[102]
يبيت على أعلى المصاد كأنما * يؤم وكون الفتح يلتمس القرى (1)
يفوق الرياح العاصفات إذا مشى * ويسبق رجع الطرف شدا
إذا جرى جياد عليها للوجيه ولا حق * دلائل صدق واضحات لمن يرى (2)
ففيها سلو للمحب وشاهد * على حكمة الله المدبر للورى (3)
هي الروض حسنا غير أنك إن تبر * لها مخبرا تسمج لعينيك منظرا (4)
عليها كماة من لوي بن غالب * يجرون اذيال الحديد تبخترا (5)
____________________
1- المصاد جبل وجمعه مصدان، ويؤم يقصد. والفتح جمع فتحاء وهي العقاب سميت بذلك للبن جناحها والفتح اللين والقرى الضيافة عند العقاب لان محلها رؤوس الجبال وهذا مجاز. 2- الوجيه ولاحق فحلان ينسب اليهما كرام الخيل، قال الجوهري لا حق اسم فرس كان لمعاوية بن أبي سفيان ودلائل الصدق على هذه الخيل من الفحلين المذكورين هي النجابة والسبق والكرم. 3- سلو المحب لاشتغال قلبه بحسن هذه الخيل، وابتهاجه بها والشاهد على حكمة الله تعالى يتوجه من كونها خلقة باهرة عجيبة وفيها من المنافع والجمال ما هو ظاهر واشتقاقها من الخيلاء وهي الكبر لان راكبها في الاغلب لا يخلو من كبر يلحقه أو عجب يتداخله. 4- تبرمن التبر تجرب وتسمج تقبح بضم الميم سماجة فهو سمج بسكون الميم وكسرها وسمج أيضا شبه الخيل في حسنها واختلاف ألوانها بالروض المزهر ثم قال وإذا اختبرتها في الحلبات وجربتها في بلوغ الغايات قبح ذلك المنظر الحسن بالنسبة إلى هذا المخبر لانه أعلى وأتم وهذا قول بعضهم: قبحت مناظرهم وحين خبرتهم * حسنت مناظرهم بفتح المخبر 5- الكماة جمع كمي وهو المكمى في سلاحه لانه كمى نفسه أي سترها بالدرع والبيضة ونسبهم إلى لوي بن غالب لشرفه.
[103]
رميت ابا سفيان منها بجحفل * إذا قيس عدا بالثرى كان أكثرا (1)
يدبره رأي النبي وصارم بكفك أهدى في الرؤوس من الكرى (2)
فطار إلى اعلى السماء تصاعدا * فلما رأى أن لا نجاة تحدرا (3)
وحاذر غربي مشرفي مذكر * هززت فألقى المشرفي المذكرا
وأعطى يدا لم يعطها عن محبة * وقول هدى ماقاله متخيرا
فكنت بذاك العفو أولى وبالعلى * أحق وبالاحسان أحرى وأجدرا
____________________
1- الضمير في منها يعود إلى الكماة. والجحفل الجيش العظيم. والثرى تراب الندى وأبو سفيان هو صخر بن حرب وكان من رؤساء مشركي قريش فلذا خصه بالذكر. 2- الهاء في يدبره للجحفل وجعل سيف أمير المؤمنين أكثر هداية إلى الرؤوس من الكرى وهو النوم وهذا مبالغة وجعل مدار هذا الجيش على تدبير النبي صلى الله عليه وآله وشجاعة الامير عليه السلام. 3- الضمير في فطار يعود إلى أبي سفيان يعني أنه بالغ في الهزيمة فلما عرف أنه لا ينجو رجع ونطق بكلمة الاسلام حقنا للدم وبايع بيده مكرها لا مختارا وكان أبو سفيان أمير المنافقين وكذا ابنه معاوية فرعون أمير المؤمنين عليه السلام وقوله غربي أي حدي. والغرب الحد. المشرفي سيف منسوب إلى الشارف وهي قرية من أرض العرب تدنو من الريف وسيف مشرفي ولا يقال مشارفي لان الجمع لا ينسب إليه وسيف مذكر أي ذو ماء، قال أبو عبيدة هي سيوف شفراتها حديد ذكر ومتونها أنثى والانثى خلاف الذكر يقول لما نطق أبو سفيان بكلمة الاسلام تركه أمير المؤمنين وعفا عنه والاولى والاحق والاحرى والاجدر كله بمعنى واحد.
[104]
لافصحت يا مخفي العداوة ناطقا * بتعظيم من عاديته متسترا (1)
وحسبك أن تدعى ذليلا منافقا * وتبطن ضدا للذي ظلت مظهرا
وجست خلال المروتين فلم تدع * حطيما ولم تترك ببكة مشعرا (2)
طلعت على البيت العتيق بعارض * يمج نجيعا من ظبى الهند أحمرا (3)
فالقى إليك السلم من بعد ما عصى * جلندى وأعيى تبعا ثم قيصرا
واظهرت نور الله بين قبائل * من الناس لم يبرح بها الشرك نيرا (4)
____________________
1- قوله لا فصحت اللام جواب قسم محذوف تقديره والله لقد أفصحت وهي التفات إلى خطاب أبي سفيان وغيره بكونه نطق بتعظيم علي عليه السلام ظاهرا وهو يستر عداوته وكفاه هذا ذلا ونفاقا أما النفاق فظاهر وأما الذل فلكونه مأسورا ومحكوما عليه، قوله ظلت أصله ظلت حذفت اللام للتخفيف، ويقال ظل يفعل كذا إذا فعل فعله نهارا. 2- قال الجوهري يقال جاسوا خلال الديار أي تخللوها وطلبوا ما فيها وبكة ومكة لغتان وقيل مكة اسم لمكان البيت وبكة اسم لباقية والمروتين الصفا والمرة. 3- العارض السحاب المعترض، و استعاره للجيش لتراكمه وكثرته ورشح بقوله يمج أي يقذف، والنجيع من الدم ما كان إلى السواد، قال الاصمعي هو دم الجوف خاصة والسلم الصلح، والانقياد يفتح ويكسر ويذكر ويؤنث، وجلندي بضم الجيم مقصورا اسم ملك لعمان وتبع واحد التبابعة وهم ملوك اليمن وقيصر وأحد القياصرة وهم ملوك الروم يقول اطاعك البيت من بعد ما عصى هذه الملوك وامتنع والضمير في عصى واعيى يعود إلى البيت. 4- قوله نور الله يريد دين الله واستعار النور لدين الاسلام ومن الاستعارة مثل ذلك الشرك ولكنه عنى بالنير الظاهر والوشيج شجر الرماح. واللدن الناعم.
[105]
وكسرت أصناما طعنت حماتها * بسمر الوشيج اللدن حتى تكسرا
رقيت بأسمى غارب أحدقت به * ملائك يتلون الكتاب المسطرا (1)
بغارب خير المرسلين واشرف الانام * وأزكى ناعل وطأ الثرى
فسبح جبريل وقدس هيبة * وهلل إسرافيل رعبا وكبرا (2)
فيا رتبة لو شئت أن تلمس السها * بها لم يكن ما رمته متعذرا (3)
ويا قدميه أي قدس وطأتما * وأي مقام قمتما فيه أنورا
بحيث أفاءت سدرة العرش ظلها * بضوجيه فاعتدت بذلك مفخرا (4)
____________________
1- رقيت أي صعدت والغارب أعلى الظهر، واحدقت أحاطت، الضمير به يعود إلى الغارب يريد أن الملائكة أحاطت بظهر النبي حين صعد أمير المؤمنين فناله شئ لم يبلغه أحد من كسر الاصنام ونزول آية " قل جاء الحق " بشأنه وغير ذلك. 2- قال ابن الانباري في جبرائيل تسع لغات جبريل بكسر الجيم وفتحها وجبرئل بكسر الهمزة وتشديد اللام وجبراييل بيائين بعد الالف وجبرائيل بهمزة بعدها ياء مع الالف وجبريل بياء بعد الراء وجبرئيل بكسر الهمزة وتخفيف اللام وجبريل بفتح الجيم وكسرها. 3- السها: كوكب صغير في غاية الصغر تمتحن العرب به ابصارها، قوله وأي قدس وأي مقام استفهام تعظيم واجلال لظهر النبي صلى الله عليه وآله. 4- افاءت ظلها ردته. وسدرة العرش سدرة المنتهى. وضوجيه جانبيه والضوج الجانب يقول قمتها في مكان القت هذه السدرة ظلها بجانبيه فافتخرت بذلك المكان وهو ظهر النبي وكان ذلك في ليلة المعراج.
[106]
وحيث الوميض الشعشعاني فائض * من المصدر الاعلى تبارك مصدرا (1)
فليس سواع بعدها بمعظم * ولا اللات مسجودا لها ومعفرا (2)
ولا ابن نفيل بعد ذاك ومقيس * بأول من وسدته عفر الثرى
صدمت قريشا والرماح شواجر * فقطعت من أرحامها ما تشجرا (3)
فلولا اناة في ابن عمك جعجعت بعضبك أجري من دم القوم أبحرا (4)
____________________
1- الوميض البرق واستعاره لنور القدرة. والشعشعاني المنبسط والمصدر موضع الصدور وهو الرجوع. والاعلى يريد به علو الجهة بل علو الشأن. وتبارك بمعنى بارك والبركة النمو والزيادة يقول ان هذا المكان الشريف الذي افتخرت به سدرة المنتهى وفاض النور عليه من الحضرة الالهية وهو ظهر النبي صلى الله عليه وآله وطأه أمير المؤمنين عليه السلام بقدميه حتى رعبت الملائكة ولاشرف أعلى مه هذا. 2- سواع اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار لهذيل واللات اسم صنم من حجارة كان لثقيف وابن نفيل وابن كعب ومقيس بن ضبابة، قال الزمخشري قتل وهو متعلق باستار الكعبة وكان مؤذيا للنبي والضبابة في الارض سحابة تغشى الارض كالدخان والجمع الضباب. ومقيس بكسر الميم وبالياء المنقوطة التحتانية بنقطتين ووجدت بخط بعض المشايخ الموثوق بهم مقبس بفتح الميم والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة. والعفر والثرى كلاهما التراب واضاف احدهما الآخر لاختلاف اللفظين. 3- شواجر طواعن، والشجر الطعن وقوله ما تشجرا أي ما اختلف، ومنه قوله تعالى فيما شجر بينهم أي فيما تنازعوا فيه يعني انه قطع ارحام مخالفي دين الاسلام من قريش. 4- الاناة المهلة. جعجعت بعضبك أي أمسكته وحبسته. والسطو القهر والاخذ بالقوة والمعنى ان النبي والامير سران لله فالنبي فيه سر العفو وعلي فيه سر الانتقام.
[107]
ولكن سر الله شطر فيكما * فكنت لتسطو ثم كان ليغفرا
وردت حنينا والمنايا شواخص * فذللت من اركانها ما توعرا (1)
فكم من دم أضحى بسيفك قاطرا * بها من كمي قد تركت مقطرا
وكم فاجر فجرت ينبوع قلبه * وكم كافر في الترب أضحى مكفرا (2)
وكم من رؤوس في الرماح عقدتها * هناك لاجسام محللة العرا
وأعجب إنسانا من القوم كثرة * فلم يغن شيئا ثم هرول مدبرا (3)
وضاقت عليه الارض من بعد رحبها وللنص حكم لا يدافع بالمرا
____________________
1- حنين الموضع الذي كانت الوقعة فيه. وشواخص نواظر وهو استعارة. والاركان جمع ركن وهو جانب البيت الاقوى واستعارها للشجعان اللذين بهم يقوم الحرب. وتوعر صعب. والمقطر الملقى على احد قطريه أي جانبيه يقال قطرته فتقطر أي سقط. 2- الفاجر: الفاسق والكاذب. والينبوع عين الماء والكافر بالله وهو أيضا جاحد النعمة فالاول ضد المؤمن والثاني ضد الشاكر. والمكفر المستور ولقد أبدع في جعل الرؤوس معقودة في الرماح والاجسام محللة العراء واستعار لفظ العراء لاسباب الحياة التي كانت بها أول انتظام بقاء الاجسام. 3- الانسان يريد به الاول فإنه قال في ذلك اليوم لن نغلب اليوم من قلة فأصابهم. بعينه حتى انكسروا، وقال في ذلك بعض الفصحاء الاول اعانهم وعلي اعانهم ويريد بالنص قوله تعالى " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلن تغنى عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " والمراء ممدودا المجادلة وقصره ضرورة.
[108]
وليس بنكر في حنين فراره * ففي أحد قد فرخوفا وخيبرا (1)
رويدك إن المجلد حلو لطاعم * غريب فإن مارسته ذقت ممقرا (2)
وما كل من رام المعالي تحملت * مناكبه منها الركام الكنهورا (3)
تنح عن العلياء يسحب ذيلها * همام تردى بالعلى وتأزرا
فتى لم تعرق فيه تيم بن مرة * ولا عن عبداللات الخبيثة اعصرا (4)
ولاكان معزولا غداة براءة * ولا عن صلاة أم فيها مؤخرا
ولاكان في بعث ابن زيد مؤمرا * عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا
ولا كان يوم الغار يهفو جنانه * حذارا ولا يوم العريش تسترا
إمام هدى بالقرص آثر فاقتضى * له القرص رد القرص أبيض أزهرا (5)
____________________
1- يقول في ذم الاول وفراره من الجهاد وغرضه الرد على من يقول أنه أفضل من علي. 2- رويدك من أسماء الافعال، والكاف حرف الخطاب لا موضع لها من الاعراب وهو تصغير روءاد بحذف الزايد من الهمزة والالف ومعناها مهلا وهو مصدر راد يراد والممقر المر خاطب الاول وقال له ارفق بنفسك في طلب مالست من أهله يحلو له من قبل أن يعرف ما يلزمه من المشاق فإذا باشر ذلك صعف عليه ونفر منه وليس هو كأهله المعتادين على تحمل أثكاله ومكائد أهواله. 3- المناكب جمع منكب وهو مجمع عظم العضدين والكتف. والركام السحاب المتكاثف. والكنهور العظيم منه واستعار ذلك للاثقال التي يتحملها طالب العليا. 4- الفتى السخي الكريم وجمعه فتيان وفتية وأيضا الشاب. 5- القرص أول قرص الشعير والقرص الاخير قرص الشمس وإيثاره بالقرص لنذره عند مرض الحسنين مشهورة كما نطقت به سورة هل اتى، والاحاديث في هذا الباب =
[109]
يزاحمه جبريل تحت عباءة * لها قيل كل الصيد في جانب الفرا (1)
حلفت بمثواه الشريف وتربة * أحال ثراها طيب رياه عنبرا (2)
لاستنفذن العمر في مدحي له * وإن لا مني فيه العذول فأكثرا
____________________
= متواترة الطرفين وكذا قضية رد الشمس له مرتين مرة بالمدينة عند حياة الرسول ومرة بالعراق بعد وفاته.
1- يريد بالعباء الكساء الذي القاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل البيت عليه السلام يوم المباهلة وقرأ قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي حق والتف جبرائيل معهم بجانب الكساء وقال وأنا منكم فهذا معنى قوله يزاحمه جبريل إلخ، والحديث المذكور رواه أحمد بن حنبل وأما قوله كل الصيد في جانب الفرا فالمثل المذكور كل الصيد في جانب الفراء، والفراء بالهمزة حمار الوحش وبعضهم لا يهمزه حكاه المبرد وجمعه على القولين فرا كجبل وجبال، وإنما خفف ضرورة وذلك أن حمار الوحش أصعب الصيد وأشقه معالجة وتحصيلا فكان الصيد جميعه في جوفه إذا حصل فقد حصل الصيد كله والصيد هنا بمعنى المصيد فضرب هذا المثل للسيارة لان جميع الشرف في ضعفها.
2- المثوى الموضع، والريا الريح الطيبة لاستنفذن يعني لاستفرغن، نفذ الشئ بكسر الفاء إذا فرغ وفنى، والمعنى ظاهر.
[110]
القصيدة الثالثة في وصف النبي صلى الله عليه وآله:
عن ريقها يتحدث المسواك * ارجا فهل شجر الكباء أراك (1)
ولطرفها خنث الجبان فان رنت * باللحظ فهي الضيغم الفتاك (2)
____________________
1- الارج انتثار رائحة الطيب ونصبه على التمييز أو بإسقاط حرف الجر أي يتحدث بالارج. والكباء بكسر الكاف والمد: العود الذي يتبخر به وبالقصر الكناسة واستعار لفظ الحديث للمسواك لافادته علم الارج من ريق هذه المذكورة لانه طاب من نكهتها ثم استفهم بهل استفهاما من باب تجاهل العارف للمبالغة والتعجب وقال هل هو العود أم هو الاراك وذلك من القلب، وقال ابن هاني المغربي شعرا: وما عذب المسواك إلا لانه * يقبلها دوني واني لراغم 2- الخنث بضم الخاء وسكون النون التكسر والتثني، قال الجوهري خنثت الشئ فتخنث أي عطفته فتعطف ومنه سمي المخنث ويجوز أن يكون هنا خنث بفتح الخاء والنون والمصدر خنث والمعنى واحد والطرف العين ورنت أي أدامت النظر يقال رنى يرنو رنوا واللحظ نظر العين واللحاظ بالفتح مؤخر العين مما يلي الصدغ. واللحاظ بالكسر من لا حظته إذا رعيته ويريد بخنث الجبان الضعف والفتور، والشعراء تصف العين بالضعف والفتور والكسل والمرض وما شاكل ذلك، ثم قال وهذه الضعيفة إذا نظرت كانت كالاسد في فتكها. والضيغم الاسد والضيغم العض والفتاك الكثير الفتك وهو القتل.
[111]
شرك القلوب ولم أخل من قبلها * أن القلوب تصيدها الاشراك (1)
هيفاء مقبلة تميل بها الصبا * مرحا فإن هي أدبرت فضناك
يا وجهها المسفوك ماء شبابه * ما الختف لولا طرفك السفاك (2)
أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحى * وقلوبنا بشبا الفراق تشاك (3)
لصدورنا خفق البروق تحركا * وجسومنا ما ان بهن حراك (4)
لا شئ أقطع من نوى الاحباب أو * سيف الوصي كلاهما فتاك
الجوهر النبوي لا أعماله * ملق ولا توحيده إشراك (5)
____________________
1- الهيفاء الضامرة الخصر، والمرح شدة الفرح والنشاط والضناك بالفتح المرأة الكثيرة اللحم وانتصب مقابلة على الحال أي هي هيفاء في حال إقبالها وإذا أدبرت تنظر منها اكثار اللحم فيما يحسن ذلك فيه كالردف ففي الاقبال الضمور في البطن والخصر وفي الادبار ضد ذلك هو الاكثار والامتلاء ولقد أحسن وأبلغ. 2- المسفوك المصبوب كأنه ماء الشباب صب فيه والمسفوك صفة تشبه الموجة وما يرتفع بها، وقوله ما الحتف استفهام تحقير للموت لو لم يكن طرفه. 3- أم هنا بمعنى بل اضرب عن معنى وعاد إلى غيره، والشباجمع شباة وهي حد طرف السيف وغيره واستعاره للفراق لقتله الانفس وقوله تشاك أي تدخله هذه الحدود فيها كما يدخل الشوك في الجسد يقال شيك يشاك إذا دخل الشوك في جسده. 4- جعل الخفقان للصدور لانها محل القلوب فأقام الظرف مقام المظروف فالقلوب مضطربة والجسوم ساكنة لما به من الالم. والحراك الحركة. والنوى التحول من موضع إلى موضع آخر. 5- الجوهر النبوي أي أصله لانه من أصله الشريف وقوله لا أعماله ملق فالملق النفاق وهو تعريض بقوم كانوا بهذه الصفة فكانت أعمالهم نفاقا وتوحيدهم باللسان وقلوبهم مشتركة غير صافية.