محمد، الهادي بن إبراهيم الوزير، وتمام نسبهم الشريف مذكور في التحف الفاطمية ، عند ذكره في سيرة الإمام الهادي لدين الله علي بن المؤيد، كما سبق من التحويل، فيمن لم نذكره هنا على ذلك؛ عن السيد الإمام، متمم شفاء الأوام، صلاح بن الجلال اليحيوي؛ عن السيد الإمام، صاحب الكرامات العظام، الهادي بن السيد الإمام يحيى ـ مؤلف الياقوتة ـ بن الحسين بن يحيى بن الأمير الخطير ـ مؤلف اللمع والقمر المنير ـ علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى (ع)، والسيد الهادي بن يحيى مؤلف تعليقة اللمع، المعروفة بالشرفية، توفي عام أربعة وثمانين وسبعمائة، وهو في مشهد جده إمام اليمن يحيى بن الحسين (ع)؛ عن الإمام الولي أمير المؤمنين المهدي لدين الله، علي بن محمد بن علي (ع).
[ترجمة أحمد بن حميد الحارثي، وأحمد بن علي مرغم]
عن القاضيين العالمين، أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي.
قال فيه الإمام الواثق بالله (ع): ينبوع العلم الفوار، وزبرقان الفلك الدوار، فاتح الأرتاج، ودرة التاج.
إلى قوله:
وإن صخراً لتأتمّ الهداةُ به .... كأنه عَلَم في رأسه نارُ
إلى آخر كلامه.
وقال فيه السيد عماد الإسلام، يحيى بن المهدي في الصلة: كان أحمد بن حميد ـ أعاد الله من بركاته ـ عالماً فاضلاً ورعاً، يرى لأهل بيت محمد أبلغ مما يرى لنفسه.
إلى قوله: كافاه الله عنّا بالحسنى، وكان نفع الله به في علم الكلام، كعبد الجبار قاضي القضاة، وفي الورع كعمرو بن عبيد، وفي ولاء أهل البيت كالصاحب الكافي. انتهى.
توفي في عشر الخمسين والسبعمائة.
والقاضي العلامة، أحمد بن علي مرغم الصنعاني، المتوفى في عشر التسعين وسبعمائة، وكان كثير العلم شهير الفضل ـ رضوان الله عليهما ـ.
وهما يرويانه عن الإمام الأواه، أمير المؤمنين المهدي لدين الله، محمد بن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى (ع)، عن الأمير المؤيد، عالم آل محمد، المتوفى بصارة بلاد جماعة، عام ثلاثة وسبعمائة، ابن ترجمان الدين أحمد، الملقب المهدي بن الأمير /315

الداعي إلى الله تعالى شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى (ع)؛ عن الأمير الكبير، حافظ العترة، الناصر للحق، مؤلف الشفاء، والتقرير أبي طالب، الحسين بن بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى (ع)؛ عن الأمير الخطير، مؤلف القمر المنير، علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى (ع)؛ عن الشيخ الحافظ المفسر، محيي الدين عطية بن محمد بن أحمد النجراني الحارثي، صاحب البيان في التفسير، وكان من أعلام عصابة الإمام الشهيد الحميد، المهدي لدين الله أحمد بن الحسين (ع)، وله إليه كتاب السؤالات، اشتمل على مايقرب من ألف سؤال، وأجاب عليه الإمام (ع) بكتابه المسمى نهاية الإرشاد وبغية المراد ـ رضي الله عنه ـ؛ عن شيخى آل الرسول الداعيين إلى الله شمس الدين وبدره، ورأس الإسلام وصدره، يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى (ع)؛ عن القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضوان الله عليه ـ.
[ترجمة الصريمي صاحب التذكرة، والسيد عبدالله بن يحيى بن المهدي]
(ح)، ويروي ذلك الإمام يحيى شرف الدين (ع) أيضاً، عن الفقيه العلامة الفاضل المفتي، جمال الدين علي بن أحمد الشظبي، المتوفى عام سبعة وتسعمائة؛ عن الفقيه العلامة المذاكر المجتهد، جمال الدين علي بن زيد بن حسن الشظبي الصريمي صاحب التذكرة، المتوفى عام اثنين وثمانمائة، وهو من أعيان جماعة الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن (ع)، ولما رحل إلى مكة المشرفة؛ لطلب الحديث، رأى وهو في المسجد الحرام قائلاً يقول:
إن السيد عبدالله بن يحيى هو الذي تنبغي الرحلة إليه.
وقيل: إن ذلك في خروجه إلى مصر ـ والسيد عبدالله بن يحيى، المشار إليه، هو السيد الإمام، حافظ علوم الإسلام، شيخ العترة الكرام، المتكرر ذكره، أبو العطايا، عبدالله بن يحيى بن المهدي الزيدي نسباً ومذهباً (ع) ـ فرجع الفقيه جمال الدين من فوره، وقرأ عليه، وقال في ذلك أبياتاً منها:
بشرايَ هذا أوان الفوز بالظفر .... ماكنتُ أبغي كموسى فاز بالخَضِرِ
/316

... إلخ.
عن السيد الإمام المتقدم أبي العطايا، فخر آل محمد، عبدالله بن يحيى بن المهدي (ع).
[ترجمة الفقيه يوسف]
عن الفقيه العلامة المذاكر، نجم الدين يوسف بن أحمد بن عثمان، صاحب المؤلفات الفائقة، كالثمرات اليانعة، والزهور على اللمع، والرياض على التذكرة، وله تعليق على الزيادات، والجواهر والغرر في كشف أسرار الدرر ـ يعني درر الأمير علي بن الحسين (ع) ـ.
وكان الفقيه يوسف من المبايعين للإمام الهادي لدين الله علي بن المؤيد، ولما جاءه البشير بخروج الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى (ع)، وهو بثلا، سجد سجدة أدمى فيها وجهه، وكان كثير التأسف على الإمام الناصر لدين الله صلاح الدين، محمد بن الإمام علي بن محمد (ع)، وكان يقول لطلبته: قوموا لنبكي على الإمام.
[مُؤَلَّفه: الثمرات]
وما يقع في الثمرات، في أسباب نزول الآيات، من المخالفة للحق، الذي عليه العترة المطهرة (ع)، والروايات المعلومة المتواترة، فمنشؤه الاعتماد على كتب المخالفين في النقولات، مع عدم الالتفات إلى تصحيح الروايات، على غير قصد لما تتضمنه من الدلالات، ولا تعمد لمخالفة المعلومات، وموجب التأويل لمثل هذا العالم، ماعلم من الحال من الطريقة الصالحة، والسيرة المرضية، مع عدم التصريح بما يوجب التأثيم، ورد الحق الصحيح الصريح؛ فيترجح حينئذ جانب الحمل على السلامة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ } [الأحزاب:5]، وهو المطلع على السرائر، وإليه يرجع الأمر كله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
توفي عام اثنين وثلاثين وثمانمائة.
[ترجمة الفقيه حسن النحْوِي]
عن إمام الشيعة الأعلام، وحافظ علوم العترة الكرام، شيخ الإسلام، الحسن بن محمد النحوي، الصنعاني المدحجي، المتوفى عام أحد وتسعين وسبعمائة.
قال في مطلع البدور: هو شيخ الزيدية وعالمهم، ومفتي الطوائف /317

وحاكمهم.
إلى قوله: علامة تعطو إليه أعناق التحقيق، عبّادة تلحظ إليه أحداق التوفيق.
قال في حقه صاحب الصلة: فأما الفقيه حسن بن محمد النحوي، فهو شيخ شيوخ الإسلام، مفتي فرق الأنام، مؤسس المدارس في اليمن، محيي الشرائع والسنن، طبق فضله الآفاق، فانتشر علمه وفاق، ومضت أقضيته وأحكامه في مكة ومصر والعراق وبلاد الشافعية لاتعاب ولا تعاق، وكانت حلقته في فقه آل محمد تبلغ زهاء ثلاثين عالماً ومتعلماً، في حلقة واحدة. انتهى.
وكان أشد الناس مودة لآل محمد، وأكثرهم تعظيماً لهم وتوقيراً. انتهى.
ونقل عنه أنه كان يقول: إذا لم يكن في حلقة قراءتنا من أهل البيت أحد، اعتقدته خداجاً، ونقصاً.
ومن مؤلفاته التيسير في التفسير، والتذكرة الفاخرة.
وكان ـ رضي الله عنه ـ يقول: ذكر الصالحين وكراماتهم جلاء القلوب، وقد ورد أن عند ذكر الصالحين تنزل البركات.
ومما كتبه المفتقر إلى الله تعالى ـ عفا الله عنه ـ في مبحث ساق إليه الكلام:
وكم أتى من قصص .... في نصّ منزل السور
فبهداهم اقتده .... قيل لسيد البشر
كفى به كفى به .... إن كنت من أهل النظر
عن الفقيه العلامة المذاكر عماد الإسلام يحيى بن حسن البحيبح، عن السيد الإمام نجم آل محمد المؤيد بن أحمد ـ رضي الله عنهم ـ، بسنده السابق.
(ح). ويروي ذلك الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر، عن السيد الإمام الأمير متمم الشفاء صلاح بن الإمام المهدي لدين الله، إبراهيم بن تاج الدين؛ عن الأمير الحسين بن بدر الدين، عن أبيه الداعي إلى الله، بدر /318

الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى (ع)؛ عن القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضوان الله عليه ـ.
(رجع) قال: أخبرنا الشيخ الإمام، شرف الفقهاء، قطب الدين، أبو الحسن أحمد بن أبي الحسن الكني ـ طول الله عمره ـ قال: أخبرنا الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن البيهقي البروقني ـ ببلد الري، قدمها حاجاً في شعبان سنة أربعين وخمسمائة ـ.
قلت: بَرُوقن (بفتح الموحدة التحتية فراء مضمومة، فواو ساكنة، فقاف مفتوحة، فنون)؛ وهو من أعلام مشائخ الإسلام، وقد ذُكر مع غيره من الأعيان في التحف الفاطمية، كما سبق.
(ح)، ويروي أيضاً ذلك الأميران شيخا آل الرسول شمس الدين، وبدره، يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، عن الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان (ع)؛ عن شيخ الإسلام زيد بن الحسن البيهقي ـ رضي الله عنه ـ.
[ترجمة الحاكم الحسكاني، وولده]
(رجع) قال: أخبرنا الحاكم أبو الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم عبيدالله بن عبدالله بن أحمد الحسكاني.
قلت: بضم الحاء المهملة، وسكون السين المهملة.
قال في الطبقات: هو الحاكم ابن الحاكم، أبو الفضل، يروي المجموع عن أبيه، وعنه زيد بن الحسن البيهقي. انتهى.
[تفسير الحاكم والحجة والحافظ والأستاذ والمبتدي]
قلت: وذكروا أن الحاكم ـ على مصطلح أهل الأثر ـ هو المحيط بالسنة، متناً، وسنداً، وجرحاً، وتعديلاً؛ ودونه الحجة، وهو المحيط بثلاثمائة ألف حديث؛ ودونه الحافظ، وهو المحيط بمائة ألف حديث؛ ودونه الأستاذ الكامل وهو المحدث؛ ودونه المبتديء الراغب، وهو الطالب. /319

(رجع) قال: أخبرنا أبي وهو الشيخ الإمام الحافظ صاحب شواهد التنزيل.
قلت: وهو أعظم دليل على جلالة محله، وتمكنه في ولاء آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: الحسكاني القاضي المحدث، الحافظ الحاكم أبو القاسم؛ إلى أن قال: وقد توفي من بعد السبعين وأربعمائة، ووجدت له مجلساً يدل على تشيعه، وخِبرته بالحديث، وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلي (ع) انتهى.
وذكره في طبقات الحنفية فقال: الحافظ المتقن، سمع وجمع وانتخب إلخ.
[ترجمة محمد بن سليمان الكوفي ومحمد بن عبدالله الشيباني]
(رجع) قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله وهو يسمع.
قلت: وثقه الإمام الحجة عبدالله بن حمزة (ع)، والقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضي الله عنه ـ أن أبا الفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن المطلب الشيباني أخبرهم بالكوفة.
قلت: وهو من مشائخ السيد الإمام أبي عبدالله، محمد بن علي (ع) صاحب الجامع الكافي، أخرج له الإمامان أبو طالب، والمرشد بالله (ع)؛ وأخرج له شيخ الإسلام محمد بن سليمان الكوفي، صاحب الإمام الهادي إلى الحق (ع)، والمسائل له بما في المنتخب، ومؤلف كتاب القبول والبراهين في معجزات النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وكتاب المناقب، في فضائل أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ، وشواهد إمامته بالأسانيد الخمسة المعروفة، المشهور بفضل رواته في علماء الحديث، وفقهاء العراقين، والحجاز، ومصر، /320

والشام، واليمن، وغيرها من البلدان، وفيها الشهادة بفضله، وعلمه في الفقه، وأصول الملة، ونقلة أخبارها، وبعلمه بطرق الاستدلال على الحق، وذلك مع اختياره الهجرة من العراق إلى إمام الأئمة الهادي إلى الحق، واختياره له لولاية قضاء المسلمين في بلدته، وحضرته؛ وقد جاهد قبل ذلك مع الإمام علي بن زيد الزيدي (ع) بالكوفة، وسمع عن علامة العراق محمد بن منصور المرادي ـ رضوان الله عليهما ـ.
توفي أبو الفضل سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وله تسعون سنة.
وقد غض منه الذهبي، وجَرْحهم غير مقبول لما علم من اختلاف المذهب، بل هو تعديل؛ إذ ليس ذنبهم إلا العمل بموجب مادلت عليه الآيات القرآنية، والأخبار النبوية، مما أجمع عليه جميع الفرق الإسلامية، من تمسكهم بالعترة المحمدية، ولزومهم لذوي القربى من السلالة المطهرة العلوية.
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
[تعديل علي بن كاس، وترجمة عبد العزيز بن إسحاق، وولده القاسم، والآبنوسي]
قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي، القاضي بالرملة، قراءة عليه، من كتابه، سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
قال في الطبقات: وثقه الإمام المؤيد بالله، وخرج له هو والإمام أبو طالب، والمرشد بالله، وصاحب المحيط. انتهى.
توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
(ح) ويروي ذلك أيضاً الشيخ قطب الدين، أحمد بن أبي الحسن الكني، عن الشيخ أبي الفوارس توران شاه، عن الشيخ أبي علي بن آموج، عن القاضي زيد بن محمد بن الحسن، عن الشيخ علي بن محمد الخليل، عن القاضي الأجل يوسف بن الحسن الخطيب ـ رضي الله عنهم ـ؛ عن الإمام المؤيد بالله أبي الحسين، أحمد بن الحسين؛ عن السيد الإمام أبي العباس، أحمد بن إبراهيم الحسني (ع)؛ عن أبي القاسم، عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي.
قال في مطلع البدور: العلامة الحافظ المحدث ـ رحمه الله ـ والد الشيخ القاسم الآتي ذِكره ـ إن شاء الله ـ.
قلت: وما حكاه العلامة الشارح، في أول الروض هنا ولفظه: وله كتاب /321

في إسناد مذهب الزيدية، وتعدادهم..إلخ وَهَم.
وإنما ذلك ولده القاسم، وهو انتقال ذهن من ولده إليه، والذي في مطلع البدور في ترجمته ما ذكرته.
وقال في ترجمة ولده القاسم: العلامة الكبير، الفاضل الشهير، الشيخ العالم الزاهد السعيد، ولي آل محمد، القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ـ قدّس الله روحه ـ كان رأساً في العلوم، مهيمناً على المظنون منها والمعلوم، له كتاب في إسناد مذهب الزيدية، وتعدادهم، وذكر تلامذة زيد بن علي (ع) وأصحابه الذين أخذوا عنه العلم إلخ.
هذا، وروى عن شيخ الزيدية عبد العزيز بن إسحاق البغدادي البقال، الإمامُ أبو طالب (ع) بواسطة أحمد بن محمد البغدادي، والسيد الإمام علي بن العباس العلوي، وكان سماعه عليه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
وروى عنه صاحب المحيط فأكثر، من طريق أبي العباس الحسني، وأبي عبدالله محمد بن علي صاحب الجامع.
وسلك الذهبي في ترجمته مسلكه في أمثاله فقال: كان في حدود الستين وثلاثمائة.
إلى أن قال: له تصانيف على رأي الزيدية، عاش تسعين عاماً.
وأورد حديثاً من طريقه.
وقال: إسناده مظلم، ومتنه مختلق.
وقد ردّ عليه السيد الإمام إبراهيم بن القاسم صاحب الطبقات، وأخرج الحديث من طرق أخر، وأبان بطلان كلامه.
(ح)، ويروي ذلك أيضاً القاضي يوسف الخطيب، عن الإمام الناطق بالحق أبي طالب (ع)، عن أبي عبدالله أحمد بن محمد البغدادي الآبنوسي (بفتح الهمزة ممدودة، وفتح الموحدة، وضم النون، وسكون الواو، وكسر السين المهملة).
قال في مطلع البدور: الشيخ المحدث، الرُّحلة، شمس الدين.
إلى قوله: شيخ الإمام أبي طالب، ومن تلامذة شيخ الزيدية، عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ـ رحمهم الله جميعاً ـ. انتهى /322

قال الذهبي في ترجمته: أبو عبدالله الآبنوسي.
قال البُرْقَانِي: سمع لنفسه جامع أبي عيسى من غير أن يسمعه.
إلى قوله: ومات قبل الأربعمائة.
قال في الطبقات: يشير إلى تليينه لمَّا كان من محدثي الشيعة. انتهى.
قلت: قال الشارح المحقق في الروض، وفي نسخ المجموع: رواية علي بن العباس، عن عبد العزيز.
إلى قوله: ولم أقف في الأسانيد على من رواه عنه، ويغلب في ظني ـ والله أعلم ـ أن الراوي عنه السيد أبو العباس الحسني..إلخ.
ثم حكى ترجمة علي بن العباس العلوي، وماذكر من الخبط في نسبه، وقد ذكرت الصحيح في ذلك في التحف الفاطمية في ترجمة أبي العباس الحسني عند شرح:
كَذَا الحسنُ بنُ القاسِم الفرد بعده .... البيت، وأنه أدرك الإمام الهادي إلى الحق، والإمام الناصر للحق، وروى عنهما.
وروى عنه السيد الإمام أبو العباس (ع).
وذكر في حواشي الإبانة أنه سُئل عن الإمامين، فقال: كان الهادي فقيه آل محمد، وكان الناصر عالم آل محمد.
وله مؤلفات، منها: كتاب يذكر فيه أقوال أهل البيت.
هذا، قال في الطبقات: روى أي الآبنوسي، عن شيخ الزيدية عبد العزيز بن إسحاق، وأبي الفرج الأصفهاني. انتهى.
عن علي بن محمد بن كاس ـ وعنده اتفق الشيباني، وعبد العزيز بن إسحاق، كما ترى.
[ترجمة سليمان بن إبراهيم المحاربي، ونصر بن مزاحم، وإبراهيم بن الزبرقان]
قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي جدي أبو أمي سنة [265] خمس وستين ومائتين.
قلت: قال في الطبقات: وثّقه المؤيد بالله، والقاضي جعفر، خرج له محمد بن منصور، والسيدان الأخوان: المؤيد بالله، وأبو طالب. انتهى.
قال: حدثني نصر بن مزاحم المنقري العطار.
قلت: هو أبو الحسين منسوب إلى جدّ له.
(مِنْقَر: كدِرْهَم).
وهو ـ أي نصر ـ صاحب الإمامين محمد بن إبراهيم، أخي القاسم، ومحمد بن محمد بن زيد (ع)؛ له كتاب أخبار صفين، أكثر ابن أبي الحديد النقل عنه، وقال: هو من رجال الحديث. انتهى.
وأخرج له الإمام الهادي إلى الحق، والإمامان المؤيد بالله، وأبو /323

طالب (ع)، وغيرهم.
قال في المطلع: أحد أعلام الزيدية، كثر الله عددهم..إلخ.
وفي شأنه قال السيد العلامة عبدالله بن علي الوزير ـ رضي الله عنهما ـ، لما رأى تحامل الذهبي عليه، في ميزانه:
في كِفَّة الميزان مَيْلٌ واضح .... عن مثل مافي سورة الرحمنِ
فاجزمْ بخفض النصب وارفعْ رتبةً .... للدين واكسرْ شوكةَ الميزانِ
قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي.
قلت: قال في الطبقات: (بكسر المعجمة الأولى، والمهملة الثانية، بينهما موحدة ساكنة، ثم قاف، ثم ألف ونون) التيمي الكوفي.
وذكر أنه روى عن أبي خالد المجموعين، وعن مجاهد، وعنه أبو نعيم الحافظ، وأنه قال نصر بن مزاحم: كان من خيار المسلمين.
إلى أن قال: احتج بروايته أئمتنا؛ وثقه المؤيد بالله، وابن معين، وذكره السيد صارم الدين، في حاشية المجموع.
قال في تاريخ الإسلام: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. انتهى.
[قدح الخصوم في رواية أبي خالد بالتفرد]
قال الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر (ع)، في المنهاج الجلي: قال إبراهيم بن الزبرقان: سألت أبا خالد، كيف سمعت هذا الكتاب من زيد (ع)؟.
قال: سمعته منه في كتاب قد وطأه وجمعه، فما بقي من أصحاب زيد (ع) ممن سمعه معي إلا قُتِل غيري.
رضي الله عنهم. انتهى.
وقد علم أنه لم ينقل كتاب البخاري، المسمى بالصحيح عن مؤلفه، إلا الفَِربري ، ونقلوا عنه أنه سمعه معه تسعون ألفاً اعتذر بأنهم ماتوا، كما ذكر ابن حجر وغيره.
قال في مقدمة الفتح: وذكر الفربري أنه سمعه معه تسعون ألفاً، ولم يبق من يرويه غيره.
إلى قوله: والرواية التي اتصلت بالسماع في هذه الأعصار، وما قبلها، عن رواية محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري.
انتهى كلامه.
فقبل الخصوم عذره، ولم يقدحوا بتفرده، بل جعلوا /324

33 / 143
ع
En
A+
A-