[الكبائر]
قال يحيى بن الحسين عليهما السلام:
الكبائر: هي كل ما أوجب الله على فاعله النار إن لقيه عليه لم يتب منه ولم يخرج إليه منه. انتهى كلام الهادي، فمن أراد فعليه بكتاب الله للتعرف على ما يوجب النار.
[الصغائر]
أما الصغائر فلا تتعين عند أئمتنا عليهم السلام، لأنها لو عينت لكان ذلك كالإغراء بها، والإغراء بالمعاصي لا يليق بالحكيم، فليس من الحكمة تعيينها، وهذا هو المهم في هذه المسألة الذي ينبغي التنبيه عليه، لأن الله تعالى لا يريد شيئاً من العصيان على الإطلاق صغيراً كان أو كبيراً، فكل ما نهى عنه في كتابه أو على لسان رسوله فلا يريده، ولا يرضاه، ولا يشاؤه، وكل ما أمر به تعالى في كتابه أو على لسان رسوله فإنه يريده، ويرضاه، ولا يحب الإخلال به.
فلو عَيَّنَ شيئاً من ذلك وقال إنه صغير لكان كالإغراء لنا به ورجع على حكمته من النهي والأمر بالنقض والإبطال، وهذا ما يجب تنزيه الحكيم تعالى وتقدس عنه.

[حكم مرتكب الكبيرة]
وعند أئمتنا أن من ما ت غير تائب من الكبيرة فإنه من أهل النار خالداً مخلداً سواءاً كان من المسلمين أم من غيرهم، والدليل على ذلك آية القتل في سورة النساء: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا))..الآية، وآية الفرقان: ((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ)) [الفرقان:68-70] الآية، وفي سورة النساء بعد ذكر المواريث قال: ((وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ)) ثم قال سبحانه: ((وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا)) [النساء:14]، وكآية الزنى: ((وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [البقرة: 275]، وقال: ((وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ)) [الإنفطار: 14-16]، إلى غير ذلك من الآيات، والأحاديث كحديث: ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في جهنم خالداً فيها مخلداً، ومن قتل نفسه بتردي من جبل فهو في جهنم يتردى فهيا خالداً مخلداً))، رواه في الجامع الكافي، عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، أفاد هذا في تتمة الاعتصام ([10]).
_________________
([10]) ـ ولفظ البخاري: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)).

[الكلام على إبطال حديث ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))]
أما الحديث الذي يقول: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))، فليس له في علم أهل البيت أصل، بل ينكرونه أشد الإنكار، وينكرون أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله أو تكلم به، وكيف يصح وقد خالف القرآن الذي لا يأتيه الباطل الآية، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مخالفة كتاب ربه، مع ما في ذلك من الإغراء بالكبائر والحث عليها، فلا حرج من إرتكاب العظائم، ولا خوف من إتيانها فشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ورائها، فلتنعم أمتي بالسفاح واللواط وسفك الدماء وشرب الخمر، ولا بأس عليها في عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وأكل مال اليتيم، ونكث العهد، والتطفيف، والخيانة، وقول الزور، وأكل الربا فإن شفاعتي لهؤلاء خاصة.

نعم، هذا هو معنى الحديث، وانظر هل هو معنى ما وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله حينما قال في وصفة صلى الله عليه وآله: ((يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ)) [الأعراف:157]، أم أنه لا يقول ذلك إلاَّ شيطان، فهو الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، ثم انظر كيف يكون معنى الدعاء المأثور: "واجعلنا من أهل شفاعته" فإن المعنى اجعلنا من أهل الكبائر حاشا النبي الأمين صلى الله عليه وآله من التقول على الله تعالى والتكذيب بآياته، والتسهيل لمعصيته، والتأمين من عذابه، وقد قدمنا شيئاً من الكتاب يشهد لِما قلنا كقوله تعالى: ((مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ)) [غافر: 18] ونحوها من آيات الوعيد في بحث الكبائر.
[أهمية هذه المسائل]
لهذه المسائل أهمية عظيمة عند الزيدية، والخطأ فيها عندهم غير مغتفر، ولا سيما في التوحيد والعدل كالتشبيه والجبر، فإن معناه عندهم هو الجهل بالله، والجهل به تعالى كفر، ولذا تراهم يسمونهم كفار تأويل.

ومن هنا فإن الزيدية لا يجوزون التقليد في هذه المسائل وما شابهها، بل يوجبون النظر في الأدلة الموصلة إلى العلم، والاختلاف والتفرق عندهم في ذلك ذنب عظيم، وما روي عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه وآله من قوله: ((اختلاف أمتي رحمة))، ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله، لأنه صلى الله عليه وآله لا يخالف كتاب ربه، ولا يأتي بغير ما أمره ربه تبارك وتعالى، كيف والله يقول في كتابه: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [آل عمران: 105].
[حكم الحديث إذا خالف كتاب الله تعالى]
وعند أئمتنا عليهم السلام أنَّ ما جاء من الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وهو مخالف لكتاب الله تعالى فإنه يرد ولا يقبل ولا يجوز العمل به من دون تأويل، وأحسن السبل لتحصيل المسائل الإلآهية وما يلحق بها سبيل الزيدية وأئمتها فإنها السبيل الآمنة التي لا يضل سالكها أبداً بشهادة نبي الرحمة ورسول هذه الأمة صلى الله عليه وآله حين قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض))، وقال صلى الله عليه وآله: ((أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).

وبعد، فإنه ليس لطائفة من طوائف الإسلام ما تثبت به دعواها من أن الحق معها وفي جانبها، غير أن بعضهم يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في بيان أن الحق معهم ((ما كانت عليه أنا وأصحابي))، أو كما قال صلى الله عليه وآله، ولكن ما في هذا الحديث ما يدل على أن الأشعرية أو الوهابية أو الحنبلية أو الزيدية على الحق، وأن الحق معهم وفي جانبهم، لا بالمنطوق ولا المفهوم، ولا بالتصريح ولا بالإشارة.
أمَّا الزيدية فقد نصت الأدلة وصرحت بأن الحق مع عترة الرسول صلى الله عليه وآله، وكثرت الأحاديث واشتهرت بين الأمة وخرجت عن حد الحصر وروتها تلك الطوائف في كتبها وقالوا إنها صحيحة، فبذلك قامت لله سبحانه وتعالى الحجة على جميع الخلق ((لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأنفال: 42]، فمن أخذ دينه عن عترة الرسول صلى الله عليه وعليهم فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن دان بغير دين آل الرسول صلى الله عليه وآله فقد ضل عن السبيل، وظلم نفسه وغرق وهوى في ظلم الضلال، بدليل قوله تعالى: ((فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)) [يونس: 32].
فالحمد لله على ما بين لنا كيف المخرج عند الاختلاف، وأرشدنا إلى معرفة أهل الحق حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه.

[الصراط والميزان]
الصراط الموصوف في بعض الروايات بأنه أحد من السيف، وأنه منصوب على جهنم يمر عليه أهل الموقف فمن كان من أهل الإيمان مر بسلام مع استشعار الخوف والخشية من الوقوع حتى أن أمثلهم يقول: سلم سلم، وأما من كان غير مؤمن فإنه يتردى في جهنم، فهذا الصراط الموصوف لا أصل له في عقيدة الزيدية وأئمتنا رضوان الله عليهم، ولا ذكر له في كتاب الله تعالى وقد قال تعالى: ((مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)) [الأنعام:38]، ولا وثوق برواية الحشوية من أهل الحديث، مع العلم أنها إن صحت فلا تفيد إلا الظن وقد قال تعالى: ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء: 36]، وقد قال تعالى: ((إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)) [يونس:36].
وكذلك الميزان، فقد وصف في بعض الروايات بأن كفة في المشرق وكفة في المغرب، ولا وثوق بتلك الروايات، وكلما ذكر الوزن في القرآن يوم القيامة فالغرض به العدل، وقد قال تعالى: ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ)) [الأعراف: 8]، فأخبر عن الوزن بأنَّه الحقُّ.
[العرش والكرسي]
والعرش عند أئمتنا هو: الملك، في قوله تعالى: ((ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)) [الأعراف: 54]، وفي قوله تعالى: ((وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)) [الحاقة: 17]، ونحوهما. نطقت بهذا الاستعمال العرب العرباء والقرآن نزل بلغتهم قال الشاعر العربي:
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم .... بعتيبة بن الحارث ابن شهاب

والكرسي المذكور في قوله تعالى: ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)) [البقرة:255]، معناه العلم كما يدل عليه السياق، فإنه في ذكر العلم أو الملك وكلاهما استعمال عربي عريق، قال الشاعر العربي يصف قوماً ويمدحهم:
كراسي بالأحداث حين تنوب
ومنه سميت الصحيفة التي يكتب فيها العلم كراسة، وذكر ابن كثير في تفسيره معنيين أولهما: أنه العلم، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وكذا رواه ابن جرير، قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير مثله، وليس هناك في مذهب الزيدية وعلمائها: سرير له قوائم، والكرسي أصغر منه كما ذكره أهل الحشو والظاهر، وأهل البيت عليهم السلام أخذوا علمهم ورواياتهم للأحاديث عن آبائهم عن أمير المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبريل عن الله تبارك وتعالى، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
[الصور]
والصور المذكور في قوله تعالى: ((وَنُفِخَ فِي الصُّورِ)) [الكهف: 99]، هو جمع صورة، كما أن الصوف جمع صوفة جمعاً قياسياً بالاتفاق، فيما لم يكن من صنع المخلوقين، أفادة في الأساس للمنصور بالله، وإعادة الضمير إليه مفرداً هو من خصائص هذا الجمع، ألا ترى أنهم يقولون: الصوف نفشته، وليس هناك بوق قد التقمه إسرافيل كما يقول أهل الحشو، والناقور مجاز.
[معنى الإيمان بالقدر خيره وشره]
معنى القدر في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)).

قدر الخير: مثل الصحة والعافية في النفس والأهل والولد وطول العمر وسعة الرزق والأمطار والخصب وصلاح الثمار والأمن والراحة وسكون النفس إلى غير ذلك مما شاكلها.
وقدر الشر: نحو الموت والمرض والخوف والفقر ونقص الثمرات وقلة الأمطار وقلة الخصب وفساد الثمار وقلة ذات اليد والقلق والنكد وما جانس ذلك.
وليس معنى القدر خيره وشره من الله: أن الظلم والزنا واللواط والغش والكذب وخلف الوعد ونكث العهد والكفر والشرك وجميع المعاصي كلها من الله، فهذا ليس من القدر الذي يجب الإيمان به، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
فلا يجوز أن نرتكب الفواحش ثم نقول: إنها من الله وبقدره، بل نحن الذي عصينا باختيارنا، وفعلنا وأتينا من قبل أنفسنا، نحن المسؤلون عن العصيان، والله تعالى منزه عن فعلنا، لا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد، ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغي)) الآية. ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ)) [النساء:58].

وبعد، فإنه ليس في كتاب الله تعالى أن فعل المعاصي بقدر من الله تعالى، بل فيه قوله تعالى: ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا)) [التوبة:51]، وليس فيه: لن تصيبوا إلا ما كتب الله عليكم، ولله در من قال: ما استغفرت الله منه فهو منك، وما حمدت الله عليه فهو منه، وفرق واضح بين يصيبنا وتصيبوا، وفي حديث رواه الإمام أبو طالب عليه السلام، ورواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله، وفي آخر الحديث ((فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه)).
فعلى هذا المسؤول عن فعل المعاصي هو الإنسان، وليس لقدر الله وقضاؤه دخل في ذلك، وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وآله: ((والشر ليس إليك)) رواه مسلم، فلا يجوز إضافة الشر إلى الباري تعالى.
فنعوذ بالله من قوم استحوذ عليهم الشيطان فصاروا من جنده يدعون بدعوة الشيطان، ويزينون عصيان الرحمن، ويسهلون لهم طاعة الشيطان الرجيم، فتراهم تارة يقولون: إن الشفاعة لأهل الكبائر الموبقة ينسبون ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وحاشاه، وتارة أخرى تراهم يحدثون عن النبي بأن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى، وإن أهل هذه الكلمة لا يخلدون في النار، وتراهم ينزهون أنفسهم والشيطان من معاصيهم ثم يقولون: إنها من فعل ربهم خلقها وشاءها وقضاها وقدَّرَهَا.

8 / 11
ع
En
A+
A-