من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً.
هذا، وكان أعيان المهاجرين والأنصار، وأرباب السبق منهم والفضيلة، والبشارات من الله تعالى على لسان رسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - غير راضين بما جرى من خلاف رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يوم الخميس، والرجوع عن الجيش الذي بعثه، وما تعقبه يوم السقيفة؛ ولا عادلين بأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ولا خارجين عن ولايته، قضت بذلك الأخبار، الصحيحة المتفق عليها المعلومة.
وقد ندم كثير على ما كان منهم يوم السقيفة من الفلتة، لا سيما الأنصار، كما وردت بذلك الآثار.
وروى الجوهري بسنده إلى جرير بن المغيرة ، أن سلمان، والزبير، والأنصار، كان هواهم أن يبايعوا علياً - عليه السلام - بعد النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
وروى بسنده عن حبيب بن أبي ثابت ، قال: قال سلمان يومئذ: أصبتم ذا السن منكم، وأخطأتم أهل بيت نبيكم؛ لو جعلتموها فيهم، ما اختلف عليكم اثنان، ولأكلتموها رغداً.
قال شارح النهج: هذا الخبر، هو الذي روته المتكلمون في باب الإمامة، عن سلمان، أنه قال: (كرديد وبكرديد)، تفسره الشيعة فتقول: أراد: أسلمتم وما أسلمتم...إلخ.
وروى الجوهري أيضاً، بسنده إلى أبي ذر ، أنه قال: لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم، لما اختلف عليكم اثنان.
وروى الزبير بن بكار ـ وهو من الزبيريين، وهم أهل الانحراف ـ بسنده، قال: لما بويع أبو بكر واستقر أمره، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضاً، وذكروا علي بن أبي طالب ، وهتفوا باسمه، وأنه في داره لم يخرج إليهم؛ وجزع لذلك المهاجرون، وكثر في ذلك الكلام.
وكان أشد قريش على الأنصار نفراً، منهم: سهيل بن عمرو ، والحارث بن هشام ، /54
وعكرمة بن أبي جهل، المخزوميان؛ وهؤلاء أشراف قريش، الذين حاربوا النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وكلهم موتور.
ثم ذكر فروة بن عمرو ، قال: وكان ممن تخلّف عن بيعة أبي بكر، وكان ممن جاهد مع رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وقاد فرسين في سبيل الله؛ وكان يتصدق من غلّة نخله بألف وسق في كل عام، وكان سيداً، وهو من أصحاب علي، وممن شهد معه يوم الجمل.
قال الزبير: ثم إن رجالاً من سفهاء قريش ومثيري الفتن، اجتمعوا إلى عمرو بن العاص، فقالوا له: إنك لسان قريش.
ثم حكى مسيره إلى المسجد، وكلامه في الأنصار.
قال: ثم التفت فرأى الفضل بن العباس بن عبد المطلب ، وندم على قوله؛ للخؤولة بين ولد عبد المطلب وبين الأنصار، ولأن الأنصار كانت تعظم علياً وتهتف باسمه حينئذ.
فقال الفضل: يا عمرو، إنه ليس لنا أن نكتم ما سمعنا منك، وليس لنا أن نجيبك وأبو الحسن شاهد بالمدينة، إلا أن يأمرنا، فنفعل.
ثم رجع الفضل إلى علي، فحدثه، فغضب وشتم عمراً، وقال: آذى الله ورسوله.
ثم قام فأتى المسجد، فاجتمع إليه كثير من قريش، وتكلّم مغضباً، وقال - عليه السلام -: إنه مَنْ أحبّ الله ورسوله أحبّ الأنصار.
قال الزبير: فمشت قريش عند ذلك إلى عمرو بن العاص، فقالوا: أيها الرجل، أما إذا غضب علي فاكفف.
قال الزبير: وقال علي للفضل: انصر الأنصار بلسانك ويدك، فإنهم منك وإنك منهم.
فقال الفضل:
قلتَ يا عمرو مقالاً فاحشاً
إنما الأنصار سيف قاطعٌ
وسيوف قاطع مضربها
نصروا الدين وآووا أهله
وإذا الحرب تلظت نارها
إنْ تَعُد يا عمرو والله فلكْ
من تصبه ظبة السيف هلكْ
وسهام الله في يوم الحلكْ
منزل رحب ورزق مشتركْ
بركوا فيها إذا الموت بركْ
/55
ثم حكى أبيات حسان بن ثابت ، وقد بعثت إليه الأنصار، وقال له خزيمة بن ثابت : اذكر علياً وآله يكفك كل شيء، فقال:
جزى الله عنّا والجزاء بكفه .... أبا حسنٍ عنا ومَنْ كأبي حسنْ؟
سَبَقْتَ قريشاً بالذي أنت أهله .... فصدرك مشروح وقلبك ممتحنْ
..إلى قوله:
حَفِظْتَ رسول الله فينا وعهده .... إليك ومن أولى به منك من ومن؟
ألست أخاه في الهدى ووصيه .... وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن؟
فحقك ما دامت بنجد وشيجة .... عظيم علينا ثم بعد على اليمن
وذكر مما جرى بينهم قول زيد بن أرقم لعبد الرحمن بن عوف: إن ممن سميت من قريش، من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد، علي بن أبي طالب .
قال الزبير: فلما كان الغد، قام أبو بكر فخطب الناس، وقال: أيها الناس، إني وليت أمركم ولست بخيركم، فإذا أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني؛ إن لي شيطاناً يعتريني، فإياكم وإياي إذا غضبت، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم؛ الصدق أمانة، والكذب خيانة...إلخ.
قلت: ليته ترك خيرهم يليهم، الذي لا يؤثر في أشعارهم وأبشارهم؛ بل يحملهم على الحق القويم، والصراط المستقيم، وهو الذي كان يقول، إذا علا المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني...الخبر.
وهو الذي نصبه لهم رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يوم الغدير، وقرر ولايته، وهنأه بذلك أبو بكر وعمر.
* ولو لم يكن نصٌّ لقدَّمَه الفضل *
فكيف وفي الكتاب والسنة ما لا يحصر؟ إذاً والله لأراح واستراح؛ الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
نعم، وذكر قول الفضل بن العباس: يا معشر قريش، إنكم إنما أخذتم الخلافة بالنبوة، ونحن أهلها /56
قلت: وهذه حجة عليهم لازمة، لا يجدون عنها محيصاً، ولا يستطيعون لها رداً؛ لأنه إذا بطل متمسك الخصم الذي ليس له شبهة سواه، بطلت دعواه.
ولهذا كرر الاحتجاج عليهم بها أمير المؤمنين، والحسنان، وسائر أهل بيت النبوة ـ صلوات الله عليهم ـ وهو مسلك من البيان، قد نطق به القرآن في غير مكان؛ مع أنه ـ صلوات الله عليه ـ قد احتج عليهم بنصوص الكتاب والسنة، في مقامات عديدة.
ومما اتفق عليه منها: يوم الشورى؛ ومنها: يوم استنشد الناس حديث غدير خم، وغيرهما.
وهم يعلمونها؛ ويقرّون بها، وما طال العهد، ولا بعد الأثر، ولذلك عدلوا إلى الاحتجاج عليهم بنفس حجتهم، وعين دليلهم، وهو من القلب، الذي يقال له القول بالموجب، وفي ذلك يقول أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ مخاطباً لأبي بكر:
فإن كنت بالقربى حججت خصيمهم .... فغيرك أولى بالنبي وأقربُ
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم .... فكيف تليها والمشيرون غيّبُ؟
وهذا واضح معلوم، لا يمتري فيه إلا جاهل محروم، أو متجاهل ملوم، وعند الله تجتمع الخصوم.
هذا؛ رجعنا إلى تمام الكلام:
ثم قال الفضل بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ: وإنا لنعلم أن عند صاحبنا عهداً هو ينتهي إليه.
ثم حكى ما دار بينهم في ذلك من الأشعار؛ ومنه قول بعض بني عبد المطلب:
ما كُنْتُ أحسب أن الأمر منتقل .... عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
...الأبيات المشهورة.
ومنها: قول لسان الأنصار وشاعرهم، النعمان بن عجلان ـ قال: وكان سيداً فخماً ـ من قصيدة له:
وكان هوانا في علي وإنه .... لأهل لها ياعمرو من حيث لاتدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى .... وينهى عن الفحشاء والبغي والنكرِ
وصي النبي المصطفى وابن عمه .... وقاتل فرسان الضلالة والكفرِ
...إلى آخرها./57
وروى الجوهري، عن علي بن سلمان النوفلي، قال: سمعت أبياً يقول: ذكر سعد بن عبادة يوماً علياً، بعد يوم السقيفة؛ فذكر أمراً من أمره يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنتَ سمعتَ رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ، ثم تطلب الخلافة، ويقول أصحابك: منا أمير ومنكم أمير؟! لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة أبداً.
وروى أيضاً، بسنده إلى الشعبي ، قال: قام الحسن بن علي - عليه السلام - إلى أبي بكر، وهو يخطب على المنبر، فقال له: انزل عن منبر أبي.
فقال أبو بكر: صدقت والله، إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي.
وروى أيضاً، بسنده إلى أبي جعفر محمد بن علي - عليهما السلام - حديثاً، فيه: إن فاطمة ـ عليها السلام ـ سألت الأنصار النصرة لأمير المؤمنين - عليه السلام- فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل؛ لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به.
فقال علي: أكنت أترك رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ميتاً في بيته لا أجهزه، وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه؟
وقالت فاطمة: ما صنع أبو حسن، إلا ما كان ينبغي، وصنعوا ما الله حسبهم.
انتهى المراد إيراده.
فهذا طرف يسير مما روته العامة، دَعْ عنك ما عند آل محمد ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ وقد ملأت أقوال الوصي ـ صلوات الله عليه ـ في هذا الشأن الصحائف، وأجمع على نقل ذلك عند الموالف والمخالف، /58
كما قال عالم المعتزلة شارح النهج: واعلم أنها قد تواترت الأخبار عنه - عليه السلام - بنحو هذا القول، نحو قوله: ما زلت مظلوماً منذ قبض الله رسوله، حتى يوم الناس هذا.
وقوله: اللهم اجز قريشاً، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري.
وقوله: فجزت قريشاً عني الجوازي، فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي.
وقوله، وقد سمع صارخاً ينادي أنا مظلوم، فقال: هلم فلنصرخ معاً، فإني ما زلت مظلوماً.
وقوله: إنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا.
وقوله: أرى تراثي نهباً.
وقوله: أصغيا بإنائنا، وحملا الناس على رقابنا.
وقوله: إن لنا حقاً إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل؛ وإن طال السرى.
وقوله: ما زلت مُسْتأثَراً عليَّ، مدفوعاً عما أستحقه وأستوجبه.
قلت: ونحو قوله - عليه السلام -: حتى إذا قُبض رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أُمِروا بمودته، ونقلوا البناء عن رصّ أساسه، فبنوه في غير موضعه...إلى آخره.
وقوله - عليه السلام -: اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي...إلخ.
قال: وقد رواه الناس كافة.
وقوله - عليه السلام -: فأغضيت على القذى، وجرعت ريقي على الشجى، وصبرت من كظم الغيظ على أمَرّ من العلقم، وآلم للقلب من حز الشفار ...إلخ /59
قال الشارح: وقد روى كثير من المحدثين، أنه عقيب يوم السقيفة تألّم وتظلّم، واستنجد واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة؛ وأنه قال، وهو يشير إلى القبر: يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني؛ وأنه قال: وا جعفراه، ولا جعفر لي اليوم، وا حمزتاه، ولا حمزة لي اليوم.
وقال رجل ثقفي لعلي - عليه السلام - يوم الجمل: ما أعظم هذه الفتنة.
فقال علي - عليه السلام -: وأي فتنة هذه وأنا قائدها وأميرها؟ وإنما بدء الفتنة من يوم السقيفة، ثم يوم الشورى، ثم يوم الدار.
رواه أبو الحسن، أحمد بن موسى الطبري .
وفي الشافي : من طريق أبي رافع ، أنه - عليه السلام - قال لأهل الشورى: فأيم الله، إنكم لتعرفون مَنْ أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً؛ وما منكم من أحد إلا وقد سمع رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ووعى ما وعيته.
إلى قوله: وهذا حد ما يمكنه ويسقط عنه الفرض في ذلك الوقت، وعلى أنه - عليه السلام - لم يغفل الكلام والاحتجاج، والتعريف أنه أولى بالأمر، في مقام بعد مقام.
هذه خطبته قبل توجهه إلى البصرة؛ للحاق طلحة والزبير، بيوم، وسار في ثانيه: حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ثم قال: أما بعد، فإنه لما قبض رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قلنا: نحن أهله وعصبته وذريته، وأحق خلق الله به، لا ننازع سلطانه ولا حقه؛ وإنا لكذلك إذ انبرى لنا قوم نزعوا سلطان نبينا منا، وولّوه غيرنا؛ وأيم الله، لولا مخافة فرقة المسلمين، وأن يعود الكفر الثاني، ويبور الدين، لغيرنا ما استطعنا.
...إلخ، وقد سبق.
قال - عليه السلام -: ولأنه - عليه السلام - قد بين بما بعضه يكفي؛ ولأنه لو لم يبين اكتفى بعلمهم بالحال؛ لأن مَنْ له ولاية أمسك؛ كما فعل هارون بن عمران - عليهما السلام - وقد بقي معه أكثر ممن بقي مع علي ـ عليه /60
السلام ـ، ومُنْكَرهم أكبر من فعل الصحابة؛ أولئك اتخذوا الآلهة من دون الله، وهؤلاء أقاموا إماماً دون علي - عليه السلام - بغير دليل شرعي على فعلهم.
إلى قوله: وأما تكرير الفقيه للقهر والضعف والعجز.
قلت: وهذه من تمويهات السنية، التي لا يزالون يغترون بها مَنْ لا بصيرة له ولا روية.
قال - عليه السلام -: فلا وجه له؛ لأن مثل ذلك وأعظم منه قد جرى على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وعلى من قبله من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ.
إلى قوله: بل لو جعلت جنبة الحق مع المغلوب، لوجدتها أكثر، فما في كلامه هذا ما يلزم، لولا التلبيس على العوام، والمقلدين الطَّغام.
إلى قوله: ولما رأى - عليه السلام - من افتراق كلمة المسلمين، مع كثرة العدو، ونجوم الردة والنفاق، ووهن الإسلام بموت النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -؛ فكان نظره - عليه السلام - نظراً في صلاح عامة المسلمين، وإن كان - عليه السلام - مظلوماً مغصوباً على حقه؛ وقد حكى - عليه السلام - مثل ذلك في مواضع كثيرة، من قوله: فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، ومثل قوله: نسلّم ما سلمت أمور المسلمين.
[أفلح مولى النبي - صلى الله عَلَيْه وآله وسلم -]
أفلح (بفتح الهمزة، وسكون الفاء، فلام، فمهملة) مولى النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
وفي جامع الأصول : وقيل: مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ له ذكر في السجود من كتاب الصلاة، خرج له الجرجاني.
قلت: ولم يذكروا له تاريخ وفاة، وكذا أفلح بن أبي القعيس عمّ عائشة من الرضاعة، وهكذا عند مسلم، وعنده أيضاً أفلح بن قعيس، وعند البخاري أفلح أخو أبي القعيس (وهو بضم القاف، وفتح المهملة، وسكون التحتية، فسين مهملة).
عنه عراك بن مالك؛ له ذكر عند البخاري /61
ومسلم، وذكره محمد بن منصور في الرضاعة.
قلت: وفي خبره دليل على تحريم لبن الأب، كما هو الصحيح.
[أنس بن الحارث الأسدي]
أنس بن الحارث، من بني أسد.
قال المرشد بالله: كان له صحبة، قُتل مع الحسين بن علي - عليهما السلام - سنة ستين.
[خادم النبي أنس بن مالك ]
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، الخزرجي، خادم النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - منذ قدم المدينة إلى أن توفي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
مات وقد جاوز المائة، وهو من أصحاب الألوف.
أخرج له جميع أئمتنا وشيعتهم، وأصحاب الست المسانيد والسنن كلها.
عنه ثابت البناني ، وحميد الطويل ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمر بن الوليد، والربيع بن أنس، والحسن، وخلق كثير.
قلت: سبق ذكر توبته عما جرى منه إلى الوصي - عليه السلام - وكان ينشر فضائله.
وروى عثمان بن مطرف أن رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره، عن علي بن أبي طالب ؛ فقال: إني آليت ألا أكتم حديثاً سُئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة؛ ذاك رأس المتقين يوم القيامة؛ سمعته والله من نبيئكم.
[أوس بن الصامت ]
أوس (بفتح الهمزة، وسكون الواو، فمهملة) ابن الصامت الأنصاري، المظاهر من امرأته في نهار رمضان.
شهد بدراً وما بعدها؛ توفي أيام عثمان.
خرج له الهادي إلى الحق، وأبو داود.
عنه حسان بن عطية /62
(فصل الباء الموحدة)
[بديل بن ورقاء]
بديل (مصغر) بن ورقاء الخزاعي؛ قيل: أسلم عام الفتح، وقيل: تقدم وشهد حنيناً، والطائف، وتبوك.
عنه: ابناه.
قُتل على عهد رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، وقيل: يوم صفين؛ وقيل: المقتول في صفين ابنه عبد الله، ذكره في جامع الأصول والإصابة.
قلت: ويدل عليه قول الشاعر:
أبعد عمّار وبعد هاشم .... وابن بديل فارس الملاحم
ترجو البقاء ضل حكم الحاكم
[البراء بن عازب ]
البراء بن عازب الأنصاري، الأوسي، أبو عمارة، صحابي جليل القدر، استصغر هو وابن عمر يوم بدر، وشهد أحداً وما بعدها وبيعة الرضوان، وشهد مع أمير المؤمنين الجمل، وصفين، والنهروان.
عنه: ابن أبي ليلى وغيره.
توفي بالكوفة بعد التسعين.
خرج له أئمتنا الخمسة: الأخوان، والموفق بالله، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور ـ عليهم السلام ـ؛ والستة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه.
[بريدة بن الحصيب ]
بريدة بن الحصيب ـ سبق ضبطه ـ الأسلمي؛ أسلم قبل بدر، وشهد خيبر.
خرج له أئمتنا الخمسة ـ عليهم السلام ـ، والستة.
توفي بمرو، سنة اثنتين وستين، وهو آخر الصحابة موتاً بخراسان.
روى عنه: ولده سليمان /63