ما زال عنك النصر فيه كأنما .... في الكف منك زمامه والمقود
حتى تردد من رآك أأنت للـ .... ـفتح المبين أم السيوف تجرد
وهي الرماح الزاعبية أم هي الـ .... أقدار ترمي من أردت فتقصد
وهي السعادة إذ قصدت إلى الوغى .... حملتك أم سامي المقلد أجرد
وهي الجيوش أم المنايا قدتها .... للحرب أم بحر خضم مزبد
هيهات لا يقوى لما تأتي به .... بشر ولكن الملائك تعضد
يا خير من ركب الجياد ومن له .... في الكون ألوية الولاية تعقد
ذللت في الأرضين كل ممنع .... فجميع أملاك الورى لك أعبد
لم يبق إلا مكة فانهض لها .... فالله جل بنصره لك منجد
جرد لها أسياف عزمك إنها .... لطلوع نجمك بالسعادة ترصد
والدهر فيما تبتغيه طائع .... والسعد فيما تنتحيه مسعد
أيصدكم عنها أناس ما لهم .... قدم إلى العليا تسير ولا يد
ولأنتم دون الورى أولى بها .... فبها مقر أبيكم والمعهد
طهر من الترك الطغام بقاعها .... فلطال ما عاثوا هناك وأفسدوا
عود عداة الله من إهلاكهم .... ما كان عودهم أبوك محمد
جرد حسامك إنه في غمده .... للغيظ منهم جمرة تتوقد
وأدر عليهم بالصوارم والقنا .... حربا يشيب إذا رآها الأمرد
ومر الزمان بهم فإن لصرفه .... سيفا يشتت شملهم ويبدد
أين المفر لهم وسيفك خلفهم .... في كل ارض أغوروا أو انجدوا
إن أشهروا جهلا عليك سيوفهم .... فلسوف في الهامات منهم تغمد
أو اشرعوا سمر الرماح فإنها .... لا بد في لباتهم تتفصد
أو أوقدوا نار الحروب فإنها .... بدمائهم عما قريب تخمد
ماذا عسى أن يوقدوا من كيدهم .... نارا وربك مطفىء ما أوقدوا
لا تبتإس بفعالهم فلربما .... يكفيك شأنهم القضاء المرصد

ما فعلهم ويد الإله عليهم .... ما فعل سيف ليس تحمله يد
وهم الكلاب العاويات وإنما .... ذاقوا حلاوة حلمكم فاستأسدوا
الله أسعدكم وأشقى جمعهم .... والله يشقي من يشاء ويسعد
وأراد منك الله جل جلاله .... من نصر هذا الدين ما تتعود
ولسوف تقدح فيهم أسيافكم .... شررا لأيسره يذوب الجلمد
ويقال قوم قتلوا منهم وقوم .... أوثقوا أسرا وقوم شردوا
وإليكها ملك البرية مدحة .... كادت لها الشمس المنيرة تسجد
من صادق في ود آل محمد .... يفنى الزمان ووده يتجدد
نظما تود الغانيات لو أنها .... يوما بدر عقوده تتقلد
يشكوك فقرا قد تحمل قلبه .... من اجله كربا تقيم وتقعد
فقرا أناخ على العيال بكلكل .... وسطا فقلت لسيفه ما يولد
أرسل عليه من نوالك غارة .... شعوا تفرق جيشه وتبدد
وأفض علي بحار جودك منعما .... حتى يموت بغيظه من يحسد
لا زلت مرجوا لكل عظيمة .... تبني معالم للعلي وتشيد
وعليك صلى الله بعد محمد .... ما دام ذكرك في البرية ينشد
والآل ما هبت صبا نجدية .... وشدا بذكرك مغور أو منجد

(((ديوان الهبل)))
هذا العقيق فقف بنا يا حادي
-----------------------------------
هذا العقيق فقف بنا يا حادي .... فبه سلبت حشاشتي ورقادي
واحبس بكاظمة قلوصك منشدا .... ما للدموع تسيل سيل الوادي
وأعد أحاديث الغوير لمغرم .... أضحى حليف صبابة وسهاد
وحذار من وادي النقا والسفح من .... أضم فثم مصارع الآساد
وأنا الفداء لبابلي لواحظ .... يسطو ببيض من رناه حداد
ظبي من الأتراك غصن قوامه .... يزري بغصن البانة المياد
فارقت قلبي عندما فارقته .... فكأنما كانا على ميعاد
كم ذا أكابد من هواه على النوى .... حرقا تفتت قلب كل جماد
رشأ بليت بهجره وبعاده .... وبرائح بالعذل فيه وغادي
يا عاذلي خل الملامة إنني .... أدري بغيي في الهوى ورشادي
دعني وشأني أو فكن لي مسعدا .... إن الكئيب أحق بالإسعاد
حسبي صروف الدهر تهضم جانبي .... وتحول ما بيني وبين مرادي
كم اشتكي جور الزمان ولا أرى .... لي من يعين على الزمان العادي
حتى دعاني السعد لا تخضع ولذ .... بحمى الصفي وناد زين النادي
السيد العلم الهمام المنتقى .... حرم الطريد وكعبة الوفاد
الملك سيف الدين أفضل من نضا .... سيفا على الأعداء يوم جلاد
ملك حديث فخاره يرويه بالـ .... إسناد عن آبائه الأمجاد
ليث مخالبه إذا حضر الوغى .... بيض مهندة وسمر صعاد
كرم يود البحر لو يحكيه مع .... بأس يذيب البيض في الأغماد
ملك علا رتب الفخار بهمة .... رفعته فوق الكوكب الوقاد
وقفا مآثر سالفين تقدموا .... من كل ذي شمم طويل نجاد
وتقدم الأملاك طرا في الندى .... سبقا وهل سبق لغير جواد
لو كان في الزمن القديم تشرفت .... بشريف خدمته بنو عباد
لله كم منن أفاض على الورى .... غراء كالأطواق في الأجياد
لو قصر العافون عن طلب الندى .... لأقام فيهم للنوال منادي
يستقبل الجلي ببيض صوارم .... كفلت له بغناء كل معادي

وبسالة أغنته عن حمل القنا .... توهي القوي وتفت في الأعضاد
فلتفخر منه العلى بأغر رحـ .... ـب الكف رحب الصدر رحب النادي
بغضنفر شرس له من نصره .... عين على الأعداء بالمرصاد
يقظان في طلب العلى لم تكتحل .... من غير سوء عينه برقاد
تالله ما عمرو أخا بأس ولا .... كعب بن مامة عنده بجواد
من معشر سبقوا الملوك إلى العلى .... سبق الجياد الضمر يوم طراد
وحووا تراث المجد عن آبائهم .... ووراثة الآباء للأولاد
وتبوأوا في المجد أشرف مقعد .... ورقوا من الجوزاء فوق مهاد
أمبلغ الأمل الطويل ووارث المجد .... الأثيل وملجأ القصاد
أمجرد الأسياف لم يغمدن في .... شيء سوى الهامات والأكباد
لك في العزائم عن سيوفك غنية .... فذر السيوف تقر في الأغماد
ماذا عسى مدحي المقصر قائل .... وثناك بين غوائر ونجاد
ما زال ذكرك حيث كنت مصاحبي .... في في كل رابية علوت ووادي
فافخر على قوم مضوا ما إن لهم .... في الفخر غير تقدم الميلاد
واسمع شكية ذي وداد صادق .... وأسير فقر ما له من فادي
عبد تخطى نحوه صرف القضا .... وعدت عليه من الزمان عوادي
طال البقاء وقد وعدت ولم تزل .... معطي الأماني صادق الميعاد
فانظر إلى حالي وعجل أوبتي .... فضلا وفك من الخطوب قيادي
أرسل على أرض افتقاري غارة .... بسحائب المعروف والإمداد
واللبث لم يطل لملالة .... أيمل عذب الماء قلب الصادي
لكن إلي طلب العلوم وكسبها .... طال اشتياقي واستطال سهادي

أيطيب لي زمني ولم أجري به .... في حلبة العلم الشريف جوادي
مولاي قد وافيت بابك وافدا .... وعلى الكريم كرامة الوفاد
وركبت من عزمي إليك مطية .... وجعلت ذكرك في المفاوز زادي
وتركت أملاك البرية عن يد .... إذ كنت قبلة مقصدي ومرادي
وطويت نحوك كل أغبر قاتم .... عن حر أكباد وضر بادي
وقصدت حضرتك الشريفة عندما .... جار الزمان ولج في إبعادي
وافيتها والنحس موهن ساعدي .... فحللتها والسعد من أعضادي
وسلوت عن أهلي وأوطاني بها .... إذ حيث كنت من البلاد بلادي
وآستأمنت مني صروف الدهر إذ .... نهضت جيوش نداك في إنجادي
وأنلتني الحسنى وكم منن بها .... قلدت أعناق الورى وأيادي
شكرا أبا حسن لنعماك التي .... عاد الصديق بهن من حسادي
عادات فضل منك لم تخرج بها .... عن عادة الآباء والأجداد
وجميل رأيك في يا من لم تزل .... أراؤه مقرونة برشاد
واستجلها عذراء شاب لحسنها .... فود الوليد وبان نقص زياد
واسلم عليك سلام ربك دائما .... وصلاته بعد النبي الهادي

(((ديوان الهبل)))
يا صفي الإسلام دعوة عبد
-----------------------------------
يا صفي الإسلام دعوة عبد .... قد حسا كأس صفو ودك صرفا
قد أتاكم من المديح بعقد .... حسنه مثل وصفكم ليس يخفى
كالصبا رقة وكالروض نشرا .... وكأخلاقك الشريفة لطفا
كعقود الجمان يعجز عنه .... كل من صرع القريض وقفي
خذله من عصابة خالفوا الأمـ .... ـر وأخطوا خطيئة ليس تعفا
قوم سوء أصغوا إناي وقد أتـ .... ـرعته من نوالكم فتكفا
قد أنالت كفاك عبدك خمسيـ .... ـن فأخفوا نصفا وأعطوه نصفا
وأبى الله أن تكون عطيا .... تكم خمسة وعشرين حرفا
وأراها تخالفت دونك الأيـ .... ـدي على نقصها ومثلك وفي
ولأَنتَ الَّذِي به يُدْفَعُ الفَقْرُ .... ويُعطِي الأموالَ ألفاً فألفا
أين منك السما سموا وجودا .... أنت أسمى قدرا وأسمح كفا

(((ديوان الهبل)))
رميت أسهم آمالي فلم تصب
-----------------------------------
رميت أسهم آمالي فلم تصب .... ورحت أدعو الندى جهرا فلم يجب
وخاب ظني فيمن كنت أحسبه .... أبر من رحمي الأدنى وأرحم بي
أهل الفضائل والخيل الصواهل والـ .... ـسمر الذوابل والخطية القضب
ومن إليهم تناهى كل مكرمة .... ومن بهم عز قلب الجحفل اللجب
ومن أناملهم جودا لآملهم .... في كل مخمصة تغني عن السحب
ما لي وقد جئت ناديكم ألوذ به .... رجعت عنه أسير الهم والكرب
حبرت فيكم برود المدح معلمة .... فما حصلت على شيء سوى التعب
حاشاكم مالبخل تمنعون فتى .... وفاكم ببديع النظم منتخب
أين النوال الذي ما زال دأبكم .... به ملكتم رقاب العجم والعرب
وأين ما قد عهدنا من تلطفكم .... بكل منتزح الأوطان مغترب
وكيف خابت ظنوني في أكفكم .... وظن غيري فيكم قط لم يخب
وما أقول لمن قد جاء يسألني .... عنكم ومثلي لا يصبو إلى الكذب

أما بكم تضرب الأمثال سائرة .... في المجد والجود والعلياء والحسب
والله ما قصرت مني مدائحكم .... وإنما أدركتني حرفة الأدب
يا ويح قلبي كم ظلت تقلبه .... أيدي الهموم على فرش من اللهب
ولهف نفسي لو أجدي وواحربا .... لو كان ينفعني إن قلت واحربي
أفي المروءة أن تظمي وقد صدرت .... عن بحر جود بعيد القعر مضطرب
فإن أعد خائبا عن بابكم فلقد .... قلدتكم بعقود الدر والذهب
وقلت فيكم مديحا لو مدحت به .... شمس الضحى لسخت بالأنجم الشهب
وقد رميت عدي فقري بنائلكم .... لكنني لسواد الحظ لم أصب
هي السعادة إن تبدو مطالعها .... يحظ الفتى ببلوغ السول والرب
وإن يكن غيرها والحر ممتحن .... فما على من أقام العذر بالطلب
يا دهر كم أتلقى كل نائبة .... بعزم ذي جلد يوهي قوى النوب
وكم أصبر نفسا طال ما طعمت .... طعم البلا في طلاب المجد كالضرب
وكم أومل والآمال تعكس آ .... مالي وتمنعني عن نيل مطلبي
وكم أردد زفراتي وأكتمها .... خوفا من الحاسد الغيار يشمت بي
واحسرتا لهموم في الهموم غدت .... فعالة فيه فعل النار في الحطب

(((ديوان الهبل)))
تنبه حظي بعد طول منام
-----------------------------------
تنبه حظي بعد طول منام .... بخير مليك وابن خير إمام
وردت النمير العذب من سوح أحمد .... على ظمإ مني له وأوام
فنلت به رمح السماك مصاعدا .... وطنبت فوق الفرقدين خيامي
ورحت بعين بالأماني قريرة .... ولاقيت منه الحادثات بلام
أمنت مرامي الحادثات بظله .... ونلت من المرمى البعيد مرامي
وطلت به من كان قدما مطاولي .... وساميت في العلياء كل مسامي
وأصبحت والشآني الحسود يقول لي .... ليهنك مرقا في السعادة سامي
وأصبح بي عامي الطويل كلحظة .... وكم لحظة مرت علي كعام
وكنت أظن الدهر أنكد لا يفي .... بحفظ عهودي أو برعي ذمامي
فأصبح دهري خاضعا وكأنما .... يحاذر حدي ذابلي وحسامي
ولم لا تذل النائبات لمن أوى .... إلى خير مناع وخير محامي
فيا قلب طب نفسا فقد فزت بالمنى .... ويا عين قد نلت الأمان فنامي

(((ديوان الهبل)))
إن الكتابة شأنها
-----------------------------------
إن الكتابة شأنها .... أعزز به عندي وأعظم
يعلوبها قدر الفتى .... وتعز صاحبها وتكرم
ولقد دخلنا للصنا .... عة من قريب رب سلم

12 / 45
ع
En
A+
A-