الكتاب : ديوان الهبل المؤلف : الحسن بن علي بن جابر الهبل |
(((ديوان الهبل)))
من ذا إلى عدله أنهي شكاياتي
-----------------------------------
من ذا إلى عدله أنهي شكاياتي .... سواك يا رافع السبع السموات
من ذا أرجيه أم من ذا أؤمله .... لما أتاني من البلوى وما يأتي
من ذا ألوذ به فيما ألم ومن .... أدعوه إن قل صبري في مضراتي
مولاي عاداتك اللاتي عرفت بها الغ فران .... مهما غدا العصيان عاداتي
وعفوك الجم يا مولاي أوسع مم .... ا ضاق عنه احتمالي من خطيئاتي
كم نعمة لك عندي لا أطيق لها .... شكرا ولو أنني استغرقت ساعاتي
ومعضل فادح قد كاد يغرقني .... في بحر هلك فكانت منك منجاتي
أحسنت يا رب تقويمي بتسوية .... مكملا أدوات لي وآلات
حفظتني رب إذ لا خلق يحفظني .... برا وقدرت أقواتي وأوقاتي
ولم تزل عين بر منك تلحظني .... فما خلت من صنيع منك حالاتي
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها .... فأنت يا رب علام الخفيات
لو كان غيرك يكفيني عظائمها .... أنبأته ما بقلبي من خبيات
هيهات مالي عند الخلق من فرج .... فأنت أنت الذي أرجو لحاجاتي
(((ديوان الهبل)))
عذرا فقد حارت العقول
-----------------------------------
عذرا فقد حارت العقول .... فيك فلم ندر ما نقول
لو لم يكن قام للبرايا .... عليك من صنعك الدليل
ما علموا أن ثم ربا .... كل عزيز له ذليل
تفنى البرايا وأنت حي .... باق تعاليت لا تزول
(((ديوان الهبل)))
معاذي إن عاذ اللهيف ولاذا
-----------------------------------
معاذي إن عاذ اللهيف ولاذا .... وغوثي إذ لاذا يغيث ولا ذا
ويا من إليه أشتكي الضر والأذى .... إذا ضرني صرف الزمان وآذى
إذا لم تعذني يا إلاهي فمن إذا .... دهتني الليالي أرتجيه معاذا
(((ديوان الهبل)))
أصبحت منقادا لأمرك واثقا
-----------------------------------
أصبحت منقادا لأمرك واثقا .... بجميل عفوك مخلصا لك ديني
فانظر إلى فقري وجد متفضلا .... بالعفو منك لعبدك المسكين
(((ديوان الهبل)))
واسوء حالي في غد
-----------------------------------
واسوء حالي في غد .... لقبيح ما قد كان مني
وفضيحتي يوم الجزا .... إن لم تجد بالعفو عني
كيف التخلص من عذا .... بك ليت أمي لم تلدني
أوليت أني لم أعش .... لو كان يجدي ليت أني
(((ديوان الهبل)))
يا عادلا في حكمه لا يظلم
-----------------------------------
يا عادلا في حكمه لا يظلم .... برح الخفا كم ذا نجن ونكتم
يا سامع الأصوات إن لم تستجب .... من يستجيب لنا سواك ويرحم
يا من مقاليد الأمور بكفه .... عطفا فأنت بحال عبدك أعلم
(((ديوان الهبل)))
أضعت العمر في إصلاح حالك
-----------------------------------
أضعت العمر في إصلاح حالك .... وما فكرت ويحك في مآلك
أراك أمنت أحداث الليالي .... وقد صمدت لغدرك واغتيالك
وملت لزخرف الدنيا غرورا .... وقد جاءت تسير إلى قتالك
وكم أتعبت بالآمال قلبا .... تحمل ما يزيد على احتمالك
ولم يكن الذي أملت فيها .... بأسرع من زوالك وانتقالك
فعش فيها خميص البطن واعمل .... ليوم فيه تذهل عن عيالك
تجيء إليه منقادا ذليلا .... ولا تدري يمينك من شمالك
إليها في شبابك ملت جهلا .... فهلا ملت عنها في اكتهالك
فمهلا فهي عند الله أدنى .... وأهون من تراب في نعالك
وإن جاءتك خاطبة فأعرض .... وقل مهلا فما أنا من رجالك
إلي تزينين لتخدعيني .... فما أبصرت أقبح من جمالك
أما لو كنت في الرمضاء ظلا .... إذا ما ملت قط إلى ظلالك
صلي ما شئت هجراني فإني .... رضيت الدهر هجرا من وصالك
فليس النبل من ثعل إذا ما .... رمت يوما بأصمى من نبالك
حرامك للورى فيه عقاب .... عليه والحساب على حلالك
وكن منها على حذر وإلا .... هلكت فإنها أصل المهالك
فمن قد كان قبلك من بنيها .... زوالهم يدل على زوالك
وكم شادوا الممالك والمباني .... فأين ترى المباني والممالك
وأنت إذا عقلت على ارتحال .... فخد في جمع زادك لارتحالك
ودع طرق الضلال لمبتغيها .... فطرق الحق بينة المسالك
إلام وفيم ويحك ذا التصابي .... وكم هذا التغابي في ضلالك
تنبه إن عمرك قد تقضى .... فعد وعد نفسك في الهوالك
وعاتبها على التفريط وانظر .... لأي طريقة أصبحت سالك
وقل لي ما الذي يوم التنادي .... تجيب به المهيمن عن سؤالك
وماذا أنت قائله اعتذارا .... إذا نشروا كتابك عن فعالك
فخف مولاك في الخلوات وأجأر .... إليه بانتحابك وابتهالك
وراقب أمره في كل حال .... يفرج في القيامة ضيق حالك
ولا تجنح إلى العصيان تدفع .... إلى ليل من الأحزان حالك
وإن أمرا بليت به فصبرا ....لعل الله يحدث بعد ذلك
فرب مصيبة مرت ومرت .... عليك كأن ما مرت ببالك
وكم قد ثقفت منك الرزايا .... وأحكمت الليالي من صقالك
(((ديوان الهبل)))
هي الدنيا وأنت بها خبير
-----------------------------------
هي الدنيا وأنت بها خبير .... فكم هذا التجافي والغرور
تدلي أهلها بحبال غدر .... فكل في حبائلها أسير
إلى كم أنت مرتكن إليها .... تلذ لك المنازل والقصور
وتضحك ملء فيك ولست تدري .... بما يأتي به اليوم العسير
وتصبح لاهيا في خفض عيش .... تحف بك الأماني والسرور
وعمرك كل يوم في انتقاص .... تسير به الليالي والشهرو
وأنت على شفا النيران إن لم .... يغثك بعفوه الرب الغفور
تنبه ويك من سنة التجافي .... ولا تغفل فقد جاء النذير
وشمر للترحل باجتهاد .... فقد أزف الترحل والمسير
وخذ حصنا من التقوى ليوم .... يقل به المدافع والنصير
ولا تغتر بالدنيا وحاذر .... فقد أودى بها بشر كثير
فكم سارت عليها من ملوك .... كأنهمو عليها لم يسيروا
وكم شادوا قصورا عاليات .... فهل وسعتهم إلا القبور
فهل يغتر بالدنيا لبيب .... وهل يصبو إلى الدنيا بصير
رويدك رب جبار عنيد .... له قلب غداة غد كسير
ومفتقر له جاه صغير .... وقدر عند خالقه كبير
ورب مؤمل أملا طويلا .... تخرم دونه العمر القصير