الطرف ليس يرعى .... لديه عهدٌ ولا ذمامُ ؛
بعدهُ الحاسدونَ عني ؛ .... فوصلهُ قطّ لا يرامُ .
فقال السيد
أغرّ حلو اللمى رقيقٌ .... للبدرِ من حسنه التمامُ ؛
يحقّ لي أنْ أهيمَ فيهِ ؛ .... وحقّ في مثله الهيامُ
فقال الحسن
ألحاظهُ كالسهامِ فعلاً .... بلْ فوقَ ما تفعلُ السهامُ
وقدهُ كالقضيب ليناً ؛ .... بل دونهُ السمرُ والبشامُ ؛
فقال السيد الجرموزي
مهفهفٌ حسنه بديعٌ .... يقصرُ عن وصفه النظامُ
في صفحة الخدّ منه راحٌ .... و خاله مسكه ختام . ؛

(((ديوان الهبل)))
وروضة ٍ باكرتها زائراً
-----------------------------------
وروضة ٍ باكرتها زائراً .... والليلُ قد أزمع للسيرِ ؛
قبلتُ من خيرتها أنملاً .... لطيفة ما مسها غيري ؛
فيا لها في الحسنِ من روضة ٍ .... تصبحُ الزائر بالخير ي

(((ديوان الهبل)))
يا حبذا يومي بحده
-----------------------------------
يا حبذا يومي بحده .... وبرودُ عيشي مستجدهْ ؛
والغيمُ قد نشرتْ يدا .... هُ على رقيق الأفقِ بردهْ
وعيون نرجسها المراضُ .... تنبهتْ من بعدِ رقدهْ ؛
والأقحوانُ غصونه .... نحو الحدائق مستمده ؛
وزهوره تحكي الثغورَ .... مقبلات فيه ورده ؛
وترى البنفسجَ والشقيق .... الغضّ والريحان عنده ؛
فاغنمْ بها صفو المعيشة ِ ؛ .... فالنوائب مستعدهْ
صفو المعاشِ كما علمتَ .... من العواري المستردهْ ؛
فالعيشُ مقتبلُ الصبا .... والعمرُ لمْ يبلغْ أشدهْ .

(((ديوان الهبل)))
ومشببٍ بالرقمتين و حاجرٍ
-----------------------------------
ومشببٍ بالرقمتين و حاجرٍ .... و برامة ٍ ؛ دعني وما لا أعرفُ ؛
شبب بحده ؛ أو فدعْ فهي التي .... أضحتْ بأنواع المحاسنِ توصفُ .
من أينَ تلقى مثل حدة أنبني .... هيهات ؛ مثلُ جمالها لا يعرفُ
ما شعب بوان النضير نظيرها .... في الحسنِ لو أنّ المخالفَ ينصفُ ؛
و الصغد يوماً لو حكاها بهجة ً .... نادته حسبك أيها المتكلف
ومنها
وترى حميساً في مجاريه لهُ .... ما بينَ منعطفِ الغصونِ تعطفُ ؛
ينسابُ في الروضِ انسيابَ أراقمٍ .... أو مثل ما سلّ الحسامُ المرهفُ
نظمَ الربيعُ بها بديعَ زهورها ؛ .... فموشعٌ ومدبجٌ ومفوفُ .

29 / 45
ع
En
A+
A-