[92]
وللرايد العظمى وقد ذهبا بها * ملا بس ذل فوقها وجلا بيب (1)
يشلهما من آل موسى شمردل * طويل نجاد السيف أجيد يعبوب (2)
يمج منونا سيفه وسنانه * ويلهب نارا غمده والانابيب (3)
أحضرهما ام حضر أخرج خاضب * وذان هما أم ناعم الخد مخضوب (4)
عذرتكما إن الحمام لمبغض * وإن بقاء النفس للنفس محبوب (5)
____________________
1- الراية العظمى راية رسول الله صلى الله عليه وآله، والجلابيب جمع جلباب وهو الملحقة اي قد اشتمل الذل على هذه الراية بحمل هذين الرجلين لها كاشتمال الملابس والجلابيب على الانسان وفي طريق احمد بن حنبل رواية رواها عنه ولده ومضمونها مطابق لمضمون هذين البيتين وصرح فيه بفرارهما وفتحه عليه السلام لخيبر ومدحه رسول الله صلى الله عليه وآله 2- يشلهما يطردهما وآل موسى هنا قومه. والشمر دل: القوي السريع من الابل وغيرها ويريد مرحب بن ميشا والعرب تصف بطول النجاد ويريدون طول القامة لان طول النجاد دليل على طول القامة والطول محمود عندهم. والاجيد الطويل الجيد وهو العنق. واليعبوب الفرس الكثير الجري والنهر الشديد الجرية، واطلق على مرحب هذا اللفظ لشدته وسرعة حركته. 3- يمج: يقذف. والمنون الموت، والضماير في قوله سيفه وسنانه وغمده يعود إلى مرحب وفي البيت مبالغة. 4- الحضر العدو والاخرج ذكر النعام الذي فيه بياض وسواد والخاضب الذي اكل الربيع فاحمر طنبوباه أو اصفر وناعم الخد مخضوب كناية عن المرأة يقول اعدو هذين الرجلين حين طردهما مرحب ام عدو ظليم قوى منفرد ورجلان هما ام امرأتان في ضعفهما ورقة قلبهما وهذا تهكم واستهزاء. 5- عذره لهما عذر ثلب واستضعاف لان بغض الموت شيمة الاذلاء والضعفاء فاما اهل النجدة والشجاعة فيتبادرون إلى ذهاب الانفس.

[93]
ليكره طعم الموت والموت طالب * فكيف يلذ الموت والموت مطلوب (1)
دعا قصب العلياء يملكها امروء * بغير افاعيل الدناءة مقضوب (2)
يرى أن طول الحرب والبؤس راحة * وأن دوام السلم والخفض تعذيب (3)
____________________
1- هذا البيت ليس على عمومه بل مخصوص بهما وبامثالهما وهو من قول بعض العرب وقد قيل له لم تفر فقال والله اني لا اكره الموت وهو يأتيني انا اسعى إليه بقدمي. 2- يريد قصب سبق العليا فحذف المضاف للدلالة عليه وفي القصب وجهان احدهما انه يراد به مسافة السباق لانها تمسح بالقصب فاطلق عليها لفظ القصب مجازا و الآخر انهم كانوا يجعلون في غاية الحلبة قصبة فالسابق يأخذ تلك القصبة ليكون شاهدا له بالسبق. والمقضوب المعيب وقضبه إذا عابه فمقضوب صفة لا مرئ وبغير متعلقة بمقضوب فالتقدير يملكها امرؤمعيب بغير فعل دني وكان الاحسن ان يكون وضع الكلام يملكها امرؤ غير مقضوب بفعل دني فكان يحصل بذلك التنزيه لامير المؤمنين عليه السلام والتعريض بغيره ووجه البيت انه كامل ليس فيه عيب الا ما ادعاه فيه اعداؤه وذلك لو ثبت لكان من مكارم اخلاق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كان يمزح ويقول اني لا مزح ولا اقول الا حقا واول من نسب عليا إلى الدعابة عمر بن الخطاب ثم انتشر في افواه اعدائه كمعاوية بن هند وعمرو بن النابغة حتى قال علي عليه السلام عجبا لابن النابغة يزعم لاهل الشام اني في دعابة واني امرؤ تلعابة أعانس وأمارس لقد قال باطلا ونطق آثما بفسوقه ثم شهد بفسوقه وغدره وجبنه في كلام له وكأن ابن ابي الحديد نظر في هذا البيت إلى قول بعضهم: ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب. 3- البؤس شدة الحاجة والسلم الصلح يكسر ويفتح ويذكر ويؤنث. والخفض الراحة والمدح في هذا البيت يتوجه باعتبارين الاول بالنظر إلى مطلق الشجاعة والتجرد لها واطراح الراحة كما تمدح العرب بذلك في نظمها ونثرها، والثاني بالنظر إلى العبادة فان الجهاد اعظم العبادات.

[94]
فلله عينا من رآه مبارزا * وللحرب كأس بالمنية مقطوب (1)
جواد علا ظهر الجواد وأخشب * تزلزل منه في النزال الا خاشيب (2)
وأبيض مشطوب الفرند مقلد * به أبيض ماضي العزيمة مشطوب (3)
أجدك هل تحيا بموتك إنني أرى الموت خطبا وهو عندك مخطوب (4)
دماء أعاديك المدام وغابة الرماح * ظلال والنصاب أكاويب (5)
____________________
1- قوله فلله عينا تعجب ومقطوب ممزوج واستعار لفظ الكاس للحرب ورشح بكونه ممزوجا بالموت نظرا إلى كراهة طعمه ومرارة مذاقه. 2- الجواد الاول الكريم يريد به علي عليه السلام والجواد الثاني السريع من الخيل والاخشب الجبل الغليظ واطلق لفظه على امير المؤمنين عليه السلام لشدته وقوة بأسه. والاخاشيب الجبال وعلا بخطه فعل ماض. 3- الابيض السيف والفرند جوهره، قال الجوهرى وابن الفارس شطب السيف طرائقه التي في متنه والواحدة شطبة وسيف شطب ولم يقولا مشطوب و لعل الناظم وقف عليه واستعمله وجعل عليا كالسيف الذى يقلد به مجازا وفي جعله مشطوب كلفة وجاء في اللسان في مادة شطب سيف مشطب ومشطوب. 4- اجدك بكسر الجيم وفتح حكاه الجوهرى قال الاصمعي معناه ابجد منك هذا ونصب على طرح الباء وقال ابو عمرو: أجدا منك ونصب على المصدر. 5- الغابة الشجر الملتف. والاكاويب جمع كوب وهو كوز لا عروة له يقول ان الموت خطب عظيم وانت تقصده كأن في الموت حياة لك، واستعار لفظ المدام للدم وجعل الظل ظل الرماح واستعار لفظ اكاويب للنصال تشبيها له في اقباله على سفك =

[95]
تجلى لك الجبار في ملكوته * وللحتف تصعيد اليك وتصويب (1)
وللشمس عين عن علاك كليلة * وللدهر قلب خافق منك مرعوب (2)
فعاين ما لولا العيان وعلمه * لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب
وشاهد مرأى جل عن أن يحده من القوم نظم في الصحائف مكتوب
وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا * جرازا به حبل الاماني مقضوب (3)
وقد غصت الارض الفضاء بخيله * وضرج منها بالدماء الظنابيب (4)
____________________
= الدماء وابتهاجه بمصادمة القرناء كانسان حفت به المسرات ودارت عليه الكاسات فهو جذل الفؤاد حريص على الازدياد وهذا المدح على طريقة العرب والا فأمير المؤمنين يرى الموت في الجهاد حقيقة. 1- الملكوت الملك. والواو والناء زائدتان للمبالغة. والتصعيد العلو. والتصويب الانخفاض اي اظهر الله تعالى لك النصر وانت على هذه الحالة الشديدة ولقد اجاد واحسن. 2- الضمير في قوله فعاين يعود على الموصوف من قوله اولا فلله عينا من رآه اي فلله عينا انسان رآه على هذه الحال فعاين شيئا لو سمعه عن انسان لكذب عنه اذلا يكاد يصدر مثل ذلك الا عن ملك مقرب لكنه تحقق ذلك بالمشاهدة والنظر، وقيل ان الضمير يعود إلى الجبار وهو ملك اليهود وهذا بعيد لان لفظ التجلى مستند إلى اللفظ الجبار مع لفظ الملكوت لا يتوجه ذلك لغير الله. 3- اصلت سل. والقضب السيف القاطع وكذا الجرار والمقضوب المقطوع واستعار لفظ الحبل للاماني لامتداد المشترك بينهما والضمير في فيها يعود إلى الحرب. 4- غصت امتلات. والفضاء الواسعة والظنابيب جمع الظنبوب وهو العظم اليابس في مقدم الساق والضمير في خيله يعود إلى مرحب.

[96]
يعاقيب ركض في الربود سوابح * يماثلها لولا الوكون اليعاقيب (1)
فأشربه كأس المنية أحوس * من الدم طعيم وللدم شريب (2)
إذا رامه المقدار أو رام عكسه * فللقرب تبعيد وللبعد تقريب (3)
فلم أر دهرا يقتل الدهر قبلها ولا حتف عضب وهو بالحتف معضوب (4)
____________________
1- الركض هنا العدو وليس باصل لان الركض ضرب الفرس بالرجل لتعدو والربود جمع ربد وهو الراقي من الجبل. والسوابح جمع سابحة وهو الفرس الجيد العدو وسبح الفرس عدا. والوكون جمع وكن وهو عش الطائر في الجبل أو في الجدار واليعاقيب جمع يعقوب وهو ذكر الحجل جعل الخيل لقوتها تعدو على الجبال فكأنها تطير وجعلها اصلا في الطيران وجعل اليعاقيب فرعا عليها في المماثلة لولا انهم ذوات اعشاش واما قوله يعاقيب، فجاء في اللسان: اليعاقيب من الخيل سميت بذلك تشبيها بيعاقيب الحجل أو العقبان، والمعنى بهذا ظاهر. 2- اشربه اي سقاه والهاء لمرحب. والاحوس الذي لا يهوله شئ والمراد به امير المؤمنين وطعيم وشريب من ابنية المبالغة واستعار لفظهما لعلي لكثرة جهاده وسفكه الدماء في سبيل الله حتى كأن الدم طعامه وماءه اللذين بهما قوام الحياة. 3- الهاء في رامه يعود إلى الاحوس وفي عكسه إلى المقدار اي إذا طلبة بسوء أو طلب هو عكس المقدار فلقرب مطلب المقدار تبعيد ولبعد عكس المقدار تقريب منه والمعنى يحكم على المقدار ولا يحكم المقدار عليه، والمقدار هو ما يقضيه الله تعالى ويقدره على العبد ولا اشكال في ذلك لانه انما يدفع قضاء الله بالاستعانة به والتوكل عليه وبافعال الخير التي هي سبب لدفع محذور القضاء كما جاء في دعاء مولانا العسكري (يامن يرد باللطف والصدقة والدعاء عن عنان السماء ما حتم وابرم من سوء القضاء.) 4- الضمير في قلبها يعود إلى الوقعة. والعضب السيف القاطع والمعضوب المكسور =

[97]
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد * تقاصر عنه الفرس والروم والنوب (1)
فما ماس موسى في رداء من العلى * ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب (2)
أرى لك مجدا ليس يجلب حمده * بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب (3)
____________________
= واستعار لعلي عليه السلام وكذا لمرحب لفظي الدهر والعضب لكونهما قاتلين قاطعين فاخرج الكلام مخرج التعجب لان الدهر من شانه ان يكون قاتلا لا مقتولا والسيف يكون قاطعا لا مقطوعا فعلي عليه السلام هو الدهر القاتل والسيف الكاسر ومرحب هو المقتول والمكسور. 1- حنانيك اي رحمة بعد رحمة والحنان الرحمة ونصبه نصب المصدر ولفظه لفظ التثنية والمراد به التكثير لا التثنية الحقيقية وفوز العرب بسؤدد امير المؤمنين لكونه منهم فشرفوا به فالعرب منهم اولاد سام بن نوح والروم النوبة اولاد حام بن نوح عليه السلام وسام وحام ويافث آباء الناس اجمعين فعلي عليه السلام افضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وآله 2- ماس إذا تبختر في مشيه وفي هذا البيت تصريح بتفضيله عليه السلام على الانبياء والمعنى ان موسى عليه السلام لم يشتمل على علاء كامل بل علاك اكمل ولم يرجع ايوب بذكر ما آبه بل ذكرك آبه، وآب إذا رجع وخص موسى بشجاعته وايوب بصبره. 3- اراد ان مجده عليه السلام لا يستجلب له الحمد بالمدح و الثناء كما جرت العادة وذلك لزيادة كماله وغنائه عن غير الله تعالى ورسوله وايضا لعدم حبه الاطراء والمدح ولقصور ذلك عن جليل قدره وشريف منزلته هذا مع ان الحمد انما يستجلب لغيره بالثناء والمدح وذلك لانحطاطه عن الاوصاف العالية وقد ذكر ابن ابي الحديد في شرحه ان الحمد والمدح يترادفان لا فرق بينهما فعلى قوله كيف يكون الشئ مستجلبا لنفسه ويمكن ان يراد بالحمد والشكر الخاص الذي لا يؤدي حق حمده ونعمته بالثناء والمدح حسب العوائد.

[98]
وفضلا جليلا إن ونى فضل فاضل * تعاقب إدلاج عليه وتأويب (1)
لذا تك تقديس لرمسك طهرة * لوجهك تعظيم لمجدك ترجيب (2)
تقيلت أفعال الربوبية التي * عذرت بها من شك إنك مربوب (3)
وقد قيل في عيسى نظيرك مثله * فخسر لمن عادى علاك وتتبيب (4)
عليك سلام الله يا خير من مشى * به بازل عبر المهامه خرعوب (5)
____________________
1- الادلاج سير الليل. والتأويب سير النهار يريد ان فضله عليه السلام يتعاقب عليه الليل والنهار بالزيادة فلا ينقطع ولا ينقص إذا وفي فضل غيره نقص بل فضله في الزيادة دائما. 2- الذات عبارة عن الحقيقة في اصطلاح المتقدمين. والتقديس التطهير. والرمس تراب القبر وهو في الاصل مصدر يقال رمست الميت إذا دفنته. والترجيب التعظيم وبه سمي شهر رجب معظما. 3- تقيلت اي اشبهت يقال تقيل فلان اباه إذا اشبهه وذلك لانه عليه السلام كان يصدر عنه ما لا يصدر عن البشر كالحكم بالمغيبات وغير ذلك، وقوله عذرت بها يريد بها المبالغة والمجاز إذ العذر الحقيقي في هذا كفر، والمعنى لو جاز ان يعذر لعذرته ومثل هذا كثير في كلامهم. 4- التتبيب الخسران والهلاك، وقوله في عيسى نظيرك جعله في هذا البيت نظير عيسى وفي الذي قبله فضله على موسى وكلاهما من اولي العزم فلا يرجح احدهما على الآخر فيكون امير المؤمنين افضل منه ويمكن ان يكون المراد به نظيره في صفة خاصة اقتضت ادعاء الربوبية فيه. 5- البازل: الجمل المسن، بزل البعير يبزل بزولاشق نابه فهو بازل ذكرا كان أو انثى وذلك في السنة التاسعة والجمع بزل وبزل وبوازل، والبازل ايضا اسم السن التى =

[99]
ويا خير من يغشى لدفع ملمة * فيأمن مرعوب ويترف قرضوب
ويا ثاويا حصباء مثواه جوهر * وعيدانه عود وتربته طيب (1)
تكوس به غر الملائك رفعة * ويكبر قدرا أن تكوس به النيب
يحل ثراه أن يضرجه الدم * المراق وتغشاه الشوى والعراقيب
ويا علة الدنيا ومن بدو خلقها * له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب (2)
____________________
= طلعت ويقال جمل عبر اسفار بضم العين وكسرها إذا كان قويا على السفر معتادا عليه والخرعوب الطويل. الحسن الخلق. ويغشي يؤتى. ويترف ينعم. والقرضوب الفقير. 1- الثاوي المقيم والمثوى موضع الاقامة والحصبا الحصى وكاس البعير إذا مشى وهو معرقب واستعارة ذلك للملائكة فيها كلفة أو الغر جمع اغر وهو الحسن. وانيب جمع ناب وهي المسنة من النوق. والدم المراق المصب. والشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس وكانت العرب تنحر الابل على قبور الاشراف منهم اكراما لهم وكانوا إذا ارادوا نحر الناقة عرقبوها، قال الجوهري عرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يديها فتكوس اي تمشي على ثلاث قوائم. يقول ان قبر امير المؤمنين عليه السلام يجل ان تنحر الابل لتحبس بالدم ويلقى عليها عراقيب النيب وشواها بل الملائكة هي التي تكوس به عوضا عن النيب. 2- علة الدنيا سبب وجودها وقد وردت الاخبار بأن الائمة سبب وجودها وقد تلكم السيد المرتضى علم الهدي في هذا المعنى فقال إذا كان الله عالما بان اللطف في تكليف الامم بنبوة نبينا وامامة ائمتنا ما جازى الله تعالى ولا كلف ولا اثاب ولا عاقب لان كونهم الطافا في التكليف لا ينوب غيرهم مقامهم يقتضي ذلك.

[100]
ويا ذا المعالي الغر والبعض محسب * دليل على كل فما الكل محسوب (1)
ظننت مديحي في سواك هجاءه * وخلت مديحي انه فيك تشبيب (2)
وقال له الرحمن ما قال يوسف * عداك بما قدمت لوم وتثريب (3)
____________________
1- المعالي معناه كما سبق. والغر جمع غراء وهى الواضحة المشهورة. ومحسب كاف يعني انا لما رأينا بعض فضائله لا تحصى كثرة اكتفينا بذلك البعض واستدللنا به على ان الكل ابلغ واعظم من ان يحصى أو يدخل في الحساب. 2- يعني ان الناظم إذا مدح غير علي عليه السلام مدحه تكلفا بما ليس فيه فكأنه هجاه لانه نسبه إلى شئ لم يفعله وأما مدحه لامير المؤمنين فهو موضوع في موضعه عن محبة صادقة فكأنه يصف معشوقه له كما التذ خاطره وسر قلبه والتشبيب وصف المرأة المحبوبة. 3- التثريب التعبير والمبالغة في اللوم وهو الثرب كالشغف من الشغاف يعني ان لسان الرحمة الالهية خاطبه بما خاطب به يوسف اخوته حيث قال لهم " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين " وذلك بسبب ما قدمه من ولاية اهل البيت عليهم السلام و مدائحهم.

[101]
القصيدة الثانية في ذكر فتح مكة:
جللت فلما دق في عينك الورى * نهضت إلى أم القرى ايد القرى (1)
جلبت لها قب البطون وإنما * تقودلها بالقود أم حبوكرا (2)
وسقت إليها كل أسوق لو بدت * له معفر ظنته بالرمل جؤذرا (3)
____________________
1- أي عظمت فلما صغر الورى عندك نهضت إلى هذا الفتح الجليل وهو فتح مكة ويريد بالورى الشجعان الذين نازلهم في الوقائع وقتلهم في الملاحم وأمثالهم من الكفار وليس عمومه في المؤمنين ويحتمل العموم و يريد بالصغر النقص عن كماله والضعف عن شجاعته وام كل شئ أصله ومكة ام القرى لان الارض دحيت من تحتها حيث كانت مجموعة في مكان الكعبة ثم بسطها الله وأيد القرى أي قوى الظهر من الخليل وغيرها. 2- أي خيلا قب البطون والقب جمع اقب وقبا وهي الضوامر. والقود جمع اقود وهو الطويل القوائم. والحبو كر الداهية وام حبو كر أعظم الدواهي. 3- الاسوق طويل عظم الساق والمعفر ام اليعفور وهو الخشف للظبية. والجؤذر بفتح الذال وضمها ولد البقرة الوحشية واليعفور ولد البقرة الوحشية أيضا، والمعنى أن هذا الفرس لو بدت له البقرة الوحشية بالرمل لادركها بالعدو حتى تظنه ولدها لاصقا بها ولاجيا إليها وخص الرمل لان العدو فيه أشق وأصعب ويجوز أن يكون لشدة عدوه يصغر في عين المعفر حتى تظنه جؤذرا بالرمل لانه محله والباء بمعنى في وذلك لمعنى قد سمع من بعض المشايخ.

10 / 17
ع
En
A+
A-