وبإسناده رفعه إلى إسماعيل بن عبدالله بن جعفر، قال: لما نظر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- إلى الرحمة هاطلة من السماء قال: ((من يدعو لي –مرتين-)) قالت زينب: أنا يا رسول الله، قال: ((ادعي لي علياً وفاطمة والحسن والحسين)) قال: فجعل حسناً عن يمينه، وحسيناً عن شماله، وعلياً وفاطمة تجاهه، ثم غشّاهم كساء خيبرياً، ثم قال: ((اللهم إن لكل نبي أهلاً وهؤلاء أهل بيتي)) فأنزل الله عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب] ، فقالت زينب: يا رسول الله ألا أدخل معكم ؟ فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- : ((مكانك فأنت إلى خير)).
وقد روي هذا الحديث بأسانيد كثيرة وألفاظ متقاربة، كلها تُمَتّ إلى معنى واحد، وقد رفعه بإسناده على وجه عن أبي داود وعن أبي الحمراء قال: أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد، وكان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- يجيء حتى يقوم على باب علي وفاطمة -عليهما السلام- فيقول : ((الصلاة، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } )) فهذه نهاية التأكيد لمن كانت له بصيرة.
ومن (الجمع بين الصحيحين) للحميدي بإسناده [رفعه إلى القاضي الأجل العالم أبي بكر عبدالله بن منصور بن عمران العسقلاني الباقلاني، رفعه إلى أبي الفضل السلامي البغدادي، عن أبي عبدالله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف و]روى ما رويناه عن عائشة، سواء سواء ليس فيه زيادة، [وليس لمصعب بن شيبة عن صفية عن مسند عائشة من الصحيح غير هذا.]
[ومن الجمع بين الصحاح الستة: موطأ مالك بن أنس الأصبحي، وصحيح مسلم، والبخاري، وسنن أبي داود السجستاني، وصحيح الترمذي، والفسحة الكبرى من صحيح النسائي من جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي.
ومن طريق أبي جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن رزيق الحداد إليه أيضاً،] وبإسناده أيضاً في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة الأحزاب من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب]، قالت عائشة: خرج رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- في مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله، وجاء الحسين فأدخله؛ ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (({إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)})).
وعن أم سلمة: أن هذه الآية نزلت في بيتها: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب]، قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: ((إنكِ إلى خير إنك من أزواج رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم-)) .
وقد ذُكر هذا الحديث من جهات شتى وألفاظ متقاربة ومساعدة تَمُتّ إلى معنى واحد في تفسير هذه الآية ، ويدل على أنه وقع مرات متقاربة تأكيداً لأن في بعضها ثوبه، وفي بعضها كساء فدكياً، وفي بعضها برداً، وبعضها عن عائشة، وبعضها عن أم سلمة، وبعضها عن زينب رحمة الله عليهن، وبعضها عن واثلة، وبعضها عن مروره -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- على منزلهم؛ كل ذلك يفيد تأكيد الأمر في ثبوت عصمتهم.
[آية المباهلة]
ومن (صحيح مسلم) في الجزء الثالث منه من تجزئة ثلاثة، لما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران:61] ، دعا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: ((اللهم هؤلاء أهلي)) .
وقد ذكر الثعلبي حديث وفد نجران في قصة المباهلة، وذكر الحديث بطوله وأن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- خرج محتضناً للحسن، وآخذاً بيد الحسين، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفهما وهو يقول لهم : ((إذا دعوتُ فَأمِّنوا)) فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
فقالوا: يا أبا القسم قد رأينا ألاَّ نلاعنك ونثبت على ديننا وأنت على دينك، وأعطوه الصلح في كل عام..إلى آخر القصة؛ وقد رواها ابن المغازلي الفقيه الشافعي الواسطي.
[آية القربى]
ومن (مسند ابن حنبل) رفعه بإسناده عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: لما أنزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23] ، قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: ((علي وفاطمة وأبناؤهما)) .
ومن (صحيح البخاري) من الجزء الثالث على حد كراستين ونصف من أوله في تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، بإسناده إلى ابن عباس –رضي الله عنه- أنه سئل عن قوله تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، قال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلوات الله عليهم.
ومن (صحيح مسلم) بإسناده ورفعه إلى ابن عباس في تفسير الآية قال: هي قربى آل محمد عليهم السلام.
ومن (تفسير الثعلبي) في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، بإسناده، قال: اختلفوا في قرابة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- الذين أمر الله بمودتهم؛ فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل، رفعه إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه لما نزلت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال: ((علي وفاطمة وأبناؤهما)) –صلوات الله عليهم أجمعين وسلامه-.
إلى آخر ما ذكره الإمام المنصور بالله -عَلَيْه السَّلام- في رسالته المسماة (بالنافعة بالأدلة القاطعة)، فإنه استلزم فيها إيراد ما ورد في كتب الفقهاء حتى قال: أعدل الشهادات شهادة الخصم لخصمه، إذ هي لاحقة بالإقرار الذي لا يفسخه تعقب الإنكار.
قال عليه السلام: وقد أكثرت الشيعة في رواياتها بالأسانيد الصحيحة إلى حد لم يدخل تحت إمكاننا حصره؛ لأنه الجم الغفير في فضائل علي عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام وذريتهما الطيبة، وما يوجب لهم الإمامة، ويخصهم بالزعامة إلى يوم القيامة؛ فهو على ذلك كُتُبٌ وألوف أحاديث كثيرة.
قال عليه السلام: فرأينا ألا نعتمد شيئاً من روايتها في هذا الباب حتى قال: وإنما أردنا أن نقطع شغب العامة، ونورد ما لا يخالف فيه الكافة، ولو استقصينا ذلك لطال شرحه، وإنما نذكر من ذلك جملة ليطلبه الراغب فيه، ونذكر من الجملة زبدة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
[فصول ما تناولته كتب العامة في فضل العترة]
قال عليه السلام: وفصول ما تناولته كتب الفقهاء إنما يخص بالعترة الطاهرة خمسة وأربعون فصلاً تشتمل على تسعمائة وعشرين حديثاً، من (صحيح البخاري) تسعة وسبعون حديثاً، ومن (صحيح مسلم) خمسة وتسعون حديثاً، ومن (تفسير الثعلبي) مائة وثمانية وعشرون حديثاً ، ومن (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين بن معاوية العبدري تسعة وسبعون حديثاً، ومن (الجزء الأول من غريب الحديث) لابن قتيبة الدينوري على انحرافه من العترة الطاهرة ستة أحاديث، ومن (كتاب المغازي) لمحمد بن إسحاق حديثان ، ومن رواية أبي نعيم المحدث مما خرجه من كتاب ( الاستيعاب) حديث واحد، ومن (كتاب الشريعة) للآجري حديث واحد، ومن كتاب الحافظ أبي زكريا [ابن منده] حديث واحد، ومن (كتاب الملاحم) لأبي الحسين أحمد بن جعفر المنادي حديث واحد، ومن كتاب الطبري حديثان، وفيما يختص بعلي عليه السلام ستمائة وخمسة وثمانون حديثاً.
ثم بيّن -عَلَيْه السَّلام- مواضعها وعين أماكنها، والقصد الإشارة إلى كثرة ما ورد في أهل البيت -عليهم السلام- في كتب الفقهاء، قال عليه السلام: وهذه الكتب هي التي توجد في أيدي الأمة سبباً إلى ربها.
قال عليه السلام: ولسنا نأتي بجميع الأحاديث لأن ذلك لا يدخل تحت الإمكان في هذا المكان، وإنما نذكر دليلاً واحداً محققاً على وجه الإختصار، ونشفعه بما يؤيده من الآثار، فإذا أنصف العاقل نفسه لم يعدل عن سبيل نجاته، وطلب الرشد من مظانه، وورد الهدى من شرائعه، وتنور الحق من مشكاته، ورجع إلى هداته، وانساق لدعاته ورعاته، حماة سرح الإسلام، وصفوة الصفوة من الخاص والعام.
قال عليه السلام: فأما روايات الشيعة على صحة نقلها وقوة أصلها فقد أضربنا عنها في رسالتنا هذه ليعمل العاقل بمقتضى عقله، ويسلم الأمر لأهله، ويرد الفرع إلى أصله، لأن الأمة إذا كانت سنة وشيعة، واتفق النقلان على تقديم النصاب المخصوص فما العذر عند الله سبحانه في الاطراح له ورفضه، والعدول عنه إلى غيره؟ في الابتداء بعد وفاة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- وإلى انقطاع التكليف؟ إذ التعبد لا بد له من ساق يقوم عليه، وفئة يرجع إليها.
ثم أخذ عليه السلام في إيراد الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكرنا طرفاً منها في (كتاب التفصيل في التفضيل)، والقصد هاهنا إيراد ما ورد في فضل أهل البيت عليهم السلام من كتاب الله وسنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم-، لتكون حجة لنا على المخالفين في التزام مذهب أهل البيت الطاهرين.
وهذا الفصل الذي نحن فيه لما ورد فيهم من الآيات القرآنية، وما ذكرناه من الأحاديث كان على جهة التفسير، وسنورد منها جملة شافية وزبدة كافية في الفصل الثاني إن شاء الله تعالى.
[نقولات من كتاب بيان الأوامر المجملة]
قال السيد الإمام مجد الإسلام المرتضى بن المفضل بن الهادي إلى الحق عليه السلام في كتابه (بيان الأوامر المجملة)، وسنورد منه في كتابنا هذا ما يُفوّق بروده ويشنف عقوده، لأنه رحمة الله عليه قد جمع في كتابه هذا ما لم يجمعه كتاب من تصانيف أهل عصره ، في فضائل العترة الطاهرة ، وإيراد النصوص الظاهرة من الآيات الباهرة والأحاديث المتظاهرة.
قال رضي الله عنه: اعلم أن العترة عليهم السلام يدينون ويعتقدون أنهم أهل الكتاب الذين اصطفاهم الله لإرثه، وأهل الذكر الذين أمر بسؤالهم، وأولوا الأمر الذين أوجب الله على جميع المكلفين طاعتهم والرد إليهم، حيث يقول سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(43)} [النحل] .
وقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] .
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)} [التوبة] .
وقوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا(83)} [النساء] .
وأنهم عترة النبي الذين افترض الله على الأمة مودتهم، وذلك قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(104)} [آل عمران] .
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143] .
قال رضي الله عنه: وهذه أوامر مجملة تحتاج إلى بيان، والعدل والحكمة يقتضيان ذلك وإلاَّ كان تبارك وتعالى مخاطباً للمكلفين بما لا يُفْهَم، ومكلفاً لهم طاعة من لا يعرفونه، وذلك قبيح والله تعالى لا يفعله، وقد بَيّن تعالى ذلك في كتابه وعلى لسان نبيه.
ثم أخذ رضي الله عنه في تبيين ذلك بما ورد في أمير المؤمنين عليه السلام خاصة، من النصوص الدالة على إمامته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ما ورد من فضل الحسن والحسين عليهما السلام خاصة، ثم ما ورد في أهل البيت عليهم السلام عامة، ونحن نذكر من هذا القبيل ما يكون شفاء للعليل، ورياً للغليل من دون بسط، فإنه رحمه الله قد بسط في شرحه لهذا الكتاب بسطاً كثيراً، فمن أراده فليأخذه من مظانه.
قال رضي الله عنه: ومن ذلك ما ورد على سبيل العموم لآل محمد من الآي الشريفة والآثار النبوية كآية التطهير وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب] .
روينا عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت في النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- وفي علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وروينا عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وَسَلَّم- أنه كان يأتي إلى باب علي وفاطمة سبعة أشهر فيقول في كل وقت صلاة: ((الصلاة رحمكم الله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)})).