عنه ـ في سند أهل البيت، أن الإمام القاسم بن محمد يروي عن السيد صلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، عن آبائه، إلى عبدالله بن الهادي بن إبراهيم الوزير ـ وقد تقدموا ـ عن السيد صلاح بن الجلال، عن الهادي بن يحيى، عن الإمام علي بن محمد.
إلى قوله: قال الحافظ ـ قلت: أي أحمد بن سعد الدين ـ: ولهذه الجملة تفاصيل عديدة، وفي ضمنها علوم لاتزال مطارفها منشورة ـ إن شاء الله تعالى ـ جديدة، يعرفها ذووا الإنصاف، وهي أجلى وأوضح من ضوء النهار، انتهى.
ويروي السيد صلاح الدين عن قاسم بن أحمد بن حميد، عن أبيه، عن جده، عن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، عن مشائخه.
قال: ويروي نهج البلاغة عن السيد الهادي، عن الإمام علي بن محمد، عن أحمد بن حميد، عن الإمام محمد بن المطهر، عن أبيه، عن ابن أبي الرجال، عن الشهيد، عن شعلة، عن المرتضى بن شراهنك، بطرقه إلى المؤلف.
هذا، وقد أفاد أنه بلغ في العلم الغاية، وأن له تعليقة على اللمع سمّاها اللمعة المضية، وهو الذي جمع المشجر؛ وأنه قال في تتمة الشفاء: وما وضعت فيه شيئاً من الأخبار، إلا ما صحّ لي سماعه عن العلماء الأخيار، من أهل البيت الأطهار، وشيعتهم الأبرار، وأوردت فيه من المسائل الفقهية، مالا غنية عنه من كتب أئمتنا، وهي أيضاً مسموعاتي؛ وأن عمره إحدى وستون، وقبره بمشهد الهادي (ع).
[ترجمة الهادي بن السيد يحيى صاحب الياقوتة، وترجمة والده]
وأما الثاني: فقال السيد الإمام في ترجمته: الهادي بن يحيى.
إلى قوله: السيد العلامة؛ سمع العلوم على أبيه، وقرأ على الإمام المهدي علي بن محمد كتاب الشفاء، وغيره من كتب الأئمة، وشيعتهم.
إلى قوله: كان السيد من أكابر العلماء، ومن أعلامهم، ومن لايجارى في الفضائل.
إلى قوله: قال /90
السيد صلاح: هو السيد المقام الأعظم، العلامة الصدر، علم العلماء، جمال الدين، كعبة الشرعيين، كان عين الزمان، وفريد المعاني والبيان.
انتهى المراد.
وقد تقدم في سند المجموع من حاله ما يغني.
وأما الثالث: فقال السيد الإمام في ترجمته: يحيى بن الحسين.
إلى قوله: السيد، عماد الدين، العلامة؛ أخذ العلم عن المؤيد بن أحمد، عن الأمير الحسين، عن الأمير علي بن الحسين بسنده؛ وأخذه عنه ولده الهادي بن يحيى، ومحمد بن عبدالله بن حمزة.
قلت: ابن أبي النجم.
قال: المؤلف كتاب الذريعة، وغيرها.
قال القاضي: هو السيد العماد، حافظ الشريعة، وسيد المذاكرين، وفقيه العلماء، صاحب الياقوتة والجوهرة، وله كتاب في الفقه يسمى اللباب.
إلى قوله: ورحل إلى ذمار لمراجعة الإمام يحيى بن حمزة.
إلى قوله: ورجع إلى صنعاء وبها توفي.
قال: وقبره في العوسجة، جنب الإمام محمد بن المطهر بلا فصل، انتهى.
نعم، وكلما لهؤلاء الثلاثة الأعلام من تأليف، أو رواية، فهذا السند إليه.
[السند إلى تفسير السيد علي بن محمد بن أبي القاسم ـ وترجمته]
وأروي تفسير السيد الإمام، شيخ العترة الكرام، حافظ علوم الإسلام، أبي الفضائل علي بن محمد بن أبي القاسم، بالأسانيد السابقة إلى الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن السيد الإمام أبي العطايا عبدالله بن يحيى، عن المؤلف (ع).
وأروي ـ أيضاً ـ بالسند السابق في طريق المجموع إلى والدنا الإمام الهادي عزالدين بن الحسن، عن الإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد الحمزي، عن السيد الإمام علي بن محمد (ع) جميع تفاسيره.
فتسلسل السند بآل /91
محمد ـ صلوات الله عليهم ـ؛ وقد سبق ذكر المؤلف في التحف الفاطمية ، في ذكر ولده الإمام المهدي لدين الله صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم (ع).
قال السيد الإمام في ترجمته ما لفظه: السيد العلامة جمال الدين.
إلى قوله: وله تلامذة أجلاء، أجلهم السيد محمد بن إبراهيم الوزير، والسيد عبدالله بن يحيى بن المهدي.
قلت: من ذلك أنه قرأ عليه هذا التفسير التجريد.
قال: وإسماعيل بن أحمد النجراني، وعلي بن موسى الدواري، وأحمد بن محمد الرصاص، والإمام صلاح الدين محمد بن علي، وغيرهم.
قال القاضي: هو السيد العلامة المجتهد في العلوم، المجلي في حلبتها، المعروف بالفضائل؛ كان من المتكلمين بالعدل والتوحيد.
إلى قوله: وكان ملأ الصدور في زمنه، يفزع إليه الناس، ويعظمونه تعظيم الأئمة السابقين.
قال: وفتواه تدلّ على تبحر كثير، قال السيد الهادي بن إبراهيم: إنها مجلد كبير، وله التفسير المشهور بالتجريد؛ أثنى عليه الإمام عز الدين بن الحسن، وقال: إن أحسن التفاسير، وأصحها، تفسير السيد جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم، المسمى بالتجريد.
وقال بعضهم: له تفسير آخر، أخصر من التجريد.
قال في كاشفة الغمة بعد أن ذكر أن له تفسيراً حافلاً في ثمانية مجلدات، قال: لم يؤلف مثله قبله ولا بعده، جمع كل غريبة ومشكلة.
وله في النحو شرح على كافية ابن الحاجب، موسوم بالبرود الصافية، اختصره ولده الإمام صلاح الدين في كتاب سماه النجم الثاقب، كلاهما بمحل عظيم من النفع، اعتمدهما أهل الإقليم اليماني مدة.
قال: ومن جملة تلامذته وجلتهم: السيد محمد بن إبراهيم، صاحب العواصم؛ ثم دار /92
بينهما كلام، وطال في هذا المجرى الخوض.
[السيد علي بن محمد بن أبي القاسم مع تلميذه محمد بن إبراهيم الوزير]
وكان السيد علي بن محمد بن أبي القاسم حريصاً على صيانة مذهب آل محمد، فمنع عن المخالطة لكتب غيرهم، وأمره بالكون في السفينة، فتلقى ذلك السيد محمد بن إبراهيم بالقبول، حتى بلغه أن السيد قد صرّح بأنه قد انحرف عن آل محمد، فأنف لهذه المقالة وتعب؛ ثم دار بينهما ما هو معروف في الروض والعواصم، وكتب المقاولة.
ومن جملة ما كان السيد علي بن محمد ـ رحمه الله تعالى ـ يحيله على السيد محمد بن إبراهيم الاجتهاد، وأنه بَعَّدَه غاية التبعيد؛ وكان الإمام المهدي يتكلم في هذه المادة بالخصوص، مع السيد محمد بن إبراهيم، ويقرب الاجتهاد.
قلت ـ والله يقول الحق ـ: أما في هذه المادة فالحق مع السيد محمد، كما هو مقتضى الدليل، ومن معاني أخبار الثقلين والنجوم، و((إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام))، إذ مقارنة الكتاب، والتمسك، والهداية، وإعلان الحق، لا تكون بغير مجتهد، عالم بمعاني الكتاب والسنة؛ والمعلوم أن في كل عصر حوادث لم يسبق فيها كلام، لا يمكن معرفة أحكامها إلا للمجتهد، ولولا دليل الإجماع لكان الاجتهاد من فروض الأعيان؛ لتوجّه الخطاب بالأدلة على كل مكلّف مع الإمكان، فبقي كونه من فروض الكفاية في جميع الأزمان؛ وقد بسط الكلام على هذا في الأصول.
وأما في شأن المعارضة، والمخالفة لبعض مناهج العترة (ع)، المبرهن عليها بالأدلة المعلومة المقررة، فكتبه الموجودة بذلك شاهدة؛ بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولاسيما في مواضع أثارتها حدة الجدال، ومحبة الانتصار للخصوم بالقيل والقال؛ ومن المعلوم أن التعسف فيها ومجانبة الإنصاف، لاتخفى على من له أدنى مسكة فكيف بفحول الرجال؟! /93
وقد أنكر على السيد الحافظ محمد بن إبراهيم مع شيخه علي بن محمد أقرب الأعلام إليه، وأخصهم به، وأعرفهم بمذهبه، وهو أخوه، وشيخه أيضاً، الذي كان ينزله بمنزلة ولده، كما قال في قصيدته إليه:
أبنيّ إن ناجيته لتلطف .... وأخيّ إن ناديته لتجلّدِ
جمال الدين، وبدر العترة الهادين، الهادي بن إبراهيم الوزير (ع)؛ ومما عاتبه به منكراً عليه مخالفة سبيلهم، مع إقراره بتفضيلهم، قوله:
مالي أراكَ تقول فيهم هكذا .... وبغير مذهبهم تدين وتقتدي
قال القاضي أحمد بن صالح في المطلع، في ترجمة الفقيه الفاضل أحمد الشامي ـ رحمه الله تعالى ـ: وقدحه في السيد ـ أي محمد بن إبراهيم ـ قد سبقه ولحقه الإمام المهدي، والإمام شرف الدين، والسيد الهادي، وغيرهم؛ ويجب علينا أن نعلم فضيلة السيد في العلم، وأنه سابق لايجارى، وأنه قد كان هجن على أهله، وأساء القول، ثم رجع؛ وله العبادة، والصيام، والقيام، والعلم الواسع؛ ولكنه غير معصوم.
وقال في ترجمته: قد ترجم له الطوائف، وأقر له المخالف والموالف، ترجم له العلامة الشهاب ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة.
إلى قوله: وترجم له علامة وقته بمكة، ونسب إليه مخالفة أهله، وله في ذلك شبهة وعذر.
أما الشبهة فمخالطة هذا السيد لكتبهم.
إلى قوله: حتى أناف على أهلها.
وأما العذر فهو إرادة القوم للتكثر بأمثاله؛ ولاجرم أن السيد خالط كتب القوم مخالطة أخذت من عزائمه، ووهنت قواه في الانتصار لمذهبه؛ ولاسيما وقد وقع من أهل عصره النكير عليه بالمخالفة، وذكروا لأهل الحديث /94
مثالب، وللأشعرية، فانتصب السيد هذا للذب، وتغلغل في النقل، وجعل الكلمة الواحدة في الرجل الواحد، مما يذب به عن الجميع.
إلى قوله: فكيف يسوغ للسيد ـ على جلالته ـ تكذيب من نقل عنهم مذهبهم المدروس، بمطلق أنه قد يوفق الله للحق بعضهم؟!
إلى قوله: مع أنه قد تجرم السيد في العواصم من هؤلاء؛ وقال في ذكر الرازي: إنه إذا تكلّم في مسألة لم يفارق أصحابه، وإذا سنحت المسألة في غير بابها تكلم بما يوافق الأدلة.
ثم قال: ثم رجع ـ أي السيد محمد ـ رجوعاً كلياً.
قال: وكان السيد يتعب من نسبة الخلاف إليه لأسلافه، ويذب عن نفسه؛ وما أحسن قوله في هذا:
أولئك آبائي على رغم منكر .... لكوني على منهاجهم في مذاهبي
وحسبي بهم إنْ رام نقصاً معاند .... شجى في حلوق الحاسدين النواصبِ
[السند إلى مؤلفات السيد محمد بن إبراهيم الوزير وترجمته ومؤلفاته]
ولما انجرّ الكلام إلى ذكره وافق إيراد السند هنا إلى مؤلفاته، وإتمام ما لاغنى عنه من أحواله؛ فأقول والله الموفق:
وأروي جميع مؤلفات ومرويات السيد الإمام، الحافظ الكبير، محمد بن إبراهيم الوزير، بالأسانيد السابقة إلى الإمام يحيى شرف الدين، عن السيد الإمام حافظ اليمن، وسيد بني الحسن، صاحب الهداية والفصول، صارم الدين إبراهيم بن محمد، عن أبيه السيد الإمام حافظ الإسناد، وخلف السادة الأمجاد، محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم الوزير، عن عمّ أبيه السيد الإمام، الحافظ المؤلف، محمد بن إبراهيم الوزير.
وبالأسانيد السابقة في طرق المجموع وغيره، إلى الإمام القاسم بن محمد، عن السيد الإمام صلاح، عن أبيه السيد الإمام أحمد، عن أبيه السيد الإمام عبدالله، عن أبيه السيد الإمام أحمد، عن أبيه السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد، عن /95
أبيه السيد الإمام محمد بن عبدالله، عن المؤلف الحافظ محمد بن إبراهيم جميع مؤلفاته، التي منها: إيثار الحق على الخلق، والبرهان القاطع في معرفة الصانع، والتأديب الملكوتي، ولم يوجد منه إلا يسير، والتفسير من الكلام النبوي، وهو كذلك لم يوجد، أفاده في مطلع البدور، عن صلاح بن أحمد الوزير (ع)، والتحفة الصفية شرح قصيدة أخيه الهادي بن إبراهيم (ع)، التي مطلعها:
تقدّم وعدكم فمتى الوفاء .... وطال بعادكم فمتى اللقاءُ
وسمّاه ـ أيضاً ـ النسمات النجدية في النغمات الوجدية؛ وترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان، وتنقيح الأنظار في علوم الآثار، وحصر آيات الأحكام، وكتاب العزلة، وكتاب العواصم والقواصم أربعة مجلدات، وختمه بأبيات، منها:
ولكن عذري واضح وهو أنني .... من الخلق أخطي تارة وأصيبُ
ـ ولقد صدق ولله دره، وما أوفقها لذلك المقام ـ.
والروض الباسم مختصر من العواصم، وغير ذلك من الرسائل والمسائل.
فالسند هذا، في جميع ما صحّ له من تأليف ورواية، وهو من أسانيدنا المسلسلة بنجوم الهداية، والحمد لله في البداية والنهاية.
وقد سبق ذكر جميع مَنْ فيه، ونسبهم، وتواريخهم، بعضهم في التحف الفاطمية، كالمؤلف في ذكر الإمام علي بن المؤيد ؛ والسيد صارم الدين، وأبي العطايا، في ذكر الإمام محمد بن القاسم الزيدي، مع غيرهم من الأئمة (ع)؛ وبعضهم في هذا الكتاب، وإلى الله تعالى المرجع والمآب.
قال السيد الإمام في الطبقات في ترجمة المؤلف ما لفظه: العلوي، الحسني، الهدوي، اليمني، الصنعاني، الإمام، العالم، أبو عبدالله، عز الدين؛ وكان أصغر أولاد /96
أبيه سناً، نشأ في طلب العلم.
إلى قوله، في تعداد شيوخه: أما علم الأدب فصنوه جمال الدين الهادي بن إبراهيم.
قلت: وأفاد السيد الإمام الهادي الصغير بن حافظ اليمن صارم الدين، أن السيد الإمام الهادي الكبير بن إبراهيم شيخ صنوه محمد في علم الأصولين، والتفسير، وجميع العلوم، وأنه لازمه، وانتفع به، وهو الأوجه، انتهى.
[ترجمة ابن مظفر]
قال: والقاضي محمد بن حمزة بن مظفر.
قلت: هو أحد أعلام الشيعة، صاحب كتاب البرهان، المشتمل على عشرين فناً من العلوم، وهو من خواص الإمام الهادي علي بن المؤيد، وأشياخه المتابعين له ـ رضي الله عنهم ـ وسيأتي ذكره ـ إن شاء الله تعالى ـ.
قال: وقرأ مختصر المنتهى على السيد علي بن محمد بن أبي القاسم.
قلت: وأفاد السيد الإمام الهادي الصغير، أن السيد الإمام علي بن محمد شيخ محمد بن إبراهيم، في علم الأصولين، والتفسير.
قال: وأما علم الأصول، فالقاضي العلامة عبدالله بن حسن الدواري، والفقيه جمال الدين علي بن عبدالله بن أبي الخير، قرأ عليه شرح الأصول، والغياصة، وتذكرة ابن متويه، وغيرها في علم اللطيف.
[ترجمة شيخ الكينعي علي بن عبدالله بن أبي الخير]
قلت: ابن أبي الخير، هو شيخ عابد اليمن، إبراهيم بن أحمد الكينعي ـ رضي الله عنهم، وأعاد من بركاتهم ـ.
قال السيد الإمام في ترجمته، بعد أن ذكر أنه أخذ عليه الإمام المهدي أحمد بن يحيى، والهادي بن إبراهيم، وصنوه محمد بن إبراهيم:
قال: القاضي علاّمة الأصول والفروع، وحجة المنقول والمسموع، /97
سيد أرباب الشريعة، وإمام أهل الحقيقة على الحقيقة.
قال في الصلة: هو سلطان العلماء الأبرار.
إلى قوله: جمع الفضائل عن يد، وحاز الكمال وانفرد، لم يبلغ عشرين سنة، إلا وقد صار مجتهداً بالعلوم، أصولها وفروعها، وله في كل فن تصنيف.
إلى قوله: ومصنفاته زهاء خمسة وأربعين موضوعاً؛ ولما بلغ المنتهى جاءه مخاطب التوفيق، والارتقاء إلى سنام التحقيق، فعكف على كتب التقوى واليقين.
إلى قوله: وراض نفسه رياضة يعجز عنها مَنْ عرفها؛ فهو إمام أهل الشريعة، وشيخ أهل الطريقة.
قال تلميذه إبراهيم بن أحمد: عندي أن علي بن عبدالله أبلغ من عبد الجبار، وأغزر علماً، وأعظم فهماً؛ وكان شيخ إبراهيم في زهده وورعه، وقدوته في أفعاله وأقواله.
ثم ذكر سنده في كيفية الطريق إلى الله ـ تعالى ـ وإخلاص الذكر، المتصل بمعروف الكرخي، العابد الزاهد، عن الإمام علي الرضا ابن موسى الكاظم، عن آبائه، عن الوصي علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليهم ـ أنه جاء إلى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ فقال: دلني على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على عباده، وأوصلها عند الله.
فقال: ((ياعلي، عليك بمداومة ذكر الله في الخلوات)).
فقال علي: كيف أذكر يارسول الله؟
فقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((غمض عينيك، واسمع مني ثلاث مرات، لا إله إلا الله)).
فقالها، وعلي يسمع.
ثم قال علي: لا إله إلا الله ـ ثلاث مرات ـ والنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يسمع.
ثم تلقن الحسن البصري هذا الذكر من علي (ع)، واتصل بمعروف الكرخي أيضاً من طريقه.
إلى قوله: ثم إن علي بن عبدالله لقن سيدي صارم الدين إبراهيم الكينعي الذكر العظيم، والحزب /98
المبين، وألبسه الخرقة.
قال السيد عماد الدين يحيى بن المهدي بن القاسم الحسيني: ثم إن سيدي إبراهيم لقنني الذكر العظيم، والحزب المبين، وألبسني الخرقة المباركة، انتهى.
وبيض السيد الإمام، والقاضي أحمد، لتاريخ وفاته ـ رضي الله عنهم ـ.
(رجع إلى تمام كلام السيد الإمام في السيد الحافظ محمد بن إبراهيم).
قال: وطالع كتب آبائه الكرام في هذا الفن، كالمجزي للسيد الإمام أبي طالب، وصفوة الاختيار للإمام المنصور بالله، وغيرها؛ وكذلك مؤلفات جده يحيى بن منصور بن العفيف، ومصنفات السيد حميدان بن القاسم، ومثل كتاب الجامع الكافي، وكتاب الجملة والألفة لمحمد بن منصور المرادي؛ وعرف ما وقع فيه الخلاف بينهم وبين المعتزلة، وجمع في ذلك مختصرات مفيدة، ومقالات فريدة.
ثم ذكر أنه أجازه السيد الإمام الناصر بن أحمد بن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى (ع)، المتوفى عام اثنين وثمانمائة، وناوله كتب الأئمة كالمجموع، وأصول الأحكام، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى، وشرح النكت، والجمل للقاضي جعفر، والمنهاج الجلي لعمه.
إلى قوله: فأجزتُ له سائر كتب الخزانة المهدية، خزانة الإمام محمد بن المطهر، وهي كلها لي إجازة من حي الإمام الواثق بالله المطهر بن أمير المؤمنين، عن والده المهدي لدين الله؛ وهي له إجازة عن والده المتوكل على الله المطهر بن يحيى (ع).
وقد أجزتُ جميع ذلك للولد عز الدين، محمد بن إبراهيم نفعه الله بذلك، وأعانه على العمل به؛ فليروه عني كيف شاء، لمن شاء، على الوجه المشترط في ذلك، عند أهل الحديث، والحمد لله، والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
ثم ذكر إجازاته من بقية شيوخ عصره من أهل الحديث.
إلى قوله: وأجلّ /99