ومن حديث عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أتاني جبريل فبشرني أن منا سبعة لم يخلق الله مثلهم: أنا محمد رسول الله سيد النبيين، وعلي ابن عمي سيد الوصيين... الخبر))، أخرجه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى أبي سعيد الخدري.
وقال الوصي (ع): إن أكرم الخلق على الله يوم القيامة سبعة، كلهم من ولد عبدالمطلب.
فقال عمار: من هم؟
قال: نبيكم خير النبيين، ووصيكم خير الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيّار في الجنة ـ سقط اثنان، وهما الحسنان كما يأتي قريباً ـ ورجل يخرج منا آخر الزمان يقال له: المهدي.
رواه في الكامل المنير.
ومن شواهده ما أخرجه الإمام في الشافي، بسنده إلى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة: أنا، وحمزة، وجعفر، وعلي، والحسن، والحسين، والمهدي)).
قال ـ أيده الله ـ في التخريج: وأخرجه عن أنس الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم، وابن ماجه؛ وابن السري عن أنس، ورواه الطبري، وابن المغازلي بدون ((المهدي)) عن أنس.
وروى محمد بن سليمان الكوفي بإسناده عن ابن عباس، قال: قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أول سبعة يدخلون الجنة: أنا، وحمزة، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والمهدي محمد بن عبدالله)).
وأخرج الكنجي عن ربيعة السعدي، عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ، قال: لأحدثنكم بما سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصره عيناي؛ خرج رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة، /517

حامل الحسين بن علي على عاتقه، كأني أنظر إلى كفّه الطيبة، واضعها على قدمه، يلصقها بصدره، فقال: ((أيها الناس، لا أعرفن ما اختلفتم في الخيار بعدي؛ هذا الحسين بن علي خيار الناس جداً وجدة)).
ثم ساق في أبويه، وأخيه، وعمه، وعمته، وخاله، وخالته، على هذا النحو.
قال الكنجي: هذا سند اجتمع فيه جماعة أئمة الأمصار، منهم: ابن جرير الطبري، ومنهم: إمام أهل الحديث ابن ثابت الخطيب، ذكره في تاريخه، ومنهم: محمد بن تمام بن عساكر في تاريخه.
قال الإمام محمد بن عبدالله الوزير في الفرائد عقيب هذا: وأخرجه السمهودي الشافعي نزيل مكة، وقال: أخرجه ابن حبان في كتاب السنة الكبير، وزاد فيه ما لفظه: أيها الناس، إن الفضل، والشرف، والمنزلة، والولاية لرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ وذريته؛ فلا تذهبن بكم الأباطيل.
انتهى وسيأتي ـ إن شاء الله ـ.
وروى الإمام الموفق بالله (ع) بإسناده إلى أنس، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((ليدخلن علي اليوم رجل هو خير الأوصياء، وسيد الشهداء، وأقرب الناس من النبيين يوم القيامة))، قال: فدخل عليه علي بن أبي طالب، فقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ومالي لا أقول هذا فيك، وأنت تبرئ ذمتي، وتحفظ وصيتي، وتقضي ديني))، ورواه محمد بن سليمان عن أنس.
وأخرج قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((علي سيد الشهداء)) الإمام المرشد بالله (ع) عن علي ـ صلوات الله عليه ـ.
وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ خبر سادة أهل الجنة وغيره، مما استلزم التكرير؛ لاقتضاء المقامات وهو يسير، وقد مَرّ.
وستأتي أيضاً أخبار أقدم أمتي سلماً، وأكملهم حلماً، /518

وأكثرهم علماً، وأن الله اختاره من أهل الأرض بعد رسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأنه أول المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً؛ وأنه أول من آمن به، والصديق الأكبر، والفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، ويعسوب المؤمنين؛ وأنه أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية، وخير البرية؛ وأنه أفضلهم، وأشدهم لله غضباً ونكاية في العدو؛ وأنه خير الأوصياء؛ وأنه عبد الله، وأخو رسوله؛ قد علَّمه عِلْمه، واستودعه سره، وهو أمينه على أمته؛ وأنه سيد العرب، وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، وسيد المسلمين، وسيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
[أحاديث السيادة لعلي ـ وتخريجها]
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: نظر النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ إلى علي، فقال: ((يا علي، أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوي، وعدوّي عدوّ الله؛ والويل لمن أبغضك بعدي)) قال: صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو علي الصفار بسنده إلى أنس بلفظ: نظر رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ إلى علي بن أبي طالب، فقال: ((أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله؛ وويل لمن أبغضك بعدي))، رواه في الأربعين.
وأخرجه بمثل روايته ابن المغازلي، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، وأخرجه أحمد بن حنبل عن ابن عباس بلفظ: ((أنتَ سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبك حبيب الله، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ /519

الله، والويل لمن أبغضك من بعدي)).
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال لفاطمة: ((والذي بعثني بالحق، إنكِ سيّدة نساء العالمين، ولقد زوجتك سيداً في الدنيا، وسيداً في الآخرة))، رواه ابن المغازلي، وابن السراج عن عمران بن الحصين.
انتهى من التخريج.
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال لعلي (ع): ((لولا أني خاتم الأنبياء لكنتَ شريكاً في النبوة، فإلا تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه؛ بل أنت سيد الأوصياء، وإمام الأتقياء))، رواه في شرح النهج عن الصادق (ع).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في علي (ع): ((إنه سيد المسلمين من بعدي، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وإمام المتقين))، أخرجه محمد بن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
[انتهى] من مناقب خير الأوصياء.
وفي خبر المنادي يوم القيامة: ((هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول رب العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، إلى جنات النعيم)) أخرجه الكنجي عن ابن عباس، والخوارزمي.
وأخرج الكنجي أيضاً خبر: ((ترد عليَّ الحوض راية علي أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين)) عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ كما سبق.
وكذا ما أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا، عن آبائه (ع): ((يا علي، أنا سيد المرسلين وأنت يعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)).
وما أخرجه الإمام الناصر للحق (ع)، وعلي بن بلال، بسندهما إلى عبدالله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه أسعد: ((أُوحي إليَّ في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي، عن عبدالله بن أسعد، عن أبيه، وعن جابر؛ والحاكم في المستدرك وصححه، عن أسعد بن زرارة /520

بلفظ: ((أُوحي إليّ في علي ثلاث: أنه سيد المؤمنين... الخبر)).
وخبر: ((مرحباً بسيد المؤمنين، وإمام المتقين))، أخرجه أبو نعيم.
وقد سبق من هذه الأخبار النبوية، وما في معناها بطرقها في الفصل الأول، ما فيه تبصرة لذوي الأبصار.
[الأخبار الدالة على إمامة السبطين، وأن أولادهما أحق بالإمامة، وتخريجها]
ومن الأخبار المتواترة المعلومة، القاضية لأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأخي سيد النبيين ـ صلى الله وسلم عليهم أجمعين ـ بالسيادة والخيرية والإمامة، نحو: الخبر الشريف، الذي قال فيه إمام الأئمة، الهادي إلى الحق (ع) ما نصه: وأجمعت الأمة أن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما))، وقال: ((هما إمامان قاما أو قعدا))، وأجمعوا أن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض))، انتهى.
وقال الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي: وروينا من غير طريق أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما))، انتهى.
قال السيوطي في الجامع الصغير ـ وقد ساق الرواة والمخرجين لقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) ـ ما لفظه: وهو متواتر؛ أفاده العزيزي. /521

وقال الإمام (ع) في الشافي: والأمة لم تختلف في قول رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما)).
وقال أيضاً: والخبر مشهور، تلقته الأمة بالقبول.
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: قال الإمام الحسن بن بدر الدين (ع): والعترة مجمعة على صحته.
وقال: إنه مما ظهر، واشتهر بين الأمة، وتلقته بالقبول، ولا جحده أحد، ممن يعوّل عليه من علماء المسلمين.
ثم حكى عن الإمام القاسم بن محمد، والمرتضى بن المفضل، والشرفي، وحميد الشهيد، برواية الإمام عز الدين بن الحسن، والقاضي عبدالله بن زيد، والنجري، والقاضي أحمد حابس، مثل ذلك.
قال ـ أيده الله ـ: ومما يدل على إمامة الحسنين، وأن ولدهما أحق بالإمامة: قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سره أن يحيى حياتي))...إلى قوله: ((فليتولّ علي بن أبي طالب، وذريته الطاهرين أئمة الهدى...إلخ))، رواه المرشد بالله بإسناده إلى الحسين السبط (ع).
ورواه ابن شاهين، وابن مندة، والباوردي، ومُطين، عن زياد بن مطرف؛ ورواه المرشد بالله (ع) بإسناده إلى ابن عباس بلفظ: ((وأوصياءه، فهم الأولياء، والأئمة من بعدي...إلخ)).
ورواه أبو /522

نعيم، والرافعي، والكنجي بلفظ: ((فليتول علياً، وليتول وليه، وليقتدِ بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي...إلخ)).
ورواه الطبراني بلفظ: ((وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي... إلخ)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويتمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليأتم علياً، وليأتم الهداة من ولده))، رواه الحاكم الحسكاني بإسناده عن علي (ع).
قلت: وقد سبقت هذه الأخبار الشريفة.
قال ـ أيده الله ـ: وكذا حديث الثقلين، وحديث السفينة المتواترين، وحديث النجوم المستفيض؛ فإنها قاضية بأنهم هداة الأمة، والأولى بالاتباع، فهم الأئمة على الخلق؛ وكذا قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59]، قال علي (ع): من هم يا رسول الله؟
قال: ((أنت أولهم))، رواه الحاكم عن سليم بن قيس الهلالي، عن علي (ع).
ورواه الحاكم أيضاً عن جعفر الصادق، قال: نزلت في علي، والحسن والحسين.
ورواه الناصر الأطروش عن جعفر الصادق بلفظ: (هم علي، والحسن، والحسين، وذريتهم (ع))، ذكره أبو القاسم البستي.
وكذا قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ }...إلى قوله: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ } [النور:55]...إلخ، قال في البرهان: نزلت في رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم، وعلي، /523

وخيار أهل بيتهما...إلخ.
ويؤيده ما رواه الحاكم عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في آل محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
ذكر هذا في المصابيح.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا تعلّموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تقصروا عنهم فتهلِكوا، ولا تتولوا غيرهم فتضلوا))، من رواية القاسم بن إبراهيم عن زيد بن أرقم.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سره أن يحيا حياتي))...إلى قوله: ((فليتولّ علي بن أبي طالب، والأخيار من ذريتي))، وقد علم أن ذريته ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ من ولد فاطمة بالأخبار الجمة؛ وهذا الخبر رواه محمد بن سليمان الكوفي.
وروى بإسناده إلى محمد بن علي رفعه، وروى بسنده إلى محمد بن عبدالله، وأخيه يحيى بن عبدالله الكامل، عن جدهما، عن علي بن أبي طالب، قال: لما خطب أبو بكر قام أبي بن كعب، فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال: ((أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم، ولا تقدموا عليهم، وأمِّروهم ولا تأَمّروا عليهم...إلخ))؟
قال ـ أيده الله ـ: تأمل إلى شدة عناد المخالفين للعترة (ع) كيف يستدلون على أن الإمامة في قريش بما يروونه آحاداً من أنه قال: ((قدموا قريشاً... إلخ)).
قلت: وبخبر: ((الأئمة من قريش)).
قال: ولا يلتفتون إلى حديث الثقلين المتواتر، الذي فيه: ((قدّموهم ولا تقدّموا عليهم))، وأنه دليل على أن الإمامة في العترة.
قلت: مع أن أهل البيت (ع) المرادون بذلك أيضاً بالأولى، وبدلالة ما لايحصى.
قال: وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((أتاني جبريل آنفاً، فقال: تختموا بالعقيق، فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولعلي بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنة))، رواه ابن /524

المغازلي بإسناده عن علي(ع)؛ وأخرجه ابن السمان، عن علي أيضاً من شمس الأخبار؛ ورواه الخوارزمي.
انتهى من تفريج الكروب.
وقال الهادي (ع) في الأحكام: بلغنا عن رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم أنه قال: ((من أمرَ بالمعروف، ونهى عن المنكر من ذريتي، فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله)).
وفي الجامع الكافي: عن الباقر، قال: من حبس نفسه لواعيتنا، وكان منتظراً لقائمنا، كان كالمتشحط بين سيفه وترسه في سبيل الله.
[إجماع العترة على أولوية علي وذريته بالإمامة وتفضيلهم]
وفيه: قال الحسن بن يحيى: أجمع آل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأعلمهم، وأولاهم بمقامه؛ ثم من بعد أمير المؤمنين الحسن والحسين، أولى بمقام أمير المؤمنين؛ ثم من بعد ذلك علماء آل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
أفاده في الاعتصام.
قلت: وهذا معلوم من دينهم ضرورة، والنصوص فيه أكثر من أن تحصر، وقد مَرّ ما فيه مدّكر؛ وإذا كان أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأخو سيد النبيين ـ صلى الله وسلم عليهم أجمعين ـ خيراً من سادة أهل الجنة، وأفضل أهل بيت النبوة، الذين ورد فيهم ما لايحصى كثرة، كتاباً وسنةً، فما بالك بغيرهم من سائر الأمة.
وقد سبق في الفصل الأول، ما أخرجه الإمام المنصور بالله من أمالي المرشد بالله(ع) يرفعه إلى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((نحن شجرة /525

النبوة، ومعدن الرسالة؛ ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري)) وشواهده.
قال ـ أيده الله تعالى ـ: ويشهد له قوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد)) أخرجه الملا، والطبري عن أنس؛ وأخرجه الديلمي.
وقال ابن عمر: ويحك! علي من أهل البيت لا يقاس بهم أحد.
..إلى آخر ما رواه الحاكم الحسكاني.
قلت: وقد تقدم.
وقول الوصي (ع): لا يعادل بآل محمد من هذه الأمة أحد، ولا يساوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً؛ هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله، ونقل إلى منتقله.
ومن كلامه (ع): أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم؟ بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى؛ إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا يصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم.
[انتهى] من نهج البلاغة.
وقوله (ع): نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمي سارقاً؛ فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن؛ إن نطقوا صدقوا، وإن سكتوا لم يسبقوا.
قال الإمام (ع) في الشافي: إن المعلوم ضرورة من علي وذريته الطاهرين أنه (ع) أفضل الخلائق، بعد النبيين والمرسلين، وأنه سيد /526

107 / 143
ع
En
A+
A-