(((ديوان الهبل)))
هو الربع لكن غير الدمع مغناه
-----------------------------------
هو الربع لكن غير الدمع مغناه .... فلا تنكروه إن محاه وأبلاه
وأقفر ممن تعهدون فقلتم .... سواه ولا والله ما هو إلا هو
يذكرني شاري البروق أهليه .... فيضمن دمعي عند ذلك سقياه
ويرتاح قلبي إن تذكرتهم وقد .... تهون ما يلقى المتيم ذكراه
سقى الله عصرا فيه قد ضم شملنا .... جميعا ودهرا بالوصال قطعناه
وأنسا بهم أبدلت عنه بوحشة .... وعيشا تقضي لست والله أنساه
فيا ليت شعري هل يعود زمانه .... ويسعد دهري في المنام بلقياه
وقائلة صبرا على غصص النوى .... فقد قيل أن الصبر تحمد عقباه
ومن يك لم يصبر مع القرب قلبه .... فكيف وقد زم الرحيل مطاياه
فآها لصب كلما ذكر النوى .... أبا ذكرها أن يطعم النوم جفناه
وآها لآمال طوتها جوانحي .... إذا هب داعيها بدمعي لباه
أقول لعل الدهر قد نام طرفه .... وجاء من الإقبال ما أتمناه
ومهما أومل قط من نيل حاجة .... أباها علي الدهر ما لي وإياه
وليس على الأيام تقريب مطلب .... إذا أبعد الشخص المؤمل مرماه
ألا في سبيل الحب قلب معذب .... رماه بسهم البعد من كان يهواه
قضى برهة في طيب عيش بوصله .... فأبعده عنه الزمان وأقصاه
ودري ثغر ما له من مشابه .... وربتما للناس في الناس أشباه
تمثل لي بالسحر وردا ونرجسا .... وما هي إلا وجنتاه وعيناه
دعاني إلى دين الصبابة طرفه .... ولم أدر ما دين الصبابة لولاه
فيا ويح قلبي ما أشد خضوعه .... لديه وما أقساه قلبا وأجفاه
وأحفظني حبا لعهد وداده .... وأوهن عقد الود مني وأوهاه
ومكتئب أخفي هواه صبابة .... زمانا فأضناه سقاما وأحفاه
يهيم لعلوي النسيم إذا سرى .... بنشر أقاحي حاجر وخزاماه
ويصبو إلى الأغصان أغصان رامة .... إذا ذكرته قد من كان يهواه
ويسأل عن حال العقيق وأهله .... ألا فسقى الله العقيق وحياه
ويذري لتذكار الغوير مدامعا .... تكفل عن أيدي الغمام بسقياه
ويذكر نعمان الأراك فينتشي .... بعاثر رياه فكيف برؤياه
وما أنس لا أنس الحمى ولربما .... تحول دهر بالمحب فأنساه
وليل سريناه على متن همة .... تكلفنا ما يعجز الدهر مأتاه
تكفل فيه النسر خفض جناحه .... لعزم فتى لا يرتقي النسر مرقاه
وقد وقفت فيه الثريا كأنما .... تعرفنا أدنى الطريق وأقصاه
كأن عصا الجوزاء حدت لسيرها .... من الأفق حدا فهي لا تتعداه
فشبهتها بين النجوم وقد بدت .... بكف صفي الدين بين عطاياه
فتى لا يداني في المكارم رفعة .... ولا تبلغ الأوهام في المجد مرماه
فتى جل قدرا في الورى عن مشابه .... من الخلق طرا والخلائق أشباه
أخو كرم لا يبتدي القول واعدا .... بجدواه حتى تبتدي الفعل كفاه
وما هو إلا عقد مجد وسؤدد .... وتبر من العلياء أخلصه الله
فلو أنصفت غر الأهلة نعله .... لكان على الأحداق منهن ممشاه
صفي الهدى كن حيث شئت من العلى .... فما الجود إلا اسم وأنت مسماه
رويدك ما فوق الكواكب رفعة .... فأي محل فوقها تتوخاه
أبا حسن والدهر قد جار واعتدى .... علي وبالأضرار قد طال مسعاه
وحملني دينا أبيت لأجله .... أسامر نجم الأفق ليلي وأرعاه
فكن منقذي من جوره يابن حيدر .... وكن صارفا عني أذاه وبلواه
أنلني من المعروف ما أنت أهله .... وقل لتصاريف القضا قد أجرناه
فسوحك سوح لا يضام نزيله .... وكيف يضيم الدهر من أنت مولاه
(((ديوان الهبل)))
ثق بالذي صير دون الورى
-----------------------------------
ثق بالذي صير دون الورى .... في راحتيك البسط والقبضا
ما أحكموا من كيدهم عقدة .... إلا وأحكمت لها نقضا
كم عرض الكلب على قبحه .... بالنبح للبدر وما عضا
زين إبليس لهم ما أتوا .... فاعتقدوا طاعته فرضا
راموا بحكم الجهل أن يجحدوا .... من فضلكم ما طبق الأرضا
وما دروا أن ديون العلي .... بسمر ارماحك تستقضى
وأن أسيافك من غيظها .... ما طعمت أجفانها غمضا
وأن آراءك إن أعملت .... في حادث كالسيف أو أمضى
فروا من الخوف فما قصرت .... خيلك في أدبارهم ركضا
كانوا من الحيرة في ظلمة .... يلعن فيها بعضهم بعضا
حتى استبانوا بك نهج الهدى .... واستوضحوا السنة والفرضا
وقد غدا غاية مطلوبهم .... أن تغفر الذنب وأن ترضى
فاصفح بحلم عنهم مغضيا .... فالصفح من دأبك والإغضا
وخلهم في الأرض أسرى فقد .... ملكت منها الطول والعرضا
(((ديوان الهبل)))
سلوا دارهم أين استقر فريقها
-----------------------------------
سلوا دارهم أين استقر فريقها .... وأي فلاة كان فيها طريقها
سقاها الحيا من أربع ومنازل .... لهوت بها إذ ليس غيري طروقها
إذ العيش ريان المعاطف أخضر .... ولم تذو من دوحات لهوي عروقها
لقد رحلوا منها الغداة وخلفوا .... حشاشة قلب ليس يهدا خفوقها
خليلي قد أبرمتما إذ عذلتما .... وكلفتماني خطة لا أطيقها
ترومان أن تسلو عن الحب مهجتي .... أيحسن من بعد الوفاء عقوقها
وغير سواء يا خليلي فاعلما .... مقيد نفس في الهوى وطليقها
ألا في سبيل الحب مهجة وامق .... إذا لاح برق الأبرقين يسوقها
وغيداء يسبي الغصن لبن قوامها .... ويفضح شمس الأفق نورا شروقها
سقتني على أولى الشبيبة والصبا .... كؤوس هوى ما خلت أني أذوقها
ومنها في المديح:
-----------------------------------
من القوم طالت في المعالي فروعها .... علوا وطابت في المساعي عروقها
إذا انتسبت للمكرمات بنو العلى .... فأنت أخوها دونهم وشقيقها
وكم من ملوك قد ثللت عروشها .... وما كان لولا أنت خلق يطيقها
طغت وبغت فعل الفسوق وأعرضت .... فحاق بها طغيانها وفسوقها
صمدت لهم في كل بيداء مجهل .... وقد أظلمت تحت العجاج طريقها
وسقيتهم كأس الحروب كأنما .... أديرت عليهم بالعوالي رحيقها
وأدخلتهم في الدين كرها وطاعة .... وقد بان من دين الإله مروقها
إلى أن رعوا حق الشريعة وارعووا .... وما كان لولا أنت ترعى حقوقها
وما زلت حتى انقاد طوعا حماتها .... وحتى استوت أملاكها ورقيقها
وجاءتك تمشي في القيود ذليلة .... وقد جف خوفا من سيوفك ريقها
أتترع يوما للعفاة مواردا .... وأصدر عنها ظاميا لا أذوقها
لك المجد والعلياء غير منازع .... إذا لج في دعوى المعالي فريقها
(((ديوان الهبل)))
أذكر الوعد مولانا ومالكنا
-----------------------------------
أذكر الوعد مولانا ومالكنا .... ولم يكن ناسيا وعدي فيدكر
لكن هززت به ماضي الغرار كما .... يهز للفتكة الصمصامة الذكر
والله قد أمر الطهر البتول بأن .... تهز بالجذع حتى يسقط الثمر
لو شاء جل لأغناها وأطعمها .... مما تشاء ولا جذع ولا شجر
وكم شكونا له سبحانه ضررا .... ومنه كان امتحانا ذلك الضرر
(((ديوان الهبل)))
أملاي قد أهدى أسير ودادكم
-----------------------------------
أملاي قد أهدى أسير ودادكم .... لمالكه شيئا يسيرا من القطر
فجد بقبول واعذر العبد منة .... فما خلت أن القطر يهدي إلى البحر
ولن يبلغ المملوك غاية قدركم .... ولو جاء بالشمس المنيرة والبدر
(((ديوان الهبل)))
يا طالبا للرزق إن ترم العطا
-----------------------------------
يا طالبا للرزق إن ترم العطا .... من غير أحمد فاقتنع بالدون
لا تأملن ندى الكرام فإنما .... أخذوا المكارم عن صفي الدين
(((ديوان الهبل)))
أنخها فهذا مربع المجد والفضل
-----------------------------------
أنخها فهذا مربع المجد والفضل .... وقف نمل أخبار المعالي ونستملي
ونقض به ما أوجبت شرعه الندى .... على الحر من فرض أكيد ومن نفل