[122]
علمتك لا قرب الديار بنافعي * لديك ولا بعد الديار بضائري
وما قرب أوطان بها متباعد * المودة إلا مثل قرب المقابر
حلفت برب القعضبية والقنا * المثقف والبيض الرقاق البواتر (1)
وبالسابحات السابقات كأنها * من الناشرات الفارقات الاعاصر (2)
وعوج مرنات وصفر صوائب * وفلك بآذي العباب مواخر (3)
لقد فاز عبد للوصي ولاؤه * وإن شابه بالموبقات الكبائر (4)
وخاب معاديه ولو حلقت به * قوادم فتخاء الجناحين كاسر (5)
____________________
= معكوسة فجعل فيها العذاب وذلك بسبب قطيعتها وهجرها وجعلها تعاقب غير المشرك وهو الذي لم يحب معها أحدا وتحرم غير الكافر وهو الذي لم ينكر حقها. 1- القعضبية الاسنة منسوبة إلى قعضب وهو رجل كان يعلمها والمثقف المقوم العدل. 2- السابحات الخيل التي تعدو. والناشرات الرياح وهي من النشر أي البسط وقيل هي الرياح التي تأتي بالمطر والفارقات قد جعلها من صفة الرياح وقد قيل ذلك وقال ابن قتيبة في قوله عزوجل " فالفارقات فرقا " انها الملائكة تنزل تفرق بين الحق والباطل كذا قال الغريزي فأما الاعاصر فانها الرياح القوية شبه جري الخيل بمجرى الرياح العاصفة. 3- العوج المرنات القسي. والصفر الصوائب السهام. والفلك السفن. والآذي موج البحر والجمع الاواذي والعباب لجة الماء ومعظمه. ومواخر جوار تشق الماء بصوت. 4- الموبقات المهلكات في الآخرة وقد جاء في الخبر حب علي حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة. وشابه خلطه. 5- حلقت ارتفعت. والقوادم جمع قادمة وهي الريش الاول من الجناح في كل جناح عشرة، والفتخاء العقاب والكاسر التي تكسر ما تصيده وقد مضى مثل ذلك المعنى ان =

[123]
هو النبأ المكنون والجوهر الذي * تجسد من نور من القدس زاهر (1)
وذو المعجزات الواضحات اقلها * الظهور على مستودعات السرائر (2)
ووارث علم المصطفى وشقيقه * اخا ونظيرا في العلى والاواصر (3)
____________________
معادية لا ينجو ولا مخلص له من الهلاك ولو كان على جناح هذا الطائر، وقوله فتخاء الجناحين أي ناعمة الجناحين. 1- النبأ هو الخبر والمكنون المستور كأنه خبر من الله لا يعلم سر فضله إلا هو والجوهر يريد به هنا الاصل وتجسد صور وزاهر فضله مشرق روى الخوارزمي باسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله تعالى أدم سلك ذلك النور في صلبه ولم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبدالمطلب ثم أخرجه من صلب عبدالمطلب وقسمه قسمين قسما في صلب عبدالله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنامنه، فهذا معنى قوله تجسد من نور من القدس زاهر أي صار ذلك النور جسدا. 2- أما معجزاته وكراماته وعلمه بالمخفيات فأشهر من الشمس وأبين من فلق الصبح ومن ذلك كشفه قليب الماء الذي عند الراهب وسيأتي ذكره ومنه ما روي أنه كان جالسا في مسجد الكوفة في جماعة فيهم عمرو بن حريث فاقبلت امرأة متخمرة لا تعرف فوقفت وقالت لعلي عليه السلام يا من قتل الرجال وسفك الدماء وأيتم الاطفال وأرمل النساء فقال عليه السلام وانها لهي السلقلق الجلقة المجعة وانها لهي هذه شبيه الرجال والنساء التي ما رأت دما قط قال فولت هاربة منكسة رأسها فتبعها عمرو ابن حريث وقال لها والله لقد سررت بما كان منك وأدخلها داره وأمر جواريه أن ينزعن ثيابها لينظر إليها فبكت وسألته أن لا يكشفها وقالت أنا والله كما قال لي ركب النساء وانثياء الرجال وما رأيت دما قط قال فتركتها، والسلقلق السليطة وأصله من السلق وهو الذئب والجلعة الجعة الفاحشة اللسان والركب منبت العانة. 3- الشقيق الاخ والاواصر جمع آصرة وهي القرابة وكلما يعطف على الانسان من =

[124]
ألا إنما الاسلام لولا حسامه * كعفطة عنز أو فلامة حافر (1)
ألا إنما التوحيد لولا علومه * كعرضة ضليل أو كنهبة كافر (2)
ألا إنما الاقدار طوع يمينه * فبورك من وتر مطاع وقادر (3)
فلو ركض الصم الجلامد واطئا * لفجرها بالمترعات الزواخر (4)
____________________
= رحم أو صهر أو معروف يعني انه عليه السلام اشتق من النبي صلى الله عليه وآله فماثله في علاه وخلائقه الكريمة التي تعطف الناس عليه. 1- انما للحصر لانه مركب من أن التي للاثبات ومن ما التي للنفي فالحصر حاصل من إثبات ذلك الشئ ونفي ما عداه والعفطة من العنز الحمقة والشاة ما ينتثر من أنفها كفعل الجمار ويقال ما له عافطة ولا نافطة أي لا بعير ولا شاة ويجوز أنه لراد بالعاطفة هنا ما ينثر بأنفها ويكون مجازا، والمعنى أنه لولا جهاده عن الاسلام لكان حقيرا كما أن العفطة وقلامة الحافر حقيران. 2- الضليل كثير الضلال أي لكان التوحيد معرضا لاهل الضلال، والنهبة ما انهب أي لكان منتهبا بأيدي الكفار. 3- الاقدار جمع قدر وهو قضاء الله تعالى واليمين القوة والوتر بالفتح والكسر الفرد والمعنى أن عليا عليه السلام فيه من القوة النفسية ما يتمكن معها من دفع القدر بمشيئة الله تعالى وجعله وترا لانه لا يماثله أحد من الناس والوتر أيضا من أسماء الله تعالى وقوله بورك أي زاده الله بركة والبركة الزيادة والنماء، وقوله مطاع أي تطيعه الاقدار وقد بين الطاعة والقدرة في البيت الثاني. 4- المترعات الممتلئات. والزواخر المرتفعات، والموصوف محذوف أي بالاودية والانهار المترعات يعني لو ضرب الارض برجله في حال وطئه وهي من الصخر الجلمود لفجرها بالماء وهذا وما بعده من القدرة والطاعة.

[125]
ولو رام كسف الشمس كور نورها وعطل من أفلاكها كل دائر (1)
هو الآية العظمى ومستنبط الهدى * وحيرة ارباب النهى والبصائر (2)
رمى الله منه يوم بدر خصومه * بذي فذذ في آل بدر مبادر (3)
وقد جاشت الارض العريضة بالقنا فلم يلف إلا ضامر فوق ضامر (4)
فلو نتجت ام السماء صواعقا * لما شج منها سارح رأس حاسر (5)
____________________
1- كور نورها أي لفه كما تكور العمامة أي تلف على الرأس. 2- الآية: العلامة وهو عليه السلام دليل الله الاعظم على كل مؤمن ومنافق بمحبته وعداوته ومستنبط مستخرج ولما كان سرا من أسرار الله لا تدركه الافكار وبحرا من بحار العلم لا تقع على ساحله الابصار، وكان فيه من الفضائل ما لا يطلع على كنهه إلا الله تعالى لاجرم تقطعت فيه أنفاس الواصفين فلهذا جعله حيرة أرباب النهى والبصائر. 3- أي يوم وقعة بدر وهو اسم ماء كانت عنده الوقعة قوله بذي فذذأي بسهم ذي فذذ وهي جمع فذة وهي الواحدة من ريش السهم والمبادر المسرع والضمير في منه يعود إليه عليه السلام وفي خصومه يجوز أن يعود إليه وأن يعود إلى الله تعالى جعله سهما لله تعالى رمى أعداءه به عليه السلام. 4- جاشت اضطربت، وجاشت القدر إذا غلت، والضامر الاول الراكب والثاني الفرس والضمور محمود فيهما لانه يدل على الخفة. 5- السماء: المطر، قال الشاعر: إذا نزل السماء بأرض قوم * رعيناه ولو كانوا غضابا =

[126]
فكان وكانوا كالقطامي ناهض البغا * ث فصرى شلوه في الاظافر (1)
سرى نحوهم رسلا فسارت قلوبهم من الخوف وخدا نحوه في الحناجر (2)
كأن ظبات المشرفية من كرى * فما يبتغي الا مقر المحاجر (3)
فلا تحسبن الرعد رجس غمامة * ولكنه من بعض تلك الزماجر (4)
____________________
= وامه اصله وهو السحاب وشج جرح والسارح الساقط. والحاسر الذي لا درع عليه ولا مغفر، ويريد ان الجيش بأسره في الدروع والبيض حتى لو سقطت صاعقة لما جرحت رأس أحد منهم. 1- القطامي بضم القاف وفتحها الصقر والبغاث بضم الباء وفتحها وكسرها كل ما لا يصيد من الطير وقيل هو الطائر بعينه ابغث اي اغبر. وشلوه جسده شبه امير المؤمنين عليه السلام بالصقر وشبه ذلك العسكر الموصوف بالبغاث والصقر إذا ظفر بالبغاث مزق لحمه وسيل دمه. 2- الرسل: السير السهل ومنه قولهم على رسلك اي على هنيتك. والوخد السير السريع والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم يعني انه عليه السلام سرى إليهم متأنيا فصعدت قلوبهم إلى حناجرهم مسرعة إليه خوفا منه. 3- الضبات الحدود. والمشرفية السيوف وقد تقدم ذكرها. والمحاجر جمع محجر وهو ما حول العين ومقر المحاجر هي الرؤوس شبه حدود السيوف بالنوم الذى لا يحمل الا بالرؤوس. 4- الرجس الصوت. والزماجر: صياح الرجال في الحرب. والوميض لمع البرق والفاقر يريد به الفاقرة وهي الداهية. والمزن جمع مزنة وهي السحابة. وتهمي تسيل. والاوطف السحاب الداني من الارض لامتلائه بالماء. والهامر السائل يقول ان =

[127]
ولا تحسبن البرق نارا فإنه * وميض اتي من ذي الفقار بفاقر
ولا تحسبن المزن تهمي فإنها * أنامله تهمي باوطف هامر
تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب * بمدحك بين الناس أقصر قاصر
صفاتك أسماء وذاتك جوهر * برئ المعاني من صفات الجواهر (1)
____________________
= زماجير الرجال هي الرعد الحقيقي ووميض ذي الفقار هو البرق الحقيقي وغيث السحب هو جود كفه وفيض كرمه والرعد والبرق والغيث المعهود ليس له في الوجود حقيقة فهو مطروح عن درجة الاعتبار وهذا من المبالغة في الوصف. 1- قوله صفاتك اسماء أي لازمة لك كلزوم الاسم مسماه. وقوله وذاتك جوهر البيت يريد بالصفات ما ذكره في البيت الثاني وهو الاعراض والاين والمتى إذ كل جسم لا ينفك منها فهذه الصفات فيه اجل منها في غيره اما الاعراض فانه عليه السلام لا يحزن كغيره على فوات اطماع الدنيا ولا يفرح بما اوتي منها ولا يحل به خوف عند منازلة الاقران ولا غير ذلك من اعراض الدنيا بل كل ما يعرض له فانه في ذات الله تعالى واما الاين فهو المكان فليس مكانه كمكان الغير لان مكان علي عليه السلام اما محراب صلاة أو معركة جهاد أو سعي في سبيل الله، واما المتى وهو الزمان فلا نسبة بين زمانه وزمان الغير وكيف وزمانه لا ينقطع الا في سبيل الله مصليا أو صائما أو قائما أو داعيا أو مجاهدا لان ما يلزم في المكان من الطاعات يلزم مثله في الزمان ففضله على غيره في هذه الصفات ظاهر هذا إذا حملنا الكلام على الحقيقة واما ان حملنا معنى البيتين على المجاز والمبالغة فتاويله تأويل قول الله عزوجل على لسان الصادق المختار صلوات الله عليه ما ترددت في شئ انا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته والله تعالى لا يتردد، وتاويله لو كنت ممن يتردد لترددت، ونظير هذا كثير في كلام العرب نظما ونثرا، واما قوله فيكبر عن تشبيهه بالعناصر فهذا واضح لانه مخلوق من نور.

[128]
يجل عن الاعراض والاين و المتى * ويكبر عن تشبيهه بالعناصر
إذا طاف قوم بالمشاعر والصفا * فقبرك ركني طائفا ومشاعري (1)
وإن ذخر الاقوام نسك عبادة * فحبك أو في عدتي وذخائري (2)
وإن صام ناس في الهو اجر حسبة * فمدحك أسنى من صيام الهواجر (3)
وأعلم أني إن اطعت غوايتي * فحبك أنسي في بطون الحفائر (4)
وإن أك فيما جئته شر مذنب * فربك يا خير الورى خير غافر
فوالله لا اقلعت عن لهو صبوتي ولا سمع اللاحون يوما معاذري (5)
____________________
1- المشاعر جمع مشعر وهي مواضع المناسك والصفا من جملتها واما كونه يختار زيارة قبر علي عليه السلام على المشاعر فلان فضله بالذات وبالعرض وفضل المشاعر بالعرض لا بالذات فزيارته عليه السلام اتم واكمل من زيارتها. 2- النسك العبادة والناسك العابد والنسك جمع نسيكة وهي الذبيحة واضاف النسك إلى العبادة لاختلاف لفظهما ولاريب ان محبة علي مجردة اتم وانفع عند الله من العبادة مجردة من محبته لان محبته تستلزم الثواب الدائم وعدمها يستلزم العقاب الدائم وان قرن به عمل صالح. 3- الحسبة الاجر والجمع الحسب واسنى اشرف ولا ريب ان مدحه افضل من الصيام لان الصيام لازم والمدح عبادة متعدية والثاني افضل من الاول. 4- الغوابة مصدر غوى الرجل يغوي غيا وغواية فهو غو إذا ضل. 5- اقلعت: كفقت. واللاحون اللائمون. وقد تقدم التنبيه على معنى هذه الابيات والنصوص بهذا المضمون وافرة في الطرفين.

[129]
إذا كنت للنيران في الحشر قاسما * اطعت الهوى والغي غير محاذر
نصرتك في الدنيا بما أستطيعه * فكن شافعي يوم المعاد وناصري (1)
فليت ترابا حال دونك لم يحل * وساتر وجه منك ليس بساتر
لتنظر ما لاقى الحسين وما جنت * عليه العدى من مفظعات الجرائر
من ابن زياد وابن هند وابن * سعد وابناء الاماء العواهر (2)
____________________
1- فظع الامر يفظع فظاعة اي شديد مجاوز المقدار وكذلك افظع فهو مفظع والجرائر جمع جريرة وهي الجناية. 2- ابن زياد عبيدالله بن مرجانة وابوه زياد دعي ابا سفيان الذي سمته عائشة زياد بن ابيه امه سمية امة عاهرة ذات علم تعرف به وطأها ابو سفيان وهو سكران فعلقت منه بزياد هذا ولدته على فراش زوجها عبيد فادعاه ابو سفيان سرا، واما ابن هند فهو يزيد بن معاوية وهند هذه جدته لابيه بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبدمناف وعتبة هذا قتله امير المؤمنين عليه السلام وحمزة عمه رحمه الله يوم بدر ولهذا السبب مثلت هند بحمزة واكلت قطعة من كبده مضغتها وارادت بلعها فلم تقدر فلفظتها لان الله تعالى صان كبد حمزة ان يحل شئ منها في معدة تحترق بنار جهنم وكانت هند متهمة بمحبة السود وذكر انها ولدت ولدا اسود على شكل العبيد وانها لفته بخرقة ورمته في بعض الشوارع. واما ابن سعد فانه عمربن سعد بن ابي وقاص وكان مطعونا في نسبه خبيثا في ولادته وسعد ابوه من الثلاثة الذين اختارهم عمربن الخطاب للشورى وعتبة بن أبي وقاص أخو سعد هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد وشج رأسه وشق شفته بحجر رماه به وهذا عمر بن سعد ولاه عبيدالله بن زياد اميرا على جيشه ليتولى قتال الحسين عليه السلام ففعل، واما قوله وابناء الاماء العواهر فالعواهر الزواني جمع =

[130]
رموه بيحموم اديم غطامط * تعيد الحصى رفغا بوقع الحوافر (1)
لهام فلا فرغ النجوم بمسبل * عليه ولا وجه الصباح بسافر (2)
فيا لك مقتولا تهدمت العلى * وثلث به أركان عرش المفاخر (3)
ويا حسرتا إذ لم اكن في اوائل * من الناس يتلى فضلهم في الاواخر (4)
فأنصر قوما إن يكن فات نصرهم لدى الروع خطاري فما فات خاطري (5)
____________________
= عاهرة والعواهر صفة الاماء والاماء جمع امة وهي المملوكة اصله اموه بالتحريك وتصغيرها امية. 1- اليحموم الاسود الاديم وباطن الجلد وهو هنا استعارة والغطامط صوت غليان القدر وموج البحر يريد بسواده كثرة غباره وعجاجه والمراد بالغطامط كثرة الغبرة والاصوات اي بجيش هذه صفته والرفغ بالغين المعجمة شر البوادي ترابا والمعنى ان هذا الجيش لكثرته وشدة وطئه على الحصى يصيره رفغا اي ترابا خشنا. 2- اللهام الجيش الكثير. وفرع النجوم ما يصدر عنها من الضوء، والمعنى ان هذا الجيش لكثرة ما يعلوه من العجاج لا يصل إليه ضوء النجوم ولا ينكشف عليه وجه الصباح فلا يعرف الليل والنهار. 3- قوله فيا لك مقتولا فيه مغنى التعجب وقد مر مثله. وثلث هدمت. والعرش السقف واستعاره للمفاخر للارتفاع ويقال ثل عرشه اي وهى امره وذهب عزه. 4- الحسرة أشد التلهف على الشئ الفائت والف حسرتا مبدلة من ياء التكلم ويجوز أن يكون الف الندبة يتأسف كيف لا يكون في أوائل القوم الذين كانوا يجاهدون بين يدي الحسين حيث ان فضلهم باق إلى يوم القيامة. 5- انصر منصوبة لانها جواب النفي في قوله إذا لم أكن يقول ان فات نصري لهم بالخطار وهو الرمح فما فات بالخاطر اي بالمدائح والمحبة وإقامة الدلائل على إمامتهم ووجوب ولايتهم والنصر قد يكون بالقول عند تعذر الفعل.

[131]
عجبت لاطواد الاخاشيب لم تمد * ولا أصبحت غورا مياه الكوافر (1)
وللشمس لم تكسف وللبدر لم يحل وللشهب لم تقذف بأشأم طائر (2)
أما كان في رزء ابن فاطم مقتض * هبوط رواس أو كسوف زواهر (3)
ولكنما غدر النفوس سجية * لها وعزيز صاحب غير غادر (4)
____________________
1- الاطواد الجبال والاخاشيب المخشبة العظيمة منها. وتمد تضطرب أصلها تميد اسكنت الدال للجزم والياء قيلها ساكنة فحذفت الياء لئلا يلتقي الساكنان وغورا أي غايرة وهو مصدر يوصف به فيقال ماء غوراء غاير ولهذا لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث. وغار الماء إذا نقص وجف وانتصف لانه خبر مقدم لاصبحت ومياه جمع كثرة الماء واصله موه بالتحريك لان جمعه في القلة امواه وتصغيره مويه. والكوافر جمع كافر وهو البحر والنهر الكبير أيضا. 2- يقال كسفت الشمس وكسفها الله يتعدى ولا يتعدى مصدر الاول السكوف ومصدر الثاني الكسف. والشهب النجوم. وتقذف ترمي، قوله باشأم طاير اشارة إلى ما كانت العرب تعتمده من زجر الطير والتشاؤم والتيمن به فكانوا يسمون ما ياتي عن إيمانهم من الطير والوحش سانحا فاهل نجد يتيمنون به نظرا إلى إيمانهم ويتشاءمون بما ياتي عن شمائلهم ويسمونه بارحا واهل الحجاز بالضد من ذلك يتيمنون بما يأتي عن شمائلهم لانه يوليهم ميامنه وكذا في اليمين فينظرون إلى يمين المار بهم وشماله، والمعنى أنه يتعجب كيف لم تخر هذه الكواكب شؤما على الناس لهذا الحادث الثقيل. 3- اما كان استفهام تعجب من هذه الاجرام الفلكية والارضية كيف لم يحدث فيها امارات الحزن ويظهر عليها آثار الجزع لهذه المصيبة الحادثة وفاطم يريد بها فاطمة وحذف الهاء تخفيفا والرواسي الجبال الثوابت. 4- السجية الطبيعة واسند الغدر هنا إلى النفوس العاقلة لانه اراد العموم وإذا كان =

13 / 17
ع
En
A+
A-