علمتم أن الأرض لا تخلو من حجةٍ لله تعالى ؟ (1) .
قلتُ هذه الروايات وغيرها تدل على على عمق الشك والحيرة التي كانوا فيها ، وتدل على أن سبب الحيرة والشك هو غموض الإمامة عندهم ، وتدل على عدم وجود نصوصٍ تنص على الأئمة وإلا لقال : أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة ، أما علمتم بتواتر الحديث الذي ينص على إمامته ، وكذلك أنظر إلى تحير الشيعة في الجواد حتى ادعوا أنها لم تطمئن قلوبهم إلا بالمعجزات التي كانت في ذلك الوقت الدليل الفريد على الإمام ، فالشك والارتياب لم يزل عنهم إلا بعد أن شاهدوا بزعمهم معجزاته وكراماته ولم يزل الشك عنهم بما يدعون من الأحاديث الأحاديث المتواترة التي تنص على الإمام واسمه مع أن هذا التحير كائن من علماء الشيعة وأفاضلهم وأشرافهم وأماثلهم !! وهو مما يدل على أن القول بوجوب ظهور المعجز وبالتعيين من الإمام الذي قبله لم يكن استظهاراً ودليلاً ثانوياً ، وانظر إلى مشايخ الشيعة وفقهائها وعبد الله بن بكير وعمار بن موسى في قولهم بإمامة عبد الله بن جعفر ورجوعهم عنه إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام (2) ، فرجوعهم عنه إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام لم يكن لأجل النصوص بل لأنهم على حد زعمهم شاهدوا بعض معجزاته فقطع بإمامة الرضا مع أن سبب حيرتهم وقولهم بإمامة عبد الله هو الروايات التي تنص بأن الإمامة في الأكبر من ولد الإمام .
__________
(1) 13) منتهى الآمال ج2 ص544 .
(2) 14) فرق الشيعة ص82 , ورجال الكشي ص219 .

الثاني :
تناقضهم برواياتٍ يزعمون صحتها تنص على سؤالهم الإمام عن الإمام الذي بعده هذا التناقض يدل على عدم صحة تواتر الحديث بل ووجود فكرة إمامة الاثني عشر خاصةً وأن السائلين هم من فقهاء الشيعة ومن جل الشيعة على ما تنص رواياتهم المزعومه .
فعن محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن بن علي العسكري عليه السلام يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ؛ أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك فقال عليه السلام : إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... (1) .
وعن يعقوب بن منقوش قال : سألت أبا محمد الحسن العسكري يا سيدي ؛ من صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال: إرفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلامٌ خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه... (2) .
__________
(1) 15) إثبات الهداة ج7 ص137 ، إعلم أن جميع أحاديث هذا الباب لا نؤمن بها ولا نرى صحتها ولكننا رويناها لإثبات تناقضها مع القول الذي يزعم بصحة وتواتر حديث الاثني عشر .
(2) 16) كمال الدين ج2 ص407، 436 .

وعن جماعةٍ من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح ؛ قالوا جميعاً : إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلاً فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يا ابن رسول الله ؛ أريد أن أسألك عن أمرٍ أنت أعلم به مني ، فقال له اجلس يا عثمان ، فقام مغضباً ليخرج ، فقال : لا يخرجن أحدٌ فلم يخرج منا أحدٌ إلى أن كان بعد ساعةً فصاح عليه السلام لعثمان فقام على قدميه ، فقال : أخبركم بما جئتم تسألوني ؟ عن الحجة من بعدي ؟ قالوا: نعم . فإذا غلامٌ كأنه قطع .. إلى قوله : فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمور إليه (1) .
وعن أبي عبد الله الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد أبي عبد الله عليه السلام أن أسأل عن الإسم والمكان ، فخرج الجواب ( من المهدي ) إن دللتهم على المكان أذاعوه ، وإن عرفوا المكان دلوا عليه(2) .
وفي كفاية الأثر : قيل يا رسول الله فما اسمه (أي المهدي ) ؟ قال : لا يسمى حتى يظهره الله (3) .
__________
(1) 17) غيبة الشيخ ص217 ، والبحار ج51 ص346 .
(2) 18) الكافي ج1 ص268 .
(3) 19) كفاية الأثر ص56 ، هذا المنع كان قبل وجود المهدي المزعوم آنذاك حتى يخاف عليه من القتل أو الذبح وهذا يقودنا إلى التساؤل ؛ لماذا حرّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر اسمه في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وكيف وقد تواتر حديث الاثني عشر الذي ينص على اسمه على حد زعمهم ؟

وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سُئِل أو قيل له : أتكون الإمامة في عمٍ أو خالٍ فقال : لا . فقال : في أخٍ . قال : لا . قال : فيمن ؟ قال : في ولدي . وهو يومئذٍ لا ولد له ، إنتهى (1) .
وعن محمد بن حمران عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : قلت له أكان عبد الله إماماً ؟ فقال : لم يكن كذاك ولا أهل لذلك ولا موضع ذاك (2) .
وعن العباس بن النجاشي الأسدي قال : قلت للرضا عليه السلام أنت صاحب هذا الأمر ؟ قال : إي والله على الإنس والجن (3) .
وعن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أصلحك الله بلغنا شكواك فأشفقنا ، فلو أ علمتنا من بعدك ؟ فقال : إن علياً عليه السلام كان عالماً والعلم يتوارث ...إلخ (4) .
وعن أبي جعفر الضرير عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده إسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض .. إلى قوله : فمن بعدك بأبي أنت وأمي ...إلخ (5) .
__________
(1) 20) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص191 .
(2) 21) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص209 .
(3) 22) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص215 ، وقال في الحاشية : نقله المجلس في بحار الأنوار ج5 ص106 رقم35 عن كتابنا هذا ورواه الصدوق في عيون الأخبار ص21 عن أبيه .
(4) 23) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص225 ، وقال في الحاشية أخرجه الصدوق في علل الشرائع ص591 عن أبيه المؤلف بسنده مثله ورواه الكليني في الكافي ج1 ص279 .
(5) 24) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص202 ، قال في الحاشية : رواه المسعودي في إثبات الوصية ص187 مثله وقد وردت هذه الرواية في المصادر المختلفة بأسانيد تنتهي إلى الفيض بن المختار ...إلى آخر كلامه فانظره إن شئت .

وعن عُقبة بن جعفر قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد . فقال : يا عقبة ؛ إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه من ولده (1) .
وعن زراره قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام يمضي الإمام وليس له عَقِب . فقال : لا يكون ذلك . قلت : فيكون . قال : لا يكون إلا أن يغضب الله على خلقه فيعاجلهم (2) .
وعن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام خذ بيدي من النار مَن لنا بعدك ؟ فدخل عليه أبو إبراهيم عليه السلام وهو يومئذٍ غلامٌ ، فقال : هذا صاحبكم فتمسّك به (3) .
وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عمٍ أو خالٍ ؟ فقال : لا . فقال : ففي أخٍ ؟ قال : لا . قال : ففي من ؟ قال : في لدي . وهو يومئذ لا ولد له (4) .
وعن حنّان بن سدير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي الحنفيّة هل كان إماماً ؟ قال : لا ولكنه كان مهدياً (5) .
__________
(1) 25) دلائل الإمامة ص435 وكفاية الأثر ص274 وكمال الدين وتمام النعمة 229/25 ونوادر المعجزات 195/3 .
(2) 26) كمال الدين وتمام النعمة 204/13 ودلائل الإمامة 435 .
(3) 27) الكليني الجزء الأول 307 وانظره مثل هذا الحديث في الكليني ج1 ص308 عن إسحاق بن جعفر .
(4) 28) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص191 ، قال المحقق : وأخرجه الخزان في كفاية الأثر ص274 , والكليني رواه في الكافي ج1 ص286 .
(5) 29) الإمامة والتبصرة من الحيرة ص193.

فهذه المرويات المزعومة كلها تدل على أن تعيين الإمام لم يكن بالنصوص لا المتواترة ولا الآحادية ، وإلا لما سألوا عن اسم الإمام إذ سؤالهم المزعوم يدل على أن تعيين الإمام عندهم كان بتعيين الإمام الذي قبله على حد زعمهم ، ومما يزيد الأمر وضوحاً اعتمادهم على قواعد لمعرفة الإمام كالقول بأن الإمام هو من ولد الأكبر ، وأن الإمام لا بد له من عقبٍ ، وأن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الإمام الحسن والإمام الحسين ، وأن الإمام لابُدَّ له من معجز يدل على صدقه ، ومسألة الإمام في بعض الأحكام وظهور الكرامات على يده على حد زعمهم وغير ذلك ، وانظر هذا في دلائل الإمامة 235و435 والإمامة والتبصرة من الحيرة ، والكافي للكليني 307 وكشف الغمة في معرفة الأئمة ج2 ص351إلى365 . وتأمل كيف أثبت البحراني إمامة التسعة الأئمة إذ قال : لأنهم -أي الأئمة- قد نصوا على من بعدهم ، وبتعيين الإمام لمن بعده يتعين أن يكون هو الإمام الحق ، وبظهور الكرامات على يده (1) . فهو لم يعتمد على حديثٍ متواترٍ ولا آحادي في تعيينهم من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل اعتمد على حد زعمه على حديث أن النبي قال للحسين : إبني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو الأئمة التسعة تاسعهم قائمهم ، وهذا يدلنا على أن الإمامية في أول الأمر استدلت بالقرائن والمعجزات والقواعد
__________
(1) 30) النجاة في تحقيق الإمامة للبحراني ص174 ، والمؤلف توفي سنة 699هـ ، قلت : هل معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير كافية أم أننا نريد في كل حديثٍ متواترٍ معجزةً ؟ وإن كان لأجل الاطمئنان فهل حديثهم في النص على الأئمة لا يفيد اطمئناناً كما هو الواقع فقد أوجد فيه الحيرة والشك والانتقال من مذهبٍ إلى آخر ؟

ثم على التعيين جملةً ثم على تعيينهم من قبل الأئمة ثم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حد زعمهم ، ومما يدل على أن الإمامة عندهم ظنيةٌ قول النوبختي : إن الإشارة والوصية لا تصحان من الإمام ولا من غيره إلا بشهود أقل ذلك شاهدان فما فوقهما (1) .
__________
(1) 31) فرق الشيعة للنوبختي ص110 ، وهو يدل أن تعيين الإمام يكون عندهم بإشارةٍ أو وصية ويكونان من الإمام أو من غيره كالوكيل أو ما شابهه عندهم ولا بد أن يكون الشهود عليه شاهدان فما فوقهما ، ومما يدل على أن الأئمة لم يكونوا كذلك عند الإمامية في بداية تكوينهم روايتهم على حد زعمهم قول أبي عبد الله : إن علي بن الحسين استحق الإمامة لقول الله تعالى : (( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ )) انتهى ؛ الإمامة والتبصرة من الحيرة 179 , فلم يكن إماماً بحديث الاثني عشر المتواتر على حد زعمهم ويلزمهم أن يكون الإمام بعد الحسن عليه السلام ابنه الحسن بن الحسن .

الثالث :
أن أهل البيت عليهم السلام من ذرية الإمام الحسين والإمام الحسن لم يعلموا بهذا الحديث أو بأن أحداً من الأئمة الثمانية (1) ادعوا لأنفسهم الإمامة بالنص وهو مما يدل على عدم وجود فكرة إمامة الإثني بالنص في ذلك الوقت ، فمحمد بن جعفر المعصوم المنصوص عليه عند الإمامية دعا إلى نفسه وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين (2) ، وعبد الله بن جعفر المنصوص عليه عندهم دعا إلى نفسه بالإمامة (3) ، وموسى بن جعفر الصادق وعبد الله خرجا مع الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية وبايعاه (4) ، والإمام زيد عليه السلام دعا إلى نفسه وأولاده خرجوا معه وغيره ، وبعد مقتله ادعى الإمام يحيى بن زيد الإمامة وجاهد حتى استشهد (5) ، وادعى الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية الإمامة وخرج على الظلمة وقاتل معه وتحت رايته عيسى بن عبد الله والحسين بن زيد الملقب بذي الدمعة لكثرة بكائه ،وموسى بن جعفر بن محمد ، وعبد الله بن جعفر ، والحسن ويزيد وصالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر ، وعلي وزيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والقاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وصاحب
__________
(1) 32) قلت الأئمة الثمانية لأن الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين أئمةً بالنص لكن ليس النص الذي تدّعيه الإمامية ، بل هم أئمةٌٌ لحديث الغدير في الإمام علي عليه السلام ، ولحديث الثقلين والسفينة وغيرهما في الإمامين عليه السلام ، ولعدم وجود الثاني عشر .
(2) 33) مقاتل الطالبين486 ، والطبري6/313 ، وكشف الغمة في معرفة الأئمة2/393 .
(3) 34) كشف الغمة في معرفة الأئمة2/393 .
(4) 35) مقاتل الطالبين244 .
(5) 36) تاريخ الطبري ومقاتل الطالبين وتاريخ ابن الأثير الكامل .

فخ (1) ، والأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين (2) ، ودعا إلى نفسه محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين (3) ، وخرج ودعا إلى نفسه محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين (4) ، وخرج ودعا إلى نفسه الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي (5) ، وخرج يحيى وسليمان وإدريس وإبراهيم بنو عبد الله بن الحسن ، وعلي بن إبراهيم بن الحسن ، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا ، ومحمد بن إسماعيل طباطبا ، والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، وخروج عبد الله وعمر ابنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن مع صاحب فخ (6) .
فلو كان الحديث صحيحاً لقال أحد الأئمة لأولاده وعمومته وأولاد عمه بحديث الاثني عشر لقوله تعالى : (( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبينَ )) ، أم أن التقية ديني ودين آبائي .
__________
(1) 37) مقاتل الطالبين ص245 .
(2) 38) مقاتل الطالبين ص250 .
(3) 39) مقاتل الطالبين ص438 .
(4) 40) مقاتل الطالبين ص499 ، وبايع له أخوه علي العريضي الطبري 6/313 .
(5) 41) مقاتل الطالبين ص521 .
(6) 42) مقاتل الطالبين ص382 .

روي أن عبد الله بن الحسن أرسل إلى جعفر ليبايع محمدَ بن عبد الله ، فأتى جعفر بن محمد وقال : لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد إن كنت تريد أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت تريد أن تخرجه غضباً لله تعالى وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الأمر (1) .
فلو كان النص في الأئمة الاثني عشر صحيحاً لأنكر عليهم جعفر بن محمد أو قلْ لنصحهم بأن يقول : إنكم تدعون ما ليس لكم ، وهو عليه السلام لم ينكر عليهم إلا القول بأن محمداً بن عبد الله هو المهدي وطالب بأن يبايع عبد الله بن الحسن ، هذا والإمام محمد بن عبد الله وأبوه عبد الله بن الحسن لم يدّع أيٌ منهما أن محمد بن عبد الله عليه السلام هو المهدي روى ذلك الأصفهاني ، وجعفر بن محمد عليه السلام لم يرد بقوله أنت شيخنا أن عبد الله أكبرهم سناً إذ الإمامة لا تنعقد بالكبر ، واستأذن جعفر بن محمد من الإمام محمد بن عبد الله لأنه معلول وقال له الإمام النفس الزكية : قد أذنت لك (2) ، قال الأصفهاني : كان جعفر بن محمد عليه السلام يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج (3) .
__________
(1) 43) كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2 ص384 نقله عن الشيخ المفيد ، وأما تنبؤ جعفر بن محمد لمآل النفس الزكية فهو كتنبؤ محمد بن الحنفية لمآل الإمام زيد؛ أنظر مقاتل الطالبين ص128 ، وذكر أن جعفر بن محمد سماه المنصور (الدوانيقي) الصادق لتنبؤ جعفر بأن الخليفة سيكون الدوانيقي .
(2) 44) مقاتل الطالبين ص223 .
(3) 45) مقاتل الطالبين ص126 .

2 / 7
ع
En
A+
A-