218- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { إلى ربهم ينسلون } (1)؟
قال: النسل: المشي الخبب، وهذا يوم القيامة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما مسعت نابغة بني جعدة وهو يقول:

عسلان الذئب أمسى قاربا
برد الليل عليه فنسل (2)

219- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { فظلت أعناقهم لها خاضعين } (3)؟
قال: العنق: الجماعة من الناس.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحارث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل:

يخبرنا المخبر أن عمراً
أمام القوم في عنق مخيل (4)

__________
(1) سورة يس، الآية 51.
(2) لم أقف عليه.
(3) سورة الشعراء، الآية 4.
(4) لم أقف عليه.

220- قال: يا بان عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { إِنَاهُ } (1)؟
قال:الإنا: النضح، يعني: إذا أدرك الطعام، وذلك أن أمراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلى الله عليه وآله، فيحدثون قبل أن يدرك الطعام ويكلمون نساءه، وذلك قبل الحجاب، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله، فأنزل الله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } (2). فلم يدخلوا بعد ذلك إلا بإذن، وكانوا إذا دخلوا أكلوا الطعام وانتشروا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

يفعم ذاك الإنا العبيط كما
يفعم عزب المجالة الجمل (3)

221- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { فشاربون شرب الهيم } (4)؟
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية 53.
(2) سورة الأحزاب، الآية 53.
(3) لم أقف عليه.
(4) سورة الواقعة، الآية 55.

قال: الإبل يأخذها داء يقال له: الهيام فلا تروى من الماء، قال: فشبَّه شربَ أهل النار من الحميم بشرب الإبل الهِيم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة يقول:

أجزت إلى معارفها بشعث
وإطلاح من العيدي هيم (1)

222- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { فدكتا دكة واحدة } (2)؟
قال: زلزلة شديدة عند النفخة الآخرة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول:

مَلك ينفق الخزائن والذمة
قد دكّها وكادت تبور (3)

223- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { لم يطمثهن } (4)؟
قال: كذلك نساء أهل الجنة، لم يدن منهن غير أزواجهن.
__________
(1) ديوان لبيد بن ربيعة: 184.
(2) سورة الحاقة، الآية 14.
(3) لم أقف عليه.
(4) سورة الرحمن، الآية 56، 74.

قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

مشين إليّ لم يطمثن قبلي
وهنّ أصحّ من بيض النعام (1)

224- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: { فأنا أول العابدين } (2)؟
قال: أنا أول الآبقين (3) من أن يكون لله ولد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قا: نعم، أما سمعت تبّعاً وهو يقول:

قد عَلِمَتْ فهر بأني ربهم
طوعا تدين له ولما تعبد (4)

225- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { حَمولة وفرشا } (5)؟
__________
(1) البيت للشريف الرضي ديوان: 416، بلفظ:
0@وأمات درجن على الليالي
وهن أصح من بيض النعام

(2) سورة الزخرف، الآية 81.
(3) كذا ولعلها: الآبين.
(4) لم أقف عليه.
(5) سورة الأنعام، الآية 142.

قال: الحمولة ما تحمل عليه، والفرش الصغار من الأنعام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

ليتني كنت قبل ما قد أراني
في قلال الجبال أرعى الحمولا (1)

226- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { فقطع دابر القوم الذين ظلموا } (2)؟
قال: قُطع أصلهم، واستؤصلوا من ورائهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول زهيرا وهو يقول:

القائد الخيل منكوبا دوابرها
محكومة حكمات القد والإبقا (3)

__________
(1) ديوان أمية بن أبي الصلت: 57، بلفظ:
0@ليتني كنت قبل ما قد بدا لي
في رؤوس البجال أرعى الوعولا

(2) سورة الأنعام، الآية 45.
(3) ديوان زهير بن أبي سلمى: 39، بلفظ:
0@القائد الخيل منكوبا دوابرها
قد أحكمت حكمات القدوالأبقا

227- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { خذ العفو } (1)؟
قال: أمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وآله أن يأخذ ذلك.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول:

يعفو عن الجهل والسوآت كما
يدرك غيث الربيع ذو الضرر (2)

228- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { إلا مكاء وتصدية } (3)؟
قال: المكاء: [صوت] القنبرة، والتصدية: صوت العصافير، وهو التصفيقن وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا قام إلى الصلاة بمكة كان يصلي قائمة بين الحجر وبين الركن اليماني، فيجيء رجلان من بني سهم، يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء،
__________
(1) سورة الأعراف، الآية 199.
(2) لم أقف عليه.
(3) سورة الأنفال، الآية 35.

والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير، ليفسد (1) عليه صلاته.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:

نقوم إلى الصلاة إذا دعينا
وهمكم التصدي والمكاء (2)

وقال آخر من الشعراء في التصدية:

حين تنبهنا سُحيرا
قبل تصدية العصافر (3)

229- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { الحرث والنسل } (4)؟
قال: النسل الطائر والدوآب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

كهولهم خير الكهول ونسلهم
__________
(1) لعلها: ليفسدا.
(2) لم أقف عليه.
(3) لم أقف عليه.
(4) سورة البقرة، الآية 205.

... كنسل الملوك لا يبور ولا يجري(1)

230- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { كمثل الذي ينعق بما لا يسمع } (2)؟
قال: شَبَّه الله أصوات المنافقين والكفارة بأصوات البهم، أي: أنهم لا يعقلون.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول:

هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي
لم تنعق بناحية الرباق (3)

231- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { فيما شجر بينهم } (4)؟
قال: فيما أشكل عليهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
__________
(1) لم أقف عليه.
(2) سورة البقرة، الآية 171.
(3) ديوان بشر: 114، بلفظ:
0@هضيم الكشح ما غنيت ببؤس
ولا مدت بناحية الرباق

(4) سورة النساء، الآية 65.

قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:

متى يشتجر قوم يقل سرواتهم
هم بيننا فهم رضاً وهم عدل (1)

232- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا } (2)؟
قال: عهداً كما حملته على اليهود فعصوك، فمسختهم قردة وخنازير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا طالب وهو يقول:

أفي كل عام وافد وصحيفة
يُشدّ بها أمر وثيق وأيصر (3)

233- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { أن تبوء بإثمي وإثمك } (4)؟
قال: أن ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت، فتستوجب النار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
__________
(1) ديوان زهير بن أبي سلمى: 58.
(2) سورة البقرة، الآية 286.
(3) لم أقف عليه.
(4) سورة المائدة، الآية 29.

قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:

من كان كاره عيشه فليأتنا
يلقى المنية أو يبوء له غني (1)

234- قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل وجل: { إنا أعطيناك الكوثر } (2)؟
قال: نهر في بطنان الجنة، حافتاه قباب الدر والياقوت.
قال: وبأي شيء ذكر ذلك؟
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل باب المروة وخرج من باب الصفا، فاستقبله العاص بن وائل السهمي، فرجع العاص إلى قريش، فقالت له قريش: [من] استقبلك يا أبا عمرو آنفاً؟ قال: ذلك الأبتر، يريد النبي صلى الله عليه وآله، فما برح رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أنزلت هذه السورة: { إنا أعطيناك الكوثر }، نهر في بطنان الجنة، حافتاه قباب الدر والياقوت، فيها أزواجه وخدمه، ثم قال: { فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر } (3)، يعني: إن عدوك هو العاص بن وائل السهمي، الأبتر من الخير، لا أُذكر
__________
(1) لم أقف عليه.
(2) سورة الكوثر، الآية 1.
(3) سورة الكوثر، الآية 2 - 3.

19 / 21
ع
En
A+
A-