الكتاب : مسائل الأباضية المؤلف : الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى الهادي . المحقق : عبدالكريم جدبان . www.al-majalis.com |
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله.
قال الإمام الناصر لدين الله عليه السلام: فهمنا ما ذكرت يا أبا محمد أكرمك الله مما ذكر لك الأباضية في شأن مسائلهم التي سألوك وساءلتنا أنت أعانك الله أن تجيبهم عليها، وزدت أيضا فيها شرحا لم يدخل في سؤالهم، فقويت ذلك ليتسع لك الجواب، وتستفيد ما يصل بك من جوابنا في ذلك إن شاء الله، وذكرت أن الأباضية طلبوا أن يكون الاحتجاج والدليل في جواب مسائلهم من اللغة العربية، ومن أشعار العرب الأوائل الجياد المعروفة المستشهدة لا من غير ذلك، وزعمت أنهم أرادوا بذلك امتحان أهل الحق، ولأن يعرفوا ويخبروا ما عندنا من المعرفة بلغة العرب وأشعارهم وتعنتوك في ذلك على ما ذكرت ولم يحبوا، زعموا أن يكون جوابنا من استشهاد القرآن، بعضه على بعض، وأنهم مكتفون بما عندهم من أسلافهم ومشايخهم، وأنهم لو أرادوا ما أعجزهم، وإنما أرادوا مخارج الجوابات ودلائلها من اللغة العربية وأشعار العرب المتقدمة، ولأنه قد بلغهم في الروايات أن عبد الله بن العباس رحمة الله عليه قال: إذا أشكل عليكم شيء من القرآن فاطلبوه في أشعار العرب، واحتجوا في طلبهم التفسير باللغة بقول الله عز وجل: { بلسان عربي مبين } . وقوله: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم. إبراهيم/ 4 } . وبقوله سبحانه: { وقالوا إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذه لسان عربي مبين } . ونحن نريد أن نستفيده من حيث ذكره الله سبحانه، ولا نريد الجواب فيه إلا من اللغة والشعر القديم العربي.
وأعلم يا أبا محمد حاطك الله إن هؤلاء القوم إنما أرادوا تعنيتنا، وأن يدروا ما عندنا من المعرفة باللغة، والذي نذهب إليه ونحبه في التفسير في أن تكون الحجة منا في التفسير بشواهد من كتاب الله عز وجل على كتاب الله، ولا بد مع بذلك من الاستشهاد للغة والشعر، ونحن بحول الله وقوته نجيبك في ذلك بجواب ما سألوا من اللغة والشعر، نتوخى فيه صوابا ونرجو من الله سدادا، ولا بد لنا أن ندخل في ذلك من شواهد الكتاب مالا بد منه، ولا يستغني عنه مما يبين الله سبحانه به لاحق
ويزهق به الباطل، وترغم به أنف المخالفين بحوله وقوته، وإن كنت في وقتي هذا من الغم والهم بفراق الإمام صلوات الله لعيه فيما اقل منه أذهل العقل وشغل القلب، غير أني أرجو من الله سبحاه العون والتسديد لما يحبه من الرشاد، وإرغام الظالمين من أهل العناد والتمادي في الباطل والفساد، وقد أجبناك أتم الله نعمك في كل ما سألوا عنه من اللغة والشعر، فافهمه وقف عليه ثم أنفذه إليهم بحل الله وقوته.
بسم الله الرحمن الرحيم
1- سألت أكرمك الله عن قول الله سبحانه: { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } . وقلت: فما عليهم والملك قد صار ورائهم ونجوا منه، وإنما
كان الخوف يقع عليهم لو كان الملك قدامهم؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا من أضداد الكلام الجائز في لغة العرب، وذلك أن العرب تسمي القدام وراء، ومن ذلك قول الله عز وجل: { ومن ورائه عذاب غليظ } . يقول بين يديه ولو كان العذب وراءهم كما ظننت لكانوا قد سلموا منه، والعرب تكلم بهذا وتكثر، قال لبيد بن ربيعة الكلابي:
ليس ورائي أن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحني عليها الأصابع
يريد أليس بين يدي الهرم والضعف والكبر، فصيره وراءه وهو بين يديه.
2- وسألت فقلت: وما يدخل على المساكين من عيب السفينة؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إن الملك كان يأخذ كل سفينة جيدة لها قدر، فأراد العبد الصالح عليه السلام أن يعيبها حتى لا يرغب فيها الملك، فإذا جاوزه أصلحها.
3- وسألت عن معنى قوله: { فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا } ؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: فخشيناها هنا يخرج على فكرهنا، لأن الله عز وجل لا يخشى.
4- وسألت عن قوله عز وجل: { أنظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا } . فقلت: كيف جاز أن يسميه إلها وليس هو بإله؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: المعنى في ذلك على التوقيف والتقريع والتوبيخ، يقول أنه إلا حقك زعمت عند نفسك مثل قوله في موضع آخر ذتي: { إنك أنت العزيز الكريم } . يريد به التوقيف والتوبيخ، قال قيس بن زهير العبسي: قال البقيل: يا قيس، فقلت له: أصبر حذيف فأنت السيد الصمد. فقال له: هذا القول وهو يقتله ويسميه صمدا أي أنك السيد الصمد، بزعمك والصمد في اللغة فهو المقصود المتعمد.
5- وسألت عن قول الله عز وجل: { خلق الإنسان من عجل } . فقلت: كيف خلق من عجل والعجل هو منه؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إن أهل اللغة يقولون أن ماز ذلك مثل قولهم عرض الدابة على الماء، يعني الماء على الدابة، ومثل قولهم عوض المعلم على الصبي أي استعرضه المعلم، وقولهم إذا لقيك الجبل فخذ يمينك يعني عن يمينك، وفي القرآن ما أن مفاتحه لينتو بالعصبة، والعصبة هي التي تنو بالمفاتيح.
6- وسألت عن قول الله سبحانه: { في عيشه راضية } . فقلت: كيف يكون العيشة راضية وينبغي أن تكون مرضية؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا جائز في لغة العرب، مثل قولهم للناقة راحلة وهي مرحولة، ومثل قولهم رجال حالقة رؤوسها، قال الشاعر:
تفلق عند ذي الورد منهم ... رؤوسا بين حالقة ووفر
يريد محلوقة ووافرة.
وقالت أم ناشر تخطبي رأيه في قتل رجل قتله من العرب بعد إحسانه إليها:
قلت رئيس الناس بعد أخي الندى ... كليب ولم تشكر وإني لشاكره
لقد عيل الأيتام طعنة ناشر ... أناشر لا زالت يمينك آشره
يعني موشورة بالميشار، وهذا كثير موجود في كلام العرب، فالعم ذلك إن شاء الله.
7- وسألت عن قول الله عز وجل: { وعلى الله قصد السبيل ومها جائز } . فقلت: كيف يكون من سبل الله شيء جائز؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: قال في الأم أطعنة قد كنت سألتني وأنا حدث في حياة الهادي إلى الحق عليه السلام، فأجبتك بما أنا مجيبك به الآن إن كنت قد نسيت الجواب الأول فافهمه إن شاء الله.
قال عليه السلام: إن سبل الله جل ثناؤه ليس بجائزة ولا منها شيء جائز، وإنما عنى الله تبارك وتعالى أن من الخلق من يجوز عنها بظلمهم واختيارهم، فالجور منهم هم عن سبيلا لله عز وجل، ولم يجعل تبارك وتعالى شيئا من سبله جائزا ولا غامضا.
8- وسألت عن قوله عز وجل: { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } . فقلت: إذا صرف الناس عن آياته فما حيلتهم في ذلك؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: إن الأمر ليس على ما ذهبت إليه، وإنما المعنى في ذلك أنه عز وجل أنهه يصرف عن آياته الأعداء والمعاندين والمفسدين حتى لا يكيدوها بكيد ولا يقدرون لها على فساد، فقوله عز وجل: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .
9- وسألت عن قول الله سبحانه: { ولا طائر يطير بجناحيه } . وقلت: إن الطيران لا يكون إلا بجناحين وإن العرب تستغني بذكر الطائر وتكتفي باسمه عن ذكر جناحين فما معنى ذلك؟
قال في الأم: أظنه قال عليه السلام: هذا تأكيد للكلام وهذا موجود في لغة العرب، يقول الرجل لصاحبه قد جئتك بنفسي، ومشيت إليك برجلي، وكلمتك بلسان، ونظرت إليك بعيني، وسمعتك بأذني، وأعطيتك بيدي، وكل هذا كان سيجزي فيه كلمة واحدة لو قال: جئتك أجزاء عن قوله بنفسي، ولو قال: مشيت إليك أجزاءه عن قوله برجلي، ولو قال لمتك أجزاءه عن قوله بلسانه، وكذلك سائر الكلام على هذا المثل، فافهمه إن شاء الله تعالى.
وقال الله عز وجل: { فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة أيام إذا رجعتم تلك عشرة كاملة } . فقد علموا أن ثلاثة وسبعة عشرة.
10- وسألت عن قوله عز وجل: { آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه } . فقلت: ما معنى قوله: { ذلك الكتاب } . كأنه يشير إلى كتاب غائب لما قال ذلك الكتاب؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: إنما عنا تبارك وتعالى هذا الكتاب ولم يشر إلى كتاب غائب، وذلك ومثله موجود في لغة العرب، ألم تسمع إلى قول الشاعر:
أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا أنني أنا ذلك
فقال: إنني فأشار إلى نفسه، ثم قال: ذلك يعني نفسه أيضا، ف جاز ذلك غذ كان القول لا يعب فيه عند العرب المخاطبين.
11- وسألت عن قول الله سبحانه: { أخوهم نوح } . فقلت: كيف جاز أن يكون أخا لهم وهم كفار وقد قال الله عز وجل: { إنما المؤمنون أخوة } . وليس الكفار أخوة للمؤمنين؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: إنما تلك تخرج على أنه أخوهم في النسب لا على أنه أخوهم في الديانة، فافهمه إن شاء الله.
12- وسألت عن قوله عز وجل: { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } . فقلت: ما معنى ذلك؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: في هذه المسألة قولان: أما أحدهما فإنه يقول فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى عليه السلام. والقول الآخر فإنه قال: فارغا من كل شيء إلا من العهد الذي عهد الله عز وجل إليها، والوعد الذي وعدها إياه من قوله: { أنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } .
13- وسألت عن قول الله عز وجل: { فلا تعجب أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } .
فقلت: فقد نراه يخرج من درا الدنيا وهو معاند لله عز وجل ولم تنكبه نكبة ولم يعذب بعذاب، وله المال الكثير والأولاد؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: هذا كلام يخرج على التقديم والتأخير فافهمه، كأنه قال: ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة فقدم وآخر، والتقديم والتأخير موجود في لغة العرب، قال أوس بن حجر:
أما حصانا فلم يضرب بكليها ... قد طفت في كل هذا الناس أحوالي
على امرئ سوقه ولا ملك ... أبذى وأكمل منه أي إكمال
يريد فلم يضرب بكليها على امرئ سوقه، فقطع بين الكلام بنصف بيت للتقديم والتأخير، وقال الأخطل التغلبي:
إن الفرزدق صخرة عادية ... طالت فليس ينالها الأوعالا
يريد الصخرة طالت فليس الأوعالا تنالها. وقال ذو الرمة:
كان أصوات من أيغالهن بنا ... أوآخر الميس أنقاض الفراريج
وإنما أراد كأنما أصوات الميس فقدم وآخر، فافهم هذا الباب إن شاء الله.
14- وسألت عن قول الله عز وجل: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة } . فقلت: كيف جاز أن يقول كنتم، ثم قال بعدها بهم؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليهما: ذلك جائز في لغة العرب معروف في خطابها وأشعارها، قال أبو طنير الهذلي يرثي رجلا:
يا ويح نفسي صار جده خالد ... وبياض وجهك للتراب الأعفر
ولم يقل وبياض وجه خالد في أول الكلام، كأنه يخاطب غيره وفي آخره كأنه يخاطبه هو دون غيره، فاعلم ذلك إن شاء الله.
15- وسألت عن قوله عز وجل: { قد أجيبت دعوتكما } . وقلت: إنما كان الداعي موسى عليه السلام وحده فصار الخطاب لاثنين؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: قد بلغنا أن موسى صلى الله عليه كان يدعو وهارون عليه السلام كان يؤمن على دعا موسى، فلذلك صارت الدعوة لكليهما صلوات الله عليهما.
16- وسألت عن قوله عز وجل: { فما تزيدونني غير تخسير } . فكيف يجوز هذا القول أكانوا يزيدون النبي صلى الله عليه تخسيرا وهو غير خاسرا؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: إنما المعنى في ذلك أنه يقول: فيما تزيدونني غير تخسير لكم وغير تضليل لكم، وسو قول فيكم.
17- وسألت عن قول الله عز وجل: { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } ؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام:(1) إنما يعني بقوله: { ولا في السماء } . أي: ولو كنتم في السماء ما أعجزتم.
18- وسألت عن قول الله عز وجل: { أفلم يئيس الذين آمنوا إن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا } . فقلت: ما معنا يائسوا هاهنا؟
__________
(1) ـ وبنو أدم لا يكون في السماء قال أحمد بن يحيى. نسخة.
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: يقول ألم توقنوا، وذلك جائز في لغة العرب، لأنها نقلت أشياء في كلامها وتصرفها إلى ضدها من الكلام، قال الشاعر:
ألم يأيس إلا قوام أني أنا ابنه ... وإن كنت عن أرض العشيرة فائيا
وقال حريث بن جابر وكان من رجال أمير المؤمنين لوات الله عليه بصفين:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ... ألم تأيسوا أني حريث بن جابر
يريد ألم توقنوا.
19- وسألت عن الحجة إن الاستطاعة قبل الفعل لا معه وطلبت فيه، زعمت حجة وأصحه تستغني بها وتقطع الخصوم إن شاء الله؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليهما: الدليل على إن الاستطاعة قبل الفعل قول الله تبارك وتعالى: { فإن كان الذي عليه الحق فيها أو ضعيفا أو لا يستطيع إن يمل هو فليملل وليه بالعدل } . فأخبرنا عز وجل أن وليه قد يستطيع الإملاء، والإملاء معدوم لم يوجد بعد، ولو كان الولي كما هذا الآخر لا يستطيع لم يكن للآية معنا، ولكان تأويله إن لم يستطع أن يمل هو فليملل وليه الذي لا يستطيع أيضا، والله عز وجل متعال متقدس عن قول هذا ومخرجه وسيبله، ومن الدليل على ذلك أيضا أنه لو كان الأمر على ما ذكره القوم المخالفون لنا أن الاستطاعة مع الفعل يحدث في حال الفعل، لكان الكافر لا يؤمن به أبدا حتى تأتيه استطاعة الإيمان، وكانت الاستطاعة لا تأتيه أبدا وهو كافر، ولو كان هكذا ما جاز أن يؤمن كافر بوجه من الوجوه. ألا ترى أن رجلا لو كان في جوف بئر فقيل له: إنك لا تخرج من هذه البئر أبدا حتى تؤتى بحبل، ولن تؤتى بحبل ما دمت في البئر، لما جاز أن يخرج هذا الرجل من تلك البئر أبدا على هذا الشرط بوجه من الوجوه، كذلك
فإذا الكافر لا يؤمن أبدا حتى يؤتى باستطاعة الإيمان وهو كافر، لأن الكافر لا يستوجب من الله عز وجل المادة ولا المعونة ولا لطائف الصنع، وإما على الرسل والأئمة عليهم السلام الدعاء إلى الله عز وجل وعلى الخلق أن يجيبوهم، لأن معهم الاستطاعة على ذلك، والكلام في هذا كثير وفيما ذكرت لك كفاية بحول الله ومعونته.
20- وسألت عن قول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه: { وصلى عليهم } . فقلت: ما معنى قوله: { وصلى عليهم إن صلاتك سكن لهم } . فقلت: كيف يصلي النبي صلى الله عليه عليهم؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليهما: الصلاة في هذا الموضع دعاء لهم بالخير والرحمة وما أشبه ذلك، والصلاة في لغة العرب فهي الدعاء قال الأعشاء البكري:
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنب أبي الأوصاب والوجفاء
عليك مثل الذي صليت فاعتصمي ... يوما فإن لجنب المرء مضطجعا
يقول: عليك مثل الذي دعوت لي به وهذا غير منكر في لغة العرب، فافهم ذلك إن شاء الله.
21- وسألت عن قوله عز وجل: { إذ تحسونهم بإذنه } . فقلت: ما الحسن هاهنا وما معناه؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: إن الحسن هو الضرب والقتل، وهو الحَسن بفتحة الحاء، والحسن بخفظة الحاء، فذلك من طريق الحسن مخفوظ وهو الذي يحسن الإنسان من الشيء الذي يؤنسه، تقول العرب: أنست صوتا في مكان كذب وكذا، يعني أحسست، وتقول العرب: أوجست كذ وكذا، وكل ذلك شيء واحد، إلا الحسن الذي عنى الله عز وجل فإنه بفتح الحاء، وهو القتل والضرب الذي عنى الله عز وجل حين قال: { إذ تحسونهم بإذنه } . قال الشاعر: