يا أهل بيت النبي من بذلت .... في حبكم نفسه فما غُبنا
من جاء في بيتكم يحدثكم .... قولوا له البيت والحديث لنا
إلى قوله: علماً مني أن من أهل بيت النبوة الالتماس، ومن أنوار علومهم الاقتباس، وكيف لي أن أنظم في سلكهم الثمين، ويتصل سببي بسبب الآل الأكرمين، وقد قال نبي الله الصادق الأمين ـ صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين ـ: مما أخرجه ابن سعد أنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قال: ((أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا؛ فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً)).
فصار الاتصال إلى ذلك الجناب، آكد الوصول إلى الله تعالى وأوثق الأسباب، وأمناً من الحادثات السالبة للألباب، وحرزاً من طوارق الحتوف، ونجاة في الدارين من كل مخوف؛بلغنا الله بهم المرام، وأدام لنا بحبلهم الاعتصام، ومتعنا بالمعية معهم في دار السلام، إنه هو أهل التفضل والإنعام.
وقال ـ رضي الله عنه ـ: مع ماجاء عن سيد المرسلين ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي)) وحديث: ((تعلموا منهم، ولا تعلموهم)).
وإذا نظر المنصف بعين الإنصاف، وجد ذلك واقعاً حقاً؛ فمن بحار القدماء، من أئمة أهل البيت، اغترف أئمة المذاهب الأربعة ـ رضي الله عنهم ـ.
وساق فيها، كما تقدم ماحرره صاحب المسوح في إجازة الإمام القاسم بن محمد، ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
[إجازة من السيد الإمام الحسين بن محمد الحوثي للسيد عبدالله بن يحيى العجري]
وقال السيد الإمام الرباني، عالم آل محمد وعابدهم وزاهدهم، عمدة الموحدين الولي، الحسين بن محمد الحوثي ـ رضي الله عنه ـ: الحمد لله، الماحي للسيئات بالحسنات، القائل في كتابه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11] المجيز لمن أطاعه بجزيل الهبات؛ والصلاة /271
والسلام على محمد، المنزل عليه كرائم الآيات، وعلى آله الهداة المقتفين أثره المعدلين بواضح البينات.
إلى أن قال: فقد أجاز الحقير الفقير إلى الله تعالى، حسين بن محمد بن حسين بن أحمد ـ وأتم النسب وقد تركته اكتفاء بما أشرت إليه سابقاً ـ، الأخ العلاَّمة، والشامة في الآل والعلاَمة، إنسان عين الآل، وهالة بدر فخرهم والكمال، عبدالله بن يحيى العجري المؤيدي، أن يروي عني جميع مسموعاتي ومجازاتي، وما يصح نقله بجميع الطرق الأربع بعد أن قال: وإن كان ظلي لايطاول حصاة، وموضع قدمي أضعف من مفحص قطاة، خلا إن الامتثال خير من الأدب، ومن قدر عليه رزقة فلينفق مما أتاه الله.
ثم قال: حسبما معي من الإجازات من مشائخي البدور الغرر، من أعلام الآل، الأئمة أهل الكمال، وأشياعهم كريمي العناصر والخلال.
وقال في موضع آخر: حسبما أجاز لي مشائخي شكر الله سعيهم؛ منهم: إمام الزمان، وترجمان البيان، ومعدن التبيان، الحجة مولانا محمد بن القاسم الحوثي مدّ الله مدته، وحرس مهجته..إلى آخرها.
وقال ـ رضي الله عنه ـ: فممن أجازني: شيخنا إمام المعقول والمنقول، فخر الآل، وبدر الكمال، عبدالله بن أحمد العنثري المؤيدي ـ رحمه الله ـ والإمام سيد بني الحسين والحسن، إمام العلوم، معقولها ومنقولها ومنطوقها والمفهوم، ذو الأقوال الواضحة، والأنظار الراجحة، محمد بن القاسم الحوثي ـ رضي الله عنه ـ.
إلى أن قال في آخرها: تاريخ شهر محرم، سنة عشرين وثلاثمائة وألف [1320هـ].
ومما أسمع فيه على الإمام: شرح الأزهار، وشرح أساس الإمام القاسم، وحقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان (ع)، وفي العربية: الشرح الصغير /272
، والمناهل الصافية وغيرها؛ والقصد الإشارة كما سبق.
[إجازة من السيد الإمام علي بن يحى العجري لصنوه عبدالله]
وقال السيد العلامة، المجتهد المطلق، نجم العترة، جمال الدين، المرتقي درجات الاجتهاد، قبل تمام العشرين، الولي بن الولي، علي بن يحيى بن أحمد المؤيدي العجري ـ رضي الله عنهم ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله، واغفر لنا، وارض عنا، وتقبل منا، إنك أنت السميع العليم.
ولما كانت طرق الرواية موضوعَهَا لحفظ العلوم الدينية، وسمطاً للثقة بما صدر عن رسول رب البرية، ووصيه المبين عن النبي صحيح السنة النبوية.
إلى أن قال: وكان الصنو العلامة الفهامة، فخر الإسلام، وقرين الإستخراج في مدارك الأحكام، عبدالله بن يحيى بن أحمد بن الحسين العجري المؤيدي ـ أيده الله وثبته ـ.
إلى أن قال: قد سألني أن أجيزه، فيما ثبت له عندي طريق من طرق الرواية.
إلى أن قال: ووصلت طرقه بجميع طرقي، عن جميع مشائخي ـ رضي الله عنهم ـ وهم مولانا أمير المؤمنين، ومجدد ماأشكل من مسائل الدين، المهدي لدين الله رب العالمين، محمد بن القاسم ابن رسول الله الحسيني الحوثي.
ثم ذكر مسموعاته على الإمام وعدّ منها شفاء الأمير الحسين (ع)، والبحر الزخار ومايتعلق به من تخريج ابن بهران، وأساس الإمام القاسم، وكشّاف الزمخشري.
ثم قال: وأجازني إجازة عامة في جميع العلوم؛ وهو ـ صلوات الله عليه ـ يروي عن الإمام المنصور بالله، أحمد بن هاشم، والإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير؛ ومن مشائخ مولانا: السيد العلامة النحرير، محمد بن محمد الكبسي.
إلى أن قال: وقد انتظم لمولانا (ع) منظوم الأسانيد عن مشائخه، متصلة بكتب الأسانيد.
قال: ومن مشائخي الكرام: والدي العلامة البر المنور، عماد الدين، يحيى بن أحمد.
ثم أدرج نسبه وعدّ من مسموعاته عليه، أحكام الإمام الهادي (ع) من فاتحته إلى خاتمته.
قال: وأجازني إجازة عامة؛ وهو يروي بالسماع والإجازة، عن شيخه القاضي العلامة /273
عبدالله بن علي الغالبي.
قال: ومن مشائخي: شيخ العترة، السيد الإمام، العلامة فخر الإسلام، عبدالله بن أحمد العنثري ثم المؤيدي؛ قرأتُ عليه في فنون كثيرة من العلوم، في أمالي أحمد بن عيسى، وأكثر الاعتصام للإمام المنصور بالله، وتتمته.
إلى أن قال: وأجازني إجازة خاصة في كتب مخصوصة، ثم إجازة عامة في جميع العلوم.
إلى أن قال في آخرها: وصلى الله على محمد وآله؛ حرر يوم الجمعة، شهر ربيع الآخر، سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف [1316هـ].
كتبه الفقير إلى الله تعالى علي بن يحيى العجري.
ثم تمم نسبه، وقد سبق ماقلت في الاكتفاء.
[إجازة من السيد العالم يحيى بن حسن طيب للسيد عبدالله بن يحيى العجري]
وقال السيد العالم، العابد الزاهد، الولي، عماد الدين، يحيى بن حسن طيب الحسني، من ذرية الكامل عبدالله بن الحسن (ع)، المهاجر هو وأهل بيته من تهامة إلى ضحيان، كما حققنا ذلك في التحف الفاطمية، في سيرة الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد ـ رضي الله عنهم ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الفقير إلى الله تعالى، يحيى بن حسن طيب بن محمد بن علي بن الطاهر ـ لطف الله به ـ: قد قرأ علي سيدي العلامة فخر الآل، ومعدن الكمال، رضيع علوم آبائه الأمجاد، أهل الورع والتحري والانتقاد، عبدالله بن يحيى بن أحمد المؤيدي العجري، شطراً صالحاً من العلوم.
إلى أن قال: فقد أجزتُ سيدي المذكور ـ عافاه الله ونور قلبه ـ أن يروي عني جميع مسموعاتي، ومجازاتي، على حسبما معي من الإجازات المسطرة، من سيدي المولى إمامنا، ومجدد ديننا، المهدي محمد بن القاسم، ومن سيدي شيخ الشيوخ، ومرجع أهل الرسوخ، فخر بني الزهراء، عبدالله بن أحمد المؤيدي، وسيدنا العلامة النحرير، شيعي الآل الكرام، محمد بن عبدالله الغالبي.
إلى أن قال: وفوضت سيدي المذكور في الرواية عني، بحدّث وأخبر وأنبأ ونبّأ عموماً وخصوصاً، ولا أشترط عليه شرطاً؛ لعلمي بدينه، وورعه وتثبته؛ وصلى الله على محمد وآله؛ حرر سلخ شهر ربيع الآخر، سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف /274
[1316هـ]. انتهى كلامه، رضوان الله عليه وسلامه.
[إجازة من القاضي الحافظ محمد الغالبي لوالد المؤلف]
وقال القاضي العلامة، شيخ الشيعة، وعلم حفاظ الشريعة، محب آل النبي، محمد بن عبدالله بن علي بن علي الغالبي ـ رضي الله عنهم ـ في إجازته لوالدنا ـ قدس الله روحه ـ؛ بعد حمد الله، والصلاة والسلام على النبي وآله: وبعد فيقول الفقير إلى مولاه الغني، محمد بن عبدالله بن علي بن علي الغالبي، وفقه الله سواء الطريق، وأذاقه حلاوة التحقيق، ورزقه الكون في زمرة آل محمد الذين هم أهدى فريق: قد سألني سيدي، السيد الأجل، العلامة المبجل، الفهامة الأمثل، نجم الآل، وبهجة الكمال، عز الإسلام محمد بن منصور الضحياني المؤيدي ـ وفقه الله إلى الخيرات، وسلك بنا وبه سبيل أهل الثبات ـ أن أجيز له إجازة عامة، فيما صحّ لي قراءته وسماعه، أو صحت إجازته، وقد كان قرأ على الحقير في علوم الآلة، وأصول الفقه، وغيرهما.
إلى قوله: فأقول وبالله التوفيق: قد أجزتُه أن يروي عني كلما ثبت لي سماعه وإجازته، من معقول ومنقول؛ أجزت له إجازة عامة، يروي عني بحدثنا، وغيرها من ألفاظ الرواية.
إلى أن قال: وممن ثبت لي عنه الإجازة العامة: مولانا مجدد ما اندرس من العلوم، ومحقق منطوقها والمفهوم، أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين، محمد بن القاسم ابن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ؛ فقد أجاز لي إجازة عامة؛ في جميع ماصح له.
ثم أشار إلى طرق الإمام (ع)، وذكر من مشائخه المجيزين له، الذين ثبت له عليهم السماع، والإجازة العامة: السيد الإمام، العلامة فخر الإسلام، عبدالله بن أحمد العنثري.
قال: وأما سيدي شيخ الإسلام وفخره، عبدالله بن أحمد المؤيدي، فقرأتُ عليه الاعتصام وتتمته جميعه، وأمالي الإمام أبي طالب، وأمالي الإمام المرشد بالله، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى، وشفاء الأوام، وأصول الأحكام، وشمس الأخبار، والجامع الكافي جميعه.
إلى أن قال: والشافي للمنصور بالله، إلا الجزء الآخر من أربعة أجزاء.
قال: والمصابيح لأبي العباس، والإفادة للمؤيد بالله، وتكملتها، وشرح الأساس، /275
وغاية ابن الإمام.
وسرد بعد ذلك مسموعات له عليه كثيرة، في علوم العربية، والأصول، والفروع، وكذا والده شيخ الإسلام عبدالله بن علي ـ رضي الله عنهم ـ أجازه إجازة عامة، ومن مسموعاته عليه: المجموعان للإمام الأعظم زيد بن علي (ع) الحديثي، والفقهي، وشفاء الأوام جميعه، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى (ع)، وغير ذلك كثير؛ وكذا سيد بني الحسن، علامة اليمن، أحمد بن محمد بن محمد الكبسي ـ رضي الله عنهم ـ أجازه إجازة عامة، وأسمع عليه في الشفاء، والغاية، وغيرهما؛ وأجازه إجازة عامة الإمام الكبير، المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير (ع).
وكان تحريره لإجازة والدنا هذه ـ رضي الله عنهما ـ بشهر القعدة الحرام، سنة ثمان وثلاثمائة وألف [1308هـ] قال فيها: حرره الحقير الفقير إلى كرم الله، محمد بن عبدالله الغالبي، وفقه الله آمين.
[إجازة من والد المؤلف العالم الحجة لولده المؤلف ولأعيان العلماء]
وقال والدنا ـ رضي الله عنه وأرضاه، وأكرم لديه نزله ومثواه ـ في إجازته لي، ولأعيان علماء العصر ـ حماهم الله تعالى ـ بعد حمد الله والصلاة على النبي وآله: وبعد؛ فإنه طلبني المذكورون هاهنا.
إلى أن قال: وإن كان مثلي لا يعوّل عليه، في ذلك الميدان؛ ولم تسعني مخالفتهم على قصور الباع، وقلّة الاطلاع؛ نظراً إلى قول جامع كل حسن من خصال الكمال والمناقب: ((ليبلغ عني الشاهد الغائب))، وقوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثاً.. إلخ))، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } [المائدة: 2].
ثم ساق طرقه، وطرق مشائخه ـ رضي الله عنهم ـ.
إلى أن قال: قد أجزتهم في جميع مسموعاتي، ومجازاتي هذه المسطورة، إجازة عامة تامة، بجميع طرق هؤلاء، في جميع العلوم، معقول ومنقول، في جميع علوم آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ وشيعتهم، وسائر علوم الإسلام، /276
على اختلاف فنونها، مشترطاً عليهم مااشترطه عليَّ مشائخي هؤلاء المذكورون، رؤساء الملة، وعلماء الأمة، مرجع علماء اليمن والشام، الإمام الأواه، أبو القاسم، إمام المتقين، وزينة الموحدين، المهدي لدين الله، محمد بن القاسم ابن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ويعسوب الآل، وحيد عصره، فخر الملة، عبدالله بن أحمد اليحيوي ـ قلت: أي العنثري البصير ـ، وعلامة اليمن صفي الإسلام، أحمد بن محمد الكبسي، وفخر الشيعة الكرام، وعالمها، محمد بن عبدالله الغالبي ـ رضي الله عنهم، وسكنهم بحبوح جنته، وجزاهم عنا، وعن الإسلام أفضل الجزاء ـ أولاً تقوى الله في السر والعلن، والعمل بالعلم، وبذله لأهله، وتحري النسخ الصحيحة، المأمونة من التحريف، والغلط والتصحيف، والضبط لما يروونه؛ ولا ينسوني من صالح دعائهم، وما أمكن من وجوه البر.
إلى قوله: حرره بقلمه الحقير، المفتقر إلى الملك الكبير، عبده وابن عبديه، محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله اليحيوي المؤيدي ـ عفا الله عنه ـ جمادى الأولى [1354هـ] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف.
وذكر والدنا ـ رضي الله عنه ـ مما ثبت له السماع فيه، على والدنا الإمام الأعظم، أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين: كتاب البحر الزخار، للإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى المرتضى (ع) وتخريجه لابن بهران، وشرح غاية ابن الإمام (ع)، وكشاف الزمخشري، وغير ذلك كثير؛ فقد لازم والدي ـ رضي الله عنه ـ مقام الإمام (ع) قدر عشرين عاماً، وانتقل من وطنه هجرة ضحيان، للهجرة مع من هاجر من الأعلام، إلى الإمام (ع)، بعد خروجه من اليمن إلى هجرته المباركة بجبل برط، وسبب ذلك التحصن في الجبل، حال جهاد الأتراك؛ وارتحل إليه (ع) الأعلام من كل قطر، وكان من المهاجرين لديه: حي السيد العلامة نجم آل محمد الولي، الحسين بن محمد الحوثي، وقد كان ملازماً له في مقام الإمام السابق الأمجد، /277
المتوكل على الله المحسن بن أحمد (ع)، وفي هجرة حوث؛ ومنهم: حي السيد العلامة، شيخ آل محمد، الحسين بن عبدالله الشهاري، وحي السيد العلامة المجتهد، الفهامة المنتقد؛ جمال آل محمد، علي بن يحيى المؤيدي العجري، وحي والدنا ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم كثير؛ وقد أشرنا إليهم في التحف الفاطمية .
هذا، ولم ينفكوا يقتبسون من فيض أنواره، ويلتمسون من هديه وآثاره، حتى قبضه الله تعالى إليه.
[كلام المؤلف في سيرة والده]
وأقول: وأنا بحمد الله تعالى وفضله، وتحدثاً بنعمته، وشكراً لمنته، منَّ الله علي بملازمة والدي ـ رضوان الله عليه ـ، من ابتداء قراءة القرآن الكريم، قرأته عليه، وأسمعتُ عليه في المتون، ثم في علوم الآلة، والأصولين، والتفسير، والحديث؛ ولم أزل أستضيء بمصباحه، وأهتدي بضوء صباحه، وذلك نحو خمس وعشرين سنة، حتى اختار الله له ماعنده ـ رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عنا وعن المسلمين أفضل جزاه، وجمع بيننا في مستقر رحمته، ودار كرامته ـ.
وإسناده ـ رضي الله عنه ـ أرفع أسانيد من أدركنا من أعلام عصره، ونجوم أهل دهره، فلم يبق أحد ممن أسمع على الإمام، ومن في سمته من العلماء الكرام غيره.
وكان ـ رضوان الله عليه ـ على ذلك المنهج من العلم، والعمل، والزهد، والورع، وبلوغ الغاية في الاجتهاد، والتحري والانتقاد، وشدة المراقبة لله سبحانه، والغضب له، وتقديم معاملته في كل إصدار وإيراد؛ وآثر في آخر أيامه ـ رضي الله عنه ـ العزلة والبعد عن الناس، لما شاهد من فساد أهل الزمن، وتغير الأعلام والسنن، حتى صار كثير من الناس ـ لعدم الخلطة ـ لايتحقق معرفته؛ وتفرد للخلوة بنفسه، والعبادة لربه، وإحياء الليل والنهار، بالتلاوة والأوراد والأذكار، إلا ما توجهنا إليه في تفريغه من الأوقات للقراءة؛ وأكرمه الله تعالى بكرامات نيرات، وبشارات بينات، شاهدناها معاينة، ورأيناها مكاشفة، مما يفيضه الله تعالى لأوليائه، وخاصة أصفيائه، من قرابة خاتم أنبيائه، وأوليائهم ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ.
فلله /278
الحمد على ماوهب، ونسأله تعالى الإعانة على القيام بما وجب، إنه قريب مجيب.
[تعداد مسموعات المؤلف على والده]
نعم، فقد ثبت لي السماع عنه ـ بمنِّ الله تعالى ـ في فنون العلوم؛ منها: في هذه الكتب التي ذكرت سماعه لها على الإمام (ع)، وفي مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي ـ صلوات الله عليهما ـ بقراءته علينا، وفي أمالي حفيده الإمام أحمد بن عيسى (ع) كذلك، وصحيفة الإمام علي بن موسى الرضا، بقراءتي لها عليه - رضي الله عنه - بتمامها، وأحكام الإمام الهادي إلى الحق (ع) كذلك إلى كتاب الحدود ـ وصحّ لي سماع بقيته بحمد الله تعالى ـ وفي البساط للإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش (ع)، وفي شرح التجريد للإمام المؤيد بالله (ع)، وفي تحرير الإمام أبي طالب (ع) بقراءته ـ رضي الله عنه ـ، وفي أماليهما (ع)، وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) الخميسية، وفي تفاسير آل محمد (ع)، ومجموعاتهم، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان (ع) بقراءتي لها عليه ـ رضي الله عنه ـ من فاتحتها إلى خاتمتها، وفي شافي الإمام الحجة المنصور بالله (ع)، وحديقة الحكمة، شرح الأربعين له (ع)، وفي مجموع السيد الإمام، حميدان بن يحيى القاسمي(ع)، وشفاء الأوام، للأمير الناصر للحق الحسين بن بدر الدين (ع) في السّنّة، وينابيع النصيحة له (ع)، وأنوار اليقين لأخيه الإمام الحسن بن بدر الدين (ع) بقراءتي لها عليه ـ رضي الله عنه ـ، وفي البحر الزخار، للإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى (ع) في النسخة التي لدي الآن، بخط والدنا الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن (ع)، وإنما ذكرتها لتعيين هذه النسخة، وإلا فقد تقدمت في مسموعاته؛ وفي شرح أزهاره (ع)، وفي فصول السيد الإمام صارم الدين (ع) في أصول الفقه، وفي الفلك الدوار له، وفي شرح أساس الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ع) في أصول الدين، وفي مرقاته في أصول الفقه، واعتصامه في السنة، والبدور المضيئة، /279
جواب الأسئلة الضحيانية، لوالدنا الإمام، المهدي لدين الله محمد بن القاسم (ع)، وفرائد اللآلي، في الرد على المقبلي، للإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير (ع)، وفي العيون للحاكم المُحَسّن بن كرامة - رضي الله عنه -، وفي نكت العبادات، للقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضوان الله عليه ـ، والأسانيد اليحيوية ، التي جمعها القاضي العلامة تقي الدين، عبدالله بن محمد بن أبي النجم، وفي شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة، من كلام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ وفي مقاتل الطالبيين للأصفهاني، وفي الحدائق الوردية، للفقيه الشهيد حميد بن أحمد المحلي ـ رضي الله عنه ـ في سير الأئمة، وفي قواعد عقائد آل محمد، لمحمد بن الحسن الديلمي ـ رضي الله عنه ـ، وفي شرح الثلاثين المسألة، للقاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس ـ رضي الله عنه ـ في أصول الدين، وفي المقصد الحسن له؛ وغير ذلك من كتب الأصول، والفروع.
وقد صحّ لي ـ والحمد لله تعالى ـ السماع عليه ـ رضي الله عنه ـ، وعلى غيره في مؤلفات واسعة، منها: المعراج شرح منهاج القرشي، لوالدنا إمام المحققين، الهادي إلى الحق، عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين (ع) في أصول الدين، وفي قسطاس ولده الإمام الحسن (ع)، وشرح الغاية كما سبق، وفي الكوافل في أصول الفقه، وفي الجامع الكافي، والمنهاج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي، للإمام محمد بن المطهر (ع)، والروض النضير شرح المجموع أيضاً، لحافظ العصر الأخير، الحسين بن أحمد السياغي في الحديث، وبيان ابن مظفر في الفقه والفرائض، وفي مباحث وأوائل كتب كثيرة من كتب أئمتنا، وأتباعهم، وكتب المحدثين، كالأمهات الست، وفي النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، في الكتب المعهود درسها.
هذا، وأجازنا والدنا ـ رضي الله عنه ـ كما سبق في جميع طرقه، وما صحّ له ـ رضي الله عنه وأرضاه، وبل بوابل الرحمة ثراه ـ.
ونقتصر في هذا المحل، على هذا القدر؛ فقد جمعت هذه الطرق ـ بحمد الله ـ /280