صدر الخبر، وما في بابه، من روايات العترة وسائر الأمة.
وسبقت الأخبار في هذا المعنى، نحو: قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أحبّ)) ((ومن سرّه أن يحيا حياتي))، وفيها: ((فليتولّ علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى))، وفيها: ((والأئمة من بعدي، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي، خُلقوا من لحمي ودمي، إلى الله أشكو من ظالمهم))، وفيها: ((فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله ـ عز وجل ـ شفاعتي)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويتمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليأتم علياً، وليأتم الهداة من ولده...الخبر)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن لله حرمات ثلاثاً من حفظها حفظ الله له أمر دينه ودنياه... الخبر))، وفيه: ((وحرمة رَحِمي)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأله الله عن أربع... الخبر))، وفيه:: ((وعن حبنا أهل البيت)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته...الخبر)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((نحن أهل البيت شجرة النبوة، ومعدن الرسالة، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((قدّموهم ولا تقدموا عليهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا)).
وغيرها كثير؛ وقد تقدمت هذه /620
الأخبار الشريفة كلها بطرقها مستوفاة في صدر الكتاب وأثنائه.
وخبر: ((قدّموهم ولا تقدموا عليهم))، مروي في أخبار الثقلين المتواترة.
أخرج محمد بن سليمان الكوفي ـ رضي الله عنه ـ بسنده إلى الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، وأخيه الإمام يحيى بن عبدالله، عن أبيهما الكامل عبدالله بن الحسن، عن جدّهما، عن علي بن أبي طالب، قال: لما خطب أبو بكر، قام أُبي بن كع ب، فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - قال: ((أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم ولا تقدموا عليهم، وأمِّروهم ولا تأمَّروا عليهم...إلى آخره))؟
وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) في أماليه، بسنده إلى أبي سعيد، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تولوا غيرهم فتضلوا))، أخرجه في الكامل المنير، عن زيد بن أرقم.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطرّوا، والمحب لهم بقلبه ولسانه))، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، بسند آبائه (ع)، وأخرجه الديلمي عن الإمام علي /621
الرضا (ع) بسنده.
وأخرج الإمام أبو طالب في الأمالي، بسنده إلى الإمام علي بن موسى، بسند آبائه(ع)، قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)).
وأخرج الديلمي في الفردوس، عن علي (ع)، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة))، وأخرجه ولد الديلمي.
وأخرج أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده، والديلمي، وابن النجار، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((الزموا مودتنا ـ أهل البيت ـ؛ فإن من لقي الله ـ عز وجل ـ وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا؛ والذي نفس محمد بيده، لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقّنا))، أخرجه محمد بن سليمان الكوفي، عن الحسين السبط، عن جده ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ؛ أفاده أيده الله في تخريج الشافي.
وأخرجه الطبراني في الأوسط عن الحسين السبط (ع) عن جده ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ؛ ذكره في تفريج الكروب، والمطلع، وغيرهما.
وأخرج الخطيب، وابن عساكر، عن أبي الضحى، عن ابن عباس ـ رضي /622
الله عنهما ـ وأخرجاه عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((والله، لا يبلغوا الخير والإيمان، حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
أفاده أيده الله في التخريج، نقلاً عن التفريج.
قلت: وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) قوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله)).
وأخرجه الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي، بلفظ: ((لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
وأخرجه الثعلبي بلفظ: ((والذي بعثني بالحق نبياً، لا يؤمنون حتى يحبوكم لي)).
وأخرج أحمد، والحاكم، وأبو نعيم، والطبراني، والبيهقي، والترمذي، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، وابن مندة، وعمر الملا الموصلي، والبغوي، والروياني في صحيحه، ومحمد بن نصر، وغيرهم، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((والذي نفس محمد بيده، لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله)).
وفي لفظ: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي)).
وفي لفظ: ((والله، لا يدخل قلب رجل الإيمان، حتى يحبهم لله ولقرابتي)).
وفي لفظ: ((لا يبلغ الخير ـ أو قال: الإيمان ـ عبد، حتى يحبكم لله ولقرابتي)). /623
أفاده السيد العلامة الأوحد، محمد بن علي الحسيني اليمني الأصل، النازل بالجامع الأزهر بمصر، في كتابه نثر الدر المكنون، من فضائل اليمن الميمون، أحسن الله ـ تعالى ـ جزاءه، ووفقنا وإياه.
قلت: ولفظ: ((والله، لن يبلغوا الخير ـ أو الإيمان ـ حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) أخرجه الخطيب، وابن عساكر، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وعائشة.
وقال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا علي، إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزهم؛ فترى أين يؤم بنا؟))، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى، بسند آبائه (ع)، وفسر الحجزة بالسبب، أبو العباس ثعلب، وابن نفطويه النحوي، لما سألهما أبو القاسم الطائي.
قلت: وهي بضم المهملة؛ وكلامهما يحتمل أن يكون السبب من معانيها لغة حقيقة، وأن يكون مجازاً.
والحقيقة معقد الإزار ونحوه، كما ذكره غيرهما من أهل اللغة.
واستعمالها فيه استعارة مصرحة؛ لذكر المشبه به وحذف المشبه، كاستعمال الحبل في نحو: قوله ـ عز وجل ـ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } [آل عمران:103]، والعلاقة المشابهة، والقرينة عقلية.
هذا، وروى هذا الخبر الشريف /624
الخوارزمي، بسنده إلى الإمام علي بن موسى الرضا، بسند آبائه (ع).
وأخرج السمهودي الشافعي في كتابه جواهر العقدين، عن الحافظ الزرندي في كتابه درر السمطين، عن إبراهيم بن شيبة الأنصاري، قال: جلست إلى الأصبغ بن نباتة، فقال: ألا أقرئك ما أملاه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ؟
فأخرج إليَّ صحيفة فيها مكتوب ما لفظه:
(بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به محمد أهل بيته وأمته؛ أوصى أهل بيته بتقوى الله ولزوم طاعته؛ وأوصى أمته بلزوم أهل بيته، وأن أهل البيت يأخذون بحجزة نبيهم ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأن شيعتهم يأخذون بحجزهم يوم القيامة، وأنهم لن يدخلوكم في باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى).
وأخرج الطبراني في الكبير، عن ابن عمر، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم؛ ومن أشفع له أولاً أفضل))، أورده من هذه الطريق في التفريج، وكذا في الجامع الصغير، وفيه: قال الشيخ: حديث صحيح.
وقال ـ أيده الله ـ في تخريج الشافي: رواه الطبراني، والدارقطني، والذهبي...إلخ. /625
قلت: ومثله في شرح الهداية لصلاح الإسلام (ع).
وأخرج الخطيب عن علي (ع): ((شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي))، قال في الجامع الصغير: قال الشيخ: حديث حسن لغيره.
قلت: بل معناه متواتر، لشواهده التي لا تنحصر.
وأخرج الطبراني عن علي (ع): سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم يقول: ((أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي)).
وفي الدلائل: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد التوصل إلى أن يكون عندي له يد أشفع له بها يوم القيامة، فَلْيَصِلْ أهل بيتي، وليُدخل عليهم السرور))، أخرجه الملا.
[أخبار نبوية في أهل البيت(ع) وشيعتهم]
وأخرج الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في الشافي، عن علي بن أبي طالب (ع)، قال: شكوت إلى رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - حسد الناس لي، فقال: ((أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول من يدخل الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا خلف ذريتنا)).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي، بطريقه إلى الإمام الأعظم زيد بن علي، عن آبائه (ع).
وأخرجه الثعلبي، بسنده إلى عمر بن موسى، عن الإمام الأعظم زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (ع).
وأخرجه الكنجي، والطبراني، وابن عساكر عن أبي رافع، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
ورواه الطبري في ترجمة الحسن، وأخرجه أحمد عن علي (ع).
وأخرج الحاكم في المستدرك، /626
وابن سعد عن علي (ع)، قال: أخبرني رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت: يا رسول الله، فمحبونا؟ قال: ((من ورائكم)).
وعن برهان الدين في أسنى المطالب، عن ابن عمر، قال: بينا أنا عند رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وجميع المهاجرين والأنصار إلا من كان في سرية، أقبل علي يمشي، وهو متغضب؛ فقال رسول الله: ((من أغضبه فقد أغضبني)).
فلما جلس، قال: ((مالك يا علي؟)).
قال: آذاني بنو عمك.
فقال: ((يا علي، ما ترضى أن تكون معي في الجنة والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا؟))، أخرجه الإمام أحمد في المناقب، وأبو سعيد عبد الملك الواعظ في شرف النبوة؛ أفاده في الإقبال.
وأخرجه الطبراني بلفظ: ((أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين... الخبر)).
قلت: ويحمل ما بينه وبين الأول من اختلاف الهيئات، على اختلاف المقامات، كما حمل على ذلك غيره، مما يدل على اختلاف الأحوال، في الكتاب والسنة؛ وهو محمل صحيح واضح.
هذا، وفي التخريج ـ بعد رواية الأصل وشواهده ـ ما لفظه: وكذا قال ابن حجر: رواه الطبراني من حديث أبي رافع، والكريمي عن ابن عائشة، بسنده عن علي(ع).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي، كهاتين السبابتين))، رواه أبو الفرج الأصبهاني، عن سفيان بن الليل بطريقين، عن الحسن السبط، عن أبيه علي بن أبي طالب (ع)، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((يرد علي...إلخ)).
وأخرجه محمد بن /627
سليمان الكوفي، عن سفيان بن الليل، عن الحسن السبط، عن أبيه الوصي، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
وأخرجه الملا، عن علي، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
ذكره السمهودي في جواهر العقدين؛ أفاده في الإقبال.
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه؛ أفاده ـ أيده الله ـ في التخريج.
قلت: وأخرجه المحب الطبري، عن علي مرفوعاً، بلفظ: ((يرد أهل بيتي... الخبر))، ذكره في التفريج.
قال أيده الله في التخريج: قال الناصر للحق (ع): حدثني محمد بن منصور المرادي ـ وساق سنده إلى علي (ع) ـ قال: نرد نحن وشيعتنا إلى نبي الله كهاتين ـ وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى ـ.
قاله في المحيط.
قلت: وفي خبر عبدالله بن شريك، عن الحسين السبط: نبعث نحن وشيعتنا هكذا ـ وأشار بالسبابة والوسطى ـ.
فإن لم يكن مرفوعاً، فهو توقيف؛ إذْ لا مساغ للاجتهاد فيه؛ ذكره في التفريج.
قال: وعبدالله بن شريك هذا ممن وصل من الكوفة إلى ابن الحنفية وابن عباس، مع أبي عبدالله الجدلي؛ ليخلصهما من ابن الزبير بمكة، لما أراد تحريق بيوتهما؛ لامتناعهما من بيعته؛ فأخرجهما إلى الطائف، وتوفي ابن عباس هنالك، انتهى. /628
قلت: وقوله: (السبابة والوسطى) على الحقيقة، وفي الأول (بين السبابتين) من باب التغليب، كالحسنين والقمرين، وهو واضح.
وقد تقدم من رواية الإمام الأعظم في مجموعه، بسنده عن آبائه إلى علي ـ صلوات الله عليهم ـ: من قال في موطن قبل وفاته: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ نبياً، وبعلي وأهل بيته أولياء؛ كان له ستراً من النار، وكان معنا غداً هكذا ـ وجمع بين إصبعيه ـ.
قلت: وهذا مقيّد، كغيره من مطلقات الوعد، بالأدلة المعلومة، القاضية بكون ذلك للمؤمنين، القائمين بما لا يعذرون بتركه من فرائض الله، والمجتنبين للكبائر من محارم الله، المطيعين لرب العالمين؛ إنما يتقبل الله من المتقين.
وفي هذا المعنى قول الله ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)} [فصلت].
وقال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أتاني جبريل عن ربه، وهو يقول: ربي ـ عز وجل ـ يقرئك السلام، ويقول: يا محمد، بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويؤمنون بك، ويحبون أهل بيتك، بالجنة؛ فإن لهم عندي جزاء الحسنى، وسيدخلون الجنة))، أخرجه الإمام علي بن موسى بسند آبائه (ع).
وقد سبق في الفصل الأول ما ورد في تفسير خير البرية، وقول رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((هم أنت يا علي وشيعتك)).
وتقدم /629