[82]
الله يعلم ماذا يأتيان به * يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا
إن الرسول رسول الله قال لنا * إن الامام علي غير ما هجرا (1)
في موقف أوقف الله الرسول به * لم يعطه قبله من خلقه بشرا
من كان يرغمه رغما فدام له * حتى يرى أنفه بالترب منعفرا
وقال في مقتل زيد بن علي:
يعز على أحمد بالذي * أصاب ابنه أمس من يوسف (2)
خبيث من العصبة الاخبثين * وإن قلت زانين لم أقذف
وقال أيضا رضي الله عنه:
دعاني ابن الرسول فلم أجبه * ألهفي لهف للقلب الفروق (3)
حذار منيه لا بد منها * وهل دون المنية من طريق
_________________
1- الهجر: القول القبيح وهو مضاف إليه. وهذا يسمى بالاصراف وهو اختلاف المجرى بفتح وغيره. فيقال: أصرف الشاعر شعره إصرافا إذا أقوى فيه وخالف بين القافيتين. 2- يريد يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام على العراق الذي قتل زيد بن علي ابن الحسين عليهم السلام. 3- الفروق الخائف من الفرق بالتحريك وهو الخوف والجزع.
[83]
القسم الثاني شرح القصائد العلويات السبع شعر ابن أبي الحديد المعتزلي
[84]
القصيدة الاولى: في ذكر فتح خيبر:
ألا إن نجد المجد أبيض ملحوب * ولكنه جم المهالك مرهوب (1)
هو العسل الماذي يشتاره امروء * بغاه واطراف الرماح يعاسيب (2)
ذق الموت إن شئت العلى واطعم الردى فنيل الاماني بالمنية مكسوب (3)
____________________
1- النجد الطريق المرتفع وقد يتسع فيه فيسمى نجدا وان لم يكن مرتفعا. والمجد الكرم والماجد الكريم. والملحوب الواضح المديس يقال لحبت اللحم عن العظم الحبه لحبا إذا قشرته وكذا العود وغيره. والجم الكثير. والمرهوب المخوف 2- الماذي: الابيض. ويشتاره يستخرجه من موضعه يقال شريت العسل واشرتها اي اجتنيتها. واليعاسيب جمع يعسوب وهو ذكر النحل ومتقدمها وقيل للسيد يعسوب وامرء اصله مرء فاسكنوا الميم على غير قياس وادخلوا عليه الف الوصل وجعلوا حركة الراء تبعا لحركة الهمزة وحداهم على ذلك حذف الهمزة منه تخفيفا والقاء حركتها على الراء كما يقال كمء وكم ونبهوا بجعل حركة الراء تبعا على انها قد تكون حرف اعراب ومعنى البيتين ان مسلك المجد مع وضوحه وظهوره كثير الاهوال صعب المسالك وذلك لان المطالب العالية لا تنال الا باقتحام الحروب ومكابدة الخطوب ولما استعار لفظ العسل للمجد استعار لفظ اليعا سيب للرماح التي هي دون المجد كاليعاسيب دون العسل. 3- العلى والعلاء الرفعة والشرف إذا قصرت ضمت وإذا مدت فتحت. والردى الهلاك يقال منه ردى يردى. والاماني بتشديد الياء جمع امنية وهو ما يتمناه الانسان وخففت الياء ضرورة. والمنية الموت لانها مقدرة المنا والقدر والمنا التقدير.
[85]
خض الحتف تأمن خطة الخف إنما يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب (1)
ألم تخبر الاخبار في فتح خيبر * ففيها لذي اللب الملب أعاجيب (2)
وفوز علي بالعلى فوزها به * فكل إلى كل مضاف ومنسوب (3)
____________________
1- خض امر من خاض يخوض خوضا بالمعجمتين، الحتف الموت وجمعه حتوف يقال مات فلان حتف انفه إذا مات من غير قتل ولا ضرب ولا يبنى منه فعل وخطة السخف حالة الذل يقال سامه خسفا بفتح الخاء وضمها اي اذله ذلا، والخسف ايضا النقصان. ويبوخ يسكن والخطب الامر الشديد، وقال الجوهرى الخطب سبب الامر وضرامه التهابه. والمشبوب الملتهب واستعار لفظ الخوض للدخول في غمار الخطب يقول لا يهولنك ما تراه من اضطرام نيران الملاحم فارم بنفسك في اهوالها فانها انما تسكن وهي على تلك الحالة مع ثبوت النفس ورباطة الجأش. 2- الهمزة للتقدير واللب العقل والملب المقيم الثابت يقال الب بالمكان ولب إذا أقام ومنه لبيك قال الغزالي انا مقيم على طاعتك، ونصب على المصدر كقولك حمدالله وشكر الله وثني على معنى التاكير اي البابا بعد الباب واقامة بعد اقامة. والاعاجيب جمع اعجوبة ولما ذكرن المجد لا يدرك الا بتجشم الاخطار وتقحم المهالك خرج إلى مدح مولانا امير المؤمنين عليه السلام بذكر هذا المدح الجليل الذي لم يحصل الا بمثل ما قرره ووطاه ولهذا حيث فر غيره في ذلك اليوم وحين لم يفز بما فاز به ولا ادرك ما ادركه من الفضل. 3- الفوز: النجاة والظفر بالخير وهو ايضا في غير هذا الموضع الهلاك واضافة الفوز إلى العلا مجاز المعنى اي كما ظفر علي بالعلى فازت العلى به بالغ في شرفه حتى ان حصول العلى له فوز للعلى وشرف لها وفيه من اللطف ما لا يخفى.
[86]
حصون حصان الفرج حيث تبرجت * وما كل ممتط الجزارة مركوب (1)
يناط عليها للنجوم قلائد ويسفل عنها للغمام أهاضيب (2)
وتنهل للجرباء فيها ولم تصيب * رذاذا على شم الجبال أساكيب (3)
____________________
1- حصون خبر مبتدأ محذوف اي هي الحصون والحصان المرأة العفيفة. والفرج الموضع المخوف كالثغر والتبرج اظهار المرأة محاسنها وهو ضد الحصانة. والممتط والممتد والجزارة اطراف البعير لان الجزار يأخذها فهي جزارته كالعمالة للعامل والجزور من الابل يقع على الذكر والانثى واستعار وصف المرأة للحصون في الحصانة والتبرج يريد ان هذه الحصون مع ظهورها ممتنعة على من يروم فتحها وضرب لها المثل فقال ليس كلما يمشي على الاربع يمكن ركوبها فان السبع ممتد القوائم وهو ممتنع ولقد اجاد في هذا البيت ان لم يكن سبق إلى معناه. 2- يناط يعلق يقال ناط الشئ ينوطه إذا علقه والنياط عرق علق بها القلب من الوتين فإذا انقطع مات صاحبه وهو النيط ايضا. والاهاضيب جمع هضاب والهضاب جمع هضب: جلباب القطر والهضبة القطرة هضبت السماء مطرت وجمعها هضب مثل بدرة وبدر يقول ان هذه الحصون لارتفاعها قد لا صقت السماء حتى كأن النجوم عليها قلائد وكأن جلباب المطر مستقلة عنها وذلك على سبيل المبالغة وهو بيت نادر. 3- تنهل تنصب. الجرباء السماء سميت بذلك لما فيها من الكواكب كأنها جرب وقد اسند اساكيب إليها وتلك لا غيث لها وانها الغيث للسحاب ويسمى سماء لارتفاعه وتصب تمطر، والصوب نزول الغيث والصيب السحاب ذو الصوب. والرذاذ ضعيف المطر وشم الجبال المرتفعة منها جنع اشم واضاف الصفة إلى الموصوف اهتماما بها والتقدير الجبال الشم. والاساكيب جمع اسكوب هو الماء المنصب يقول ان هذه الحصون اعلى من الجبال فقوي المطر يصل إليها قبل ان يصل ضعيفه إلى رؤس الجبال والضعيف انما يكون قبل القوي في الاغلب وقد جعل الحصون في البيت الاول ارفع من الغيث وفي هذا جعله ارفع منها وليس ذلك عيبا لان من عادة الشعراء انهم يجمعون في الصفات بين الارجح والانقص وليس قصدهم الترتيب في التقديم والتأخير بل الجمع بين الصفات والتنوع في التشبه.
[87]
وكم كسرت جيشا لكسرى وقصرت * يدي قيصر تلك القنان الشناخيب (1)
وكم من عميد بات وهو عميدها * ومن حرب اضحى بها وهو محروب (2)
وارعن موار ألم بمورها * فلم يغن فيها جر مجر وتكتيب (3)
ولا حام خوفا للعدى ذلك الحمى * ولالاب شوقا للردى ذلك اللوب (4)
____________________
1- كسرى بفتح الكاف وكسرها ملك الفرس وقيصر ملك الروم. والقنان جمع قنة وهي اعلى الجبل والشناخيب جمع شنخوب وشنخوبة وهي رؤوس الجبال شبه الحصون بالجبال والمعنى ظاهر. 2- عميد القوم وعمودهم سيدهم والعميد الثاني الذي هده المرض وهو العمود ايضا. والحرب بكسر الراء الذي اشتد غضبه المحروب المسلوب يقال حرب الرجل ماله فهو محروب وحريب يقول كم من سيد رام فتح هذه الحصون فقهرته وامرضته وكم من شجاع قد اشتد غضبه حنقا وحمية فاضحي مسلوب المال وذلك لما فيها من المنعة والقوة. 3- الارعن الجيش، مشتق من الرعن وهو انف الجبل المتقدم ويجمع على رعون ورعان وقيل الجيش الارعن هو المضطرب لكثرته والموار المضطرب يقال مار الشئ يمور مورا إذا تحرك وذهب وجاء. والم نزل، والالمام النزول والمور الطريق هنا وبضم الميم الغبار. ويغن وينفع والمجر الجيش الكثير وجره ثقل سيره يقال جيش جرار اي ثقيل السير لكثرته. والتكتيب تعبية الجيش كتيبة كتيبة يقول كم جيش هذه صفته نزل بهذه الحصون فلم تغن فيها كثرته ولا اثرت بها سطوته. 4- حام الطائر وغيره حول الماء يحوم حوما وحومانا اي دار ولاب عطش واللوب واللاب جمع لوبة ولابة وهي الحرة اي الارض التي بها حجار سوداء، والمعنى انها لم تضطرب حماها لاجل خوف الردى ولا عطشت ارضها لا نجذابها إلى الهلاك بل هي آمنة ساكنة، واصل الشوق منازعة النفس والنجذابها إلى الشئ ذلك اللوب للانجذاب إلى الهلاك والاشراف عليه، والغالب على المشرف على الهلاك أن يتعطش فلذا نفاه كناية عن نفي الهلاك.
[88]
فللخطب عنها والصروف صوارف * كما كان عنها للنواكب تنكيب (1)
تقاصر عنها الحادثات فللردى * طرائق إلا نحوها واساليب (2)
فلما أراد الله فض ختامها * وكل عزيز غالب الله مغلوب (3)
رماها بجيش يملا الارض فوقه * رواق من النصر الالهي مضروب (4)
يسدده هدي من الله واضح * ويرشده نور من الله محجوب (5)
____________________
1- الفاء للتعليل اي السبب فيما ذكر من عدم ظفر احد بتلك الحصون ان لها موانع عن الخطوب والصروف لاستحكامها يقول للخطب عنها وصروف الزمان وهي حوادثه ونوائبه صوارف اي موانع كما كان تنكيب عنها اي عدول للنواكب هي جمع ناكبة اي عادلة عن الاستقامة. 2- تقاصر اصلها تتقاصر فحذف احدى التائين تخفيفا واساليب جمع اسلوب وهو الفن أخذ في اساليب من القول اي فنون، والمعنى ظاهر. 3- لما إذا وليها الماضي كانت ظرفا لهذا الموضع بمعنى حين وعامله جوابه الذي يقتضيه وإذا وليها المستقبل كانت حرف جزم وهي نفي فعل وتكون بمعنى الا في قوله تعالى " ان كل نفس لما عليها حافظ " في قراءة من شدد وكذا قولهم نشدتك الله لما فعلت اي الا فعلت، قال الخليل هذا كلام محمول على النفي، وذكر ابو علي أن تقدير قولهم الا فعلت اي الا فعلك ومعناه الا ان تفعل فحذفت ان. والفض الكسر وفض ختامها كناية عن هدم بنيانها وفتح مغالقها. 4- الرواق في الاصل شقة طنب البيت واستعارة للنصر لاحاطته بهذا الجيش وتظليله اياه كما يظلل الرواق عن تحته ورماه جواب لما. 5- الهدي: الطريق الذي يهدي به أو فيه يقال لفلان هدي اي سمت يهتدي به ويسدده يثبته وقوله نور من الله يريد معارف اهل الايمان المضيئة في قلوبهم من عناية الله وتلك محجوبة عن الابصار.
[89]
مغاني الدى فيه فأصيد اشوس * واجرد ذيال ومقاء سرحوب (1)
وقضاء زعف كالحباب قتيرها * واسمر عسال وابيض مخشوب (2)
نهار سيوف في دجى ليل عثير * فابيض وضاح واسود غربيب (3)
علي أمير المؤمنين زعيمه * وقائده نسر المفازة والذيب (4)
____________________
1- المغاني جمع مغنى وهو المنزل. والاصيد الملك قيل اصله البعير يكون برأسه داء فيرفعه وقيل يسمى بذلك لكونه لا يلتفت يمينا وشمالا واصله كل من به داء لا يتمكن من الالتفات لاجله. والاشوس الذي ينظر بمؤخر عينيه تكبرا أو تغيظا. والاجرد من الخيل الذي قل شعره وقصر وهو محمود. والذيال الطويل الذنب. والمقاء تأنيث الامق وهو الفرس الطويل والمقو الطول وفرس سرحوب اي طويلة ويوصف به الاناث دون الذكور وقد وصف حال الجيش فذكر الفرسان والسلاح والخيل وذكورها. 2- القضاء الدروع الخشنة والزعف جمع زعفة بسكون العين وتحريكها في الواحد والجمع وهي الدروع اللينة، قال الشيباني الزعفة الواسعة فعلى هذا القول لا تناقض لكنه وصف الواحدة بالجمع لان القضاء مفردة والزعف جمع وعذره انه اراد الجنس والحباب نفاخات الماء التي تعلوه. والقتير رؤس المسامير في الدروع، شبه المسامير بالفقاقيع التي على وجه الماء وهو تشبيه مصيب. والاسمر العسال الرمح وسمي عسالا لا هتزازه واضطرابه. والعسلان سرعة المشي. والابيض المخشوب: السيف المصقول. 3- العثير غبار الحروب والغربيب الشديد السواد ولقد احسن في هذا البيت واجاد جمع بين حسن التشبيه وفصاحة اللفظ وبديعه. 4- الزعيم سيد القوم ورئيسهم والمفازة واحدة المفاوز سميت بذلك لانها مهلكة من فوز إذا هلك، قال الاصمعي سميت بذلك تفاؤلا بالسلامة والفوز واراد بالنسر والذئب الجنس منهما وجعله قائدا لتحققه النصر والظفر لهذا الجيش.
[90]
فصب عليها منه سوط بلية * على كل مصبوب الاساءة مصبوب (1)
فغادرها بعد الانيس وللصدى * بأرجائها ترجيع لحن وتطريب (2)
ينوح عليها نوح هارون يوشع * ويذري عليها دمع يوسف يعقوب (3)
بها من زماجير الرجال صواعق ومن صوب آذي الدماء شآبيب (4)
______________________
1- السوط اسم للعذاب وان لم يكن ثم ضرب بسوط اي فجرى على هذه الحصون من امير المؤمنين عذاب مصبوب على كل مسئ، قوله مصبوب خبر لمبتدأ محذوف اي هو مصبوب وقوله على كل متعلق به اي بقوله مصبوب، والجملة نعت لقوله سوط بلية اي سوط بلية هو مصبوب على كل مصبوب. الاساءة اي الذي صبت اساءته على الناس واراد به المسئ. 2- الصدى ذكر البوم، والمعنى فغادرها اي تركها خرابا لا سمع بها الا صوت البوم الذي من شأنه ان يسكن الخراب. 3- الضمير في ينوح يعود إلى الصدى ونوح مصدر مضاف إلى المفعول وفاعله يوشع وكذا دمع مصدر ايضا مضاف إلى المفعول يعقوب والعامل فيه ما في يذري من معناه، والمعنى ينوح الصدى على هذه الحصون نوحا مثل نوح يوشع على هارون ويدمع عليها دمعا مثل دمع يعقوب على يوسف وهما في الاصل صفتا مصدرين ويوشع هو يوشع ابن نون بن افراثيم بن يوسف بن يعقوب وهارون مات قبله، ويذري يلقي. 4- الزماجير جمع زمجرة وهي الصوت يقال لفلان له زمجرة إذا اكثر الضج والصياح شبه اصوات الرجال في لحروب بالصواعق التي تهلك كلماته أتي عليه. والصوب في الاصل نزول الغيث واستعار لفظه لسيل الدماء. والآذي الموج لفظه مستعار ايضا للمبالغة. والشآبيت جمع شؤبوب وهو الدافعة من الغيث.
[91]
فكم خر منها للبوارق مبرق * وكم ذل فيها للقنا السلب مسلوب (1)
وكم أصحب الصعب الحرون بأرضها وكم بات فيها صاحب وهو مصحوب (2)
وكم عاصب بالعصب هامته ضحى * ولم يمس إلا وهو بالعصب معصوب (3)
لقد كان فيها عبرة لمجرب * وإن شاب ضرا بالمنافع تجريب (4)
وما أنس لا أنس اللذين تقدما * وفرهما والفرقد علما حوب (5)
____________________
1- خر: سقط، والبوارق جمع بارقة وهي هنا السيوف والمبرق المتهدد يقال منه رعد وبرق ارعد وابرق والسلب الذي لا عقد بها جمع سليب فعيل بمعنى المفعول والمسلوب الذي سلب ماله واهله. 2- كم في هذه المواضع خبرية للتكثير وبنيت حملا على ضدها وهي رب لانها للتقليل وهم يحملون على الضد كالنظير. واصحب انقاد يقول كم انقاد بارض خيبر من الرجال من كان حروبا صعبا لا ينقاد وكم من كان مالكا حاكما فبات فهو مملوك محكوم عليه. 3- العصب العمامة وعصبها ادارها على رأسه والعصب ايضا البرد اليماني والعصب السيف القاطع والمعصوب المتعمم جعله في اول إلنهار حيا متعصبا بعمامته وفي آخر النهار مقتولا قد صار السيف له كالعصابة المحيطة بالرأس. 4- معناه ان من شاهد هذه الحال وان لحقه ضرر فانه يحصل له من التجربة والاعتبار ما ينتفع به ويقيس عليه احوال الدنيا وهذا من قول بعضهم. علمتني الحزم لكن بعد مؤلمة * ان المصائب اثمان التجاريب 5- ما شرطية وانس مجزوم بها ولا انس مجزوم لانه جواب الشرط واللذين يريد بهما الاول والثاني يقول مهما انس شيئا من الاشياء لا انس هرب هذين الرجلين مع علمهما بان الفرار حوب اي اثم.