(ع) وجماعة القوم.
ومنهم: العالم الزكي عمرو بن جميع الكوفي، أبو المنذر العبدي، الراوي عن الإمام الكامل عبدالله بن الحسن بن الحسن (ع).
وروى عنه عبدالله بن داهر الرازي، أخرج له الإمام الناصر للحق في البساط، وأبو طالب، والمرشد بالله، ومحمد (ع)، وروى عبدالله أيضاً عن أبيه داهر بن يحيى، أحد الأفاضل الرواة عن الصادق (ع).
أخرج لعمرو بن جميع أئمتنا (ع).
ومنهم: الشيعي الولي، عمرو بن شِمْر الجعفي، أخرج له المؤيد بالله، وأبو طالب، والموفق بالله، ومحمد بن منصور، ـ رضي الله عنهم ـ، وأخذ عنه كادح بن جعفر، العابد الزاهد، الذي أخرج له الهادي إلى الحق، والمؤيد بالله، وأبو طالب والجرجاني(ع).
ومنهم: الفاضل الشيعي، غياث بن إبراهيم النخعي، المتوفى في عشر التسعين والمائة؛ أخرج له الإمام أبو طالب، ومحمد بن منصور ـ رضوان الله عليهم ـ.
ومنهم: عالم مصر، الحافظ الأوحد، الليث بن سعد الأصبهاني، أبو الحارث، المتوفى سنة سبع وسبعين ومائة، أخرج له أئمتنا الأربعة (ع)، وجماعة العامة؛ وروى الليث أيضاً عن الباقر (ع)، وعن قاضي مصر عبدالله بن لهيعة (بفتح اللام، وكسر الهاء، وسكون التحتية)، المتوفى سنة أربع وستين ومائة، أخرج له أئمتنا الأربعة، وأخرج له جماعة العامة، إلا أن البخاري، والنسائي لم يصرحا باسمه، ومافي التجريد والشفاء من ظاهر تضعيف حديثه، فقد أجاب عنه في الطبقات، بأن ذلك إلزام للخصم على سبيل المعارضة، بعد ترجيح خلاف مارواه بوجه صحيح؛ هذا معنى ماذكر، وهو كلام قويم.
[مالك بن أنس، وأبو حنيفة ومن أخذ عنه]
ومنهم: مالك بن أنس الأصبحي، أبو عبدالله، فقيه دار الهجرة، ولي آل /355
محمد (ع)، المبايع للإمام المهدي لدين الله، محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)، والمفتي بالخروج معه؛ أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، وجماعة العامة.
وروى عن عطاء بن أبي رباح، المتوفى سنة خمس عشرة ومائة، أخرج له أئمتنا الأربعة، والجماعة.
وممن أخذ عن مالك: العالم المجاهد في سبيل الله، ولي آل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، محمد بن عَجلان القرشي أبو عبدالله المدني ـ رضي الله عنه ـ القائم مع الإمام المهدي لدين الله محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع).
ومنهم: شيخ الحرم، مسلم بن خالد المخزومي الزنجي، المتوفى سنة ثمانين ومائة، شيخ الشافعي الآخر ـ رضي الله عنهم ـ.
ومنهم: النعمان بن ثابت الفارسي أبو حنيفة، فقيه العراق، أحد أنصار الإمام الأعظم (ع) الراوين عنه ـ رضي الله عنهم ـ والمبايع للإمامين: محمد، وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن (ع).
عدّه من العصابة الزيدية، الإمامُ الحجة عبدالله بن حمزة (ع)، وغيره، وهو من الشهداء في حبّ أهل البيت (ع)، سقاه أبو الدوانيق السمّ لذلك.
وحالُ هؤلاء الثلاثة الأعلام: مالك، والشافعي، وأبي حنيفة، في قيامهم مع العترة، والتزامهم لما أمر الله به لهم من المودة والنصرة، معلومة، لعلماء الأمة، كحال غيرهم من علماء الإسلام، المحرزين للنجاة، بالدخول في سفينة الآل الهداة، ـ رضي الله عنهم ـ وجزاهم عن الدين أفضل الجزاء.
نعم: وممن أخذ عن أبي حنيفة الحافظ المحدث، الفضل بن دكين أبو نعيم، واسمه: عمرو بن حماد، المتوفى سنة سبع عشرة ومائة، المعدود في رجال العدلية الزيدية - رضي الله عنهم - كما أفاده الحاكم؛ وروى أبو نعيم عن عمر بن موسى بن وجيه، الراوي عن الإمام الأعظم (ع)، وغيره.
وأخذ عن أبي حنيفة أيضاً العالمُ الرباني، محمدُ بن الحسن الشيباني، المتوفى سنة سبع وثمانين ومائة، الراوي عن الإمام محمد بن عبدالله النفس /356
الزكية (ع)، وغيره، الصادع بكلمة الحق عند السلطان الجائر هارون الغوي، لما أراد نقض أمان الإمام يحيى بن عبدالله (ع)، فناله ماناله؛ والقصة مشهورة.
أخذ عنه محمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ، وأخرج له هو والإمام المؤيد بالله (ع).
وغير من ذكرنا جمّ غفير، وعدد كثير.
وقد اشتمل هذا البحث ـ بحمد الله ـ على جماعة نافعة من العصابة المرضية، المعتمد عليهم عند العترة الزكية (ع)، فجميع من سبق ذكره، أصالة، وتبعاً، من المروي عنهم، والرواة، ممن ثبت ـ بحمد الله تعالى ـ عدالتهم، وتحقق ـ بفضل الله ـ إتقانهم وولايتهم.
وقد تقدّمت الإشارة، وستأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ في كثير من المباحث، إلى توثيق كثير من الرواة بنحو صفة محمودة، أو تصريح بترضية، أو تصحيح سند؛ يعلم هذا والله ولي التوفيق، وكل ذلك ـ بمنّ الله ـ عن بحث وتحقيق.
[سند جامع لمؤلفات الهادي إلى الحق والناصر للحق والمؤيد بالله وأبي طالب وغيرهم (ع)]
وهذا سند جامع لمؤلفات إمام اليمن، الهادي إلى الحق المبين، أمير المؤمنين، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع)، الأحكام، والمنتخب والمجموع، وغيرها.
وجميع مؤلفات إمام الجيل والديلم، الناصر للحق الأقوم، أمير المؤمنين، أبي محمد، الحسن بن علي بن الحسن: البساط، والتفسير، وغيرهما.
ومؤلفات أئمة العراق: الإمام المؤيد بالله، أمير المؤمنين، أبي الحسين، أحمد /357
بن الحسين: التجريد وشرحه، والإفادة، والأمالي، وجميع مؤلفاته.
وأخيه الإمام الناطق بالحق، أمير المؤمنين أبي طالب، يحيى بن الحسين: التحرير وشرحه، والإفادة، والأمالي، وجميع مؤلفاته.
وشيخ الأئمة، ووارث الحكمة، أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني: شرح الأحكام، وشرح المنتخب، والنصوص، والمصابيح، وجميع مؤلفاته.
وأصول الأحكام للإمام المتوكل على الله أبي الحسن، أمير المؤمنين، أحمد بن سليمان؛ عليهم، وعلى سلفهم، وخلفهم، من العترة الكرام، أفضل الصلاة والسلام.
وشرح الأحكام لعلي بن بلال.
وشرح القاضي زيد ـ رضي الله عنهما ـ المنتزع من شرح التحرير.
وقد سبق إسناد الأحكام، والمنتخب، وأصول الأحكام؛ وستأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ أسانيد خاصة لأفراد هذه المؤلفات الشريفة، وإنما قدمت هذا السند لجمعه.
فأقول، مستعيناً بمن ملكه لايزول:
يروي المفتقر إلى الله مجد الدين بن محمد ـ عفا الله عنهما ـ جميع ما تقدم بالطرق السابقة، إلى الإمام المتوكل على الله، يحيى شرف الدين (ع)، التي منها: عن والدي العلامة محمد بن منصور المؤيدي ـ رضي اللَّه تعالى عنهما ـ سماعاً فيما سمعت فيه منها، كالأحكام إلى كتاب الحدود، بقرائتي عليه، وفي شرح التجريد، والأماليات، والتحرير، وغيرها، وأصول الأحكام من فاتحته إلى خاتمته، بقرائتي عليه ـ رضي الله عنه ـ والإجازة العامة، وهو عن والدنا الإمام المهدي لدين الله، محمد بن القاسم، عن شيخه السيد الإمام محمد بن محمد الكبسي، عن شيخه السيد الإمام محمد بن عبد الرب.
ويروي الإمام المهدي محمد بن القاسم ذلك، وغيره، عن شيخه الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، عن شيخه السيد الإمام أحمد بن زيد الكبسي، عن شيخه السيد الإمام محمد بن عبد الرب.
والسيد الإمام محمد بن عبد الرب يروي ذلك، وغيره عن عمه /358
العلامة إسماعيل، عن أبيه العلامة محمد، عن أبيه العلامة زيد، عن أبيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل، عن أبيه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، عن السادة الأعلام: إبراهيم بن المهدي القاسمي، وأمير الدين بن عبدالله المطهري، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، ثلاثتهم، عن السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين (ع)، عن القاضي العلامة علي بن أحمد، عن القاضي العلامة علي بن زيد ـ رضي الله عنهم ـ عن الإمام المتوكل على الله، المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي، عن الفقيه نجم الدين يوسف بن أحمد، عن الفقيه شرف الدين الحسن بن محمد النحوي، عن الفقيه عماد الدين يحيى بن حسن البحيبح ـ رضي اللَّه تعالى عنهم ـ عن الأمير الخطير، المؤيد بن أحمد، عن الأمير الكبير، الناصر للحق الحسين بن بدر الدين محمد (ع)، عن الشيخ محيي الدين، عطية بن محمد، عن الأميرين الداعيين إلى اللَّه تعالى شيبتي الحمد، شمس الدين، وبدره، يحيى، ومحمد، ابني أحمد بن يحيى بن يحيى (ع)، عن القاضي شمس الدين، جعفر بن أحمد ـ رضي الله تعالى عنه ـ، عن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع) في أصول الأحكام.
ويروي القاضي شمس الدين، جعفر بن أحمد، عن القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني، عن أبي الفوارس توران شاه، عن أبي علي بن آموج، عن القاضي زيد بن محمد، عن علي خليل، عن القاضي يوسف الخطيب ـ رضي الله تعالى عنهم ـ عن الإمام المؤيد بالله، والإمام أبي طالب، عن السيد أبي العباس، عن السيد الإمام علي بن العباس الحسني، عن الإمام الهادي إلى الحق، جميع مؤلفاته.
ويروي الإمامان: المؤيد بالله، وأبوطالب، عن الشيخ العالم أبي الحسين علي بن إسماعيل الفقيه، عن الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش، جميع مؤلفاته. /359
وبهذه الطريق إلى الإمام الناصر (ع) عن محمد بن منصور، جميع مؤلفاته.
ويروي الإمامان المؤيد بالله، وأبوطالب، وأبو العباس الحسني عن السيد الإمام يحيى الهادي، بن الإمام المرتضى محمد بن يحيى، عن عمه الإمام الناصر للدين أحمد بن يحيى، عن والده إمام اليمن، محيي الفرائض والسنن، أمير المؤمنين، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع).
فنروي مؤلفات كل إمام منهم، بالسند المتصل به، وكذا شرح القاضي زيد بن محمد، بالسند المتصل به، وشرح علي بن بلال بالسند المتصل بالإمامين، المؤيد بالله، وأبي طالب عنه ـ رضي الله عنه ـ.
وأروي أيضاً كتاب الأحكام، والمنتخب، والفنون، وأصول الأحكام بالطرق السابقة، في المجموع، والسند الجملي، جميعها إلى الإمام المنصور بالله، عبدالله بن حمزة (ع)، التي منها: عن والدي ـ رضي الله عنه ـ، عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم، عن الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، عن مشائخه السادة الأعلام: أحمد بن زيد الكبسي، وأحمد بن يوسف زبارة، ويحيى بن عبدالله الوزير، ثلاثتهم، عن السيد الإمام الحسين، عن أبيه يوسف، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة الحسني، عن السيد العلامة عامر بن عبدالله بن عامر، عن الإمام المؤيد بالله محمد، عن أبيه الإمام القاسم بن محمد، عن السادة الأعلام: أمير الدين بن عبدالله، وإبراهيم بن المهدي، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، عن السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام شرف الدين، عن الإمام محمد بن علي السراجي، عن الإمام عز الدين بن الحسن، عن الإمام المطهر بن محمد، عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى (ع)، عن أخيه الهادي بن يحيى، وشيخه محمد بن يحيى، عن القاسم بن أحمد بن حميد الشهيد، عن أبيه، عن جده، عن الإمام المنصور بالله عز وجل، عبدالله بن حمزة (ع)، عن محيي الدين محمد بن أحمد /360
القرشي ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان (ع) في أصول الأحكام، قراءة عليه إلى كتاب الوصايا، ومناولة لبقيته.
وبهذا السند إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع)، عن الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد، عن عبد الرزاق بن أحمد، عن الشريف علي بن الحارث، وأبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة، عن الحسن بن أحمد الضهري، إمام مسجد الهادي، عن محمد بن أبي الفتح ـ رضوان الله عليهم ـ، عن الإمام المرتضى لدين الله محمد، عن أبيه إمام الأئمة، وهادي الأمة، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، الهادي إلى الحق المبين، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ـ رضوان الله وسلامه عليهم ـ:
فسائل الشهب عنه في مطالعها .... والصبح حين بدا والبدر حين أضا
سلْ سنّة المصطفى عن نجلِ صاحبها .... من علّم الناس مسنوناً ومفترضا
فالله تعالى نسأل، أن يمن لنا وللمؤمنين بمرافقتهم، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
نعم، وكل من تقدم في هذه الأسانيد المباركة من مشاهير علماء الزيدية، وأعلام الثقات الأثبات من العصابة المرضية، ولو نقلتُ فضائلهم وأحوالهم لضاق المقام.
هذا فنروي بجميع الطرق السابقة إلى الإمام الهادي إلى الحق، مؤلفاته التي أشهرها كتاب الجامع الأحكام.
[جواهر من أحكام الإمام الهادي]
قال فيه ـ صلوات الله عليه ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي لاتراه العيون، ولا تحيط به الظنون..إلى آخره.
وقال فيه بعد ذكر التوحيد، والعدل، والنبوة:
فإذا فهم ذلك، وكان في ضمير قلبه كذلك، وجب عليه أن يعرف ويفهم، /361
ويعتقد ويعلم، أن ولاية أمير المؤمنين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب (ع) واجبة على جميع المسلمين، فَرْضٌ من الله رب العالمين، لاينجو أحد من عذاب الرحمن، ولا يتم له اسم الإيمان، حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان؛ لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة]، فكان ذلك أمير المؤمنين (ع) دون جميع المؤمنين.
إلى قوله: وما جاء له من الذكر الجميل، في واضح التنزيل، فكثير غير قليل؛ وفيه أنزل الله على رسوله بغدير خم {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67]، فوقف ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ولم يستجز أن يتقدم خطوة واحدة، حتى ينفذ ما عزم به عليه، في علي (ع)، فنزل تحت الدوحة مكانه، وجمع الناس، ثم قال: ((ياأيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: ((اللهم اشهد)) ثم قال: ((اللهم اشهد))، ثم قال: ((فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)) وفيه يقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)).
حدثني أبي عن أبيه أنه سُئل عن إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، أفرض هي من الله؟ قال: كذلك نقول، وكذلك يقول العلماء من آل الرسول ـ عليه وعليهم السلام ـ قولاً واحداً، لايختلفون فيه.
وحدثني أبي عن أبيه عمن حارب أمير المؤمنين، وعمن تخلف عنه في حربه، ولم يكن معه ولاعليه، فقال: من حاربه فهو حرب لله ولرسوله، /362
ومن قعد عنه بغير إذنه فضال هالك في دينه.
..إلى قوله: فإذا فهم ولاية أمير المؤمنين (ع).
إلى قوله:
وجب عليه التفضيل، والاعتقاد، والقول بإمامة الحسن والحسين، الإمامين الطاهرين، سبطي رسول الله المفضلين، الذين أشار إليهما الرسول، ودلّ عليهما، وافترض الله سبحانه حبهما، وحب من كان مثلهما في فعلهما، من ذريتهما، حين يقول لرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].
إلى قوله: وفيهما يقول الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما، وعصبتهما)).
إلى قوله: ويقول الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة)). ويقول: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
ويقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
ويقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ما أحبنا أهل البيت أحد، فزلت به قدم إلا ثبتته قدم، حتى ينجيه الله يوم القيامة)).
وفيهم يقول: ((النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم من السماء، أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض، أتى أهل الأرض ما يوعدون)).
إلى قوله: مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل: زيد بن علي إمام المتقين، القائم بحجة رب العالمين، ومثل: يحيى ابنه، المحتذي بفعله.
.. إلخ كلامه، عليه وعلى سلفه وخلفه أزكى صلوات الله /363
وسلامه.
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثني رجل من بني هاشم، وكان صواماً قواماً، عن أبيه يسنده إلى النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - أنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من زارني في حياتي، أو زار قبري بعد وفاتي، صلّت عليه ملائكة الله اثنتي عشرة ألف سنة)).
قال: وبلغنا عن الحسين (ع) أنه قال: للنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يا رسول الله ما لمن زارنا؟ فقال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من زارني حياً أو ميتاً، أو زار أباك حياً أو ميتاً، أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً، كان حقيقاً على الله أن يستنقذه يوم القيامة)).
وفيه قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: بلغنا عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم)).
وبلغنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) قال: ((من قضى لمؤمن حاجة، قضى الله له حوائج كثيرة، إحداهن الجنة، ومن نفَّس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطش، سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلك؛ والله، لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهر، واعتكافه)).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن آبائه (ع) عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ أنه
/364