وبإسناده رفعه إلى البراء بن عازب قال: لما أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع بغدير خمٍّ، فنادى: إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهمَّ، والِ من والاه وعادِ من عاداه))، فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب!! أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، ومثله رفعه إلى ابن عباس بلفظ يقرب من الأول.

ومن (تفسير الثعلبي) أيضاً في تفسير قوله تعالى: ?سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ?[المعارج:1] بإسناده قال: سئل سفيان بن عيينة عن قوله عز وجل: ?سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ?[المعارج:1]، فيمن نزلت؟ قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدثني جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم نادى الناس، فاجتمعوا، فأخذ بيد علي - صلى الله عليهما - قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحجَّ البيت فقبلناه منك، ثم لم ترض هذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) وهذا شيء منك أم من الله؟ فقال: ((والذي لا إله إلا هو أنه من أمر الله))، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم، إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، فأنزل الله تعالى: ?سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ?[المعارج:1، 2] وهذا كما ترى يدل على خبر الغدير وقع في الورود والصدور ليكون جمعاً بين الأخبار، وتصديقاً للآثار، فهذا هو الواجب فيها عند أهل العلم.

ومن (الجمع بين الصحاح) في باب مناقب علي عليه السلام ذكره رزين العبدري بإسناده، من صحيح أبي داود السجستاني، وهو [كتاب السنن]، ومن (صحيح الترمذي) قال: عن أبي سرحة، وزيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).

ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي بإسناده، يرفعه إلى الوليد بن صالح، عن [ابن] امرأة زيد بن أرقم قال: أقبل نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى: الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم شديد الحر إن منَّا لمن يضع رداءه على رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدة الحر، حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلَّى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: ((الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. أما بعد : أيها الناس، فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمِّر من قبله، وأن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وأنا قد أشرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون))؟ فقام [من كل] ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله وقد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته، فقال: ((ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: أشهد أنكم قد صدقتم وصدقتموني، ألا وإني فرطكم وأنتم تبعي، توشكون أن تردوا عليَّ الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فأعُيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت - يا رسول الله - ما الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله سبب، طرف بيد الله تعالى وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تلووا، ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي، من

استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم، فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو، ألا فإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها، وقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه)) قالها ثلاثاً آخر الخطبة.
وهذا كله خبر في هذا الباب؛ لأن تفصيله قد ورد في الصحاح ما يختص بأهل البيت مفرداً، وما يختص بحديث ولاية علي عليه السلام وحده أيضاً، وسبب ذلك أن الشرح لما طال روى كل إنسان ما حفظ، وبعض الروايات أتم من بعض.

وفيه بإسناده مثله، إلا أنه ذكر فضل صيام يوم الثامن عشر، وقفه على أبي هريرة: ((من صامه كتب له صيام ستين شهرا)) والتقرير إذا وقف على الصحابي حمل على التوقف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا دليل على عظم خطر هذا اليوم بحسن موقعه في الإسلام بدلالة اتباع الكتاب والعترة وتقرر ولاية أمير المؤمنين عليه السلام على الأمة، وفيه زيادة قول عمر: بخ! بخ! يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة قال: فأنزل الله تعالى : ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ?[المائدة:3].

وفيه مثله، بإسناده رفعه إلى جابر بن عبد الله، بزيادة في أوله: إن الناس لما نزلوا بغدير خم تنحوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر علياً فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس، إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا عنه راضٍ، وإنه لا يختار على فرقي ومحبتي شيئاً))، ثم رفع يده وذكر الخبر، قال: فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله، ما جنبنا عنك إلا كراهة أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط رسول الله، فرضي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم.

ومثله إلى اثني عشر رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم سرد الخبر، ورفع الحديث بإسناده مفرعاً إلى مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم العشرة، ومتن الحديث فيها ومعناه واحد، وفيها زيادات نافعة في أول الحديث وآخره، وسلك فيه اثنتي عشرة طريقاً بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه من أسماء الرجال المتصلين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التأريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه (كتاب الولاية).

وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتاباً، وطرقه من مائة وخمس طرق، ولا شك في بلوغه حدَّ التواتر وحصول العلم به ولم نعلم خلافاً لمن يعتدُّ به من الأمة، وهم فيه بين محتج به ومتأول له إلا من يرتكب طريقة البهت ومكابرة العيان، ولم نذكر مما يتعلق برواية السبعة في هذا الحديث كلمة واحدة؛ لأنا أردنا إلزام الحجة وكشف الحال، وإلا فروايتهم فوق ما رويناه عن غيرهم؛ لأنهم أهل هذا الشأن وهم أهل الجري في هذا الميدان، فإذا فرغنا من الكلام في متن الخبر، فلنتكلم في بيان معنى لفظة مولى في اللغة العربية.

اعلم أن أكثر ما قيل أو وجد في معنى لفظة (مولى) أنها تحتمل عشرة معاني:

لها: الأولى وهو الأصل والعماد الذي ترجع إليه المعاني في باقي الأقسام، ثم اعلم أن أهل اللغة ومصنفي العربية قد نصُّوا على أن لفظة (مولى) تفيد الأولى، وفسروا ذلك في كتبهم من كتاب الله تعالى ومن أشعار العرب.

فأما من الكتاب العزيز فإن أبا عبيدة معمر بن المثنى وهو مقدم في علم العربية غير مطعون عليه في معرفتها ذكر في كتابه المتضمن (تفسير غريب القرآن) المعروف بالمجاز، في سورة الحديد في تفسير قوله تعالى: ?فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ?[الحديد:15] يريد جل اسمه: هي أولى بكم على ما جاء في التفسير، واستشهد بقول لبيد:
مولى المخافة خلفها وأمامها

ففدت كلا الفرخين تحسب أنه

معناه أولى بالمخافة.[يريد أن هذه الظبية تحيرت فلم تدرِ أخلفها أولى بالمخافة أم أمامها].

ويقول الأخطل في عبد الملك بن مروان:
أعف وأوفى من أبيك وأمجدا
غداة اختلاف الناس أكدى وأصلدا
وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا

فما وجدت فيها قريش لأمرها
وأورى بزنديه ولو كان غيره
فأصبحت مولاها من الناس كلهم

فخاطبه بلفظ مولى وهو [عند نفسه] خليفة مطاع الأمر من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله، وليس أبو عبيدة متهماً بالتقصير في علم اللغة ولا مظنوناً به الميل إلى أمير المؤمنين عليه السلام [بل هو معدود من جملة الخوارج وقد شاركه في مثل ذلك التفسير ابن قتيبة وهو أيضاً لاميل له إلى أمير المؤمنين عليه السلام] إلا أنه لو علم أن الحق في غير هذا المعنى لقاله.

وقال الفراء في كتابه (كتاب معاني القرآن) في ذكر تفسير هذه الآية: إن الولي والمولى في لغة العرب واحد.

وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف ([بتفسير] المشكل في القرآن) في ذكر أقسام المولى: إن المولى الولي، والمولى الأولى بالشيء، واستشهد على ذلك بالآية المتقدم ذكرها وببيت لبيد أيضاً، وأنشد لغير لبيد:
فأدركوه وما ملوا ولا لغبوا

كانوا موالي حق يطلبون به

وقد روي أن في قراءة ابن مسعود: ?إنما مولاكم الله ورسوله? مكان قوله: ?إنما وليكم الله ورسوله?، وفي الحديث: ((أيما امرأة تزوجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل))، والمعلوم من ذلك أن المراد بمولاها وليها والذي هو أولى الناس بها، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة [اللغة] ولا ميل له إلى مذهب الإسلام، بل هو من المبرزين في علم اللغة.

وقد حكي عن أبي العباس المبرد أنه قال: الولي هو الأحق والأولى ومثله المولى، فيجعل الثلاث عبارات لمعنى واحد، ومن له أدنى أنس بالعربية وكلام أهلها لا يخفى عليه ذلك.

والثاني من أقسام المولى : هو مالك الرق قال الله تعالى: ?ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ?، ?وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ?[النحل:75، 76] يريد مالكه، والأمر في ذلك أشهر من أن يحتاج إلى استشهاد.

والثالث: المعْتِق.

والرابع : المعْتَق.

والخامس: ابن العم، قال الله تعالى: ?وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي?[مريم:5] يعني بني العم، ومنه قول الشاعر:
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا

والسادس: الناصر. قال الله تعالى: ?وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ?[التحريم:4] يريد: ناصره، وقال تعالى: ?ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم? [محمد:11] يريد: لا ناصر لهم.

والسابع: المتولي ليضمن الجريرة وتحويز الميراث .

والثامن: الحليف. قال الشاعر:
موالي حلف لا موالي قرابة .......

والتاسع: الجار. قال الشاعر: مولى اليمين ومولى الجار والنسب

والعاشر : الإمام السيد المطاع.

وهذه الأقسام التسعة بعد الأولى إذا تُؤمل المعنى فيها وُجِدَ راجعاً إلى معنى الأولى ومأخوذ منه؛ لأن مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من غيره كان مولاه دون غيره، والمعْتِق لما كان أولى بميراث المعتق من غيره كان مولاه كذلك، والمعتق لما كان أولى بمعتقه في تحمل جريرته وألصق به ممن أعتقه غيره كان مولاه أيضاً كذلك، وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن بعده عن نسبه وأولى بنصرة ابن عمه من الأجنبي كان مولاه لأجل ذلك، والناصر لما اختصَّ بالنصرة فصار بها أولى كان من أجل ذلك مولى، والمتولي لتضمن الجريرة لما ألزم نفسه ما يلزم المعتق كان بذلك أولى ممن لا يقبل الولاء فصار به أولى بميراثه فكان بذلك مولى، والحليف لاحق في معناه بالمتولي فلهذا السبب كان مولى، والجار لما كان أولى بنصرة جاره ممن بعد عن داره وأولى بالشفعة في عقاره فلذلك صار مولى، والإمام المطاع لما كان له من طاعة الرعية وتدبيرهم وملك التصرف عليهم ما يماثل الواجب بملك الرق كان بذلك مولى.

فصارت جميع تلك المعاني فيما حددناه ترجع إلى معنى الوجه الأول الذي هو الأولى وتكشف عن صحة معناه، فيما ذكرناه في حقيقته ووصفناه، فتأمل ذلك ففيه بيان لمن تأمله. فإن قيل: فإذا ثبت أن لفظة (مولى) قد تستعمل مكان الأولى وأنها أحد محتملاتها، فما الدليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد بها يوم الغدير الأولى دون أن يكون أراد بها غيره من الأقسام التي يعبر بها عنها؟ قيل له: مقدمة الكلام التي بدأ صلى الله عليه وآله وسلم بذكرها وأخذ إقرار الأمة بها من قوله عليه السلام: ((ألست أولى بكم من أنفسكم)) ثم عطف عليها بلفظ يحتملها ويحتمل غيرها دليل على أنه لم يرد بها غير المعنى الذي قررهم عليه من دون إحدى محتملاتها؛ وأنه قصد بالمعطوف ما هو معطوف عليه، فلا يجوز أن يرد من الحكيم تقرير بلفظ مقصور على معنى مخصوص ثم يعطف عليه بلفظ يحتمله، إلا ومراده المخصوص الذي ذكره وقرره دون [أن يكون أراد بها غيره] ما عداه، يوضح ذلك ويزيده بياناً أنه لو قال: ألستم تعرفون داري التي في موضع كذا ثم وصفها وذكر حدودها، فإذا قالوا: بلى. قال لهم: فاشهدوا أن داري وقف على المساكين، وكانت له دور كثيرة لم يجز أن يحمل قوله في الدار التي وقفها على أنها الدار التي قررهم على معرفتها [ووصفها] وكذلك لو قال مثل ذلك في عبد من عبيده وقال: اشهدوا أن العبد حر، حمل على من قدَّم ذكره دون غيره .

3 / 10
ع
En
A+
A-