ما في معناه، نحو: الخبر الذي فيه: ((ترد عليّ الحوض راية علي أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين)) من رواية محدث الشام، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ.
وما يشهد له، نحو: خبر الرايات، الذي فيه: ((ألا وإنه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة))...إلى قوله: ((ثم ترد راية أخرى تلمع نوراً، فأقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق؛ حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه؛ وأحببنا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناواهم؛ فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم؛ ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء...الخبر))، رواه الحاكم الإمام في السفينة، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وقد سقته بتمامه، في أوائل التحف الفاطمية ص19 في شرح:
ولايتهم فرض على الخلق لازم
والخبر الذي فيه: ((وخلقت شيعتكم منكم))، من رواية الإمام الأعظم.
وخبر السبعين الألف، الذين يدخلون الجنة بغير حساب، من رواية الإمام الناصر للحق.
وخبر الذين عن يمين العرش، من رواية الباقر (ع).
وخبر ((إن في السماء حرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض حرساً، وهم شيعتك ـ يا علي ـ لن يبدلوا ولن يغيروا))، رواه الإمام الناصر للحق، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي.
وخبر جعفر الصادق، المروي في الأنوار، للإمام المرشد بالله (ع)، وفيه: ((وجواز مني محبة أهل البيت)).
ويشهد له ما رواه الخوارزمي، عن /630
ابن عباس: ((إذا كان يوم القيامة أقام الله جبرائيل ومحمداً (ع) على الصراط، فلا يجوز أحد، إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب)).
وما رواه أيضاً عن ابن مسعود: ((إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومن سفحه تفجر أنهار الجنة، وتتفرق في الجنان؛ وهو جالس على كرسي من نور، يجري بين يديه النسيم، لا يجوز أحد الصراط، إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنة، فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار)).
وفي معناه أخبار كثيرة؛ والوارد في هذه الأبواب، يتجاوز حدّ الاستيعاب؛ وقد سلف ما فيه ذكرى لأولي الألباب.
[أخبار أنت مع من أحببت]
ومما أخرجه الإمام الموفق بالله في السلوة، والإمام المنصور بالله (ع) في الشافي من طريق ولي آل محمد، عباد بن يعقوب ـ رضي الله عنه ـ، قال: كان أمير المؤمنين قاعداً في الرحبة، فأطال الحديث وأكثر.
ثمّ نهض، فتعلّق به رجل من همدان، فقال: يا أمير المؤمنين، حدّثني حديثاً.
فقال: قد حدّثتكم كثيراً.
قال: أجل، إنه كثر فلم أحفظه، وغزر فلم أضبطه؛ فحدثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به.
فقال: حدثني رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أني أرد وشيعتي رواء، ويرد عدونا ظماء؛ خذها إليك قصيرة وطويلة؛ أنتَ مع من أحببت، ولك ما اكتسبتَ؛ أرسلني يا أخا همدان.
وأخرج الإمام أبو طالب (ع) عن عطية العوفي، عن جابر بن عبدالله /631
ـ رضي الله عنهم ـ قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((من أحب قوماً حُشر معهم؛ ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم)).
وأخرج أيضاً عن أنس، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال: ((المرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب)).
قال ـ أيده الله ـ في تخريج الشافي: وروى صدره أحمد من حديث جابر، وأبو داود نحوه عن أبي ذر.
وروى الطبراني في الكبير والأوسط من حديث علي، مرفوعاً: ((ولا يحب رجل قوماً إلا حشر معهم))، ورواه في الكبير، من حديث ابن مسعود.
وروى أحمد من حديث عائشة مرفوعاً: ((ولا يحب رجل قوماً إلا جعله الله معهم)).
وروى جعفر بن الأحمر، عن مسلم الأعور، عن حبة العُرَني، قال: قال علي: من أحبني كان معي؛ أما إنك لو صمت الدهر كله، وقمت الليل كله، ثم قتلت بين الصفا والمروة ـ أو قال: بين الركن والمقام ـ لما بعثك الله إلا مع هواك، بالغاً ما بلغ، إن في جنة ففي جنة، وإن في نار ففي نار.
قاله أبو جعفر الإسكافي؛ انتهى من شرح النهج.
وقال علي (ع) من خطبة له، رواها أبو طالب (ع) عن ربيعة بن ناجذ: فإن لكل امريءٍ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب.
وروى أبو الحسن المدائني، عن الحسن السبط، قال: قال: إني سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((من أحبّ قوماً كان معهم))، قاله ابن أبي الحديد في شرح النهج.
قلت: وخبر: ((أنتَ مع من أحببت))، أخرجه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي، عن عروة بن مُضَرِّس؛ والقاضي عياض، عن أنس.
وخبر /632
((المرء مع من أحبّ)) أخرجه الشيخان وغيرهما، عن أنس وغيره؛ وقال السيوطي: أخرجه مالك، وابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي عن أنس؛ والشيخان أيضاً عن ابن مسعود؛ وأبو نعيم والضياء عن أبي ذر؛ وعبد بن حميد وأبو عوانة، عن جابر؛ وأحمد أيضاً والبخاري، عن أبي موسى؛ والطبراني وابن عساكر والشيرازي، عن عروة بن مضرس؛ والطيالسي وابن حبان والترمذي ـ أيضاً، وقال: حسن صحيح ـ وابن خزيمة والضياء، عن صفوان بن عسال؛ وقد روي عن صفوان بن قدامة، وعن معاذ.
انتهى من تفريج الكروب.
قال فيه: وهذا الخبر علم من أعلام الشيعة، وركن من أركان الشريعة، يصرف قلوب المؤمنين المحبين لله إلى موالاة أوليائه، والدخول في سلك أحبائه، ويصدها عن موالاة أعدائه؛ ولأمر ما كان سلمان منهم؛ ومن أحب الله كان معه وأحب نبيه ضرورة، ومن أحب نبيه كان معه وأحب أهل بيته، ومن أحب أهل بيته كان معهم، وعكس ذلك؛ هذا أمر مرتبط، هكذا دلّت عليه الأدلة؛ ومعناه أنه لا يتصور الحب لله دون نبيه، ولا حب نبيه دون آله، انتهى.
قلت: وهذا من ضروري الدين، لا يستطيع الرد له ولا المناكرة فيه أحد من الموحدين؛ وإنما التحريف والتبديل فيه وفي أمثاله من الضروريات طريقةُ المتمردين.
والمعلوم عقلاً ونقلاً أن شرط المحبة المرضية لله ـ تعالى ـ ولرسوله ـ صلى /633
الله عليه وآله وسلم ـ ولمن فرض الله ـ تعالى ـ طاعته ومحبته، الطاعة والاتباع، كما قال ـ عزّ وجل ـ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران:31].
* إن المحبّ لمن يحب يطيع *
فخرج عن الصراط السوي، والمنهج المرضي، فريقا الرفض والنصب، وهم الغالون المفرطون، والقالون المفرطون.
وقد وصف الفريقين وأوضح فيهما الأحكام، وأقام عليهم الأعلام، إمامُ المرسلين، وأخوه سيد الوصيين ـ عليهم صلوات رب العالمين ـ وصح التشبيه، واتضح وجه الشبه فيه، على لسان النبي الأمي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - لوصيه وأخيه؛ فقرنه برسول الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وشبه الطائفتين الضّالتين، وهما الغالية والقالية، بالنصارى واليهود، وأبان المعنى المقتضي لإلحاقهما بذوي الاعتداء والعنود.
[حديث: ((لولا أن تقول فيك طوائف))، تخريجه وبحث فيه]
فمن ذلك ما أخرجه إمام الأئمة، الهادي إلى الحق، يحيى بن الحسين بن القاسم (ع) في تفسير قول الله ـ تعالى ـ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} [الزخرف:57]، قال (ع): روي عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال لعلي (ع) ذات يوم: ((يا علي، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي /634
ما قالت النصارى في المسيح(ع) لقلت فيك مقالاً، لا تمرّ بملأ إلا أخذوا من أثرك، يبغون به البركة؛ غير أنه يكفيك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
فقال المنافقون لما أن سمعوا ذلك: ما رضي محمد أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم.
ثم قالوا: والله لآلهتنا التي كنا نعبدها خير منه ـ يعنون علياً ـ.
فأنزل الله ما أنزل فيهم...إلى آخر كلامه (ع).
وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) بإسناده، عن علي ـ صلوات الله عليه ـ، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم، أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزل الذي ليس له، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه؛ لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم، لقلت فيك قولاً ما تمرّ بملأ من أمتي إلا أخذوا ترابك، وطلبوا فضل طهورك؛ ولكن أنت أخي، ووزيري، ووصيي، ووارثي، وعيبة علمي)).
وأخرج صاحب المحيط بالإمامة، عن جابر مرفوعاً، أن علياً لما قدم من خيبر...وساق نحو ذلك، وفيه زيادة.
وأخرج الحاكم الجشمي في السفينة، بإسناده عن جابر، أن علياً لما قدم من خيبر ـ بعدما افتتحها ـ قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت فيك قولاً، لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب نعليك، وفضل طهورك، يستشفون به؛ ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))، الحديث بطوله.
وقد سبق في الفصل الأول، مع ذكر المخرجين له من الأئمة، وعلماء الأمة، إلا أنه لم يتقدم من هذه الطرق؛ وعلى كل فصل من فصوله شواهد.
وأخرج أحمد في المسند مرفوعاً: ((والذي نفسي بيده، لولا أن تقول طوائف /635
من أمتي ما قالت النصارى في ابن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً، لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ للبركة)).
وله طرق كثيرة.
وما يفهمه الخبر من منع قول الطوائف، الذي ترك القول لخوف وقوعه، كما في قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لولا أن أشق على أمتي... الخبر)) لما تفيده: لولا، على ما هو مقرر في العربية؛ فالمراد إمتناع صدور قولهم، مسنداً أو مستمداً للشبهة من قوله الذي تركه، واكتفى ببيان منزلته منه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، أو امتناع قول طوائف أخر، غير هؤلاء، لو قال ذلك القول لغلوا كما غلوا، لا الامتناع على الإطلاق؛ كيف وقد أخبر بكون ذلك في صدر الخبر الأول، وفي أخبار متسعة النطاق.
وفي الخبر هذا دلالة بينة على تقرير شرعية أخذ التراب وفضل الطهور للتبرك، ولم يمنع منه القول لذلك، وهو مما يرد على من منعه، وادعى كونه شركاً،’ بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
هذا، وممن أخرج الخبر الشريف في تشبيه الوصي بعيسى بن مريم (ع) بلفظ: ((إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم))، أبو علي الحسن بن علي الصفار في الأربعين، وابن المغازلي في المناقب، وأحمد، والحاكم وصححه، وابن أبي عاصم، وابن شاهين، وابن جرير، والعقيلي، والدورقي، وابن الجوزي، كلهم عن علي (ع)، والنسائي بلفظ: ((إن فيك مثلاً من عيسى))، والبزار، وأبو يعلى، والحاكم أبو القاسم من طرق عن علي (ع)، ورواه أيضاً عن أبي رافع.
وفي الأرواح للمقبلي: أخرج الحاكم وصححه، والبخاري في تاريخه، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن بك يا علي من عيسى مثلاً))، والسيوطي في الجامع الكبير بلفظ: ((يا علي إن فيك من /636
عيسى مثلاً)).
قال الإمام محمد بن عبدالله الوزير (ع): وقد جاء في الحديث مرفوعاً وموقوفاً: ((يهِلك فيك ـ أو يهِلك في ـ اثنان: محب غال، ومبغض قال)) انتهى؛ وهو كما قال.
وأخرج الإمام الرضا علي بن موسى، بسند آبائه، عن علي (ع): من أحبني وجدني عند مماته بحيث ما يحب، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره.
قال ابن أبي الحديد في شرح قول الوصي (ع): فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات لجزعتم...إلخ، ما لفظه: ويمكن أن يعني به ما كان (ع) يقوله عن نفسه: إنه لا يموت ميت حتى يشاهده (ع) حاضراً عنده.
ثم روى قول أمير المؤمنين، مخاطباً للحارث الهمداني:
أحار همدان من يمت يرني .... من مؤمن أو منافق قِبَلا
يعرّفني طرفه وأعرفه .... بعينه واسمه وما فعلا
أقول للنار وهي توقد للـ .... ـعرض ذَرِيهِ لا تقربي الرجلا
ذَرِيهِ لا تقربيه إنّ له .... حبلاً بحبل الوصي متصلا
...إلى قول الشارح: ففي الكتاب العزيز ما يدل على أن أهل الكتاب لا يموت منهم ميت حتى يصدّق بعيسى بن مريم (ع)، وذلك قول الله - تعالى -: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)} [النساء].
قلت: الشاهد في أول الآية: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }، [النساء:159]، انتهى. /637
وهذا تحقيق لكمال المشابهة بينهما ـ عليهما الصلاة والسلام ـ.
وقد ثبت في الكتاب المبين، وسنة الرسول الأمين، تنزيل أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، منزلة نفس سيد المرسلين ـ عليهم صلوات رب العالمين ـ كما في آية المباهلة: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } [آل عمران:61]، وفي أخبار لا يتأتى لها انحصار، بلفظ: ((كنفسي)) و((عديل نفسي)) و((علي نظيري)) و((كرأسي من جسدي)) و((علي مني بمنزلتي من ربي))، وهي وما في معناها من الأحاديث الجمّة، معلومة بروايات أئمة العترة، وسائر علماء الأمة.
وقد سبق من أخبار الولاية، والمنزلة، والمحبة، وتبليغ براءة، وغير ذلك، مما أجمعت عليه طوائف الأمة في الرواية، ما فيه كفاية لذوي الهداية.
[تشبيه علي(ع) بجماعة من الأنبياء(ع)]
ومما ورد في هذا المعنى بخصوصه، على لسان سيد المرسلين، تشبيه أخيه سيد الوصيين، بجماعة من النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - كقوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب))، أخرجه أبو الخير الحاكمي، عن أبي الحمراء مولى النبي.
وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند، وأحمد البيهقي في صحيحه بلفظ: ((وإلى عيسى في زهده)) ـ مكان ((يحيى)) ـ ((وإلى موسى في فطنته)).
وأورده ابن أبي الحديد في شرح النهج، في الأخبار التي ساقها من طرق المحدثين.
وأخرج الأول المحب الطبري الشافعي. /638
قال في ذخائر العقبى ما لفظه: (ذكر تشبيه علي (ع) بخمسة من الأنبياء) عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه...الخبر)).
قال: وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب))، أخرجه الملا في سيرته، انتهى.
وأفاد في تخريج الشافي: أنه رواه في الشواهد، بسنده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
قال ـ أيده الله تعالى ـ: ورواه ـ أي الخبر الأول ـ الحاكم الحسكاني، بإسناده إلى أبي الحمراء، من شواهد التنزيل.
وروى ابن المغازلي، عن أنس، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد أن ينظر إلى علم آدم، وفقه نوح، فلينظر إلى علي بن أبي طالب)).
وقال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وهو في جمع من أصحابه: ((أريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حكمته؟)).
فقال أبو بكر: يا رسول الله، أقست رجلاً بثلاثة من الرسل، من هو؟
فقال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ألا تعرفه يا أبا بكر؟)).
قال: الله ورسوله أعلم.
قال: ((أبو الحسن، علي بن أبي طالب)).
رواه الخوارزمي، عن الحارث الأعور، عن علي.
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد أن ينظر إلى آدم في وقاره، وإلى موسى في شدة بطشه، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى هذا المقبل))، فأقبل علي بن أبي طالب، رواه الخوارزمي، بإسناده إلى أبي الحمراء مولى النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
[انتهى] من التفريج.
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، /639