وذا قائل أسماء ربي ذاته ... وما أحد باسم له يتوسل
وذا قائل أسماء ذي العرش عبرة ... وها تلك أفعال له وتنصل
وذا قائل المهيمن ذو العلى ... مسمى ولا لله اسم منزل
وهذا زعمتم دين آل محمدٍ ... وإياه يرضى ذو الجلال ويقبل
وما سمع القرآن حي بزعمكم ... ولا قر في الأذن الكلام المفصل
ولكنه المخمس والذي تحيط به ... الست الجهات وتشمل
وما أحد منكم زعمتم لسانه ... شيء من القرآن ما عاش يشغل
فليس لكم في قولكم واعتقادكم ... صلاة على هذا مدى الدهر تقبل
وليس زعمتم يستدل بحالة ... على حالة ما أشرقت قط مطفل
فأقوالكم في كل فنٍ مريجة ... يرى ذاك فيها من يميز ويفصل
ينافرها العقل السليم من الهوى ... ويدحضها البرهان.........
بنيتم على أن ليس تنفع حالة ... ولا عرض ما أدلج........
ولا وعد ربي ذي الجلال مؤثر ... زعمتم ولا الإيعاد للفعل يذهل
ولا ضر أهل الشرك بالله شركهم ... وقتلهم للأنبياء حين ترسل
ولا...........اسم نافع لكم ... ولا خصمكم يشفى ولا هو يخذل
...........عارض وليست بزعمكم ... تضر ولا فيها لخلق معول
فما بالكم تستعظمون مقال من ... يفندك فيما ادعيتم ويعذل
أوليس زعمتم قوله صائر لكم ... مدى الدهر ما سدت لذي الرحل أرحل
ولكم نقضتم حيث قلتم محمد ... من الله مختار لما كان يفعل
كما نقض الحشوي في الجبر قوله ... إذا ما أصابته من الناس معضل
يقول قضاء الله ماضٍ وحكمه ... ويسخط من ذاك القضاء ويعول
................. ... نظر في المشكلات ومقول
................ ... جاء نحو المصطفى الذئب........
............... ... غداة يناديه وقد هم يأكل
وقلتم من الخوف من كل مفردٍ ... كلام وضرب عندكم ليس يشكل
فكيف وأنواع الأكاليم جمة ... يحيط بها سمعاً وعقلاً ويشمل
ووافقتم أهل.............في الغوى ... وأن ليس محسوساً سوى الجسم هيكل
وليس لأحوالٍ سواه تغايرت ... ولكن عليها حسها الدهر يحمل
يقولون في الأعراض قولاً موافقاً ... مقالة سوقسطا التي عنه ينقل
كذلك في الأسماء وافقتم الأولى ... غلوا في المسح الطهر جهراً وبدلوا
ووافقتم جالوت إذ قال كلما ... على الأرض مملوك له لا يحول
وأموال هذا العالمين بزعمكم ... لكم دون أهليها وإن لم تؤلوا
وكل شيء.........إلا الذي يرى ... مقالتكم في حكم ذي الطول تقبل
وليس على وجه البسيطة عندكم ... محق سواكم بالشريعة يعمل
وقلتم أيادي المجرمين قبيحة ... وأحسابهم كفر وجرم منكل
ووافقتم الطبعي في كل حادثٍ ... يراه البصير العاقل المتأمل
وقلتم بأن الجسم غير لذاته ... إذا احدثت أوصلفه متبدل
ولم تتغاير قط فيها صفاته ... ولا اختلفت حال عليها المحول
ولا اعتقبت جسماً صفات ولا جرى ... عليه من الأزمان ماضٍ ومقبل
وهذا اعتلال المثنوية كلها ... وحجتها فيما تقول وتسأل
أقرت جميعاً بالصفات وأنكرت ... تعاقبها الأصلين فيما توصل
فما اجتمع الأصلان قالت لعله ... ولا اختلفت فيما يحس ويعقل
ووافقتم الدهي في كل مرسل ... وقوم أحالوا المعجزات وعطلوا
ووافقتم في الذكر من قال إنه ... أساطير تملى حيث كانت وتبدل
ووافقتم في العرش جهماً ومعشراً ... رأوا أنهم قد أهملوا حيث امهلوا
وقلتم أصول الدين ليست لربنا ... تعالى بل العبد الضعيف الموصل
وقلتم علي بن الحسين مؤخر ... عن السبق وهو العالم المتبتل
لقد قلتم في العقل قولاً مهجناً ... وفي النفس والقرآن تروى وتنقل
وفي اللطف والأسماء والأحرف التي ... هدانا بها البر اللطيف المنزل
عليهما مدار الشرع ما لاح ثاقبٌ ... وما حاد أقطار البسيطة مسئل
ولم يحدث الأسماء في أصل قولكم ... عليم بأحوال البرية مفضل
من الله فعل الجسم والاسم فعلكم ... أتاكم بهذا الناظر ال.............
وما علم الأسماء ذو الطول آدماً ... زعمتم ولا الأسماء قول منزل
ولكن........لشيء في الأصل ذاته ... وقائل هذا جاهل لا يحصل
ونوحا إذ استغنى عن السمع والحجى ... وكانت جميعاً بالفنا الرسل ترسل
وأغنى عن الأسماء في الشرع كله ... وفي الخلق أوهام الورى والتحيل
ولم يكترث في الكفر في الدين كافرٌ ... ولا استر بالإيمان عبد معدل
وكان لهذا الكفر فعلاً لربنا ... وصار عن العدل المهيمن يعدل
وكنت إذا سميت شيئاً فإنه ... بذاتك موجود وفيها محصل
لئن قلتم ليس الكتاب الذي يرى ... ويسمع بالآذان حقاً وينقل
فقبلكم قال الوليد بأنه ... أساطير أنشأهل النبي المفضل
أما لو عقلتم لاشتغلتم بشأنكم ... ولم تبعثوا ما كنت أخفي وأغفل
ولكن.........بالشتيمة السناً ... وطلتم بصد الحق والحق أطول
تحاملتم جهلاً عليّ وجراءة ... على الله والباغي يهان ويرذل
تجاوزتم طيب الكلام إلى الذي ... عليه من الله الوعيد المنكل
فذوقوا بما اسلفتم وتعرفوا ... قوافي لم ينطق بها قط أعزل
خذوا جملة تغني وتكفي فإنني ... عليها ومن أرسى ثبيراً أعول
بأن إلهي عالم........... ... تعالى قدير واحد الذات أول
وأسماؤه الحسنى تعالى كثيرة ... تضمنها هذا الكتاب المفضل
...........تهجي في اللغات جميعها ... ويسمع ما كر الزمان ويفعل
تغاير مسموعاً وحفظاً وصورة ... ويفصل في هذا اللسان........
بها صور مكتوبة ودلائل ... وأمثلة والله ليس يمثل
هو عرش حل من لا يرى له ... شبيه ولا ثان مع الله يعقل
.....أسماء قد تهجى وتنسى وقد ترى ... تصاويرها فيما تعاني وتعمل
......في الألواح والصحف كلها ... وتعجم في كل اللغات وتشكل
.......هذا اللسان وربنا ... قديم عزيز قاهر ليس يحمل
زعمتم بأن الله جل جلاله ... هو العرش والكرسب هذا المعول
........أرى الأسماء رباً موحداً ... تبارك عما يدعيه المعطل
هذا كتاب الله كالشمس واضحٌ ... جلي لدينا مستبين مفصل
نصلي به في ليلنا ونهارنا ... به ما تم الفرض منها ويقبل
يسمع بالآذان من كل مسمعٍ ... وإن ضاق من قولي جهول يجهل
به نزل الروح الأمين وإنه ... كلام فصيحٌ معجز لا يبدل
هو السور العز اللواتي بها الورى ... يحذى النبي الأبطحي المعدل
لست أراها في البرية قطرة ... كما قال غرّ جاهل متقول
...............اللها ما بدا الضحا ... فلا تدفعوا ما قلته أو يحولوا
إن قلتم قام اختيار فإنه ... بزعمكم فعل يقام ويفعل
إن قلتم قام اضطراراً فإنه ... عليه القلوب المستكينة تجبل
إن كان لا هذا ولا ذاك فارتعوا ... على صلعكم والخمس لله هللوا
فإن ينزل الإلهام فالذكر هكذا ... لدي لعمر الله يأتي وينزل
وإلا فقولوا ليس إلا حكاية ... وعلم به الذكر معنى مؤمل
مع الملك الأعلى كما قال غيركم ... فقلتم له شيخٌ جهول مغفل
أقمتم عليه ثم سرتم طريقه ... وقد قلتم هذا ضلال مضلل
وأجهل خلق الله من كان منكراً ... على غيره أمراً به يتسربل
لقد جئتم شيئاً فرياً وبدعة ... يذوب لها لو كان يعقل يذبل
وقد دبر الله الحروف لخلقه ... كما قال فيها الواحد المتطول
وأعلمهم لطفاً وإكمال منة ... عليهم تعالى كيف.........ونوصل
وفيها من الآيات والنور والهدى ... أمور وأشياء لمن كان يعقل
كما قال فيها الطاهرون الذين هم ... هداة بني الدنيا وأقران ما أولوا
لقد قال فيها للمقفع قاسم ... مقالاً له نور مضيء مجلل
لتصغيره منها لحكمة ربه ... وتعليله منها لما لا يقلل
.........بيا طه وحم زارياً ... يحكم فيه رأيه ويعلل
وقولكم فيه شبيه بقوله ... إذا قيس ما قلتم فقيل ممثل
أبينوا لنا معنى الحروف فإنها ... عللكم فيما اعتقدتم وعللوا
فإن كان لا معنى لها وهو قولكم ... ففاعل شيء لا لمعنى معطل
كص وطه والحواميم كلها ... وهل هي فرض عندكم أو تنفل
ومن سف عن علم الدقيق وجدته ... يفند أرباب الهدى ويقلل
وليس بجهل الجاهلين نزول ما ... حبا الله فيها الواحد المتكفل
وآل رسول الله خزان وحيّه ... هداتي وساداتي بهم أتوسل
وما زايلت أشخاصهم أرض ربهم ... وإن زلزلت زلزالها تزلزلوا
هم العترة الأطهار أعلام ديننا ... ومعلم أهل النصب.........
وليس قعود القاعدين بمبطلٍ ... إمامتهم الله من ذاك أعدل
ولكن بعلمٍ قام هذا مجاهداً ... وهذا بعلم لم يفارق..........
وعبد الأمور الحادثات وكونها ... يزول لها فرض..........ويبطل
ولو كان ترتيب الإمامة راجعاً ... إلينا كما قال النبي........
لكان إلينا الأمر في كل قائمٍ ... وهذا مقال بالضلال مسربل
ض
وكان إلينا النصب والعزل دائباً
ونختار من شئنا على القرب والنوى
برئت إلى الرحمن ممن إمامه ... عتيق ومولاه............
ومن مرجي في قوله واعتقاده ... ومن قدري جبرٍ ليس يعقل
ومن كل غالٍ مفرط في مقاله ... وممن علينا جرأة يتأول
ولا أنكر التفضيل في كل كابرٍ ... فكيف وربي منعم متفضل
وما كان عن فعلِ كذلك واجب ... وإن قال هذا نعمة وتفضل
ولو لم يكن في الكائينات تفاضل ... لم هز خطي ولا سل منصل
ض
وكان لهذا الشكر والحمد ساقطاً ... عن الناس فيما ملكوه وخول
وكان الدجى والنور والتبر والحصا ... سواء لذي المقعول........
ومحبونها في كل حال يرى له ... ومكروهها سيان والشهد حتظل
...................................
بعميته ما اهتدى قط مهتدي ... ولم يك خلق بالشريعة يعمل
لي عن الاهمال والترك من له ... على كل منفوس شهيد موكل
كنا فوضى مع الحاجة التي ... جبلنا عليها وهو عدل مؤمل
العقل في الإنسان إلا بصيرة ... ينير بها القلب الذكي ويعقل
..................... فواجب ... وما استقبحته بالبديه معطل
فكم في الأرزاق.................... ... وبالقهر بين العالمين ينقل
هذا فقير عائل ذو خصاصة ... وهذا غني مترف متمول
فليس لنا في الدين رأي نقيمه ... بل الله يقضي يشاء ويفعل
هذا اعتقادي لا أكاتم عن بري ... سواه وإن أذاني المسجل
فيا عابدي الأسماء والعرش ويحكم ... إلى خالق الأسماء والعرش اقبلوا
.................وعرشاً موحد ... ويطلق هذا قاسمي معدل
شرعتم على التعظيم والمدح دينكم ... فكلكم في الجهل يسعى ويرقل
فذوا الفقر مرفوض وإن كان ماجداً ... وذو المال محبوب لديكم مبجل
ووافقتم أمثالكم من مقلد غبي ... قليل الذهن للمدح يقبل
إذا قيل هذا فاهم ذو دراية ... تعاظم وهو الفارع المتعطل
يصدنكم في نفسه وهو لو درى ... من العدل والتوحيد غرثان مزمل
فصار له في أفعاله غسل ثوبه ... وحجبه البيضاء جراب ومشعل
وتسلق أعراض الورى بلسانه ... وبينهم نار العداوة تشعل
رويدكم يا هؤلاء تمهلوا ... فذو اللب والتمييز من يتنمهل
وعما قليلٍ تحصدون الذي له ... زرعتم وكل في غدٍ سوف يسأل
ومن جهلكم بالله أن قلتم له ... صفاة وأسماء كثير تحصل
ولكنها هو في الحقيقة عندكم ... فصيرتموه محدثاً وهو أول
فهم وهما فيما يقولون واحدٌ ... وذاك هو المبدي المعيد المفضل
فلم تفرقوا بين الجميع وواحدٍ ... وهذا مقال بالضلال مزمل
وقلتم بذا قال الأئمة كلهم ... وحاشا لأرباب الهدى أن يميلوا
فكيف ومسطوراتهم وشروحهم ... بحبل الذي.........عليكم ويبطل
ض
ولكن جهلتم قولكم وادعيتم ... جهالتكم علماً يذاع ويبذل
والقصيدة طويلة تركنا بعضها وجئنا ببعض ما فيه موضع الحاجة، ولما نزغ الشيطان بين الشيخ محمد بن حميد هذا وبين الشيخ علي بن أبي رزين كتب علي بن أبي رزين إلى محمد بن حميد هذا شعراً أوله:
أتراهم يوم التفرق لاموا ... ................وهم الذين لاموا
وكانت المطرفية تقول بأن الشيخ علي بن أبي رزين منهم، لسكونه بينهم، وكونه في الوطن معهم، والزيدية تروي عنه أقوالاً تخالفهم أقوالهم، ويقول: إن ما كتبه للمطرفية على أقوالهم إنما هو لما يقصد من حسن الجوار، وكان وهو والشيخ محمد بن حميد عالمين، وكانا مصباحين وبينهما المداناة الكبيرة، ثم وقع بينهما شيء ومعاتبات، فلما كتب الشيخ علي بن أبي رزين ذلك الشعر إلى الشيخ محمد بن حميد رحمه الله، كتب إليه الشيخ محمد بن حميد شعراً وهو:
عجباً لما تأتي به الأيام ... ويريكه الإصباح والإظلام
جاءتك قافية يروق سماعها ... من لا يلائم قلبه إسلام
من صاحب عرفته سبل الهدى ... وله علينا حرمة وذمام
ذكرته عهداً وعقداً بيننا ... صدته عنه زعانف أفدام
فأجابني بخلاف ما خاطبته ... واللام فيه والمليم يلام
أنشا يهيم بكل وادٍ قلبه ... فعل الأولى تركوا الرشاد وهاموا
متمثلاً بطوائفٍ تركوا الهدى ... ورمت بهم في الهوة الأوهام
مهلاً أبا حسنٍ فمالك معمر ... فيمن به يتشرف الأقوام
أن من عرفت فلا يخاف معاسر ... دلل وليس تميله الأقدام
وهو الإله يوصف مخلوقاته ... وعداهم التوحيد والأعكام
قالوا له الأسماء وهي كثيرة ... لكنها المتفرد العلام
والوحي قالوا ليس بالسور التي ... تتلى علينا بل هي الإلهام
وكذا الرسالة في النبي فإنها ... فعل له زعموا وتلك كلام
والناس فيها بالسوية كلهم ... نوح وسام والخليل وحام
وإذا أردت فكن نبياً مرسلاً ... ما لم تغير قلبك الآثام
وكذا الإمامة فهي أيضاً شركة ... والناس في ترتيبها الحكام
والأرض خالية جميعاً ما بها ... من آل طه الطاهرين إمام
من شاء قام بها فكان كحيدرٍ ... تزهو به الألفاظ والأقلام
والسيف والحطي في يوم الوغى ... والقوم في الهيجاء واٌدام
ما للآل من مرسل ومؤيدٍ ... فضل يخص به ولا أعلام
فالكل خلق الله مضطلع بما ... قام النبي له وهم أحكام
في ذاك لو شاءوا ولكن سهلوا ... وعن الإمامة والنبوة حاموا
والموجدات فلا تفاضل بينها ... في الخلق إذ هي كلها أجسام
ولا صفات لا تضر ولا بها ... نفع لملتمس ولا إيلام
والناس إلاهم سواهم بله ... وهم الرعاة وغيرهم أنعام
ظنوا بأن الله أهمل خلقه ... هذا عليهم إن عقلت حرام
..........مجبوراً ويحفظ شخصه ... وتضيع أشخاصاً لها أحلام
هذا اعتقاد لا يراه عاقل ... يقظ ولا تقضي به الأحكام
أشبهت فيما لا يفيد وانه ... عي لدى الحكام أو استبهام
أما المعاد فما عرفت حدوده ... صدتك عنه معاهد وخيام
دع منهج الأعراب واسلك منهجاً ... آل النبي هداية القوام
أطنبت في ذكر العريب وحظكم ... منها شهاد دائم وأوام
عرضت فيه تذمنا وظننته ... شرفاً وذاك أبا رزين ذام
أحسست ذكرك للعريف وللصدى ... ومحارم فيها الصفا.........
...........عليك إذا سئلت عن الذي ... بدعي به من سميته الإسلام
وجزيتنا بالمدح ذماً ما كذا ... فعل الأديب وأن أحد خصام
ومنها:
وعذلتني ومدحت قوما أنكروا ... حقي فأنت الخائن الظلام
ومنها:
الحق أبلج واضح لمريده ... وله قواعد ما لها هدام
من ذا شهيدك والذي تدعي به ... ومن الذي تقضي به الأحكام
........................... لأهلها ... والمنصف المطلوم خير يضام
...........................ابنه لي ... نصاً ولا تذهب بك الجمجام
.............................وهل ... يرعى الرعايا البله والأغنام
إذ قلتم تلك المنازل شركة ... بين الأنام وهم لها قوّام
لو أنهم شاؤا لكانوا أهلها ... فالآن قم ودع الأنام ينام
لا ترضين بخطة مذمومة ... وانهض فانت الصارم الصمصام
أنت المعرة قلت والرجل الذي ... ما حده في المشكلات كهام
مكنت قلت من النبوة والهدى ... لبني الزمان فلا يفتك قيام
وانظر إلى شرح النبي وصنوه ... لا يثنك الإنجاد والإتهام
ومقال قاسم في الإمامة وابنه ... فهو الشفاء لمن عراه سقام
وانبه إلى ما قال يحيى وابنه ... وليكفك الإيضاح والأحكام
ومقال زيدٍ وجعفرٍ وابنه ... وهو الباقر الكلام
وانظر إلى أحكام آل محمدٍ ... فلذي الحجىتيسيره استعصام
وإذا شككت كما حكيت فنم عسى ... يأتيك بالتحقيق فيه منام
ونعيت أمراً أنت فيه......... ... هذا جماح لازم وعزام
أما الوصية فهو دينٌ قيمٌ ... قد صد عنه مفعل وغنام
والاختيار رآه ديناً قيماً ... يوم السقيفة خيبر ودلام
فهذه القصيدة شرح فيها الشيخ العالم محمد بن حميد أقوال المطرفية وأظهر فيها أسرارهم.........أخبارهم ومذاهبهم واعتقادهم، وهو وأمثاله المرجوع إليه في مذاهبهم، فإنه كان قد أقام عليه الليل والنهار، وفكر فيه الأسحار والأسمار، وناظر عليها مرارا، وجادل عليها أسفارا، ولكنه لما اتضح الدليل رجع إلى واضح السبيل، فالعلم بكونهم على هذا المهذب هو علم ضروري، كالعلم بسائر المذاهب البدعية من الجبر والتشبيه، ومذاهب الباطنية، وكمذاهب اليهود والنصارى، والمجوس والثنوية، فلا معنى لقول من ينصرهم بلسانه ويحبهم بقلبه وجنانه، ويجادل عليهم ويواثب، ويعادي ويحارب، بأنه ما علم بقولهم ولا سمع بما ذكرنا من مذهبهم، وإنما رأى عبادتهم وصلاتهم وجدهم واجتهادهم، فلهذا اتبعهم وقلدهم، وجادل عنهم، فإن هذه ضحكة عظيمة ومعذرة باطلة؛ لأن هذا إنما أخبر عن نفسه بأنه من عوام كل بدعة، شر من علماء تلك البدعة؛ لأنهم اتبعوا الضلال بغير شبهة، واعتدوا فيه بأسوأ المعذرة وهو التقليد، فصاروا مثل كفار الجاهلية {قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف:22] ولأن علماؤهم يمكن هدايتهم بإزالة شبهته وتفهمه لموضع غرته، وعوامهم بتعسر هدايتهم لتعسر إبطاتل طريقه اتلتي ضل لأجلها وكفر من قبلها؛ لأنه لا يزال يقول: وكيف أمير عن مولاه من اعتقده من اهل الضلاح والورع، لأجل ما رأى منكم وأسمع، فلا يكاد يهتدي إلا أن ماجد التوفيق يصنعه، ويمي عما هو من طبعه والعادة علىكل شيء سلطان، ولهذا كان ذنب العوام أكبر، وهم عند الله ألوم وأخسر، ولهذا قال تعالى: {إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}[الفرقان:44] ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل: ((عباد الله كونو علماء ولا تكونوا جهالاً، فإن الجاهل في الدنيا مثل الأعمى في سواد الليل لا يعرف طريقه، وكيف يقطع الطريق وهو لا
يعرف وهو في الآخرة ملومخاسر، ثم قال: إني قلت.........عذاب الجاهل في الآخرة، ولو كان الجاهل يعلم ما له عند الله من العقوبة لا يأكل طعاماً لشهوة، ولا شرب شراباً لشهوة، فلو كان ما يذكره العامي من هذه الاعتذارات يكون منجياً له عند الله عز وجل؛ لوجب في أكثر اليهود أن يكون ناجياً عند الله عز وجل؛ لأنه يمكنهم أن يقولوا ......لسنا بعلماء وإنما اتبعنا علماء اليهود لما رأينا من تعبدهم وشدة محافظتهم على السبت، وعلى قراءة كتاب الله عن.........المنزل على موسى عليه السلام، فإن هذا هو الذي يصح أن يصح به عوام اليهود، وهم أكثر اليهود، ولوجب في أكثر النصارى أن يكونوا ناجين عند الله عز وجل؛ لأنهم يمكنهم أن يقولوا: ما نعرف كثيراً مما يروون من الشرك عند النصارى، ولكنا نرى عبادة علمائهم ورهبانهم، وكثرة تشددهم وإتعابهم لأنفسهم في الليل والنهار، وكثرة الصيام، والامتناع من المباحات الكثيرة التي لا يمتنع عنها أهل الإسلام، وهم لا يفعلون هذا إلا طلباً لرضى الله عز وجل، فلهذا اتبعناهم، وكان يجب في عوام اليهود والنصارى وهم أكثر اليهود والنصارى، أنه يجوز قتلهم ولا سبيهم، ولا يجوز اخذ الجزية منهم؛ لاعتذارهم بمثل اعتذار عوام المطرفية، وهم الأكثر من المطرفية، فكما أن ذلك لا يوجب قبوله منهم، ولا يكون مخلصاً لعوام اليهود بل هم يهود، ولا لعوام النصارى بل هم نصارى، فكذلك لا يكون مخلصاً لعوام المطرفية؛ لأنهم مطرفية، ولهذا قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة:22] فإن هم كافرة، وقال تعالى: {لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} إلى قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}[الممتحنة:1] فعوام المطرفية، وكذلك عوام سائر أهل البدع، قد اتخذوا أعداء الله أولياء، وألقوا إليهم بالمودة، فإن هم قد