فعلتم ذلك، ولتفعلنّ، لتجدنّ من يضرب وجوهكم بالسيف))، ثمّ التفت عن يمينه، ثمّ قال: ((علي بن أبي طالب؛ ألا وإني قد تركته فيكم، ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟))، فقال الناس: نعم يا رسول الله ـ صلوات الله عليك ـ، فقال: ((اللهم اشهد))، ثم قال: ((ألا إنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني، فأقول: يارب، أصحابي أصحابي؛ فيقول: يا محمد، إنهم أحدثوا بعدك، وغيروا سنتك؛ فأقول: سحقاً سحقاً)).
وفي يوم آخر: خرج رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يمشي بين علي والفضل، وقدماه تخطان بالأرض، وصلى بالناس، فلما سلم أمر علياً والفضل، وقال: ((ضعاني على المنبر))، فوضعاه على منبره، فسكت ساعة، ثم قال: ((يا أمة محمد؛ إن وصيّتي فيكم الثقلان: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، اعتصموا بهما تردوا على نبيكم حوضه؛ ألا ليذادن عني رجال منكم، فأقول: سحقاً سحقاً))، ثم أمر علياً والفضل أن يدخلاه منزله، وأمر بباب الحجرة ففتح، ودخل الناس عليه، ثم قال: ((ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً))، قال عمر بن الخطاب: إن رسول الله ليهجر.
إلى قوله: فسمع رسول الله هذا القول فغضب، ثم قال لهم: ((اخرجوا عني، وأستودعكم كتاب الله، وأهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ وأنفذوا جيش أسامة؛ لا يتخلّف عن بعثه إلا عاص لله ولرسوله...الخبر بطوله))، رواه كامل أهل البيت عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي صلوات الله وسلامه عليهم.
فرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يوصي أمته، وخصوصاً صحابته، في أهل بيته، ويستخلفهم فيهم، ويلزمهم التمسك بهم، ويؤكد عليهم كلّيّة التوكيد، ويشدد عليهم في ذلك غاية التشديد؛ وجاءت الحشوية، ومن سبقهم ولحقهم من مردت البرية، بمشاقّتهم، والرفض لطاعتهم، والنصب لجماعتهم، والعدواة لهم ولأهل ولايتهم، والولاية لأهل عدواتهم ولقتلتهم؛ ولم يكفهم ذلك حتى رموهم بدائهم، فسَمَّوا أهل بيت نبيهم أهل البدعة، وسموا أنفسهم أهل السنة، وجماعتهم الفرقة، وفرقتهم /610

الجماعة؛ فالحكم لله، والموعد القيامة؛ هنالك يخسر المبطلون.
ومما ورد في هذا المقام بخصوصه: ما أخرجه البزار عن فاطمة بنت علي (ع): سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في مرضه الذي قبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: ((أيها الناس، أوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم؛ ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل، وعترتي أهل بيتي))، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال: ((هذا علي مع القرآن))، وقد تقدم خبر المجموع من رواية الإمام الأعظم، عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ.
وما أخرجه الطبراني من خبر ابن عمر: آخر ما تكلم به النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((اخلفوني في أهل بيتي))، وأخبار باب حطة من دخله غفر له؛ وقد بدّل الذين ظلموا من أمتنا قولاً غير الذي قيل لهم، كما بدل الذين ظلموا من بني إسرائيل قولاً غير الذي قيل لهم؛ وأخبار سفينة نوح، وباب السلم المفتوح، وأخبار النجوم والأمان، وفيها من رواية العامة: ((النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لهم من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس))، أخرجه أحمد بن حنبل، والحاكم في المستدرك، وغيرهما، وقد سبق.
[أحاديث تحريم الجنة على من ظلم وآذى أهل البيت(ع)، وأجر من أحسن إليهم]
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعين عليهم ومن سبّهم؛ أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم))، أخرجه الإمام علي الرضا في الصحيفة بسند آبائه(ع)، وأخرجه عنه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي من طريقه، وأخرجه ابن عساكر، وابن النجار عن علي (ع).
وأخرج الإمام المنصور بالله، بسنده إلى الثعلبي، بسنده إلى الإمام علي الرضا، بسند آبائه إلى علي (ع)، قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي، وآذاني في عترتي؛ ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها، فأنا أجازيه غداً إذا لقيني يوم القيامة)). وأخرجه الإمام علي الرضا في الصحيفة. /611

قال أيده الله في التخريج: وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من صنع إلى أحد من أهل بيتي معروفاً، فعجز عن مكافأته، كنت المكافئ له يوم القيامة))، أخرجه أبو سعيد عن علي؛ رواه المحب الطبري؛ انتهى من التفريج.
وروى نحوه في صحيفة علي بن موسى الرضا، وقال في تخريجها: أخرجه ابن عساكر عن علي (ع)، وأخرجه الخطيب، عن عثمان بن عفان، والترمذي، والنسائي، والنجاري عن أسامة. انتهى.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((اشتد غضب الله وغضب رسوله على من أهرق دم ذريتي، أو آذاني في عترتي))، أخرجه الإمام علي الرضا بسند آبائه(ع).
وأخرج ابن المغازلي بلفظ: ((اشتد غضب الله وغضبي على من اهراق دمي، أو آذاني في عترتي)).
وأخرجه ابن النجار عن أبي سعيد، بلفظ: ((والله اشتد غضبه على من أراق دمي، أو آذاني في عترتي))، وأخرجه الديلمي عن أبي سعيد، بلفظ: ((اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي)).
وأخرجه البزار عن ابن عمر؛ ذكره السيوطي في الجامع الصغير.
وأخرج الجعابي من الطالبيين: ((من آذى عترتي فعليه لعنة الله))، وأخرج أيضاً: ((من سبّ أهل بيتي، فإنما يريد الله والإسلام)).
وروى الأصبغ بن نباتة، عن علي (ع) مرفوعاً: ((من آذاني في أهل بيتي، فقد آذى الله، ومن أعان على أذاهم وركن إلى أعدائهم، فقد آذن بحرب من الله؛ ولا نصيب لهم في شفاعتي)).
وقد سبق في سند البساط ما أخرجه الناصر للحق بسنده إلى الباقر (ع)، قال: حدّثنا جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: خطبنا رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، فقال: ((أيها الناس، من أبغضنا ـ أهل البيت ـ بعثه الله يوم القيامة يهودياً)).
قال: قلت: يارسول الله، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟
قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)).
وأخرجه الطبراني والعقيلي عن جابر بلفظ: ((من أبغضنا ـ أهل البيت ـ /612

حشره الله يوم القيامة يهودياً، وإن شهد أن لا إله إلا الله)).
[أحاديث وعيد من آذى علياً(ع)]
وفي مناقب ابن المغازلي بسنده إلى معاوية بن حيدة القشيري، قال: سمعت النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((يا علي، لا تبالي، من مات وهو يبغضك مات يهودياً أو نصرانياً... الخبر)).
وقال ـ كثر الله فوائده ـ في تخريج الشافي: قال صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((من آذى علياً فقد آذاني))، أخرجه أحمد، عن عمرو بن شاس الأسلمي، ورواه عنه ابن عبد البر في الاستيعاب، ورواه أبو يعلى، والبزار، وأحمد، والخوارزمي عن سعد بن أبي وقاص، وأخرجه الحاكم، وقال: صحيح.
ورواه الخوارزمي أيضاً عن عبدالله بن دينار الأسلمي، وابن المغازلي عن ابن عباس، وفيه: ((يا أيها الناس، من آذى علياً حشره الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً)).
قلت: وصدره: ((يا أيها الناس، من آذى علياً فقد آذاني؛ إن علياً أولكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله، يا أيها الناس من آذى علياً بُعث يوم القيامة...الخبر)).
قال: وأخرج هذا الخبر أحمد في مسنده من عدة طرق بلفظ: ((بعث يوم القيامة... إلخ))، وكذا هو بلفظ: ((بعث يوم القيامة)) في مناقب ابن المغازلي.
وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ } [الأحزاب:57].
وأخرج الكنجي عن مصعب بن سعد بن مالك، عن أبيه سعد، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من آذى علياً فقد آذاني)).
وأخرجه الحاكم عن عمرو بن شاس الأسلمي، وصححه هو والذهبي؛ ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده عن عمرو بن شاس، وأخرجه البخاري في التاريخ.
وأخرجه أبو عمر النمري بزيادة: ((ومن آذاني فقد آذى الله)) عن عمرو بن شاس.
ومن حديث رواه الحاكم أبو القاسم عن علي، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((من آذى شعرة منك، فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله)).
وروى أيضاً عن أم سلمة عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال لعلي: ((من آذاك فقد آذاني))، [انتهى] من شواهده.
وحديث: ((فعليه لعنة الله)) رواه الحاكم في تنبيه الغافلين، والزرندي في الدرر عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بلفظ: ((لعنة الله وملائكته ملأ السماء، وملأ /613

الأرض)) انتهى.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سبّك ـ يا علي ـ فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله، ومن سبّ الله أدخله النار))، أخرجه في الشافي عن الإمام المرشد بالله يبلغ به ابن عباس.
قال ـ أيده الله تعالى ـ: وأخرج هذا الحديث محمد بن يوسف الكنجي ـ رحمه الله ـ بسنده إلى ابن عباس.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سبّ علياً فقد سبني))، أخرجه النسائي عن أم سلمة، وأخرجه الحاكم وصححه هو والذهبي، وأخرجه أحمد عن ابن عباس، وعن أم سلمة؛ وأبو عبدالله الخلاجي عن ابن عباس.
انتهى من الاعتصام.
وأخرجه الطبراني عن علي (ع)، وابن المغازلي بسنده إلى علي بن عبدالله بن عباس؛ وذكره المسعودي.
[أحاديث وعيد من أبغض العترة، ونحوها]
وأخرج أحمد في المناقب، وابن عدي، والديلمي عن أبي سعيد الخدري، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((من أبغض أهل البيت فهو منافق)).
وفي الخبر السابق من أمالي المرشد بالله، بسنده إلى الصادق، مرفوعاً: ((ومن أتاني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق)).
وروى ابن المغازلي، من طريق الإمام علي الرضا، قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ويل لظالمي أهل بيتي؛ عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار)).
وروى محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى الباقر (ع) يرفعه إلى النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا يبغض أهل البيت إلا ثلاثة: رجل وضع على فراش أبيه لغير أبيه، ورجل جاءت به أمه وهي حائض، ورجل منافق)).
وأخرج معناه الإمام المرشد بالله وأبو الشيخ. /614

وروى أيضاً بسنده إلى زر بن حبيش، عن علي (ع)، أنه قال: قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إنا أهل بيت لا يحبنا إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق رديء)).
وأخرج الملا أنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((لا يحبنا ـ أهل البيت ـ إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي)).
وأخرجه المحب الطبري عن علي (ع).
وأخرج الملا في سيرته، وابن سعد: أنه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - قال: ((استوصوا بأهل بيتي، فإني مخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار)).
وأنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((من حفظني في أهل بيتي، فقد اتخذ عند الله عهداً)).
وأخرج ابن المغازلي، عن أبي سعيد الخدري، قال: صعِد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ المنبر، فقال: ((والذي نفسي بيده، لا يبغض أهل البيت أحد إلا كبّه الله في النار)).
وأخرجه بلفظ: ((إلا أدخله الله النار)) الحاكم في المستدرك، والذهبي في التلخيص وقال: على شرط مسلم، وابن حبان وصححه. /615

وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام، فصلى وصام، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار)) أخرجه الحاكم في المستدرك، والذهبي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقال: على شرط مسلم.
وأخرج الطبراني عن ابن عمر: ((ألا أرضيك يا علي؛ أنت أخي ووزيري، تقضي ديني، وتنجز موعدي، وتبريء ذمتي؛ فمن أحبك في حياة مني، فقد قضى نحبه؛ ومن أحبّك في حياة منك بعدي، فقد ختم الله له بالأمن والإيمان؛ ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان، وأمنه يوم الفزع؛ ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية، يحاسبه الله بما عمل في الإسلام))، وقد مَرّ.
وأروده ابن الإمام في شرح الغاية، قال فيها: وعن علي (ع)، قال: طلبني رسول الله.
..إلى قوله: فقال: ((قم، والله لأرضينك؛ أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، وتبريء ذمتي؛ من مات في عهدي، فهو في كنز الله؛ ومن مات في عهدك، فقد قضى نحبه؛ ومن مات يحبك بعد موتك، فقد ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت...الخبر)).
قال: أخرجه أبو يعلى، وقال البوصيري: رواته ثقات، انتهى. /616

وهو في جواهر العقدين إلى قوله: ((ما طلعت شمس وما غربت)).
قال المحب الطبري: أخرجه أحمد في المناقب.
قال صاحب الجواهر: وقد أخرجه أبو يعلى بنحوه.
انتهى المراد إيراده.
وقد سبق من طرق الجميع ما فيه كفاية، وإن كان لا ينتهى في هذا إلى غاية.
[الأخبار بوجوب حبِّ أهل البيت (ع) وتحريم بغضهم]
والأخبار بوجوب حبهم، وأنه إيمان، وتحريم بغضهم، وأنه نفاق، والوعد بالشفاعة لمحبيهم، وحرمانها لمبغضيهم، معلومة بين الأمة، قد أفردها بالتأليف أعلام الأئمة، وهي مستغرقة لأسفار جمة.
ولنذكر هنا قسطاً نافعاً لأرباب الهداية، وطرفاً قاطعاً لذوي الزيغ والغواية؛ والله ولي التسديد في البداية والنهاية.
قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ما أحبّنا أهل البيت أحد فزلّت به قدم إلا ثبتته قدم، حتى ينجيه الله يوم القيامة))، أخرجه إمام الأئمة الهادي إلى الحق(ع) في الأحكام؛ وقد سبق.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((الإسلام لباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع؛ ولكل شيء عماد، وعماد الإسلام حبّنا أهل البيت))، أخرجه الإمام أبو طالب (ع) بسنده إلى جعفر الصادق، عن آبائه(ع) إلى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
وأخرجه ابن النجار عن الحسين السبط (ع)، باختلاف يسير، لا يخل بالمعنى. /617

وقد سبق أيضاً ما أخرجه الإمام أبو طالب (ع) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: ((أيها الناس، أوصيكم بعترتي أهل بيتي خيراً؛ فإنهم لحمتي وفصيلتي، فاحفظوا منهم ما تحفظون مني)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا علي، من أحب ولدك فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة؛ ومن أبغضهم فقد أبغضك، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله كان حقيقاً على الله أن يدخله النار))، أخرجه إمام الأئمة الهادي إلى الحق (ع) في الأحكام، كما تقدم.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أحبّوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي))، أخرجه الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، وابن المغازلي عنه من طريقين، وأخرجه عنه أبو داود، والترمذي وحسنه، والبيهقي في الشعب، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد، والطبراني.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أحبّوا أهل بيتي، وأحبوا علياً؛ فمن أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي))، أخرجه ابن عدي في الكامل عن أنس.
ولا يخفى ما في عطف الخاص ـ وهو علي ـ على العام ـ وهو أهل البيت(ع)ـ من إفادة الإجلال والإعظام، كقوله عز وجل: {وَالصَّلَاةِ /618

الْوُسْطَى } [البقرة:238]، وكذكر جبريل وميكائيل بعد الملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، فهو من أجل مواقعه العظام.
وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) عن علي (ع): ((لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي أهل بيتي)).
وأخرج ابن عدي أيضاً، والديلمي عن علي، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي)).
وأخرج الحاكم الحسكاني، عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أكثركم نوراً يوم القيامة أكثركم حباً لآل محمد)).
وأخرج الحاكم الحسكاني أيضاً بإسناده، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أما والله لا يحب أهل بيتي عبد إلا أعطاه الله نوراً، حتى يرد عليّ الحوض؛ ولا يبغض أهل بيتي عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة، فأنا وليهم وعصبتهم، وهم عترتي خلقوا من طينتي؛ ويل للمكذبين بفضلهم؛ من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه))، وقد سبق /619

116 / 143
ع
En
A+
A-