وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ثبت أن مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم [بقوله]: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) بمعنى الأولى الذي قدم ذكره وقرره ولم يجز أن يصرف إلى غيره من سائر أقسام لفظة (مولى) وما يحتمله، وذلك يوجب أن علياً عليه السلام أولى بالناس من أنفسهم، بما ثبت أنه مولاهم، [مما أثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه أنه مولاهم]، وأثبت له القديم تعالى أنه أولى بهم من أنفسهم، فثبت أنه أولى بهم من أنفسهم، فثبت أنه أولى بلفظ الكتاب العزيز وثبت أنه مولى بلفظ نفسه، فلو لم يكن المعنى واحداً لما تجاوز ما حد له في لفظ الكتاب العزيز إلى لفظ غيره، فثبت لعلي عليه السلام ما ثبت له في هذا المعنى من غير عدول إلى معنى سواه، ويزيده بياناً أيضاً أنا نتصفح جميع ما تحتمله لفظة (مولى) من الأقسام التي يعبر بها عنها، وننظر ما يصح أن يكون مختصاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم منها، وما لا يصح اختصاصه به، وما يجوز أن يوجبه لغيره في تلك الحال مما يخصه، وما لا يجوز أن يوجبه، ومع اعتبارها لا يوجد فيها [ما يوجبه] لأمير المؤمنين عليه السلام غير الأولى والإمام والسيد المطاع؛ [لأن جميع الوجوه محتملة فتبين لك أنه لا يجوز أن يكون مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوى ما ذكرنا، فنقول وبالله التوفيق]:
أما المالك والمعتق فلا يصح أن يكونا مراده صلى الله عليه وآله وسلم لأن علياًّ لم يكن مالكاً لرق من كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالكه، ولا يجوز له ما كان يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوطء وتوابعه، والعتق أبعد لأن الولاء لمن أعطي الورق، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((الولاء لمن أعتق ولا يباع ولا يوهب)).
وأما أنهما معتقان ومولاهما واحد فهما حرا الأصل معروفا النسب أباً، وأما الحليف والجار فلا يجوز أن يكون مراده؛ لأن من في درجة علي شركة في مثل نسبه، ولأنه لا يجوز أن تحتمل المشقة لمثل ذلك وهو معروف الشرع صلى الله عليه وآله وسلم وكانت المنة لمن عقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحلف.
وأما خبره السكنى: فإخباره به ورفع يده يكون عبثاً.
وأما ضمان الحريزة فالخطاب وقع إلى الكافة ولا حرائز لهم ولا هو أيضاً يستحق مواريثهم.
وأما الناصر وابن العم فلا يجوز أن يكونا مراده؛ لأن ذلك معلوم ضرورة؛ فلا يجوز من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يجمع الناس في مثل ذلك المقام العظيم الكبير ويقفهم على الرمضاء - في الحر الشديد - ثم يعلمهم بما هم عالموه ويخبرهم بما هم متيقنوه، وإذا لم يصح أن يكون مراده صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً من هذه الأقسام علمنا أن مراده منها ما بقي منها مما هو واجب له على العباد، ويصح أن يوجبه لمن أراد، ولم يبق كما ترى غير قسمين وهما: الأولى، والسيد المطاع]؛ ولأن عمر قد صرح بذلك وعلم معنى التفضيل ومزية الاختصاص بما قدمنا ذكره، ولأن الخبر في الصحاح قد وردت منه قطعه تفيد معنى ولاية التصرف لأهل البيت باتباعهم ووجوب طاعتهم، وأنه لا نجاة إلا بالتمسك بهم، وعلي عليه السلام سيد أهل البيت ورأسهم مما جاء فيهم من ذكر صفوة، وأحتسب أنا قد قدمنا ذكره من صحيح أبي داود، ومن صحيح مسلم، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي والترمذي، وهو ما رواه عن زيد بن أرقم أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً بماء يدعى خماًّ بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: ((أما بعد أيها الناس، فإنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولها كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) فأوصى بكتاب الله دفعة وبأهل بيته ثلاثاً لتأكيد الحق وامتثال الأمر، وعلي رأس أهل البيت، والإجماع منعقد على أنه لا أمر لأحد منهم مع أمره، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((حبلان ممدودان لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)) ثم نعى إليهم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم نفسه، فكان الخبر وصية في آخر العمل لا يصح نسخها، ويجب امتثالها، فرحم الله من نظر بعين فكره، وتوسم بمقتضى دليل عقله وعقل ما يعقله العالمون
من براهين ربه وشريف آثار سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا قد تقررت لك قواعد الخبر وظهرت فلنذكر ما يؤيد ما ذهبنا إليه من كون علي عليه السلام أولى بالأمر من سائر الصحابة رضي الله عنهم لأنه بلغنا أن زيدية الناجية قد كان بعضهم يذهب مذهب المعتزلة وهو يعلم أو لا يعلم؛ والجهل لا يكون عذراً في الاعتقاد الفاسد، فأردنا تبيين منهاج الرشد، ونكشف وجه الحق، ?لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ?، ونذكر ما تيسر من الآثار على وجه الاختصار معراة عن التعليل وترتيب وجه الدليل، ونكل العاقل في ذلك إلى نفسه وما تيسر له من توفيق ربه، ومن الله سبحانه نستمد الهداية في البداية والنهاية.
ومن (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين في الجزء الثالث ثلاثة في ثلثه الآخر في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومن صحيح أبي داود وهو كتاب (السنن)، وصحيح الترمذي بالإسناد إلى زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
ومن (صحيح مسلم) في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوله بإسناده إلى يزيد بن حباب قال: انطلقت أنا وحسين بن سيرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه وصليت، لقد أوتيت يا زيد خيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بن أخي والله لقد كبر سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماًّ0 بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: ((أما بعد.أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه النور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) فقال حصن: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
ومن ذلك ما ذكره في مسند ابن حنبل رفعه إلى أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) ثم رفعه بإسناده إلى سعد بن أبي وقاص وزاد فيه ((أو ما ترضى)) فكانت هذه الإشارة تفيد الولاية والشركة في الأمر، ولأنه استثنى النبوة، ورفعه من طريق أخرى إلى سعيد بن المسيب، عن سعد، ورفعه بإسناده إلى مصعب بن سعد إلا أنه أبدل مكان ((أو ما ترضى)) بغير واو، ورفعه إلى سعيد بن إبراهيم، عن سعد ولم يرو الواو، ورفعه إلى عائشة بنت سعد، عن سعد، ورفعه بإسناده إلى أسماء بنت عميس مثله واستثنى النبوة، ورفعه بإسناده إلى سعد بن مالك مثله إلا أنه زاد فيه أن المسرة لما خامرت قلبه بما ساق الله من فضله خلافة النبوة، وأشركه في تصرف أعمال النبوة، ورجع يسعى فرأيت غبار قدميه تصدع، ورفعه بإسناده إلى عامر بن سعد عن أبيه سعد إلا أنه -الراوي- قال: أحببت أن أشافه بذلك، فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر قال: فوضع أصبعيه في أذنيه فقال: سكَّتا إن لم أكن سمعته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعه بإسناده بطريق أخرى إلى أسماء بنت عميس، ورفعه بإسناده إلى سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه لم يذكر فيه سوى النبوة.
ومن (صحيح البخاري) من الجزء الخامس بإسناده إلى مصعب بن سعد عن أبيه سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى تبوك فاستخلف عليا عليه السلام فقال: أتخلفوني في الصبيان والنساء؟ فقال: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي)).
وبإسناده بطريق أخرى إلى مصعب مثله في الجزء الرابع من صحيح البخاري أيضاً على حدة رفعه بإسناده إلى إبراهيم بن سعد مثله ولم يذكر سوى النبوة.
ومن (صحيح مسلم) من الجزء الرابع رفعه بإسناده إلى عامر بن سعد عن أبيه مثله، وذكر سوى النبوة وذكر أنه شافه سعد بن أبي وقاص برواية عامر فقال: سمعته بهاتين وإلا فسكَّتا، ورفعه بإسناده إلى مصعب بن سعد مثله سواءً سواء بغير زيادة ولا نقصان فيه سوى النبوة، وذكر من رواية أخرى رفعها إلى إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد مثله ولم يذكر سوى النبوة.
ومن (صحيح مسلم) من الجزء الرابع من أوله في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بإسناده إلى عامر بن سعد عن أبيه، وذكر الخبر واستثنى النبوة، وذكر مشافهة سعد، وذكر أن سعداً ترك أصبعيه في أذنيه وقال: نعم وإلا فسكَّتا، وبإسناده عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد واستثنى النبوة، ورواه بإسناده إلى عامر بن سعد عن أبيه عن سعد أن معاوية أمر إليه ما منعك من سب أبي تراب؟ فقال: أما ما ذكرت، له ثلاث قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه، لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه. قال علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) وسمعته يقول له يوم خيبر: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله))، فتطاولنا لها فقال: ((ادعوا لي علياًّ)) فأتي به أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه.
ولما نزلت هذه الآية: ?نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ?[آل عمران:61] دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياًّ وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)) وقد تكرر حديث خيبر في الصحاح.
وما ذكرنا في الكتب الظاهرة في أيدي الأمة دونما يرويه آباؤنا سلام الله عليهم وأشياعهم رضي الله عنهم فقلت فيه أبياتاً أحببت إيداعها هذا المكان لأن راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ردت مهزومة حتى كاد من لا بصيرة له ييأس من الفتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قال من الخير، فقلت في ذلك:
لكنهم جهلوا والجهل ضرار
والخيل تعبر والأبطال فرار
خواطر من بني الدنيا وأفكار
صبحاً وقد شخصت في ذاك أبصار
إذ كان في عينه ضر وإعوار
فكان فتح وباقي القوم صدار
وريحه المسك لم يقصصه عطار
قد عرفوا طرق التقديم لو عرفوا
ساروا برايته فاسترجعوا هربا
حتى إذا سد وجه الفتح أو فلجت
نادى أبا حسنٍ موفي مواعده
فجاء كالليث يمشي خلف قائده
فقال خذها وصمم يا أبا حسنٍ
فمج فيها بريق عمه عسل
ومن (مسند ابن حنبل) بإسناده رفعه إلى الحارث بن حصين عن القاسم عن رجل من جعشم عن أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((اللهم أقول كما قال أخي موسى: اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي، علياًّ أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا)).
فهذا كما ترى تصريح بما ذكرنا أولاً من أن المراد بنزوله عليه السلام منه صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى الخلافة في القوم، والشركة في الأمر بالنصح الصريح، فاستغنيت عن التعليل فأي كشف أجلى من هذا.
ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي) بإسناده رفعه ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا أيها الناس من آذى علياًّ فقد آذاني إن علياًّ أولكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله، أيها الناس من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً، فقال جابر بن عبدالله الأنصاري: يا رسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله وأنك محمداً رسول الله. فقال: يا جابر كلمة يحتجزون بها ألا تسفك دماؤهم وأموالهم فإن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) وقد تضمن هذا الخبر أنه عليه السلام أول الناس إيماناً، وقد تواترت به الآثار والنقل الصحيح من غير طريق لو فصلناه لطال به الشرح، وصرح أنه أوفى الجميع بعهد الله تعالى وكانت هذه إشارة إلى أنه أولى بالأمة؛ لأن الله سبحانه قد ذكرها بلفظ العهد في قوله تعالى لإبراهيم : ?إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ?[البقرة:124]، فجعل الإمامة عهدا فهو أوفى بأمانة الله سبحانه، وتضمن الخبر أن من آذى عليا فقد آذاه، وقد ثبت أن أذاه كفر بالإجماع، وقد صرح في آخر الخبر بأنه يحشر يوم القيامة يهوديا أو نصرانياً ولا يحشر بهذه الصفة إلا المشركين، فما ضنك بمن حاربه وأجرى سبه على فروق المنابر وفي محاريب المساجد فما يكون إثمه عند الله غداً بعد خبر الصادق المصدوق.
وبإسناده رفعه إلى جابر بن عبدالله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وقال: ((هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله -ثم مد صوته- أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب)) فتضمن هذا الخبر معنى الإمامة، ثم أفاد معنى الأمانة بذكر العلم، وأنه لا دخول لأحد إليه إلا من طريق علي عليه السلام قد نهى الله سبحانه عن إتيان البيوت من ظهورها وأمر بإتيانها من أبوابها، فإذا المتصل بالرسول غير علي عليه السلام قد أتى البيوت من حيث نهي عن إتيانها، وكان هذا إشارة تؤيد ما قدمنا من الدلالة على أنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل.
ومنه رفعه بإسناده عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد في القرآن)).
فتأمل هذا الخبر فهو مفيد جداً؛ لأن قل هو الله أحد سورة الإخلاص فإذا الإخلاص بوده، وفيه معنى التوحيد ولفظه وكانت الإمامة له وحده دون غيره، وفيه معنى الإمامة من لغة العرب وهو ما ذكر في تفسير الصمد أنه السيد المصمود إليه، وهو أولى من قول من قال: هو ما لا جوف له لو كان جسماً لكان محدثاً وهو تعالى قديم، وقد قال الشاعر:
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد