(((ديوان الهبل)))
ملك به عز الشريعة مظهر
-----------------------------------
ملك به عز الشريعة مظهر .... يزهي به الدين الحنيف ويفخر
وبناء عز شيد في أوج العلى .... ينحط كسرى عن ذراه وقيصر
ومخائل ميمونة وسعادة .... مقرونة بعزائم لا تفتر
وصوارم مصقولة وذوابل .... يعنو لها المستكبر المتجبر
وغنائم من ذي الجلال ولم يزل .... رب البرية للجميل ييسر
يا من له في كل يوم كريهة .... من جده الميمون سيف أبتر
لولا محبتك الجلاء لمن طغى .... لكفاك جد في الحروب مظفر
أيقيسك البحر الخضم وللورى .... من كل أنملة بكفك أبحر
كف ترى الأملاك لثم بنانها .... شرفا ويحسدها الغمام الممطر
من ذا يطيق نزال مثلك في الوغى .... لو قابلتك بكل قيل حمير
ولمن رآك ولم يمت من حينه .... بسيوف خوفك إنه لمعمر

ولرب يوم قد أثرت قتامه .... وصبرت إذ لا ذوجنان يصبر
وظلام نقع للوغى جليته .... والأسد في أجم الذوابل تزأر
فغدا الضحى بك وهو ليل أليل .... وغدا الدجى بك وهو صبح مسفر
يابن الأولى نصروا شريعة جدهم .... واستنقذوا دين الآله وأظهروا
قوم لهم غايات كل سيادة .... عنها تأخرت الملوك وقهقروا
طالوا وطابوا عنصرا ووشيجة .... نعم الوشيجة منهم والعنصر
سر حيث شئت يسر لديك مصاحبا .... من نصر مولاك العديد الأكثر
ومر الزمان بما تشاء فلم تزل .... طول المدى تنهى الزمان وتأمر
ما اختراك المولى لتحمي ملكه .... إلا لأنك درعه والمغفر
كم من ملوك قادة ذللتهم .... وقد استطالوا جهدهم وتكبروا
ومقاول أفنيتهم قتلا وقد .... سلكوا سوى نهج الهدى فتحيروا
نبذوا عهود الله خلف ظهورهم .... وعتوا على باريهم واستكبروا
لو كان للتوفيق فيهم مدخل .... تابوا إلى باريهم واستغفروا
عميت بصائرهم لعظم ذنوبم .... والحق أبلج واضح لو أبصروا

راموا بجهلهم وضعف عقولهم .... إخفاء دين محمد لم يقدروا
طلبوا المحال فحال دون مرامهم .... مصقولة بيض وموت أحمر
وكتائب خضر تظل كماتها .... كالأسد في أجم القنا تتبختر
ظنوا الإله ينيلهم ما أملوا .... والله أعلى أن يضام ويقهر
جزت السباسب خلفهم فتركتها .... والمسك أدنى ريحها والعنبر
وفتحت قهرا من معاقل أرضهم .... ما كان يعجز عنده الإسكندر
وغدا يصفد كل ليث منهم .... ويباع بالنزر الغزال الأعفر
في موقف للنقع فيه غمامة .... نار المنايا تحتها تتسعر
سلت به مثل النجوم صوارم .... تركت رداء النقع وهو مشهر
بيض تسود كل منتصر بها .... ما لم يكن لجميل صنعك يكفر
من كل مشحوذ الجوانب لم يزل .... مذ كنت من علق الأعادي يقطر
والسمر تخطر للقا فقدودها .... تزهى ارتياحا والأسنة تزهر
من كل مطرور السنان طعينه .... لا ينثني وكسيره لا يجبر
ما زلت تسقيها دماء رقابهم .... فليذاك تثمر بالرؤوس وتبذر

والخيل تمشي في الحديد معدة .... وعيونها شزرا إليهم تنظر
لم يدر حين تكر في آثارهم .... أهي السهام ام الجياد الضمر
يطلعن من غرر لهن أهلة .... ينجاب من إشراقهن العثير
من كل معروف الأصول تخاله .... كالسيل من أعلى الذرى يتحدر
وإذا جرى البرق اليماني خلفه .... أبصرته بغباره يتعثر
وإذا سعى معه الحيا منصوبا .... ألفيته من خلفه يتكسر
تهوى لهاديه القنا فيردها .... نفس له للغيظ منهم يزفر
نسج العجاج عليه درعا سابغا .... عن فضها باع الأسنة يقصر
لولا امتثال الأمر في إرهابهم .... لكفاه ما نسج العجاج الأكدر
يعلوه ملك ما أهم بغاية .... للمجد إلا نال ما يتعذر
لله أحمد كم على ومكارم .... تعزى إليه وكم معال تبهر
ملك إذا ركب الجواد حسبته .... بدرا له متن السحاب مسخر
وكأنما أخلاقه لجليسه .... من ورد روضات المحامد تعصر
من ذا سواه له المحامد تنتقى .... وتحاك أبراد الثنا وتحبر
يا أيها الملك الذي عزماته .... وصفاته في كل أرض تذكر

وافيت هذي الأرض تحيي ميتها .... ولنور دين الله فيها تطهر
ومنحتها نظر الشفيق فجئتها .... تحيي مآثر سالفيك وتعمر
فأشدت من آثارهم ما شيدوا .... ولما ابتدأت من المكارم أكثر
حتى لقد حسدت رباها مكة .... واشتاق قربك خيفها والمعشر
فاستجلها عذراء يطوي نشرها .... طيا ويقصر عن مداها بحتر
لم أذكر الفتح بن خاقان ولا .... قد عاقني عن بحر جودك جعفر
لا زلت والدهر العصي مطاوع .... والملك ريان المعاطف أخضر
والشمس لم تكسف لأمر فادح .... أنى وحظك في السعادة أوفر
لكنها استحيت فاطفت نورها .... لما راتك ونور وجهك أنور
أو انها هويت جوادك فاغتدت .... تهوي إليه وهي نعل أحمر
هذي الكرامات التي لا تنتهي .... والمجد والشرف الذي لا ينكر
وبقيت كهفا يستغيث بك الورى .... طرا ويبصر رشده المستبصر
وعلى النبي وآله من ربنا .... أسنى صلاة لا تزال تكرر
ما فاح مدحك في البسيطة عنبرا .... واهتز من طرب لذكرك منبر

(((ديوان الهبل)))
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم
-----------------------------------
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم .... وموسم كل أجر فيه يغتنم
عادت بعز وإقبال عوائده .... لمن تقصر عن أوصافه الكلم
ملك بنى غرف العليا وشيدها .... على دعائم عز ليس تنهدم
يعفو فتبتسم الأرجاء صاحكة .... وترجف الأرض خوفا حين ينتقم
له سيوف حداد أكلها أبدا .... وشربها مهج مفرية ودم
بيض إذا فارقت أجفانها لوغى .... فإنما القدر الماضي لها حلم
أقسمت لولا أياديه وعزمته .... ما كان في الأرض لا سيف ولا قلم
كم موقف خاص أحشاء الحروب به .... وموجها بدم الأبطال يلتطم
وكم أعاد أبادتهم صوارمه .... قتلا ولو أسلموا طوعا له سلموا
ما زال يقتلهم في كل معركة .... تشيب من هولها الأصداغ واللمم

إذا ظل يدعو أخاه كل ذي رحم .... إليك عني فليست بيننا رحيم
أقراهم ماضيات الحد تفعل في .... موائد الحرب ما لا يفعل النهم
جزاهم السيف عن كفران نعمته .... والسيف أحفظ ما تحمي به النعم
ولم يزل مقدما في كل ملحمة .... غراء فيها عرى الأقدام تنفصم
حتى غدا الدين لا في عينه عمش .... من الضلال ولا في أذنه صمم
من الملوك الألى لولا وجودهم .... وجودهم في الورى لم يعرف الكرم
من سادة قادة شم جحاجحة .... ترعى لديهم عهود الله والذمم
سادوا البرية من عال ومنخفض .... فهم ملوك وأملاك الورى خدم
فكل فضل نبيل دون فضلهم .... وكل مجد أثيل دون مجدهم
إذا تفاخر أملاك الورى فخروا .... وإن تحاكم أبناء العلى حكموا
وإن دعاهم إلى الإعطاء مفتقر .... يلبه المجد والعلياء والشيم
وتستعير البرايا من مكارمهم .... فكل مكرمة بين الورى لهم

فازوا من الرتب العليا بأرفع ما .... تدعو له شيم العلياء والهمم
ترى معاديهم في كل معركة .... شهب البزاة سواء فيه والرخم
يبني لهم غرف المجد الأثيل فتى .... مسود لا يداني جوده هرم
لو أن أسيافه في الأرض مصلته .... من أول الدهر لم يعبد بها صنم
ليهن قوما إلى أبوابه وفدوا .... فإنها كعبة المعروف والحرم
أمسترق ملوك الأرض قاطبة .... كيف استرق يديك الجود والكرم
لو أنصف الدهر أهليه لما حديت .... إلا لقصد حماك الأينق الرسم
لا يعدم الله هذا الخلق منك يدا .... بجودها أمن الأقتار والعدم
وانعم بمقدم هذا العيد لا برحت .... لديك فيه وفي أمثاله النعم
واسعد بمأجور ما قدمت من قرب .... وما دعا لك فيه العرب والعجم
يفديك رب حسود في الملوك بما .... أحرزت من قصبات السبق دونهم
ما دمت فالدهر مأمون عدواته .... والعيش غض وثغر الملك مبتسم

(((ديوان الهبل)))
سقامي يظهر ما أضمر
-----------------------------------
سقامي يظهر ما أضمر .... ودمعي يعرف ما أنكر
كتمت الذي بي خوف العدي .... ومضمر سر الهوى مظهر
ولى عاذلان على مالكي .... فهذا نكير وذا منكر
أطيلا ملامي أو أقصرا .... فإني في الحب لا أقصر
بليت به قاسي القلب لا .... يراعي عهودي ولا يذكر
يخادعني جفنه بالفتو .... ر وما الموت إلا إذا يفتر
ويخطر تيها فلا السمهر .... ي لدن ولا الغصن الأخضر
فيا خاطرا في رداء البها .... سواك ببالي لا يخطر
إلى كم تجيء شكاتي فلا .... تصيخ إليها ولا تنظر
أحين سعت بي إليك الوشا .... ة صدقت في الذي يذكر
وهبني كما نقل الحاسدو .... ن عني ظلما وما زوروا
فأين التجاوز عمن يسي .... ء وأين إقالة من يعثر
أذنبي وحدي أم هكذا .... ذنوب المحبين لا تغفر
وها أنا قد جئت مستغفرا .... أتقبل من جاء يستغفر
ويا هاجرا لي حتى متى .... لمضناك طول المدى تهجر

إذا شئت أن نتسلى هواك .... ونصبر لا كان من يصبر
فقل لقوامك لا ينثني .... وقل للحاظك لا تسحر
ولا تر أبصارنا مقلة .... وقدا هما السيف والأسمر
وغط العذار فمهما بدار .... فإنا على خلعه نعذر
وإلا فقل لي ماذا نقول .... غدا حين يجمعنا المحشر
فإنك أورثت جسمي الضني .... وحملتني فوق ما أقدر
وخلفت قلبي لا يهتدي .... لغير هواك ولا يبصر
أما خفت أني بسيف الهدى .... مليك البرية أستنصر
بأمنع من سمع السامعو .... ن وأكرم من أبصر المبصر
فإن جاد يوما فمن حاتم .... وإن جال يوما فمن عنتر
هو ابن النبي هو ابن الوصـ .... ـي كذلك فليكن المفخر
هو الضارب الهام يوم الوغى .... إذا ما الكماة بها قهقروا
مليك بكفيه للطالبين .... سحائب لا تأتلي تمطر
نمته نجوم سماء العلي .... ولكنه بدرها النير
حوى رتبة كل سامي الفخا .... ر من الناس عن نيلها يقصر

13 / 45
ع
En
A+
A-