الاسم ترهيباً ، ومثل الأمير واقفٌ بالباب والمتكلم هو الأمير ولم يقل : أنا واقفٌ بالباب ، وفائدتها الترهيب بإظهار لفظة الأمير ، وغير ذلك من الأمثلة وللالتفات فوائد عدّة منها الترهيب والترغيب وغير ذلك (1) . فدعوتهم إلى الرضا لا تدل على أن المقصود بها غيرهم بل تدل أن الرضا من آل محمد هم هم لا غيرهم فاسألوهم عن معالم دينكم وانظروا إلى جهادهم للظالمين الكائن لإقامة الكتاب بإقامة الحدود وبنصره المستضعفين والمظلومين ولإقامة السنة ولإقامة الإسلام اللفظي على الواقع فاسألوهم وانظروا حتى تعلموا أنهم هم الرضا من آل محمدٍ ، وإنما قالت الإمامية أن الإمام زيد بن علي عليه السلام دعا إلى الرضا قاصداً بها جعفر بن محمد عليه السلام لأنهم مؤمنون بأن الإمام هو جعفر وأن الإمام زيداً يعتقد بإمامة جعفر فقولهم هذا مبنيٌ على اعتقادهم في إمامة الاثني عشر وأن الإمام زيداً إمامي المذهب ، هذا هو دليلهم على ما يقولون وهو تخرصٌ ودعوى وقد تقدم بأن أهل البيت عليهم السلام لم يكونوا يعتقدون بهذه العقيدة لا الأئمة الأحد عشر عليهم السلام ولا غيرهم من بني هاشم بل ولم تكن فكرة أن الإمامة في اثني عشر موجودةً ، وقد قدمنا إبطال صحة حديث الاثني عشر المروي في كتب الجعفرية وأهل السنة فراجعه إن شئت .
__________
(1) 63) أنظر كتب البلاغة كشروح التلخيص وحلية اللب المصون 81 وغيرهما .
الباب الثالث: المهدي الموعود عليه السلام
هو الذي يأتي في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً وإيماناً بعد أن كانت جوراً وكفراً ، وهو الذي ينشر الحق والفضيلة ويزيل الباطل والرذيلة ، وهو من ولد الزهراء عليه السلام ، وهو الإمام الموعود به على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة الطاهرين والعلماء والمجتهدين كما هو ثابتٌ في كتب العامة والخاصة ، وهو الملقب بالمهدي والقائم من آل محمد عليه السلام ، وهو وعد الله القائل عز وجل: (( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنكُمْ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )) ، وهو الذي يصلي عيسى صلوات الله عليه خلفه لا لأن المهدي أفضل منه بل ليعلم الناس أن عيسى تابعٌ لشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما بقية العلامات فهي آحادية يمكن صحتها ويمكن لا .
إن هذا المهدي صلوات الله عليه ليس خاصاً بالجعفرية بل هو عقيدةٌ لأكثر المسلمين للروايات المتواترة فيه ، وأما اسمه ومولده وهل هو من ولد الحسن أم من ولد الحسين وهل هو معصومٌ أم لا فمختلفٌ فيه ، والأحاديث المتواترة على المهدي ليس فيها ما يدل دلالةً قطعيةً على اسمه ، وليس في تلك الأحاديث ما يدل على أنه محمد بن الحسن وعلى غيبته ، والاحتجاج بتلك الأحاديث الدالة على المهدي لإثبات إمامة محمد بن الحسن إثباتٌ في غير محل النزاع لأننا لا ننكر المهدي عليه السلام وظهوره في آخر الزمان ، بل ننكر أن يكون المهدي قد ظهر وأنه محمد بن الحسن وأن له غيبة ، فمن الأدلة على عدم وجود المهدي الموسوم بمحمد بن الحسن العسكري وعلى عدم صحة إمامته أن الإمامية انقسمت بعد موت الحسن العسكري عليه السلام ثلاثة عشر فرقةً وهذا الاختلاف يدل على عدم قطعية النصوص على إمامته ويدل على عدم العلم أو الظن بولادته وإلا لما اختلفوا هذا الاختلاف الكبير ؛
ففرقةٌ قالت : إن الحسن العسكري لم يمت لأنه لو مات وليس له ولدٌ ظاهرٌ لخلا الزمان والإمام المعصوم وذلك غير جائز .
وفرقةٌ قالت : إنه مات ولكنه سيجيء وهو المعني بكونه قائماً بعد الموت .
وفرقةٌ قالت : إنه مات لا يجيء لكنه أوصى بالأمة إلى أخيه جعفر .
وفرقةٌ قالت : إنه أوصى إلى أخيه محمد .
وفرقةٌ قالت : إنه مات من غير عقبٍ فعلمنا أنه ما كان إماماً وأن الإمام كان جعفراً .
وفرقةٌ قالت : بل ظهر أن محمداً أخو الحسن العسكري كان الإمام لأن جعفر كان مجاهراً بالفسق والحسين كان فاسقاً بالخفية فتعين أن محمداً هو الإمام .
وفرقةٌ قالت : مات ولكن وُلد له بعد موته بثمانية أشهر ولدٌ .
وفرقةٌ قالت : لما مات الإمام ولا ولد له لا يجوز انتقال الإمامة منه إلى غيره فيبقى الزمان خالياً عن الإمام وارتفعت التكاليف .
وفرقةٌ قالت : يجوز أن يكون الإمام لا من ذلك النسل بل من غيره من العلوية .
وفرقةٌ قالت : لما لم يجز انتقال الإمامة من ذلك النسل إلى نسلٍ آخر ولا يجوز خلو الزمان من الإمام علمنا أنه بقي من نسله ابنٌ وإن كنا لا نعرفه بعينه ، ونحن على ولايته إلى أن يظهر .
وفرقةٌ قالت : إن الإمامة إلى الرضاعليه السلام وبعده مضطربةٌ فنتوقف في الكل.
وفرقةٌ قالت : الإمام بعد الحسن ابنه المنتظر وأنه علي بن الحسن ليس كما تقول القطعية في الغيبة والانتظار حرفاً بحرفٍ .
وفرقةٌ قالت : إن أبا محمدٍ لما مات من غير ولدٍ ظاهر ولكنه عن حمل بعض جواريه ، والقائم من بعد الحسن لم تلد به أمه بعدُ ، وإنما يجوز أن تبقى مائة سنة حاملاً (1) .
والذين قالوا أن الحسن العسكري مات وله ولدٌ اختلفوا في اسمه هل محمد أم علي ، ومنهم من ينفي العلم بولادته ويقول في إمارته أن لا تكون ولادته معلومة ، ومنهم من يصحح العلم بولادته ومنهم من لا يصحح العلم بولادته ، ومنهم من قال إنها ولدت في خفية ورفعه الله وأنها أسرَّته مخافة الأعداء واحتالت في كتمانه ، ومنهم من تحير ورجع عن هذه المقالة ، ومنهم من قال بالغيبة (2) .
__________
(1) 64) النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة176،175،174 ، وفرق الشيعة للنوبختي الإمامي 98إلى111 والمؤلف عاش الغيبة الصغرى ، وتلخيص المحصل410،411 للرازي .
(2) 65) فرق الشيعة109 ؛ عن أبي عبد الله قال : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لأحدٍ في عنقه بيعةٌ إذا خرج كمال الدين ج2 ص480 .
وكذلك استدلالات كل فرقةٍ من هذه الفرق توضح عدم وجود نصوصٍ تدل على الأئمة بأسمائهم ، وتدل استدلالاتهم أيضاً على عدم وجود نصوصٍ في ذلك الوقت تدل على الغيبة واسم المهدي أو تدل على ولادته بل إن الدليل على ولادته وإمامته لم يكن عندهم إلا بواسطة مقدمات وقواعد أثبتوا بها ولادته وإمامته لأن الدليل الذي أثبتوا به ولادته هو عدم جواز خلو الزمان من إمامٍ وعدم صحة انتقال الإمامة من نسلٍ إلى نسلٍ وبذلك أثبتوا أن للحسن العسكري ولدٌ فلم يكن لهم دليلٌ إلا هذا ، ومع مرور الزمان تفرّخت الأحاديث في ولادته ومشاهدة من رأى المهدي وفي الغيبة ومع مرور الزمان اتسعت إلى أن له غيبتان بدليل أن النوبختي ذكر قول الإمامية ولو كان هنالك فرقة تدّعي وجود نصوصٍ تدل على ولادته وأنها خفية وتدل على إمامته وغيبته لذكرها ، ومما يدل على عدم صحة وجود نصٍ في محمد بن الحسن خاصة أو غيره في تلك القرون وهو يدل على اتساع الأحاديث مع مرور الزمان ، إن هنالك روايات عدة على حسب رواياتهم المزعومة تصرح بعدم جواز ذكر اسم المهدي وتسميته وروايات عدة تسأل الشيعة على حد زعمهم إمامها الحسن العسكري الثاني عن اسم الإمام ، وهما مما يدلان كذلك على أن محمد بن الحسن شخصيةٌ وهميةٌ اختلقتها الإمامية وزينتها بأحاديثها مع مرور الزمان ونسبتها إلى جعفر الصادق والرضا عليه السلام وغيرهما ، وهذا التعارض أي الروايات التي تنص على أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري والتي منها حديث الاثني عشر الذي ينص على اسم المهدي على حد زعمهم والروايات التي تنص على سؤالهم الإمام عن اسم المهدي يدل على عدم صحة جميع الروايات في هذا الباب ، قال ابن بابويه في مقدمة كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة
: ولولا كتمان الوقت والمساترة به لما استدل عليه بالصيحة والآيات وخروج رايات أهل الضلالات ولقيل إنه فلان بن فلان وإن يومه يومٌ معلومٌ بين الأيام ( ص143 ) .
تحريم تسميته باسم :
فعن عبد الله بن جعفر الحميري قال : سألت العمري هل رأيت صاحبي ... إلى أن قال قلتُ : فالاسم . قال : إياك أن تبحث عن هذا ، فإن عند القوم أن النسل قد انقطع (1) .وفي حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل : يا رسول الله ؛ فما اسمه ؟ قال : لا يسمى حتى يظهر (2) . وعن الجواد عليه السلام : هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته حتى يظهره الله (3) . وعن الحسن العسكري عليه السلام أن قال عن المهدي : إنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه . قلت ( أي الراوي ) : فكيف نذكره ؟ قال : قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه (4) .
وعن العمري قال مجيباً لمن سأله عن اسم الإمام : الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول لكم هذا من عندي فليس لي أن أحلل ولا أحرم ولكن عنه صلوات الله عليه (5) .
وعن أبي عبد الله الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد عليه السلام أن أسأل عن الإسم والمكان فخرج الجواب إن دللتهم على الإسم أذاعوه ، وإن عرفوا المكان دلوا عليه (6) .
__________
(1) 66) كمال الدين ج2 ص441؛ هذه الروايات لا نؤمن بها كما لا نؤمن بحديث الاثني عشر لأننا نعتقد أن الأئمة الثمانية لم يدّعوا لأنفسهم الإمامة بالنص أو بالمعجز أو التعيين ، ولكننا أوردناها ليعلم التناقض في قولهم .
(2) 67) كفاية الأثر ص56 .
(3) 68) كفاية الأثر ص277 .
(4) 69) الكافي ج1ص268 , كفاية الأثر ص284 .
(5) 70) غيبة الشيخ ص146 .
(6) 71) لكافي ج1ص278 .
والأحاديث في هذا الموضوع كثيرةٌ عندهم ، واعلم أن جميع الروايات من جوابات الباقر والصادق والرضا وغيرهم عن تحريم الاسم غير صحيحة ولا نؤمن بها غير أنا ذكرناها ليُعلم التناقض في رواياتهم الذي يدل على عدم صحة النصوص وعدم وجود رجلٌ اسمه محمد بن الحسن وبه يعلم عدم صدورها من الباقر والصادق والرضا وغيرهم لعدم وجود سندٍ معتبر .
سؤال الإمامية المزعوم للحسن العسكري : من الإمام ؟ المناقض لحديث الاثني عشر :
عن محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن بن علي العسكري عليه السلام يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ؛ أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ فقال عليه السلام : إن الإمام وحجة الله بعدي ابني سميّ رسول الله ...إلخ (1) .
وعن يعقوب بن منقوش قال : قلت لأبي محمد الحسن بن علي يا سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك ؟ قال : إرفع الستر . فرفعته فخرج إلينا غلامٌ خماسيٌ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه ...إلخ (2) .
وعن جماعةٍ من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح قالوا جميعاً : إجتمعنا إلى أبي محمدٍ الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلاً ، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يا ابن رسول الله أريد أن أسألك عن أمرٍ أنت أعلم به مني ...إلخ (3) .
__________
(1) 72) إثبات الهداة ج7ص137 ؛ هذه الروايات لا نؤمن بصحتها كما لا نؤمن بصحة حديث الاثني عشر .
(2) 73) كمال الدين ج2ص407و436 ، وخماسي أي له خمسة أشبار .
(3) 74) غيبة الشيخ ص217 ، والبحار ص346ج51 .
وبعد أخي القارئ ؛ فهل عدم علمهم باسمه وتحريم تسميته وغير ذلك مع وجود النصوص المتواترة على حد زعمهم إلا دليلٌ على تناقضهم وعدم صحة أي نصٍ في أئمتهم التسعة ، إن هذه الروايات لتدل دلالةً لا مناص عنها على جهل الإمامية لاسم الإمام وعلى حرمة التسمية للمهدي باسمٍ على حد زعمهم ، وهو يدل على بطلان صحة النصوص في محمد بن الحسن العسكري المزعوم وفي غيبته ، وليس في سياق هذه النصوص المزعومة وغيرها ما يدل على أن المقصود هو الخوف عليه من القتل أو غير ذلك مع أن ذلك لا يبرر جهل علماء الشيعة وفضلائهم لاسمه على حد زعم الروايات الكاذبة .
وأما جواب العمري فليس إلا دليلاً على التبريرات الواهية لصنّاع الأحكام والروايات ، وإلا فلماذا لم يخبره بالاسم وثم يحرم عليه ذكر الاسم على حد زعم الرواية ؟ إن السؤال من السائل عن الإسم يدل على الجهل بالحديث المزعوم وهذا يعني عدم صحة تواتر النصوص عند الإمامية في الإمامة دع عنك غيرها .
وهل التحريم لذكر الاسم أو السؤال عنه من قبل ولادة المهدي كما هو نص الروايات المزعومة أم من بعد ولادته ؟ ولماذا التحريم مع عدم الخوف عليه لعدم وجوده آنذاك ؟ وكيف نجمع بين تحريم الاسم وبين النصوص التي تدل على اسمه إلا إذا قلنا أنها غير صحيحة جميعها وهو الواقع والصحيح ؟
إن المنصف المتحرر الذي ينظر إلى مدلول الدليل لا غير ولا يجعل من الدليل دليلاً لما يريده وإنما يعيش مع الدليل وينقاد إليه ليعلم أن هذا الكلام المتقدم دليلٌ ناصعٌ على أن محمد بن الحسن شخصيةً وهميةً وأن الأحاديث التي تدعي الإمامية صحتها وتواترها باطلة .
وقد استدلت الإمامية على صحة إمامة الطفل ( المهدي والجواد ) بنبوة نبي الله عيسى عليه السلام صغيراً ، وهو استدلالٌ في غير محله وقياسٌ باطلٌ لوجود الفارق بين النبوة والإمامة ، وإلا لما كان هناك فارقٌ إلا في التسمية ، وتكلم عيسى عليه السلام لم يكن إلا تبرئةً لساحة السيدة الصبّارة مريم صلوات الله عليها ، ولو سلمنا جدلاً بصحة القياس بين النبوة والإمامة فما زال قياسهم بنبوة عيسى عليه السلام لإثبات إمامة محمد بن الحسن باطلاً لأن نبوة عيسى في صغره ليست قاعدةً مطردةً حتى يستدل بها وإنما يفهم منها الإمكان وفرقٌ بين الإمكان والوقوع ونحن أنكرنا كليهما ؛ أما الإمكان فلأن الإمامة لها أحكامٌ لا يمكن لأحدٍ القيام بها إلا إذا توفرت شروط الإمامة ، والطفل لا يمكنه ذلك بل إن الصلاة لا تصح خلفه لاشتراط البلوغ في صحتها ، وأما الوقوع فلعدم الدليل عليه ولبطلان ما تدعيه الإمامية ، فالاستدلال على صحة إمامة الصغير بنبوة عيسى عليه السلام صغيراً غير صحيح لأنه لا يدل على وقوع الإمامة للصغير ، وكذلك إثبات طول العمر لمحمد بن الحسن العسكري عندهم بمكث عيسى والشيطان ونوحٍ والخضر لأننا نطالب بالدليل الذي يدل على الوقوع لا على الإمكان ، وذلك لأننا لا ننكر أن الله قادرٌ قدرةً مطلقةً حتى تستدل الإمامية بعيسى والخضر والشيطان ونوح لأجل إثبات أن محمداً العسكري ما زال على قيد الحياة فنحن أنكرنا أن المهدي هو محمد بن الحسن وأنكرنا أنه ولد وأنكرنا أنه ما زال على قيد الحياة وأن له غيبة لإنكارنا ولادته ولعدم الدليل القطعي أو الظني على إمامته ، وهل في بقاء عيسى عليه السلام إلى اليوم دليلٌ على بقاء محمد بن الحسن من حيث الوقوع ؟
إننا نطالب بالدليل على أنه ما زال على قيد الحياة بعد إثبات أنه وُلِد وبعد إثبات صحة النصوص الدالة على إمامته ، فنحن لا نطالب بإثبات الإمكان ولا نطالب بإثبات قدرة الله المطلقة لأن القضية ليست هل الله قادرٌ قدرةً مطلقةً أم لا ، بل القضية هل وجد رجلٌ اسمه محمد بن الحسن ؟ وإذا وجد فهل ما زال على قيد الحياة إلى الآن ؟ وما الدليل إن كان هنالك دليلٌ ؟ وإذا ثبت مثلاً ولادته فهل هو المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ؟