المرتضى بن الإمام الهادي إلى الحق (ع)، المعروف بالمُهوِّل.
[ترجمة السيد المهول، وابن غبرة الهاشمي، وأبي الفرج المعدل، وابن الصباغ، وابن ملاعب الأسدي، والشريف أبي البركات العلوي]
قلت: قال في الطبقات: كان سيداً عالماً إماماً، عماداً في الدين، سمع عليه الأمير بدر الدين وقال: سمع أمالي أحمد بن عيسى، المعروف بالعلوم، عن الشيخ محمد بن محمد بن غبرة الحارثي.
إلى قوله: وروى أمالي المرشد بالله الخميسية، عن أحمد بن أبي الحسن الكني، بقراءته عليه، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
ورواهما عنه الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى؛ ذكره المنصور بالله في مشيخته.
إلى قوله: لعل وفاته في عشر السبعين وخمسمائة. انتهى.
قال: أخبرنا الشيخ الأجل محمد بن علوي بن غَبَرة الحارثي، قراءة عليه بدار الكوفة، في شهر ربيع الآخر، سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
قلت: قال في الطبقات: محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علوي.
إلى قوله: الهاشمي الكوفي الحارثي المعدل، أبو الحسن..إلخ.
وهو مثلث.
قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان المعدل.
قلت: ترجم له في الطبقات، ومطلع البدور، وهو من أعلام الزيدية الأبرار، كان في أفراد ستمائة ـ رضي الله عنه ـ.
عن أبي طالب محمد بن الصباغ.
قلت: قال في الطبقات: محمد بن الحسين البزار، أبو طالب، المعروف بابن الصباغ، يروي أمالي أحمد بن عيسى..إلخ.
قال: أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي.
قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد.
وأرويها أيضاً بالأسانيد السابقة في المجموع، إلى القاضي جعفر بن أحمد، عن الشيخ الفاضل العدل، أبي علي، الحسن بن علي بن ملاعب الأسدي.
قلت: أثنى عليه في الطبقات، وهو من رجال الزيدية الأخيار بالكوفة.
قال: ولعل موته في الخمسين بعد الخمس المائة /335

قال: أخبرنا الشريف السيد عمر بن إبراهيم العلوي.
قلت: هو السيد الإمام، عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي (ع)، المتوفى عام تسعة وثلاثين وخمسمائة، عن سبع وتسعين، وهو من أعلام آل محمد (ع)؛ ترجم له في الطبقات، ومطلع البدور.
قال فيها: هو أبو البركات، العالم النبراس، محط رحال العلماء، ومفتخر الإسلام.
ترجم له الذهبي، وترجم له ابن الأثير في كتاب اللباب، وترجم له الجلال السيوطي في البغية، وفي الطبقات.
قال السيوطي: هو أحد أئمة النحو، واللغة، والفقه، والحديث.
قال ابن الأثير: الزيدي نسباً، ومذهباً.
وذكر ترجمة الذهبي له؛ وقد نال منه كما هي سجيته، إلا أنه أقرّ بعلمه، وفضله.
وفي الطبقات: وروى عنه ابن السمعان، وابن عساكر، وأبو موسى المدني، والحسن بن علي بن ملاعب الأسدي.
قال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: وهؤلاء الذين رووا عنه حفاظ الإسلام في عصرهم..إلخ.
قال: وصلى عليه ثلاثون ألفاً. انتهى.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن بحسل العطار.
قال في الطبقات: ضبط بمهملتين، وذكر روايته.
قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن الحارث.
قلت: كذا في الإسناد، وفي الطبقات في ترجمة الشريف السابق: ولم يترجم لمحمد بن الحارث هذا والمشهور أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان السابق.
ولكن الرواية /336

كذا.
وفي ترجمة ابن بحسل المتقدم: أنه يروي الأمالي عن محمد بن محمد بن الحارث عن ابن الصباغ عن ابن ماتي ـ والله أعلم ـ.
عن محمد بن الحسين البزار المعروف بابن الصباغ، عن علي بن ماتى.
[ترجمة ابن ماتي، وحسين بن علوان]
قلت: هو المتقدم العلامة أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتى (بفتح المثناة الفوقية، وكسرها) مولى آل زيد بن علي (ع)، الكاتب البغدادي، المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، من ثقات الشيعة، ترجم له في الطبقات، وغيرها، وأفاد ماذكرنا.
قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد، قال: حدثنا أحمد بن عيسى.
ثم ساق الأخبار والآثار إلى آخر الكتاب.
وفيه: قال ـ أي محمد بن منصور ـ: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي (ع)، قال: كان إذا استفتح الصلاة قال: الله أكبر؛ وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين؛ إن صلاتي، ونسكي، ومحياي ومماتي، لله رب العالمين، لاشريك له؛ وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
قلت: حسين هو ابن علوان (بضم المهملة ـ رواية الشريف ـ وفتحها ـ رواية القاضي جعفر بن قدامة الكلبي ـ) أبو علي الكوفي، روى عن الصادق، وعبدالله بن الحسن، وغيرهم، وهو الواسطة بين عالم آل محمد (ع)، وأبي خالد.
وعلى مثل هذا السند عند العترة مدار كبير، احتج به نجوم آل الرسول (ع)، أحمد بن عيسى، والناصر للحق، والمؤيد بالله، وأبو طالب، وغيرهم.
وقد نال منه الخصوم، كما نالوا من أمثاله لاختصاصهم ومودتهم؛ توفي في بضع عشرة ومائتين، وترجم له في الطبقات، بخلاصة ماذكر؛ وكذا الحلبي. /337

[ترجمة أبي الطاهر العلوي]
وفيه: حدثنا أبو الطاهر.
قلت: يعني أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (ع)، من أعلام العصابة المهدية، يروي بهذه السلسلة العلوية؛ وقد ترجم له في الطبقات، وغيرها.
[ثلاثة كل واحد منهم يُسمى أحمد بن عيسى]
وينبغي أن يعلم أنه قد تقدم ثلاثة، كل واحد منهم يسمى أحمد بن عيسى:
الأول، جد الراوي عن محمد بن منصور، كما سبق في سند أئمة العراق.
والثاني: الإمام صاحب الأمالي.
والثالث: أبو الطاهر هذا.
ونعود إلى تمام الخبر.
قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (ع)، قال: كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وعلى أهل بيته ـ فأتى بني مجمم، فقال: ((من يؤمكم؟)).
قالوا: فلان.
قال: ((لايؤمنكم ذو خربة في دينه)).
قال أبو جعفر: الخربة: الذي يكون شبه الخدش.
وفيه: قال محمد: سمعت أبا الطاهر العلوي يذكر، قال: إذا سمعت حديثين وثبتا عندي، حديث عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وحديث عن علي (ع) أخذتُ بالحديث الذي عن علي؛ لأنه كان أعلم الناس بما كان عليه النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ. /338

[ترجمة موسى بن أبي حبيب، والكلام على الجهر بالبسملة في الصلاة]
وروى الإمام القاسم بن محمد (ع) في الاعتصام، عن الأمالي مالفظه: قال محمد: حدثنا إبراهيم بن حبيب.
قلت: ترجم له السيد الإمام في الطبقات بكونه الرواجني الكوفي، وذكر من يروي عنهم ومن يروون عنه لاغير.
عن موسى بن أبي حبيب.
قلت: هو الطائفي، يروي عن زين العابدين (ع)؛ أفاده السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ، وقال: مقبول، ولم يذكروا له، ولا لإبراهيم، ولا للحكم ـ فيما اطلعت عليه من الطبقات وغيرها ـ وفاةً، ولازيادةً على ماحرر في معرفة حالهم.
قال: حدثني عمي الحكم بن عمير، وكان بدرياً، قال: صليت مع النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاة المغرب، وفي العشاء الآخرة، وفي الفجر، وفي الجمعة.
قلت: وهذا الخبر يرجح؛ بل يكاد يصرح، بما اختاره الإمام الهادي إلى الحق (ع)، ذكره في المنتخب، ودلّ عليه في الأحكام دلالة واضحة بنصه، على أن حكمها حكم الفاتحة؛ واختاره جمهور الأئمة (ع) من أن البسملة حكمها حكم سائر القراءة في الجهر والإسرار، وأن العمومات الواردة فيها مخصصة بعمومات الإسرار في النهارية؛ وإنما خصّها لوقوع الالتباس على /339

السامعين؛ لمكان قراءتها حال التكبير أيام الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وحصول النزاع فيها أيام الوصي - صلوات الله عليه -.
وهذا أرجح من العكس، وهوتخصيص أدلة الإسرار بها؛ لهذا الخبر، ونحوه، ولما ذكر، ولإطباق قدماء الأئمة (ع) عليه في مؤلفاتهم، كالجامعين للهادي إلى الحق، والتجريد للمؤيد بالله، والتحرير لأبي طالب، والشفاء للأمير الحسين (ع)، وغيرهم؛ وهم أعرف بمقاصد أبويهم النبي، والوصي ـ عليهم الصلاة والسلام ـ.
ويزيد ذلك وضوحاً أن كل من حكى سماع الجهر بها حكاه في إحدى الجهريات، ومثل هذا خبر ابن عمر في الأمالي، وغيره؛ وليس الواجب إلا طلب أدنى مرجّح، للخروج عن عهدة التعارض، وكل واحد من هذه وجه ترجيح صحيح، ولا حاجة لذكر أدلة الجهر والإسرار، نحو إجماع الأمة على إسراره ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بالقراءة في العصرين، كما نقله الثقات الأثبات.
وأدلة التأسي، و((صلوا كما رأيتموني أصلي)) توجب المتابعة، وخبر مجموع الإمام الأعظم بسند آبائه، عن الوصي ـ صلوات الله عليهم ـ، أنه كان يسرّ القراءة في الأوليين من الظهر والعصر إلخ، وغيرها، وهي مفيدة للعموم.
وقد فسر بذلك الإمام الهادي إلى الحق (ع)، قوله ـ عز وجل ـ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)} [الإسراء]، فقال (ع): يقول: لاتجهر بالقراءة في صلاة الظهر، والعصر ولا تخافت بالقراءة في صلاة المغرب والعشاء والفجر..إلخ.
وقال (ع): وأمره أن يخافت فيما قرأ فيه من جميع صلاة النهار..إلخ.
وغيرها فهي معلومة مرسومة؛ هذا الذي ظهر، وللناظر نظره؛ إذْ هذه /340

من مسارح الأنظار، ومطارح الأفكار، التي لامجال فيها للإنكار، والله الموفق.
نعم، قال في الطبقات، عقيب ذكر هذا الخبر: وهو ثلاثي لمحمد بن منصور لا ثلاثي له غيره.
هذا، ومن أعلام آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ من ذكرهم محمد بن منصور ـ رضوان الله عليه ـ في قوله فيها: رأيت في وجه أحمد بن عيسى ـ رحمه الله ـ أثراً خفياً من السجود، وكذلك رأيت في وجه عبدالله بن موسى ـ يعني: ابن عبدالله بن الحسن ـ وقاسم بن إبراهيم، وعبدالله بن موسى بن جعفر ـ يعني: الصادق ـ، وإدريس بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن الحسن، وعبيدالله بن علي بن عبيدالله، وعبدالله بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن حسن، بعضهم أكثر من بعض.
[نبذة ممن يروي عنهم الإمامان القاسم بن إبراهيم، وأحمد بن عيسى، وممن يروي عنهما]
قلت: وهم، والإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي، نجوم العترة (ع) في عصرهم.
ويروي الإمام أحمد بن عيسى عن الصادق، وعن حسين بن علوان كما سبق، وعن محمد بن بكر، عن أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني، عن الباقر (ع)، وهذا السند أيضاً من معتمدات آل محمد (ع).
وروى عن أحمد بن صبيح اليشكري الأسدي، وعن محمد بن زكريا العلابي - رضي الله عنهم -.
واختلف في سماع الإمام أحمد عن أبيه عيسى بن زيد (ع).
وعنه، ابناه: محمد، وعلي.
ومن شيعته: مخول بن إبراهيم النهدي الكوفي، صاحب الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن.
ويروي الإمام نجم آل الرسول، القاسم بن إبراهيم، عن آبائه (ع)، وعن السيد الإمام عبدالله بن الحسن بن الإمام إبراهيم بن عبدالله، عن آبائه (ع) كما في البساط، وأمالي الإمام أبي طالب، والشافي؛ وعن موسى بن جعفر، وعن أبي بكر بن أبي أويس، عن حسين بن عبدالله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي أمير /341

المؤمنين (ع).
واسم أبي بكر، عبد الحميد بن عبدالله بن عبدالله مثنى ـ وقيل: الثاني مصغر ـ الأصبحي المدني، المتوفى عام نيف ومائتين، روى عنه نجم آل الرسول كما سبق، وأبو الطاهر العلوي (ع)، واحتج به الستة إلا ابن ماجه، وكذلك أخوه إسماعيل بن أبي أويس، المتوفى سنة ست وعشرين ومائتين، روى عنه القاسم بن إبراهيم، وأبو الطاهر (ع) والبخاري ومسلم.
نعم، والحسين بن عبدالله الذي روى عنه القاسم بن إبراهيم وفاتُه بعد الستين والمائة تقريباً.
وقد ذكرنا الرواة عن نجم آل الرسول (ع) في التحف الفاطمية .
ومنهم: عالم الشيعة جعفر بن محمد النيروسي (بفتح النون، وسكون المثناة التحتية، وضم الراء المهملة، وكسر السين المهملة، بينهما واو) الراوي عن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن آبائه (ع) خبر وفاة الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بطوله.
ورواه عنه عبدالله بن الحسن الإيوازي (بالمعجمة) المتوفى بعد عشر وثلاثمائة، صاحب الإمام الناصر للحق الحسن بن علي (ع)، الراوي عنه.
وأخذ عنه أبو العباس الحسني (ع)، ومما رواه عنه: خبر الوفاة هذا بطوله في المصابيح بهذا السند.
وروى النيروسي أيضاً عن شيخ الشيعة عباد بن يعقوب الرواجني (بفتح المهملة، وكسر الجيم) الأسدي، المتوفى عام خمسين ومائتين، الراوي عن النفس الزكية، والحسين بن زيد بن علي (ع)، وأكثر الرواية عنه محمد بن منصور.
وروى محمد بن منصور أيضاً عن عبدالله بن داهر، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (ع).
وروى محمد بن منصور أيضاً عن محمد بن راشد، المتوفى عام ستة وستين ومائة، عن عيسى بن عبدالله، عن آبائه عن علي (ع).
وجميع من تقدم، وهؤلاء الذين في سند الإمامين: نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم، وعالمهم /342

أحمد بن عيسى، ومن اتصل بهم ـ من أعيان العصابة الأبرار، وأولياء القرابة الأخيار، وعلى هذه الأسانيد الصحيحة أي مدار.
وقد نال منهم القوم، لمودتهم واختصاصهم بآل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، مع عدم غنيتهم عنهم، كما أشرنا إلى روايتهم عنهم.
[نبذة ممن تكلم فيهم القوم وترجمتهم]
[أبان بن تغلب]
فممن تكلموا فيه من هذه العصابة المرضية: أبان بن تغلب (بمثناة فوقية، فمعجمة، فلام مكسورة، فموحدة) أبو سعيد الكوفي القاري، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة؛ روى عن الإمام الأعظم، وأخيه الباقر، وولده الصادق، وعنه الإمام يحيى بن عبدالله (ع)، وعباد بن العوام الواسطي، المتوفى عام خمسة وثمانين ومائة، صاحب الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ع).
خرج له الإمامان: المؤيد، والمرشد، ومحمد.
هذا، وأخرج لأبان أئمتنا الخمسة إلا الجرجاني، المؤيد بالله، وأبو طالب، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور.
وأخرج له مسلم، والأربعة.
قال الزايغ الناصبي الجوزجاني: زايغ مجاهر.
وقد أعيت المذاهب على الذهبي، في مثل هذا الولي. إنْ ردّ أخبارهم جميعاً، انسدت عليهم الطريق؛ لاعتماد أهل صحاحهم، على هؤلاء الفريق بإقرارهم، كما أسلفنا لك، أنهم الأصل في السنن؛ وإنما استرقوا منهم السمع، وغيّروا وبدلوا.
وإنْ قبلهم على الإطلاق خرج من مركزه، فعدل إلى ردّ البعض، وقبول البعض، بلا دلالة، إلا اتباع الهوى، فحسبه ماتولّى.
قال في الطبقات: قال الذهبي: ولقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحدّ الثقة العدالة، والإتقان؟ فكيف يكون عدلاً صاحب بدعة؟
وجوابه: أن البدعة على ضربين، فبدعة صغرى كغلو في التشيع، أو /343

التشيع بلا غلو ولا انحراف، وهذا كثير في التابعين، وتابعيهم.
إلى قوله: فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.
إلى قوله: أما غلاة الشيعة في عرف السلف فهم من تكلم في عثمان، والزبير وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممن حارب علياً، أو تعرض لسبهم.
إلى قوله: ولم يكن أبان بن تغلب يتعرض للشيخين أصلاً؛ بل يعتقد أن علياً أفضل منهما. انتهى.
[إبراهيم بن محمد بن ميمون]
ومنهم: إبراهيم بن محمد بن ميمون، أبو إسحاق الفزاري، المتوفى عام اثنين وستين ومائة، روى عن محمد بن الحسين بن علي ابن أخي الباقر، وعن عيسى بن عبدالله، والد أبي الطاهر (ع)، وعن زيد بن الحسن الأنماطي ـ وفي رواية الأنطاكي ـ الراوي عن أئمة آل محمد (ع): الإمام الأعظم، ومن روايته عنه مناظرة هشام؛ والإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، والصادق (ع)، وعن سعيد، أخي معمر بن خثيم الهلالي، صاحبي الإمام الأعظم (ع)، والراويين عنه، وأخوهما جابر بن خثيم، الرواي عن عبدالله بن الحسن (ع)؛ وعن أبي عبدالله شريك بن عبدالله النخعي، المتوفى سنة سبع وسبعين ومائة.
أخرج له أئمتنا الأربعة: المؤيد بالله، وأبو طالب، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور(ع)، وجماعة العامة.
وممن أخذ عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، المتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أخرج له الإمام المؤيد بالله، وأبو طالب، والمرشد بالله (ع) وجماعة العامة.
وعنه محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، المتوفى سنة خمس وتسعين ومائة.
أخرج له الإمام الناصر للحق، وأئمتنا الخمسة (ع).
وممن أخذ عنه: علي بن المنذر الطريقي (بفتح الطاء، وكسر القاف) المتوفى عام ستة وخمسين ومائتين الأزدي شيخ محمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ.
وإبراهيم بن محمد، من أقدم أشياخ محمد بن منصور، روى عنه /344

35 / 143
ع
En
A+
A-