غاضبون لغضبها.
[حديث: ((يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك...إلخ)) ومخرجوه]
قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك)) أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا بسند آبائه (ع).
وأخرجه الإمام المرشد بالله (ع) في أماليه الأنوار، بسنده إلى الإمام الحسين بن زيد بن علي، وعلي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (ع)، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ لفاطمة ـ عليها السلام ـ: ((إن الله ـ عز وجل ـ يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك)).
وأخرجه ابن المغازلي عن الإمام الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه(ع).
وأخرجه الفقيه حميد الشهيد بسنده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه بسنده السابق: أن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال: ((يا فاطمة إن الله...الخبر)).
وأخرجه الكنجي عن الحسين بن علي.
وأخرجه أبو سعيد، وأبو المثنى، والديلمي، والطبراني، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في الفضائل، وابن عساكر، وصححه المحدث أحمد بن سليمان الأوزري، والشيخ الحافظ محمد بن عبد العزيز العنسي.
وفي النهاية في مواد الكلم حديث: ((إن الله يغضب لغضب فاطمة ـ أو: لغضبك يا فاطمة ـ)) متفق عليه، أفاده الإمام محمد بن عبدالله الوزير (ع).
[أحاديث أنه يؤذي الرسول ما آذاها ومخرجوها]
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها)) أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرجه أحمد بزيادة: ((وينصبني ما أنصبها))، والترمذي /577
وقال: صحيح، والطبراني، والحاكم في المستدرك، والضياء المقدسي في المختارة.
وبلفظ: ((إنما فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني)) أخرجه الحاكم عن أبي حنظلة.
قال في المحيط: وهو خبر معروف لا ينكره أحد.
وبلفظ: ((إنما فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني))، أخرجه ابن أبي شيبة عن محمد بن علي، وأخرجه البخاري.
والروايات في هذا أكثر من أن تحصر.
[قصة مذاكرة ثلاثة من أئمة العترة مع ثلاثة من أشياخ الحديث]
وقد اتفقت مذاكرة ثلاثة من أئمة العترة (ع) مع ثلاثة من أشياخ الحديث.
وهي أن السيد الإمام صلاح بن المهدي بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين (ع) كان يسمع على الشيخ العلامة أحمد بن سليمان الأوزري، فعرض حديث: ((إن الله يغضب لغضب فاطمة))، فاستفهمه السيد: أهذا صحيح؟
قال: نعم.
ثم استمر في القراءة إلى أن فاطمة ماتت غضبى على أبي بكر وعمر.
قال السيد: أهذا صحيح؟
قال: نعم.
فقال السيد: كيف يمكن الجمع بين الحديثين؟
فاشتجر الجدال حتى أدى إلى ترك القراءة؛ ثم استرضاه الشيخ، وأزال ما في نفسه.
ومثل ذلك وقع للإمام عز الدين (ع) مع الشيخ العامري.
ونحو ذلك سواء وقع للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (ع) مع العلامة الحبشي، إلا أن الشيخ نازع أولاً، ثم قال: الأمر مشكل.
روى ذلك في تفريج الكروب، وفي الفرائد؛ ولله قائلهم حيث يقول: /578
أتموت البتول غضبى ونرضى؟ .... ما كذا يفعل البنونَ الكرامُ
وفي الفرائد: وقد ورد في الحديث المتفق عليه الموالف والمخالف: ((فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني)) بجميع ألفاظه، وسياقاته، مثل: ((من آذاها فقد آذاني))، ((يريبني ما يريبها))، وغير ذلك، كما في كتب الحديث.
قال: وأوصت ألا يحضر قبرها أبو بكر وعمر؛ كل ذلك معلوم عند الموالف والمخالف، وأنها ماتت واجدة على أبي بكر، وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت؛ ولقد خطبت الخطبة المشهورة، فلم تترك شأنها وشأنهم؛ وكذا في كلامها لنساء الأنصار: قرت العيون، وشفت الصدور، وإلى الله ترجع الأمور.
قال: ومهما وقع التناكر في تفاصيل ذلك، فمعظمها وأصولها معلوم عند الكافة.
...إلى قوله: ثم تعقب بعد قيام أمير المؤمنين النكث من الناكثين، والبغي منهم ومن القاسطين ومن المارقين، وجرى عليه منهم ما يصم ويعظم؛ وكان (ع) يتجرّم إن ذكر ذلك من أهل السقيفة.
ثم قتل(ع)، وكانت الطامة وهدم الإسلام، فتغلب معاوية بمعونة الفجار والأغتام، ومن آثر الحياة الدنيا من صحابي وغيرهم من ذوي الإجرام.
فغلب بمكره ومكرهم، ومن وازره من دهاتهم، الحسنَ السبط (ع)، حتى أنه أُلجيء إلى المهادنة؛ ثم لم يف بما عقد عليه، ثم سَمَّه؛ ثم عقد الأمر ليزيد، وصانع الفجرة ببيعته، حتى كان سبباً في قتل الحسين السبط (ع)، وسبي حريم رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ بتلك الفعلة الشنعاء، والمصيبة الفظعاء.
ثم استولت بنو أمية وتغلّبت على المسلمين، وهم الشجرة الملعونة في القرآن...إلخ.
وفي هذه الفصول فتح الخلاف بين التابعين، ومن بعدهم، في مهمات أصول الدين وفروعه، ونشأ منها قتل الأخيار وتبعيدهم، وتقريب الأشرار وتوليهم، وجرى على المسلمين /579
عموماً عظيم ظلمهم، وخصوصاً أهل البيت (ع)، وأهل مودتهم.
ثم بعدهم بنو العباس مع طول مدتهم، ثم من بعدهم.
[تحامل الناس على أمير المؤمنين (ع) وخبر: ((إن الأمة ستغدر بك يا علي)) ومخرِّجوه]
واسمع إلى كلام متين، وخطاب رصين، ممن هو إمام الأمة، وكاشف الغمة، المتوكل على الله شرف الدين (ع)؛ والحال أن له مذهباً جميلاً في الصحابة قد رضَّى عنهم.
قال في شرح خطبة الأثمار: الأمر الثاني يتعلق بأمر تحامل الناس على أمير المؤمنين، وذريته الطيبين الطاهرين ـ صلى الله عليه وعليهم أجمعين ـ.
وساق حتى قال: نعرفك ـ أيها المسترشد ـ بامتحان أمير المؤمنين، وذريته الطاهرين، من أمة النبي الأمين، بوجوه من الامتحانات؛ كما يصدق قول النبي -صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -.
وسنذكر ما اطلعت عليه فيمن روى هذا الحديث بعد هذا إن شاء الله تعالى فيما رواه الحاكم في المستدرك، ورواه غيره: ((إن الأمة ستغدر بك يا علي بعدي))، الحديث وغيره مما يوافق معناه.
قلت: خبر غدر الأمة بالوصي ـ صلوات الله عليه ـ، وهو من أعلام النبوة، كإخباره عن الناكثين والقاسطين والمارقين، وقتل عمار، وغير ذلك من أخبار الغيوب، الواقعة على ما أخبر بها المختار ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
فأخرج محمد بن سليمان الكوفي، بسنده إلى أبي إدريس الأودي، قال: سمعت علياً يقول: كان فيما عهد إلي النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - ((إن الأمة ستغدر بك)).
ورواه عن ثعلبة، عن يزيد الحماني، وعن علي (ع).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن الأمة ستغدر بك من بعدي، وأنت تعيش على /580
ملتي، وتقتل على سنتي؛ ومن أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني؛ وإن هذه ستخضب من هذا)) ـ يعني لحيته من رأسه ـ أخرجه الدارقطني في الأفراد، والحاكم في المستدرك، والخطيب في تاريخه، والطبراني عن علي بن أبي طالب (ع).
وأخرج الحاكم عن علي (ع): ((عهد معهود إن الأمة ستغدر بك بعدي)).
وفي رواية: إن مما عهد إليَّ النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((إن الأمة ستغدر بك بعدي)).
وأخرج أيضاً عن ابن عباس مرفوعاً: ((أما إنك ستلقى بعدي جهداً))، وأخرجه الخطيب، وصحح الحاكم هذه الروايات كلها.
أفاده الإمام محمد بن عبدالله الوزير (ع).
وأخرج الذهبي بسنده، إلى علقمة، عن علي، قال: عهد إلي النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن الأمة ستغدر بك)).
قال في شرح النهج: وروى سدير الصيرفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (ع)، قال: اشتكى علي شكاة، فعاده أبو بكر وعمر، وخرجا من عنده، وأتيا النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - فسألهما ((من أين جئتما؟)).
قالا: عدنا علياً.
قال: ((كيف رأيتماه؟)).
قالا: رأيناه يُخاف عليه مما به.
قال: ((كلا؛ إنه لن يموت حتى يُوسَع غدراً وبغياً))...إلخ.
قال: وروى عثمان بن سعيد، عن عبدالله بن الغنوي، أن علياً (ع) خطب بالرحبة، فقال: أيها الناس، إنكم قد أبيتم إلا أن أقولها؛ ورب السماء والأرض، إن من عهد النبي الأمي إليَّ: ((إن الأمة ستغدر بك بعدي)).
وروى هيثم بن بشير، عن إسماعيل بن سالم، مثله.
قال: وقد روى أكثر أهل الحديث هذا الخبر بهذا اللفظ، أو بقريب منه.
قلت: وفي تخريج الشافي: وروى عبد الوهاب الكلابي بإسناده إلى يزيد الحماني، قال: سمعت علياً (ع) يقول: ورب السماء والأرض إنه لعهد /581
النبي الأمي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن الأمة ستغدر بك يا علي))، انتهى.
وفي شرح النهج: وروى أبو جعفر الإسكافي أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ دخل على فاطمة ـ عليها السلام ـ فوجد علياً نائماً، فذهبت تنبهه، فقال: ((دعيه، فرب سهر له بعدي طويل، ورب جفوة لأهل بيتي من أجله شديدة)).
فبكت؛ فقال: ((لا تبكي؛ فإنكما معي في موقف الكرامة عندي))، انتهى.
[تخريج حديث الحدائق السبع]
قال الحسين بن الإمام (ع): وعن علي (ع): بينا رسول الله آخذ بيدي، ونحن نمشي في بعض سكك المدينة؛ فمررنا بحديقة، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة!.
قال: ((لك في الجنة أحسن منها)).
فلما خلا له الطريق اعتنقني؛ ثم أجهش باكياً.
قلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟
قال: ((ضغائن في صدور أقوام، لا يبدونها لك إلا من بعدي)).
قلت: يا رسول الله، في سلامة من ديني؟
قال: ((في سلامة من دينك)).
أخرجه البزار، وأبو يعلى، والحاكم، وأبو الشيخ، والخطيب، وابن الجوزي، وابن النجار.
قال الإمام محمد بن عبدالله (ع) في الفرائد: وأخرج السيوطي في الكبير حديث الحدائق السبع، وعزاه إلى من تقدم.
قلت: أي الذين ذكرهم ابن الإمام (ع).
قال في الفرائد: وصححه الحاكم، انتهى.
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: والذهبي عن ابن عباس، والنسائي في مسند علي، والكنجي في مناقبه عن أنس، قال: وهكذا سياق مؤرخ الشام ـ يعني ابن عساكر ـ، ومحمد بن سليمان الكوفي، عن علي (ع)، وعن أبي رافع، وعن أنس، وعن يونس بن حبان مرفوعاً.
قال في المقصد الحسن والإقبال: ورواه البغوي، والنسائي، انتهى. /582
قلت: ورواه الطفاوي من تهذيب الكمال، بسند لمؤلفه عال، إلى النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ ولفظه: عن علي (ع)، قال: بينا النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ آخذ بيدي؛ فمررنا بحديقة، فقلت: ما أحسنها من حديقة! قال: ((لك في الجنة أحسن منها)) حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول: ما أحسنها! ويقول: ((لك في الجنة أحسن منها))، حتى إذا خلا له الطريق اعتنقني، وأجهش باكياً، فقلت: ما يبكيك؟
قال: ((إحن في صدور قوم، لا يبدونها لك إلا من بعدي)).
فقلت: في سلامة من ديني؟
قال: ((في سلامة من دينك))).
ذكره في حواشي شرح الغاية.
قلت: وكم لهذه الأخبار الشريفة من شواهد ليس لها انحصار.
[أحاديث في الحث على محبة علي ومخرجوها]
قال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أوصي من آمن بي وصدقني، بولاية علي بن أبي طالب؛ فمن تولاه، فقد تولاني، ومن تولاّني، فقد تولّى الله؛ ومن أحبّه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبّ الله؛ ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل))، أخرجه الإمام المرشد بالله، والكنجي، وأبو علي الصفار، عن عمار بن ياسر من ثلاث طرق، ومحمد بن سليمان من طريقين.
ورواه بسنده عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (ع) بلفظ: ((فإن ولاءه ولائي، وولائي ولاء الله؛ وإن منكم من يسفهه حقه))، وليس فيه ذكر من أحبه...إلخ.
ورواه بسنده إلى الباقر، ورواه أبو القاسم في كتاب إقرار الصحابة بسنده إلى ابن عمر، بنحو رواية محمد بن سليمان، وفيه: ((أمرت بالإعراض عنهم)).
وعلى رواية الأصل: أخرجه الطبراني، وابن عساكر عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه الطبراني من /583
قوله: ((من أحب علياً فقد أحبني...إلى آخره))، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنهم -، إلا أنه بلفظ: ((أحبه الله)) و ((أبغضه الله)).
وأخرجه الإمام المرشد بالله (ع) عن أبي رافع من حيث أخرجه الطبراني بلفظه، إلا أن صدره: ((من أحبه فقد أحبني... إلخ)).
وقد سبق الخبر الشريف.
وأخرج في المحيط عن الإمام أبي طالب بطريقه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أقضى أمتي بكتاب الله علي، فمن أحبني فليحبه؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي)).
وأخرجه الإمام الناصر (ع) بلفظه بسنده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أحبك فبحبي أحبك؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحبك))، أخرجه الديلمي عن ابن عباس.
وأخرج قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((محبك محبي، ومبغضك مبغضي)) ابن المغازلي عن علي (ع)، والطبراني عن سلمان ـ رضي الله عنه ـ.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن سلمان: ((من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني)).
[أخبار متنوعة في فضائل أمير المؤمنين (ع)]
وأخرج الحاكم أيضاً فيه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: نظر النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - إلى علي، فقال: ((يا علي أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة؛ حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله؛ وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله؛ والويل لمن أبغضك بعدي))، قال: صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه /584
أبو علي الصفار بإسناده إلى أنس بلفظ: نظر رسول الله إلى علي بن أبي طالب، فقال: ((أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة؛ ومن أحبك فقد أحبّني، ومن أحبني فقد أحبّ الله؛ ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله؛ وويل لمن أبغضك بعدي؛ أنا سيد المرسلين، وأنت سيد المسلمين، وأنت يعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين))، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم، عن آبائه(ع).
وأخرجه بمثل روايته ابن المغازلي، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وأخرجه أحمد بن حنبل، عن ابن عباس بلفظ: ((أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة؛ من أحبّك فقد أحبّني، وحبيبك حبيب الله؛ وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله؛ والويل لمن أبغضك بعدي)).
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن علي (ع) قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ما ثَبَّتَ الله حبّ علي في قلب مؤمن، فزلت به قدم، إلا ثبت الله قدميه يوم القيامة على الصراط)).
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال: خرج رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قابضاً على يد علي ذات يوم، فقال: ((ألا من أبغض هذا فقد أبغض الله ورسوله، ومن أحب هذا فقد أحب الله ورسوله)).
وأخرج الحاكم وصححه هو والذهبي عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ، عنه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله؛ ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني)).
وفي شرح النهج: وروى الناس كافة أن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((هذا وليي وأنا وليه؛ عاديت من عاداه، وسالمت من سالمه)) /585
أو نحو هذا اللفظ.
وروى محمد بن عبدالله بن أبي رافع، عن زيد بن علي بن الحسين (ع)، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ لعلي (ع): ((عدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله عز وجل)) انتهى.
وأخرج الطبراني، والحاكم، والخطيب عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك)).
وأخرج الديلمي عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه: بغض علي، ونصب أهل بيتي، ومن قال: الإيمان كلام)).
وفي هذا الخبر الشريف ذكر النصب.
وأخرج عن أنس قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب)).
وأخرج عنه أبو سعيد في شرف النبوة، قال: صعد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ المنبر، فذكر قولاً كثيراً ثم قال: ((أين علي بن أبي طالب؟)).
فوثب إليه؛ فقال: ها أنذا يا رسول الله.
فضمه إلى صدره، وقبّل بين عينيه، وقال بأعلى صوته: ((معاشر المسلمين، هذا أخي، وابن عمي، وختني؛ هذا /586