يبغض علياً مؤمن، ولا يحبه منافق))، والطبراني عنها بلفظ: ((لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)).
قال الشيخ أبو القاسم البلخي: وقد اتفقت الأخبار الصحيحة، التي لاريب فيها عند المحدثين، على أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال له: ((لا يبغضك إلا منافق، ولا يحبك إلا مؤمن)).
قال: وروى حبة العرني، عن علي (ع) أنه قال: إن الله ـ عز وجل ـ أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي، وميثاق كل منافق على بغضي؛ فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو صببت الدنيا على وجه المنافق ما أحبني.
قال: وقد روى كثير من أرباب الحديث، عن جماعة من الصحابة، قالوا: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ إلا ببغض علي بن أبي طالب.
ذكره في شرح النهج.
وأخرج أحمد، عن عبدالله بن حنطب، عن أبيه، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((أيها الناس، أوصيكم بحب ذي قرباها، أخي وابن عمي علي بن أبي طالب؛ لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق؛ من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذّبه الله بالنار)).
وأخرج الحاكم بسنده إلى ابن عباس قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا يبغضك إلا منافق)).
فهذه مع ما سبق في صدر الكتاب مجة من لجة، مما ورد في هذا اللفظ بخصوصه؛ ومن وقف عليها ـ بل على بعضها ـ علم بالضرورة بطلان ما زخرفه المزخرفون، وحرّف الكَلِم عن مواضعه فيها المحرّفون ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ من تأويلها بأن ذلك في صدر الإسلام، واستدل عليه بأنه ـ صلوات الله عليه ـ كان ثقيلاً على المنافقين، وأن الخوارج ونحوهم لم يكفروا بالإجماع، ونحو /660

ذلك من التلبيس والتغرير.
والجواب: أنها وردت عامة ومطلقة عن الله ـ سبحانه ـ على لسان رسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في كل زمان ومكان، وعلى كل حال من الأحوال، في صدر الإسلام وآخره وأوسطه، وعلى عهد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ وبعده، وفي حياته وموته.
[اختلاف معاملة الكفار]
وأما الإجماع على عدم كفر باغضيه فممنوع؛ وإنما لم يعاملوا معاملة الكفار الجاحدين، للشهادة والصلاة والزكاة، وغيرها من أركان الإسلام؛ لأن معاملة الكفر أنواع مختلفة الأحكام، كما اختلفت معاملة أهل الذمة، وأهل النفاق، وأهل الحرب، وأهل الردّة من الكفار، وإن اتفقوا في إطلاق الكفر عليهم، والحكم باستحقاق النار، وغضب الجبار؛ وكذلك معاملة العصاة من أهل القبلة والشهادة، فمنهم من يقاتل، ومنهم من يجلد، ومنهم من يرجم، ونحو ذلك؛ ولم يخرجهم ذلك عن اسم الفساق بالاتفاق.
وعلى الجملة، للأسماء والأحكام الأخروية باب، وللمعاملة والأحكام الدنيوية باب آخر، وكل واحد منهما موقوف على الدليل، كما يعلمه من له علم وفهم وتحصيل، من أولي الألباب.
وما ورد عن الوصي ـ صلوات الله عليه ـ من نفي الكفر عنهم، فمع كونه آحادياً ومعارضاً بنحو قوله (ع) في معاوية وأصحابه: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أسلموا، ولكن استسلموا، وأسرّوا الكفر؛ فلما/661

وجدوا أعواناً عليه أظهروه؛ وهو في النهج.
وقول عمار ـ رضي الله عنه ـ: والله ما أسلموا، ولكنهم استسلموا، وأسروا الكفر والنفاق حتى وجدوا أعواناً على الكفر فأظهروه؛ رواه في المحيط بسنده إلى الإمام الأعظم زيد بن علي (ع).
ولا نسبة له إلى جنب ما ذكرنا، فيحمل ما صح منه على نفي كفر الإنكار للشهادة، والصلاة؛ لالتزامهم في الظاهر لتلك الأحكام، لا نفي كفر النفاق والشقاق، والعداوة لله ولرسوله، ولوصيه ولأهل بيت نبيه ـ عليهم الصلاة والسلام ـ التي أجمع عليها الخاص والعام، وخرجت في جميع دواوين الإسلام، وقد ورد التصريح بالكفر والنفاق، لمن نازعه وحاربه وأبغضه، عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وعن وصيّه في متواتر الأخبار، بما لا يستطاع له رد ولا إنكار، ولم يستقم لأهل الزيغ والشقاق، ما ذكروه من التحريف والتبديل في غير لفظ النفاق.
قال الأمير في شرح التحفة ـ بعد أن أورد كلام العامري المنقول من تلفيق محمد بن إبراهيم الوزير المستمد من تزويق ابن حجر وغيره تشابهت قلوبهم ـ ما لفظه: وهذه الأجوبة وإن تمشت في أن بغضه (ع) نفاق، فأما أحاديث أذاه، وهي: ((من آذاه فقد آذى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، ومن آذى رسول الله فقد آذى الله))؛ وقد علم وعيد من آذى الله من قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ... الآية} [الأحزاب:57]، فلا يتمّ فيه الجواب؛ فينظر.
انتهى كلامه. /662

قلت: ولا يتمّ الجواب ولا يتمشى، عن أن ولايته ولايته، وطاعته طاعته، ومعصيته معصيته، وعداوته عداوته، وحبه حبه، وبغضه بغضه، وحربه حربه، وسلمه سلمه، وسبّه سبّه، ونفسه نفسه، وغير ذلك مما لا ينحصر بِعَدٍّ ولا حساب، في متواتر السنة وصريح الكتاب.
ولا يتم أيضاً فيما ورد بذلك اللفظ وبغيره في سائر أهل بيت الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ فليستعدوا للجواب، بين يدي رب الأرباب، يوم العرض والحساب.
وقد بين الله ـ تعالى ـ في الكتاب المبين، وسنة الرسول الأمين، مقام أمير المؤمنين، وسيّد الوصيين، وأخي سيد النبيين ـ صلى الله وسلم عليهم أجمعين ـ بكل بيان يشار إليه، وعلى كل معنى يدل عليه؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.
[خاتمة]
هذا، ويتوقف عنان القلم، عن المد في زاخر هذا اليم؛ وقد تكرر النقل على سبيل الاستطراد، لما قد مَرّ في بعض المواد، واستغنيت في بعض مما وقفت فيه على الأصول، بالعزو إلى الأمهات، عن نسبته إلى كتاب من التخريجات، وإن كانت قد تكون هي المذكرة للبحث؛ وذلك للسلامة عن الطول، وللإفادة بتوافق الوقوف على الأصول.
وقد يتخيل لبعض الناظرين أنه قد وقع التعرض لما لا حاجة إليه، ولما هو مشهور متداول؛ وليس الأمر على ما يتخيل، فقد يكون متداولاً من غير تحقيق لطريقه، أو من غير الطريق المفيدة، أو يكون معروفاً من طريق وله طرق عديدة؛ فكم من خبر عند من لا خبرة له من الآحاد، وهو متواتر عند أرباب البحث والانتقاد؛ ورب حديث يعتقد القاصر /663

أنه مما تفرد به بعض الطوائف، وهو مما رواه الموالف والمخالف؛ أو تكون طرقه متفرقة في الأسفار، وفي جمعها من الفوائد ما لايخفى على ذوي الأنظار.
وقد تحصل ـ بفضل الله ـ في هذا المجموع المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ ما لم يتحصل فيما اطلعت عليه في كتاب؛ والمنة لله الملك الوهاب، وهو الموفق لمنهج الصواب، وإليه المرجع والمآب.
نعم، وقد تيسر ـ بحمد الله تعالى وإفضاله ـ فيما سبق، غاية الرغائب، ومنتهى المطالب، والبلاغ المبين، لقوم عابدين، وجمع طرق جوامع مؤلفات آل محمد الأعلام ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وشيعتهم الكرام، ومعتمدات كتب العامة، كالأمهات الست؛ بالطرق إلى الشافي، ثم بطرقها المفصلة فيه، وبالطرق المتصلة بالأئمة، الذين رووها بطرقهم في مسنداتهم، كالإمام عز الدين بن الحسن، والإمام القاسم بن محمد (ع) وغيرهم، على ما سبق.
[السند إلى بيان ابن مظفر، وشرح الأزهار، وإلى مؤلفات ابن حابس، وابن بهران، وداود بن الهادي، والإمام عز الدين، والإمام إبراهيم المؤيدي، وابن لقمان، والجلال، وابن الأمير، والمقبلي]
بيان ابن مظفر للعلامة يحيى بن أحمد، المتوفى سنة خمس وسبعين وثمانمائة، أرويه بالسند السابق إلى الإمام شرف الدين، عن العلامة علي بن أحمد، عن العلامة علي بن زيد الشظبي، عن المؤلف.
شرح الأزهار للعلامة عبدالله بن مفتاح، المتوفى سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وما يتعلق به من الحواشي، أرويه بالسند المذكور إلى الإمام شرف الدين، عن العلامة علي بن أحمد، عن العلامة علي بن زيد، عن المؤلف.
مؤلفات القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس: شرح الثلاثين المسألة، وشرح الكافل، وشرح التكملة، والمقصد الحسن، والتكميل، بالسند الآتي إلى إبراهيم بن القاسم صاحب الطبقات، عن القاضي العلامة أحمد بن ناصر المخلافي، عن أبيه، عن جده، عن المؤلف. /664

مؤلفات القاضي العلامة محمد بن يحيى بهران، المتوفى سنة سبع وخمسين وتسعمائة: المعتمد، والكافل، وتخريج البحر، وشرح الأثمار، والتكميل، وغيرها، بالسند السابق إلى الإمام القاسم بن محمد، عن العلامة عبد العزيز بن محمد، عن أبيه المؤلف.
مؤلفات السيد الإمام داود بن الهادي بن أحمد بن المهدي، والإمام الهادي عز الدين بن الحسن (ع): شرح المعيار، وشرح الأساس، وشرح الكافل، وتتمة البسامة، أرويها بالأسانيد السابقة إلى السيد العلامة الحسين بن أحمد زبارة، عن القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال، عن القاضي العلامة أحمد بن سعد الدين المسوري، عن المؤلف.
مؤلفات الإمام إبراهيم بن محمد المؤيدي: شرح الهداية، وشرح الكافل ـ الروض الحافل ـ وشرح الثلاثين المسألة، وغيرها، بهذا السند إلى القاضي أحمد بن صالح، عن المؤلف.
مؤلفات السيد العلامة أحمد بن محمد بن لقمان: شرح الكافل، وشرح الأساس، بهذا السند إلى القاضي أحمد بن صالح، عن المؤلف ـ رضي الله عنهم ـ.
مؤلفات السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال، المتوفى سنة أربع وثمانين وألف، بالسند السابق إلى الحسين بن أحمد زبارة، عن القاضي عبد الواسع بن عبد الرحمن القرشي، المتوفى سنة ثمان ومائة وألف، عن المؤلف.
مؤلفات السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، بالسند السابق إلى أحمد بن يوسف زبارة، وأحمد بن زيد الكبسي، عن السيد عبدالله بن محمد، عن أبيه محمد بن إسماعيل الأمير المؤلف.
مؤلفات العلامة صالح بن مهدي المقبلي، المتوفى سنة ثمان ومائة وألف، /665

بالسند السابق إلى العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، عن العلامة عبد القادر بن علي البدري، عن المؤلف.
[السند إلى طبقات الزيدية، وبلوغ الأماني، والإحازة، والعقد الفريد، وغيرها]
وأروي طبقات الزيدية، للسيد الإمام إبراهيم بن القاسم - رضي الله عنه - وأسانيد القاضيين العالمين أحمد بن سعد الدين المسوري، ومحمد بن أحمد مشحم ـ رضي الله عنهم ـ عن والدي ـ رضي الله عنه ـ عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي، عن شيخه السيد الإمام محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي، عن السيد العلامة إسماعيل بن أحمد الكبسي، عن القاضي العلامة علي بن حسن بن جميل المعروف بالداعي، عن القاضي العلامة محمد بن أحمد مشحم؛ وهو بطرقه في كتابه بلوغ الأماني المذكور فيه إسناد كل مؤلف إلى صاحبه.
وبهذا السند، عن شيخه مؤلف الطبقات السيد الإمام إبراهيم بن القاسم، جميع ما تضمنته.
وبهذا السند أيضاً إلى العلامة محمد بن أحمد مشحم، عن شيخه العلامة أحمد بن محمد الأكوع، عن شيخه العلامة أحمد بن سعد الدين المسوري، ما جمعه في كتابه من أسانيد أئمة العترة (ع) خلفاً عن سلف، وغيرهم، وجميع ما صح عنه؛ وقد تقدّمت الطرق إليه.
وكذا ما جمعه القاضي العلامة الحافظ، عبدالله بن علي الغالبي، الإحازة وغيرها، بالسند المار إليه.
والعقد الفريد للسيد الإمام عبد الكريم بن محمد أبي طالب صاحب الروضة، بالسند المتقدم إلى السيد الإمام الرباني، الحسين بن محمد الحوثي، عن المؤلف - رضي الله عنهم -. /666

وإتحاف الأكابر، للعلامة محمد بن علي الشوكاني، أرويه عن والدي ـ رضي الله عنه ـ عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي، عن السيد الإمام محمد بن محمد الكبسي، عن المؤلف.
وقد تضمّنت هذه المجموعات، وغيرها مما اتصل به إسنادنا، الطرق إلى سائر المؤلفات، وإن كان كتاب اللوامع قد أحاط بالأصول المرجوع إليها، والمهمات المعتمد عليها، إحاطة الهالة بالقمر، والأكمام بالثمر، ولم يبق إلا ما هو كالفضلة، بعد تمام الجملة، مع أن أصول الطرق إليه فيه متحصلة.
نعم، ولم نصل إلى هذا المحل، إلا وقد تحصل مفردات في الإسناد، ملخصات على الانفراد، منها: الجامعة المهمة، في إسناد كتب الأئمة، كان التعجيل بها إجابة للطالبين، وتلبية للراغبين، وفيها بقية الطرق إلى كتب الإجازات، عن مشائخنا - رضي الله عنهم - ولا يذهب عنك ما ذكرته في الفصل الرابع، وفي الفصل الخامس في سند المجموع، أني أروي عن جميع من اتصل بهم السند ذلك من ابتدائه إلى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، جميع ما لكل واحد منهم من المؤلفات والمرويات، كل واحد منهم بالسند المتصل به؛ وقد شمل ذلك جمعاً كثيراً، وعدداً كبيراً.
[الإشارة إلى إسناد مؤلفات مَنْ بعد الإمام المهدي القاسم بن محمد (ع):
أنوار التمام، فرائد اللآلئ، البدور المضيئة، الموعظة الحسنة، الروض النضير، عدة الأكياس شرح الأساس، الغاية، الهداية،]
وقد أشرت هنالك إلى ما للإمام القاسم بن محمد، ومن قبله (ع)، وأشير هنا إلى ما بعده.
فمن ذلك ما للإمامين المؤيد بالله محمد، والمتوكل على الله إسماعيل ابني الإمام القاسم بن محمد (ع) من المؤلفات، ومن ذلك: أنوار التمام بتتمة اعتصام الإمام القاسم، للسيد الإمام أحمد بن يوسف زبارة (ع)، وما للإمام الشهير المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، من ذلك: كتاب فرائد اللآلي، مجلد حافل، قد كثر النقل منه في تخريج الشافي،/667

وفي هذا الكتاب.
وكذا ما لوالدنا الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي (ع) من المؤلفات والجوابات؛ وقد جُمِعَتْ جواباته(ع) فبلغت مؤلفاً جامعاً في كل فن، قدره بعض العلماء بالشافي، وبعض بالبحر الزخار.
ومنها: جواباته على الأسئلة الضحيانية المسماة بـ(المشكاة النورانية).
قال (ع) في صدرها: الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم...إلخ.
ومنظومة الإمام المشهورة، العامة النفع، في الجنايات، التي صدرها:
باسم إله العرش يُمناً ومعصماً .... وعونك يا رحمن بدءأ ومختماً
وكتاب الموعظة الحسنة، وهي الدعوة التي وجهها إلى أهل الديار الحجازية، وجبل الرس، وأهل وادي الفرع، وبدر، وخيبر، وسائر الأقطار، صدرها:
الحمد لله الذي فتح لأصفيائه باب الدعاء إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنح قلوب أوليائه التلقي بالقبول على مرور الأعوام والأزمنة، وجعلهما فرضين لازمين، وواجبين متساويين، وإن تباعدت الديار والأمكنة...إلخ؛ وهي أربعة أبواب: باب في مهمات مسائل أصول الدين، وباب في مهمات من الفقه معتمدة، وباب فيما جاء في فضائل العترة ووجوب التمسك بهم وما يتبع ذلك، وباب فيما يجب للمحقين من الأئمة؛ أورد في جميعها الأدلة من المعقول والمنقول، في الفروع والأصول؛ وقد اعتمدها في التدريس علماء عصره، ومن بعدهم رضوان الله عليهم.
وهكذا كل من له مؤلف أو رواية، أو دراية من أهل هذا الإسناد، والله ولي التوفيق والسداد./668

ومما صح لي بالسماع والإجازة من مؤلفات المتأخرين التي لم تتضمنها إجازات المتقدمين: كتاب الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير؛ أرويه بطرق أعلاها عن والدي قدس الله روحه عن شيخه العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي، عن حفيد المؤلف ابن بنته القاضي العلامة الحافظ أحمد بن محمد بن يحيى السياغي المتوفى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، عن السيد العلامة بدر الدين محمد بن إسماعيل بن محمد الكبسي المتوفى سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، عن أبيه ـ رضي الله عنهم ـ عن المؤلف، القاضي العلامة الخطير، حافظ العصر الأخير، الحسين بن أحمد السياغي الحيمي الصنعاني، المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف ـ رحمه الله تعالى ـ.
قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، شارح الصدور بأنوار معارفه...إلخ.
وسنذكر ـ إن شاء الله تعالى ـ في الفصل الآتي المنفرد، وهو الحادي عشر، عند المرور على ذكر العلماء، الإسناد إلى من لم يتصل به منهم فيما مر تفصيلاً، وإن كان قد تضمن ذلك ما سبق، وفيما تقدم كفاية وافية.
ويحسن أن نختم هذا البحث بذكر سند عدة الأكياس شرح الأساس، للسيد الإمام عمدة الأعلام، أحمد بن محمد الشرفي، وسند الغاية، وشرحها الهداية، للسيد الإمام سلطان العلوم، ومحقق منطوقها والمفهوم، نجم الأعلام الحسين بن الإمام القاسم (ع).
أما شرح الأساس: فبالسند الآتي إلى المتوكل على الله إسماعيل، عن أخيه الحسين، عن السيد الإمام أحمد بن محمد الشرفي.
وأما الغاية وشرحها: فأرويها بالسند السابق إليه (ع) في الفصل/669

121 / 143
ع
En
A+
A-