جزى الله عنا والجزاء بكفّه .... أبا حسن عنا ومن كأبي حسنْ
سبقتَ قريشاً بالذي أنت أهله .... فصدرك مشروح وقلبك ممتحنْ
ومنها:
حفظت رسول الله فينا وعهده .... إليك ومن أولى به منك من ومن؟
ألست أخاه في الهدى وابن عمه .... وأعلم منهم بالكتاب وبالسننْ؟
فحقك ما دامت بنجد وشيجة .... عظيم علينا ثم بعد على اليمنْ
ثم حكى ما دار بينهم في ذلك، ومنه قول بعض بني المطلب:
ما كنتُ أحسب أن الأمر منتقلٌ .... عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن
الأبيات المشهورة.
ومنه قول لسان الأنصار وشاعرهم النعمان بن عجلان ـ قال: وكان سيداً فخماً ـ من قصيدة له:
وكان هوانا في علي وإنه .... لأهل لها ياعمرو من حيث لا تدري
وصي النبي المصطفى وابن عمه .... وقاتل فرسان الضلالة والكفرِ
...إلى آخرها.
وروى الجوهري عن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبياً يقول: ذكر سعد بن عبادة يوماً علياً بعد يوم السقيفة، فذكر أمراً من أمره يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنتَ سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب، ثم تَطْلُب الخلافة، ويقول أصحابك: منا أمير ومنكم أمير؛ لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة أبداً. /537

وقال:
أيها الناس، إني وليت أمركم ولست بخيركم؛ فإذا أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني؛ إن لي شيطاناً يعتريني، فإياكم وإياي إذا غضبت، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم؛ الصدق أمانة، والكذب خيانة...إلخ.
قلت: ليته ترك خيرهم يليهم، الذي لا يحتاج إلى تقويم، ولا يؤثر في أشعارهم وأبشارهم، بل يحملهم على المحجة البيضاء، والحق القويم، والصراط المستقيم، الذي كان إذا علا المنبر يقول: سلوني قبل أن تفقدوني...إلخ.
وهو الذي نصبه لهم رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يوم الغدير، وقرر ولايته، وهنّأه بذلك أبو بكر وعمر.
* ولو لم يكن نصٌّ لقدمه الفضل *
فكيف والنصوص فيه من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر؛ إذاً والله لأراح واستراح؛ الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
قال نجم آل الرسول، القاسم بن إبراهيم، عليهم الصلوات /538

والتسليم: واعلم أنه لا يجوز أن يقوم مقام رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ من إذا قضى بقضية أو أحدث حدثاً لم يأت عن الله، ولم يحكم به رسول الله، فراجعه فيه من هو أعلم به منه، رجع عن حكمه واعترف، كان قوله: عليَّ شيطان يعتريني.
..إلى قوله: وإنما يصلح للإمامة، ويخلف النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في أمته، من كان إذا صعد المنبر يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فعندي علم المنايا، والقضايا والوصايا، وفصل الخطاب؛ والله لأنا أعلم بطرق السماء من العالم منكم بطرق الأرض، وما من آية نزلت في ليل ولا نهار، ولا سهل ولا جبل، إلا وأنا أعلم فيمن نزلت؟ وفيم نزلت؟ ولقد أسرَّ إلي رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ ألف باب من مكنون علمه، فتح كل باب منها ألف باب.
...إلى أن قال: والله يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي } [يونس:35].
قلت: وقوله ـ رضوان الله عليه ـ: ((سلوني قبل أن تفقدوني))، من أخباره المعلومة بين الأمة؛ وقد أخرجه مسلم عن علي ـ سلام الله عليه ـ بلفظ: ((سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله، وما من آية إلا وأنا أعلم حيث نزلت بحضيض جبل أو سهل أرض، وسلوني عن الفتن، فما من فتنة إلا وقد علمت كبشها، ومن يقتل فيها)).
قال: ولم يكن أحد من الصحابة يقول: /539

((سلوني)) غيره.
وأخرجه أحمد عن سعيد بلفظ: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((سلوني قبل أن تفقدوني)) إلا علي بن أبي طالب.
وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب بلفظ: ما كان أحد من الناس يقول: ((سلوني)) غير علي بن أبي طالب.
وذكره شارح النهج، وساق فيه خبراً عجيباً.
هذا، وفي شرح النهج: عن الزبير بن بكار، عن محمد بن إسحاق، قال: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكّون أن علياً هو صاحب الأمر بعد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
قلت: وكذلك أبو بكر وعمر، ومن معهم يعلمون ذلك، وهم مقرون أن بيعتهم كانت فلتة، كما قال عمر على المنبر، وحكم على من عاد إلى مثلها بالقتل؛ كما رواه البخاري ومسلم.
[يوم الشقاق، ومخالفة الرسول (ص) يوم الخميس]
ولا يستنكر شيء بعد واقعة يوم الخميس.
يوم الخميس وما يوم الخميس به .... كلّ الرزية قال البحر هي هي هي
التي أخرجها الشيخان وغيرهما، وأجمع على وقوعها الخلق، من صدور النزاع، والتقدم بين يدي الله ورسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ حتى أدى إلى منع رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ عما أراد من تأكيد عهده، وكتابة الكتاب الذي لا يضلون من بعده؛ وكان ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قد أقام البرهان، وأعلن البيان، وإنما أراد التأكيد وزيادة التبليغ، ففهم عمر قصده، ولولا ذلك ما استطاع عمر ولا جميع الخلق رده.
وعلى كل حال، فلعمر الله، إن تلك واقعة في الإسلام تذوب لها القلوب، وتقشعر منها الجلود، من كل من بقي في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، ونعوذ بالله من الخذلان؛ فلهذا كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا ذكرها يبكي حتى يبل دمعه الحصى، ويقول: إنها الرزية /540

كل الرزية؛ برواية البخاري ومسلم وغيرهما.
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا.
وتعقّب ذلك ما هو مشهور، وعلى صفحات الصحائف مسطور، وإلى الله ترجع الأمور.
قد كان بعدكَ أنباء وهينمة .... وما من الكرب لا أسطيع أبديهِ
والعجب كل العجب، ممن يبالغ أشدّ المبالغة في المنع عن التصريح بالحق، والقيام لله بالشهادة بالقسط، زعماً منهم لرعاية حق الصحابة، ولا يبالون مع ذلك بالإضاعة لحقوق الله ـ تعالى ـ، وحقوق رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأهل بيته من الصحابة والقرابة، ولا بالإعراض عن نصوص الكتاب والسنة؛ ويعتمدون على روايات مفتريات، ويردون الصحيحات والمتواترات.
وقد علمَ الله تعالى أنّا أحرص الناس على احترام أصحاب نبينا وأبينا ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأولاهم برعاية جانبهم، وتجليلهم وتكريمهم وتعظيمهم؛ ولكن من ثبت منهم على ما فارق عليه الرسول - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - ولزم هديه، وحفظ وصاته في أهل بيته، كما أنهم أولى الناس بالتمسك بأهل بيت نبيهم، والاعتصام بحبلهم واتباع سبيلهم، والالتزام بما سمعوه من نبيهم ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ إذْ هو ضروري في حقهم.
وعلى الجملة، المتبع الدليل، وليس على سواه تعويل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. /541

[الإسحاق بن يوسف والسعد ينطقان بالكلام النفيس]
قال العلامة شيخ العترة إسحاق بن يوسف ـ رضي الله عنه ـ: ولهذا الشأن تواصوا على ترك البحث عما تضمنت النصوص الواردة في علي (ع) حتى آل أمر الخصوم أن من بحث أو سأل عما دلت عليه تلك الأحاديث فهو رافضي، ونبزوه بتلك الأسماء القبيحة؛ كل ذلك لئلا يتبين أمر أبي بكر، ويتعاظم أمر علي (ع)، حتى حسموا المادة بترك أي وصمة على مثل معاوية ويزيد المريد، ونحوهم؛ لئلا يرتقى إلى الأعلى فالأعلى؛ ومن قال أي وصمة على مثل هؤلاء، الذين هم من أعداء الله ورسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أو أي شيء، فهو رافضي كذاب، وتناسوا أن الله ـ جل جلاله ـ قد أوجب في آيتين كريمتين ـ دعْ ما سواهما ـ وجوب القول بالحق والقسط في الشهادة، ولو على أنفسهم أو الوالدين أو الأقربين، ونهى عن اللي والإعراض، فتركوا ما علموا وعقلوا، وكيف بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160)} [البقرة:159،160]، وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ }...الآية [آل عمران:187]، فما عذرهم من القول بالحق...إلخ. /542

قلت: وقد أشار إلى كلام العلامة السعد في شرح المقاصد، حيث قال: وما وقع من الصحابة من المشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات، يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والفساد، واللدد والعناد، وطلب الملك والرئاسة، والميل إلى اللذات والشهوات؛ إذْ ليس كل صحابي معصوماً، ولا كل من لقي النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ بالخير موسوماً.
...إلى قوله: وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل البيت (ع) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، يكاد يشهد له الجماد والعجماء، وتبكي له الأرض والسماء، وتنهدّ منه الجبال، وتنشق منه الصخور، ويبقى سوء عمله على كرّ الشهور، ومرّ الدهور؛ فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
فإن قلت: فمن علماء المذهب من لا يجوز اللعن على يزيد، مع علمهم بأنه يستحق ما يربو على ذلك ويزيد. قلت: تحاشياً من أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى.
..إلى قوله: وإلا فمن الذي يخفى عليه الجواب والاستحقاق؟ وكيف لا يقع عليه الاتفاق؟
قال الإمام محمد بن عبدالله (ع) في الفرائد: وفي كلام هذا العالم، وهكذا أمثاله، ممن صرح وعرض ولم يكتم، ومن تعصب أو تذبذب أو تلعثم، ما يستفرغ العجب؛ بينما هو يقرر وينطق، بملء فيه، أن من الصحابة من /543

حاد عن الطريق وبلغ حد الظلم والفسق...إلخ، بحيث لا يمكنه تلافيه؛ إذ هو قد نكص على عقبه، ورجع إلى القهقرى في منقلبه، وجاء بأعذار سلفه وأضرابه.
...إلى قوله: فقال: تحامياً أن يرتقى إلى الأعلى إلى آخره؛ الله المستعان على ما تصفون.
..إلى قوله: بعد أن علموا من آيات يتلونها، وأحاديث يملونها، من أن الله ـ سبحانه ـ، ورسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قد أخذ على العلماء خصوصاً، وعلى الكافة من المسلمين عموماً من القيام شهداء لله الآيتين.
..إلى أن قال: ومن الخصوم من روى أحاديث مفتراة، من أن الصحابة وإن زلّوا فهو مغفور لهم، ففرق بين الصحابة وبين من بعدهم، بترهات؛ قد قطع دابرهم القواطع عقلاً ونقلاً؛ ومنهم من زعم ألا يسأل عما شجر بينهم؛ وكم لهم من ترهات.
وكل ذلك لما رأوا أن النصوص قاضية على القطع بأن النص في علي (ع)، ورأوا أن أهل السقيفة لم يأتوا ببرهان إلا هذه الأعذار الباطلة، ودفعوا بها وجه النصوص؛ ثم قرر خلفهم عن سلفهم أنه لا يبحث عن مدلول تلك النصوص، التي رووها وصححوها وحسنّوها، بل كأنه لا مدلول لها؛ ومن طلب دلالتها نسبوه إلى الرفض، ووصفوه بأقبح الأوصاف.
قال: وكأنما صححوه وقرروه وعلموه عن أمر الله ورسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في خليفته ووصيه، وأهل بيته، شيء فريٌ، أو نسي منسي؛ توارثوا ذلك خلفاً عن سلف.
قال (ع): فالمعلوم من الدين ضرورة وجوب القول بالحق، والقيام بالقسط، ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين؛ الله المستعان.
وهل للنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ حاجة في رعاية من خرج عن طريقته، وسلك سبيل الضلال في مخالفته، وعادى أهل بيته؟
ألم يناد القرآن على أصحاب موسى (ع) بما جرى منهم، ولم يسكت عن نقير ولا قطمير؟
والله سبحانه أعلم /544

منكم، وسنة الله في الآخرين كسنته في الأولين، بصرائح الآيات إن كنتم مؤمنين.
[ما ورد في أحداث الصحابة وغيرهم]
بل لم يراع الله أحداً من أصحاب النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ مما حدث منهم، كمثل: حاطب بن أبي بلتعة، نزلت فيه أول سورة الممتحنة، وعائشة وحفصة، نزل فيهما أول سورة التحريم، ونبه في آخرها بضرب المثال بامرأة نوح وامرأة لوط؛ ونزل في أصحاب الإفك إحدى عشرة آية، ونزل في جملة الصحابة في قصة يوم أحد ما نزل، وفي الثلاثة الذين خلفوا.
قلت: وفيهم من أهل بدر، وهو دليل قاطع معارض لحديث أهل بدر؛ فقد وقعت المؤاخذة لأهل بدر، ولم يغفر لهم حتى تابوا، مع أن في ذلك الخبر إغراءاً صريحاً لا يصدر من الحكيم ـ عز وجل ـ، فتدبر، والله ولي التوفيق.
قال: وعاتب الله الأنبياء (ع)، ونعى عليهم صغائر ذنوبهم ـ حتى سيد الرسل ـ في غير ما آية؛ فيا لها من مصيبة على من سكت عن القول بالحق!؛ هذه دسيسة تحتها حيات وعقارب من ضغائن وأهويات؛ وحبك للشيء يعمي ويصم.
ومثل: الذي أشار لبني قريضة فنزلت: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ } [الأنفال:27]، وما نزل في أبي بكر من المناهي. /545

وفيه وفي عمر نزل أول سورة الحجرات: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(2)} وسبب النزول: أن أبا بكر وعمر استشارهما النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ فيمن يرأس على بني تميم، فتشاقا بينهما ورفعا أصواتهما وجهرا...إلخ، فنزلت.
وهذا من رواية البخاري وغيره.
فإذا كان الله ـ سبحانه ـ، ورسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ نعى عليهما ذلك، وتوعدهما بإحباط عملهما، فما ظنك بغيرهما؛ الله المستعان.
ثم ذكر ما تعقب من النكث والقسط والمروق، وغير ذلك.
ثم قد أقروا بتواتر حديث الحوض معنى، وسوّغ لفظاً؛ وفيه من رواية البخاري: ((فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم))، وكان جواب النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في ذلك الموقف العظيم: ((فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير وبدل)).
وذكر ما جعلوه أصلاً في قبول ما لا يجوز قبوله، من مجاريح الصحابة والمجهولين منهم، وخصوم أهل البيت (ع)، بل أعداء الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ الذين هم أعداء الله، وصحّح أهل البيت نفاقهم، وعدم إسلامهم؛ كل ذلك لما زيّن لهم الشيطان أن الصحابي من رأى النبي ـ صلى الله /546

109 / 143
ع
En
A+
A-