(((ديوان الهبل)))
قد أجبنا هواك لما دعانا
-----------------------------------
قد أجبنا هواك لما دعانا .... وعصينا العذولَ حين نهانا .
ووردنا من بحر حبك ورداً .... صافياً دونه الكماة ُ تفانى ؛
وبذلنا النفوسَ ثمَّ ولم نن .... كل ضرابا مندونه وطعانا
واستطبنا طعمَ المنون على .... ذاك ؛ كأنَّ المنونَ فيه منانا
كم حطمنا على رباك جهاراً .... تارة ً صارماً وطوراً سنانا ؛
ووصلنا إلى حماكِ وصلنا .... صولة ً تتركُ الشجاع جبانا ؛
ورأينا صعبَ الأمورِ ذلولاً .... ربّ صعبٍ على المحبين هانا ؛
يا زماني بحاجرٍ و المصلى ّ .... وبوادي النقا ؛ سقيتَ زمانا ؛
كم عمرنا تلكَ الربى بالأماني .... إذ أخذنا من الليالي أمانا .
ونهضنا بلا ثوانٍ وما فاز .... بإدراكِ سؤله منْ توانى
وجررنا من السرورِ ذيولاً .... وسحبنا من الهنا أردانا .
في رياضٍ قد حاكتِ السحب فيها .... من مناديلِ زهرها ألوانا . ؛
ما رضينا من بعدهنّ ربوعاً .... لا ؛ ولا بعد أهلها سكانا ؛
يا حلولاً بالسفحِ من شعب نعمان .... سقى صيبُ الحيا نعمانا ؛
لم نزلْ ذاكري العهودَ ؛ فهل تخطر بالبالِ منكم ذكرانا ..
(((ديوان الهبل)))
صدقتَ ؛ الصبرُ أجملُ يا فلانُ ؛
-----------------------------------
صدقتَ ؛ الصبرُ أجملُ يا فلانُ ؛ .... فهلْ لي من لواحظه أمانُ
نصحتَ ؛ ولم تزل خلاًّ شفيقاً ؛ .... فمنْ لي لوْ وعتْ مني الأذان
عرفتك بالوفاءِ فكنْ معيني .... على وجدي فمثلي منْ يعانُ ؛
وفي كللِ الأحبة ِ والحنايا .. .... فؤادٌ بانَ عني يوم بانوا ؛
تملكهُ كحيلُ الطرفِ ألمى .... عنتْ لجمالهِ الغيدُ الحسانُ ؛
يقاتلُ باللحاظِ ولا سهامٌ .... ويطعنُ بالقوام ؛ ولا سنانُ ؛
لساحر طرفه غزلٌ وفتكٌ .... بنا ؛ وكذا يكون الافتتانُ .
(((ديوان الهبل)))
طولْ ؛ فشوقي باعهُ أطولُ
-----------------------------------
طولْ ؛ فشوقي باعهُ أطولُ .... ولمْ فلا أسمعُ ؛ لا أعقلُ
الحبّ لا يخرجُ عن مهجتي .... والعذلُ في أذنيَّ لا يدخلُ ؛
قد ملأَ القلبَ الهوى قبلهُ .... فدعهُ حتى يخرج الأولُ ؛
وانظر إلى من في غرامي به .... شاركني من قبلك العذلُ ؛
فشبهة ُ العذلِ إذا ما بدا .... وجهُ الذي همتُ به تبطلُ
وقلتَ بي من حبه جنة ٌ .... صدقتَ ؛ فانصح رجلاً يعقل .
(((ديوان الهبل)))
كم ذا الجفا وإلى متى الهجرُ
-----------------------------------
كم ذا الجفا وإلى متى الهجرُ .... شبّ الهوى وتعذر الصبرُ ؛
ذهبتْ قوى ً قد كنتُ أعرفها .... وتجلدٌ أودى بهِ الدهرُ ؛
حتامَ أحملُ فيكَ من كلفي .... ما لا يطيقُ لحمله الصخرُ
ومعنفٍ أدى نصيحته .... لو لم يكنْ في مسمعي وقرُ
ماذا على العذال لو عذروا .... إذ في الهوى العذريّ لي عذرُ ؛
عينيَّ هذا وقتُ جودكما .... فتدفقا فكلاكما بحرُ .
(((ديوان الهبل)))
أظبا كناسٍ ؛ أم أسودُ عرينِ
-----------------------------------
أظبا كناسٍ ؛ أم أسودُ عرينِ .... عرضتْ لنا بالسفح من يبرينِ
كيفَ الحياة ُ لمنْ أضلَّ فؤادهُ .... ما بينَ بيضِ طلى ً وسودِ عيونِ
ما كنتُ أحسبْ أنّ آسادَ الشرى .... تضحي فرائسَ للظباء العينِ
بأبي الذي ما قلَّ فيه تصبري .... إلاّ وزادتْ في هواه شجوني ؛
رشأٌ يصولُ من القوام بذابلٍ ؛ .... ومن الجفونِ بصارمٍ مسنونِ ؛
ترك الورى منْ لحظه وقوامهِ .... ما بين مضروبٍ وبين طعينِ
بعتُ الفؤادَ بوقفة ٍ يوم النوى .... فمضى ؛ وعدتُ بصفقة ِ المغبون .
(((ديوان الهبل)))
من علمَ اللفظَ سحرَ الناظرِ الساجي
-----------------------------------
من علمَ اللفظَ سحرَ الناظرِ الساجي .... وصاغَ تحتَ الطلى حقين من عاجِ
ومن أقامَ قضيبَ البانِ منتصباً .... على كثيبٍ من الأردافِ رجراج
وأطلعَ البدر من لألاء غرتها .... يضيءُ في جنح ليل الطرة ِ الداجي
للهِ ما حازَ ذاك القدُّ من هيفٍ .... وذلكِ الخدُّ من حسنٍ وإبهاجِ ؛
شمسٌ تنقل من أحشاء من فتنتْ .... من الأنامِ بأفلاكٍ وأبراج .
فلا تسلْ كم سبتْ وجداً وكم قتلتْ .... يومَ الفراق ولكنْ سلْ عن الناجي
(((ديوان الهبل)))
يا قاتل الله عيني كم أضنّ بها
-----------------------------------
يا قاتل الله عيني كم أضنّ بها .... وليسَ ترضى سوى قتلي وإهلاكي .
يا عينُ ؛ ما كان ظني فيك أن تردي .... بمهجتي بينَ سفاحٍ وسفاك
غررتِ يا عين قلبي بالغرام وما .... قد كان أغناهُ عن هذا ؛ وأغناك ؛
كلفته حمل أعباء الهوى فغدا .... صبا ؛ وما كان يدري الحب لولاكِ ؛
(((ديوان الهبل)))
أيّ سيفٍ نضتهُ لي جفناكا
-----------------------------------
أيّ سيفٍ نضتهُ لي جفناكا .... أي رمحٍ هزتهُ لي عطفاكا
كنتُ لا أعرفُ الغرام إلى أنْ .... عرفتني فنونه عيناكا .
أنتَ أخفيتني نحولاً ؛ فقل لي .... كيف أقوى على احتمال جفاكا
لوْ لشمسِ الضحى برزتَ لقالتْ .... لعنَ اللهُ منْ أحبَّ سواكا .
أو رأى البدرُ نورَ وجهك نادى .... ته دلالاً فأنتَ أهلٌ لذاكا
(((ديوان الهبل)))
همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛
-----------------------------------
همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛ .... فلوموهُ إن شئتم أو دعوا ؛
فعنْ ذلك الأمرِ لا ينتهي .... وعن ذلكَ الشانِ لا يرجعُ ؛
وفي الركبِ فتانة ٌ ؛ في الحشا .... لها مستقرٌّ ومستودعُ ؛
حمتها النصالُ بأيدي الرجالِ .... وبيضُ الظبي والقنا الشرعُ ؛
حداهمْ برغمي غرابُ النوى .... وهبتْ بهمْ ريحها الزعزعُ ؛
أقامتْ شجونيَ من بعدهمْ .... وأزمعَ صبريَ إذ أزمعوا
سقى اللهُ من أجلهم لعلعاً .... وأينَ وأينَ ترى لعلعُ
أحيي الربوعَ وهم مقصدي .... وإنْ قلت حييتَ يا مربعُ
وقد كان قدماً بهم عامراً ؛ .... فها هوَ من بعدهم بلقعُ ؛
وفي أثرِ العيسِ لما سروا .... فتى ً قلبه مؤلمٌ موجعُ ؛
محبٌّ قضية أشجانه .... إلى دولة ِ الحسنِ لا ترفعُ ؛
وهونَ قومٌ عليهِ الهوى .... فأصبحَ من وردهِ يكرعُ
توهمهُ سلساً صعبهُ ؛ .... وكم حاذقٍ في الهوى يخدعُ
هو الموتُ لا جسدٌ ناحلٌ .... ولا طول سهدٍ ولا مدمعُ ؛
ولا الريحُ تسري ولا بارقٌ .... يظلّ على بارقٍ يلمع ؛
فهاتيك علات أهلِ الهوى .... ولي دونهمْ في الهوى منزعُ
وخالي الحشا سامني سلوة ً .... ولم يدرِ ما حوتِ الأضلعُ
يلومُ شجياً عنِ الحبٍّ ما .... خلا منه عضوٌ ولا موضعُ
فيا عاذلي أينَ منْ يرعوي .... ويا ناصحي ؛ أينَ منْ يسمع
(((ديوان الهبل)))
مقيمٌ في اقترابي وابتعادي
-----------------------------------
مقيمٌ في اقترابي وابتعادي .... على عهدِ المحبة ِ والودادِ ؛
خيالك لا يبرحُ قيدَ فكري .... وحبك ليسَ ينزحُ عن فؤادي ؛
خلقتَ لشقوتي ولطولِ حيني .... على شرطِ اختياري وانتقادي ؛
ولولاَ سحرُ عينكَ لم تجدني .... وحقك في الهوى سلسَ القيادِ ؛
فزدني ما استطعتَ فلى ً وصداً .... فحاكمنا غداً ربُّ العبادِ ..
وقد يعمى الهوى بصري فأدعو .... عليكَ بغيرِ قصدٍ واعتمادِ
ولولاَ أنْ تنمَّ بنا اللواحي .... وتسلقنا بألسنة ٍ حدادِ ؛
لكنتُ أريك صبراً في انتقاصٍ .... بليتُ بهِ ووجداً في ازديادِ
وقلباً لا ترقّ لهُ وترثي .... وقدْ رقتْ لهُ فيكَ الأعادي ؛
وخالٍ عن هواك أطالَ لومي .... ودونَ سماعهِ خرطُ القتادِ ؛
فقلتُ له رويدك لا تلمني .... فلومكَ غيرُ مجدٍ في اعتقادي ..
أمأسورٌ فؤادكَ أمْ فؤادي .... ومسلوبٌ رقادكَ أمْ رقادي