الغطفاني، أبو عبد الرحمن؛ كان زياد بن أبيه يستخلفه على البصرة.
روى أبو طالب بإسناده إلى محمد بن قيس، قال: لما استخلفه على البصرة، أتاه رجل بزكاته، فقتله؛ فقيل له في ذلك، فقال: يا غلام، هات كتاب زياد؛ فإذا فيه: إذا أتاك كتابي، فاقتل على الظن والظنة، والشك والعلة.
وبها توفي، سنة سبع ـ أو ثمان ـ وخمسين.
وذكر ابن الأثير أنه لما عزله معاوية، قال سمرة: لعن الله معاوية؛ والله، لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً.
قال السيد الإمام: فإن قلت: كيف جاز أخذ الحديث عند أصحابنا عنه؟
قال: لعله حال ستره، أو على جواز الأخذ عن فاسق التأويل.
خرج له: أئمتنا الخمسة إلا المرشد بالله، وخرج له الجماعة.
قلت: بل هو فاسق تصريح، وأي شبهة له في قتل المسلمين على الظن والظنّة...إلخ، وذلك الظن إنما هو في عدم الانقياد لأئمة الضلال؛ وكفى بما صرح به عن نفسه، في قوله: لو أطعت الله...إلخ؛ بل الإنسان على نفسه بصيرة.
في شرح النهج: وروى الأعمش ، عن أبي صالح، قال: قيل لنا: قدم رجل من أصحاب رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، فأتينا فإذا هو سمرة بن جندب ، وإذا عند إحدى رجليه خمر، وعند الأخرى ثلج؛ فقلنا: ما هذا؟
قالوا: به النقرس.
وإذا قوم قد أتوه، فقالوا: يا سمرة، ما تقول لربك غداً؟ تؤتى بالرجل فيقال لك هو من الخوارج فتأمر بقتله؛ ثمّ يؤتى بالآخر، فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته، فشبه علينا؛ وإنما الخارجي هذا؛ فتأمر بقتل الثاني.
فقال سمرة: وأي بأس في هذا؟ إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار.
وروى فيه عن جعفر بن محمد ، عن آبائه، قصة النخل؛ وحاصلها: أنه /94

شكا رجل من الأنصار على رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - أذى سمرة له بنخله، فعالجه رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - أن يبيعه بثمنه، أو بنخل مكانه، أو يشتري بستان شريكه، أو يتركه لرسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، فلم يرض؛ فأمر بقطع نخله، وقال: ((لا حق له)).
وروى شريك، عن عبد الله بن سعد، عن حجر بن عدي ، قال: قدمت المدينة، فجلست إلى أبي هريرة ، فقال: ممن أنت؟
قلت: من أهل البصرة.
قال: ما فعل سمرة؟
قلت: هو حي.
قال: ما أحد أحب إليَّ طول حياةٍ منه.
قلت: ولم ذاك؟
قال: إن رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: ((آخركم موتاً في النار ))، فسبقنا حذيفة؛ وأنا الآن أتمنى أن أسبقه.
قال: فبقي سمرة، حتى شهد مقتل الحسين.
وروى أحمد بن بشير، عن مسعر بن كدام ، قال: كان سمرة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين - عليه السلام - وقتاله.
وروى في شرح النهج، أن معاوية بذل لسمرة أربعمائة ألف؛ ليفتري على الله ورسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - فقبل. انتهى باختصار.
قلت: وقد روى خبر أن آخر الثلاثة المذكورين موتاً في النار، وأن سمرة آخرهم، ابنُ عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة؛ ولكن حملاه على أن المراد نار الدنيا؛ وهو تأويل سخيف، وفيه نوع من التحريف؛ إذ المعلوم أنه لا يفهم ولا يتبادر من ذلك إلا نار الآخرة ـ نعوذ بالله منها ـ ولو أطلقها رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وأراد غيرها بلا قرينة، لكان فيه تغرير وتلبيس ـ وحاشاه ـ ولكان لا معنى لقلق أبي هريرة ، وتمنيه أن يسبقه؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل /95

[سهل بن حنيف ]
سهل بن حنيف (بضم المهملة مصغراً) الأنصاري الأوسي، أبو ثابت، والد أبي أمامة، بدري، شهد المشاهد كلها، وكان ممن بايع على الموت، وثبت يوم أحد؛ ثم صحب علياً - عليه السلام - من حين بويع له، واستخلفه على المدينة حين سار إلى البصرة، وشهد معه صفين، وولاه فارس؛ ثم مات بالكوفة، سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي - عليه السلام -، وكبر عليه ستاً، فقال: إنه كان بدرياً.
وفي رواية لمحمد: سبعاً؛ والأول أشهر.
أخرج له: محمد، والجماعة.
[سهل بن أبي خثمة]
سهل بن أبي خثمة (بمعجمة مفتوحة، فمثلثة ـ كذا في بعض ـ وفي موضع: حثمة بمهملة مفتوحة، فمثلثة ساكنة، فميم، فهاء؛ وهو الصواب) واسم أبي حثمة عبد الله بن ساعدة الأنصاري الأوسي أبو محمد.
قُبض النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو في ثمان، لكنه حفظ؛ توفي أيام معاوية.
وفي الجامع: في أيام ابن الزبير، بالمدينة.
أخرج له: المؤيد بالله ، من رواية بشير بن يسار ؛ والجماعة.
[سهل بن سعد بن مالك]
سهل بن سعد بن مالك، أبو العباس الخزرجي؛ كان اسمه حزناً، فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سهلاً؛ وشهد قضاء النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - بين المتلاعنين، وتوفي رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو في خمس عشرة، وأدرك الحجاج ـ لعنه الله ـ فختم في عنقه.
توفي سنة ثمان وثمانين، وقد بلغ المائة.
خرج له: أئمتنا الخمسة، والجماعة.
عنه: أبو حازم، وعباس بن سهل /96

[سواء بن خالد، أخي حبة المتقدم]
سواء بن خالد الأسدي، أخو حبة؛ لهما صحبة.
أخرج لهما: المرشد بالله، وابن ماجه.
[سويد بن قيس]
سويد بن قيس؛ له ثلاثة أحاديث، وعنه: سماك بن حرب ؛ عداده في الكوفة.
أخرج له: محمد.
[سويد بن مُقَرِّن]
سويد بن مُقَرِّن (بضم الميم، وفتح القاف، وكسر الراء مشددة، فنون) أخو النعمان بن مقرن ، ووالد معاوية.
في الجامع: يعد في الكوفيين؛ ومات بها.
روى عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وعن علي - عليه السلام -.
وعنه: ابنه معاوية، وغيره.
أخرج له: محمد، ومسلم، والأربعة إلا ابن ماجه ، والبخاري في الأدب؛ حققه في التهذيب.
(فصل الشين المعجمة)
[شُبرمة]
شُبرمة (بضم أوله، وسكون الموحدة، فمهملة) ذكره الإمام زيد بن علي - عليه السلام - في الحج، في النيابة.
توفي في حياة النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
[شداد بن أوس الأنصاري]
شداد بن أوس بن ثابت، أبو يعلى الأنصاري، ابن أخي حسان؛ كان من سادات الصحابة وفضلائهم.
توفي في بيت المقدس، سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين؛ قبره بظاهر باب الرحمة.
عنه: أبو ضمرة ابن حبيب ، وغيره.
خرج /97

له: أئمتنا الخمسة، والجماعة.
[شريك بن سحماء]
شريك بن سحماء (بمهملتين: أولاهما مفتوحة، والثانية ساكنة، فميم، فألف ممدودة) نسبة إلى أمه، واسم أبيه عبدة، حليف الأنصار.
شهد مع أبيه أحداً.
قال في الجامع: وهو الذي قذفه هلال بن أمية بامرأته، ولاعنها بذلك؛ وكذا ذكره المؤيد بالله .
قال النووي وابن الأثير: وقول من قال: إنه يهودي، باطل.
وحكى البيهقي عن الشافعي أن شريكاً كان يهودياً؛ ويجوز أن يكون أسلم بعد ذلك.
[شريك بن جنيد]
شريك، رجل من الصحابة.
قال المرشد بالله: هو ابن جنيد، ويقال: هو ابن حنبل العبسي الكوفي.
روى عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - مرسلاً، ولا صحبة له.
ويروي عن علي - عليه السلام -.
وعنه: عيسى بن حارثة الأنصاري .
وفي التقريب : ثقة من الثالثة.
خرج له: المرشد بالله، وأبو داود، والترمذي.
(فصل الصاد المهملة)
[صِرْمة بن قيس الأنصاري]
أبو مندة صِرْمة بن قيس الأنصاري، وهو الذي أنزل فيه: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ } [البقرة:187]، وفي ذلك خلاف؛ والحديث خرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
أسلم وهو شيخ كبير؛ وكان قوّالاً بالحق، شاعراً مجيداً؛ ذكره /98

في الجامع.
خرج له: الهادي - عليه السلام -.
[الصعب بن جَثَّامة]
الصعب بن جَثّامة (بفتح الجيم، وتشديد المثلثة) الليثي، الحجازي.
توفي في خلافة أبي بكر على الأصح.
خرج له: المؤيد بالله .
[صفوان بن أمية]
صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي، أحد الأشراف الطلقاء، وشهد حنيناً وهو كافر، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان من المؤلفة.
مات سنة اثنتين وأربعين.
أخرج له: محمد، ومسلم، والأربعة.
[صفوان بن عَسَّال]
صفوان بن عَسّال (بمهملتين أخراهما مشددة، ثم ألف، ولام) المرادي الجملي (بفتح الجيم والميم)، غزا مع النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - اثنتي عشرة غزوة.
روى عنه: ابن مسعود مع جلالته، وزر بن حبيش .
أخرج له: المؤيد بالله ، وأبو طالب، والترمذي، وابن ماجه.
[صهيب الرومي]
صهيب الرومي، أحد المؤذنة للنبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، هو أبو يحيى النمري، صحابي مشهور؛ شهد بدراً وغيرها؛ توفي بالمدينة.
قلت: لم يذكر في الطبقات غير هذا.
وفي الاستيعاب: قال أبو عمر: كان صهيب مع فضله وورعه حسن الخلق، مداعباً؛ روينا عنه أنه قال: جئت النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد، /99

فأكلت، فقال النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -: ((أتأكل التمر على عينك؟ )).
فقلت: يا رسول الله، آكل في شق عيني الصحيحة.
فضحك رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - حتى بدت نواجذه.
وأوصى عمر إليه بالصلاة بجماعة المسلمين، حتى يتفق أهل الشورى، استخلفه على ذلك ثلاثاً؛ وهذا مما أجمع عليه أهل السير والعلم بالخبر.
وروى بسنده أن أبا سفيان مَرّ على سلمان وصهيب وبلال، فقالوا: ما أخذت السيوف من عنق عدوّ الله مأخذها.
فقال لهم أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟
ثم أتى النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - فأخبره بالذي قالوا: فقال: ((يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم؛ والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم؛ لقد أغضبت ربك)).
قال: وفضائل صهيب، وسلمان، وبلال، وعمار، وخباب، والمقداد، وأبي ذر، لا يحيط بها كتاب؛ وقد عاتب الله نبيئه فيهم في آيات الكتاب.
ومات صهيب بالمدينة سنة ثمان ـ وقيل تسع ـ وثلاثين، ودفن بالبقيع، انتهى.
(فصل الضاد المعجمة)
[الضحاك بن سفيان]
الضحاك بن سفيان الكلابي العامري، ولي للنبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - نجداً، وروى عنه ابن المسيب ، والحسن في توريث امرأة أشيم؛ وكان شجاعاً يعد لمائة.
أخرج له: المرشد بالله، والأربعة.
[ضُمْرة أو ضميرة]
ضُمْرة (بضم أوله، وسكون الميم، فمهملة، فهاء) كذا في بعض كتب أئمتنا، والجامع، والخلاصة؛ وفي أكثر الكتب ضُمَيرة (على صيغة التصغير)، وكذا في شرح التجريد ؛ من موالي النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وقد أعقب.
يروي عن علي - عليه السلام -.
وقد أخرج له: الهادي إلى الحق في الأحكام ، والمؤيد /100

بالله، وأبو طالب، ومحمد - رضي الله عنهم -.
وعنه: ولده عبد الله.
قلت: ضميرة بن أبي ضميرة، له ولأبيه صحبة، وهو جد الحسين بن عبد الله بن ضميرة ، الذي يروي عن أبيه عن جده، وقد روى عنه الأئمة الكرام: القاسم بن إبراهيم ، وحفيده الهادي إلى الحق، وأحمد بن عيسى ـ عليهم السلام ـ.
(فصل الطاء المهملة)
[طارق بن سويد]
طارق بن سويد، أو سويد بن طارق، صحابي له أحاديث.
خرج له: المؤيد بالله في الأشربة، وأبو داود، والترمذي.
[طارق بن شهاب]
طارق بن شهاب الأحمسي.
عن علي بن أبي طالب ، وأبي بكر، وعمر، وابن مسعود، وغيرهم.
قيل: رأى النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
عنه: قيس بن حكيم، وعلقمة بن مرثد ، وإسماعيل بن أبي خالد .
توفي سنة اثنتين ـ أو ثلاث ـ وثمانين.
أخرج له: الجرجاني، ومحمد.
ذكره في الجامع في الصحابة، والظاهر ما في الخلاصة أنه من التابعين.
قلت: وكان من صحابة علي - عليه السلام - وشيعته، كما ذكره في شرح النهج، وروى فيه عنه أنه قال فيه: هو أول المؤمنين إيماناً بالله، وابن عم رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ووصيه؛ وأتاه حال مسيره لحرب الجمل.
[طارق]
طارق:
كذا ذكره في الطبقات وبيض بعده، وأشار إلى أنه خرج له أبو طالب /101

[طلحة بن عبيدالله]
طلحة بن عبيد الله ، أبو محمد القرشي التيمي، كان من السابقين في الإسلام والهجرة، وشهد المشاهد غير بدر، واشتهر عند المؤرخين أن راميه يوم الجمل مروان بن الحكم.
ويقال: إن علياً - عليه السلام - دعاه عند القتال فذكّره بعض سوابقه، فاعتزل القتال، فأصابه السهم بعد أن اعتزل، سنة ست وثلاثين؛ وروى توبته عن الخروج على أمير المؤمنين الحاكم في العيون، وغيره؛ والله أعلم.
خرج له: أئمتنا الثلاثة، والجماعة.
عنه: مالك بن عامر الأصبحي وولده موسى.
[ذكر طلحة والزبير ووقعة الجمل]
قلت: ومن كلام الوصي - عليه السلام - في شأن طلحة والزبير المروي في النهج: اللهم إنهما قطعاني وظلماني، ونكثا بيعتي، وأَلَّبَا الناس عليَّ، فاحلل ما عقدا، ولا تحكم لهما ما أبرما، وأرهما المساءة فيما أمّلا وعملا.
وفي شرحه من رواية أبي مخنف: اللهم إن طلحة نكث بيعتي، وأَلَّبَ على عثمان حتى قتله، ثم عضهني به ورماني، اللهم فلا تمهله...إلخ.
ومن رواية أبي الحسن علي بن محمد المدائني عن عبد الله بن جنادة ، أنه دخل مسجد رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - إذ نودي (الصلاة جامعة) فاجتمع الناس، وخرج علي متقلداً سيفه، فشخصت الأبصار نحوه؛ فحمد الله وصلى على رسوله، ثم قال: أما بعد؛ فإنه لما قبض الله نبيئه - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع؛ إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيئنا، فصارت الإمرة لغيرنا، وصرنا سوقة، يطمع فينا الضعيف، ويتعزز علينا الذليل.
إلى قوله: وأيم الله، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن /102

يعود الكفر ويبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه.
إلى قوله - عليه السلام -: وبايعني هذان الرجلان في أول من بايع، تعلمون ذلك؛ وقد نكثا وغدرا، ونهضا إلى البصرة بعائشة؛ ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم؛ اللهم فخذهما بما عملا أخذة رابية، ولا تنعش لهما صرعة، ولا تقل لهما عثرة، ولا تمهلهما فواقاً؛ فإنهما يطلبان حقاً تركاه، ودماً سفكاه؛ اللهم إني أقتضيك وعدك فإنك قلتَ وقولك الحق لِمَن بُغي عليه: {لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ } [الحج:60]، اللهم فأنجز لي موعدك، ولا تكلني إلى نفسي؛ إنك على كل شيء قدير.
وروى أبو مخنف عن زيد بن صوحان، قال: شهدت علياً - عليه السلام - بذي قار، وهو مُعْتَمّ بعمامة سوداء، ملتف بساج، يخطب، فقال في خطبته: الحمد لله على كل أمر وحال، في الغدوّ والآصال، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ابتعثه رحمة للعباد، وحياة للبلاد.
إلى قوله - عليه السلام -: ثم قبضه الله حميداً؛ ثم استخلف الناس أبا بكر فلم يأل جهده، ثم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده، ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم ونلتم منه؛ حتى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني.
إلى قوله: وبايعني طلحة والزبير.
إلى قوله: ثم استأذناني في العمرة، فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان، فسارا إلى مكة، واستخفا عائشة وخدعاها، وشخص معهما أبناء الطلقاء؛ فقدموا البصرة، فقتلوا بها المسلمين، وفعلوا المنكر؛ ويا عجباً لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما عليّ، وهما يعلمان أني لست دون أحدهما؛ ولو شئت أن أقول لقلت!.
إلى قوله - عليه السلام -: وخرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان؛ والله، ما أنكرا عليَّ منكراً، ولا جعلا بيني وبينهم نصفاً، وإن دم عثمان لمعصوب بهما، ومطلوب /103

130 / 143
ع
En
A+
A-