المعرفة السبعون
قال أهل الإسلام كافة: إن الجسم إذا خرج من حالة إلى حالة، فإنه لا يتبدل وإنما تتبدل الأحوال.
وقالت المطرفية: بل يتبدل الجسم بلا إشكال، وحدث بالحالة الثانية جسم ما كان، قالوا: فاللحية إذا اشتعلت شيباً، واشتعل الرأس شيباً، فإنها لحية اخرى ورأس آخر، وكذلك الأجذم بعد الصحة، والأبرص بعد البراءة والسلامة ليس هو ذلك الرجل السليم، وهذا عبدهم من العلم الدقيق، وغاية التحقيق، وفي الحقيقة أن هذا القول خارج عن الضرورات وصاحبه داخل في غمار السو....................، فإن كل عاقل وإن تبدلت أحواله يعلم ضرورة أنه الذي كان أولاً لا غيره، وهذا القول يعود إلى إنكار البعث والنشور، ويقضى بأن من يخلق للجنة والنار غير المكلفين في الدنيا لتغير الأحوال، ويؤدي إلى أن الله تعالى يثبت بغير عمل ويعاقب بغير جرم.
المعرفة الإحدى والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: إذا اختلط ال................الراج، وصار الجميع أسود فالأسود هو ذلك الجسم الأول هو العفص والزاج لا جسم آخر.
وقالت المطرفية: المداد الأسود ليس هو العفص والزاج وكلك فالوافي كل بمبرحين إذا اختلطا ولب أحدهما على الآخر صارت الممتزج غيراً لهما والجسم عندهم يجوز أن يصير غيراً لنفه ولم يقل بمقالتهم هذه أحد، ويكفي في بطلانها حكايته وظهورها للعقلاء.

المعرفة الثانية والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: أن الشفاء إذا وقع فهو من الله فهو الشافي وحده لا شريك له.
وقالت المطرفية: إن الشافي هو الدواء والشفاء حادث عن الدواء خلافاً على الله تعالى فقد قال تعالى:{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80].
المعرفة الثالثة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: الفصل قد يكون العمل وقد يكون يعمل وقد يكون بغير عمل مثل فصل الحيوان عن الجماد والانسان على غيره وفصل الملك على الإنسان وفصل الدر على الكل ، والدهب والفضة على الحجارة ويوم الجمعة على سائر الأيام ويوم العيد على غيره ورمضان على سائر الشهور، والحرم على غيره من الأماكن وأولاد الأنبياء على غيرهم وأهل البيت على سواهم.
وقالت المطرفية: الأفضل ألا يعمل، ونفوا ما يعلم اضطراراً وكذبوا قول ذي العزة والجلال{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[الإسراء:70] وقال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}[التوبة:36] إلى قوله: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}[التوبة"36]. ولاشك عند المسلمين أنه عظم هذه الأربعة وفضلها على سواهان وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185] وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}[القدر:1،2].

المعرفة الرابعة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: إن الله قد فاضل بين عباده في القوة والقدرة قالوا وقوة علي عليه السلام حين قلع باب خيبر كانت أعظم من قوة غيره.
وقالت المطرفية: إن الله تعالى قد ساوى بين عباده في القوة كما ساوى بينهم عندهم في التعبد وردوا قول الله تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ(39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}[النمل:39،40] وقولهم: هذا يعلم خلافه ضرورة.
المعرفة الخامسة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: إذا بلغ الصبي كمال عقله وهو مالك للذهب والفضة، والأرضين والخيل، والبغال والأنعام، وغير ذلك مما أعطاه ذز الجلال والإكرام، ولم يطع ربه، وخالف سيده ومالكه، يخرج ذلك المال عن ملكه.
وقالت المطرفية: بل يخرج من ملكه لمخالفة الله ومعصيته، وخالفوا قول الله تعالى في الوليد: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً، وَبَنِينَ شُهُوداً، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا}[المدثر:12-14].
المعرفة السادسة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: إن شرب الكافر والفاسق للماء حلال وشربهما للخمر حرام.
وقالت المطرفية: الماء والخمر حرام، وهما في ذلك كله سيان، وهذا يخالف القرآن، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}[المائدة:90] وقال في الماء: {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}[الحجر:22] يمتن بذلك على العالمين المطيعين والعاصين؛ ولأن على خلاف قولهم إجماع المسلمين،و يعلم خلافه بضرورة الدين.

المعرفة السابعة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: ينعقد الفساق بينهم إذا حضرهم الولي والشهود العدول.
وقالت المطرفية: ذلك النكاح عليهم حرام، ولا يحل الحلال للفسقة الطغام، وخالفوا بذلك دين الإسلام، وحرموا الحلال..............قول ذي العزة والجلال.
المعرفة الثامنة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: الأعراض تضر وتنفع لحركات والسكنات والمعاصي والطاعات.
وقالت المطرفية: الأعراض لا تضر ولا تنفع، ولا تغم ولا تسر، وردوا قول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}[الإسراء:82] وقد ثبت عرض من الأعراض، ويلزمهم على هذا، ولا تنفعهم طاعتهم، ولا تضرهم معاصيهم، على قولهم إذا كان لا يضر ولا ينفع الأجسام، وكان يجب أن لا ينتفعوا.............. ولا بالنوم والاضطجاع على لين المهاد، وهذا قثول لم يقل به أحد من الأنام، وكان يجب أن لا يضرهم ضرب الأعناق ولا الطعن ولا الرمي، فلما يجبنون ولماذا يهربون، ومن أي مخافة يخافون.
المعرفة التاسعة والسبعون
قال أهل الإسلام كافة: الكلام لا يجب أن يقوم بالمتكلم ولا العبارة يجب أن تقوم بالمعبر.
وقالت المطرفية: الكلام لا يقوم بالمتكلم ولا العباة إلا بالمعبر، وقولهم هذا يؤيد إلى أن كلام الله قائم بذاته كمقالة الأشعرية، وكان يجب أن تكون الكهوف والجبال هي المتكلمة بالكلام الذي يسمع منها، ولو كانت هي المتكلمة لكانت حية قادرة، فإن المتكلم لا يعقل إلا كذلك، وأن..........ينقص قولهم بأن كلام الله تعالى قائم بقلب الملك العلى، وكان يجب إذا سمع من الكهف..................المطرفية أن تكون الجبال والكهوف قد نطقت بذمهم ولعنهم، وشهدت باستحقاقهم لذلك، وإذا سمع منها أن أقوالهم باطلة كانت بذلك شاهدة حاكمة.

المعرفة الثمانون
قال أهل الإسلام كافة: إنه يستحق المدح والذم، والثواب والعقاب على الأفعال، ويتعلق به الأمر والنهي كما يتعلق..............كانفلاق الرأس بالسيف، وانفراق الجسد بالطعن.
وقالت المطرفية: لا يتعلق به أمر ولا غنى ولا مدح ولا ذم، وهذا القول خلاف الضرورة، وسعلم خلافه من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة، وقد قال تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال:12] وقد ثبت أن الفعل والضرب يتعدى إلى الأعناق إلا مع القول بأن الأفعال من فاعل الفعل، وقد قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}وقال:{وَخُذُوهُمْ}[التوبة:5]. والقرآن ناطق بخلاف مذهبهم.
المعرفة الثمانون وهي على تعديدة إحدى وثمانون
قال أهل الإسلامكافة: إن القرآن محدث.
وقالت المطرفية: إن القرآن ليس بمحدث ولا قديم، ومع ذلك هو عرض من الأعراض، وقد ثبت أن العقل يقضي بأنه إما أن يكون موجوداً أو معدوماً، وأن الموجود منه لا يخلو أن يكون لوجود أول فيكون مُحدثاً، أو لا يكون لوجود أول فهو القديم، وفيه تكذيب لرب العالمين، قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}[الأنبياء:2] والذكر هو القرآن، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف:44]. وهكذا قالوا في جميع الأعراض أنها لا توصف لبأنها محدثة من الله تعالى، فهذه هي المعارف التي رويناها عن أهل الإسلام، وخالفهم فيها الكفرة الطغام، هي التي كان يدين بها الصحابة والتابعون، والأئمة الهادون، صلوات الله عليهم أجمعين.
فإن قال قائل: إن ما ذكرتموه مما ذهب أهل الإسلام هو الذي يقضي العقول والأفهام، ولا تكاد تسمع خلافه من أكثر الطغام، فكيف ينسب إلى المطرفية وهم يطهرون الدين الدين، وينسبون مذاهبهم إلى الأئمة المهتدين.

قلنا: أما ما يظهرونه من التدين والتعبد، والتورع والتزهد، فقد جرى على أكثر الكافرين، وجميع المبتدعين، فإنما من فرقة إلا وفي أهلها من يترهب ويتعبد، ويتورع في دينها ويتزهد، فإن النصارى على بعدهم من الإسلام بحيث لا يشك في كفرهم إلا من شركهم في شركهم يتعبون أنفسهم في التزهد والترهب، وكثرة الميل عن الملاذ والتجنب، وهم مع ذلك هالكون، وعلى جميع عبادتهم معاقبون، وهكذا جميع أهل البدع والضلال كالجبرية والمشبهة والخوارج، وغيرهم من الجهال، فإنهم يتعبون أنفسهم في أنواع العبادات، والقربات، والصدقات، والصلاة والزكاة، وفي التضرع والقيام، وفي التخشع والصيام، ولكنه لما لم يكن عن معرفة وبصيرة، لم يكن متقبلاً عند عالم السريرة، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ، عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ، تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً، تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية:2-5] . وقال تعالى: {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[الكهف:103،104].
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله تعالى لن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته)).
وعن ابن مسعود: إن الله تعالى لا يقبل من صاحب بدعة صوماً ولا صلاة، ولا حجاً ولا عمرة، إنه رد على الله سنته فرد الله عليه بدعته.

وروى الأصبع بن نباتة قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة يمشي وأنا خلفه وقنبر بين يديه فغذ سمع قنبر صوت رجل يقول: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}[الزمر:9] ويبكي ويقرؤها بصوت حزين، فوقف قنبر فقال: أراك والله منهم، فضرب أمير المؤمنين عليه السلام بين كفيه ثم قال: امض نوم على يقين خير من صلاة في شك، إنا آل محمد نجاة كل مؤمن، ولما كان يوم النهروان وجدنا الرجل القارئى في القتلى مع الخوارج، فقال قنبر: صدق أمير المؤمنين يا عدو الله، كان والله أعلم بك مني، فالعبادات الواقعة من المطرفية لا يعتد بها مع هذه الاعتقادات الردية، والمذاهب البدعية، وقد قال عليه السلام: ((كلاب أهل النار أهل البدع)) فأما ما يصحح ما ذكرناه في مذاهب المطرفية فتدل عليه وجوه منها: أن المطرفية تنسب ذلك المذهب إلى أنفسهم، ويناظرون عليه من يخالفهم، ولا يخفى ذلك إلا على الجهال، أو بان يكتمه في بعض الأحوال.
ومنها أن المطرفية قد وضعت في ذلك تصانيفها وكتبها، وجعلته مزبوراً في زبورها وردودها ومناظرتها، ومجادلتها، نحو كتاب الإرشاد للمطرفية، وكتاب مسألة العدل المكذوبة على المرتضى عليه السلام، ومثل الكتاب الذي صنفه محمد بن علي الأهنومي إلى بعض الشرفاء يستدعيه إلى مذهب المطرفية، ويوهم أنه مذاهب الشجرة النبوية، وكذلك التصانيف التي صنفها البحيري ورد فيها على القاضي شمس الدين، وكذلك النقص الذي صنفه المطرفية، واجتمعت عليه وردوا به على القاضي سليمان بن شاور رحمه الله، وكذلك سائر كتبهم ومصنفاتهم.

ومنها أن هذا المذهب المنسوب إلى المطرفية مما وقع فيه الجدال والمناظرات بين الزيدية والمطرفية، وكثر فيه الكلام وتواتر بذلك الأخبار، حتى صار العلم بكونهم على هذه المذاهب الردية، كالعلم بالشمس والقمر وسائر النجوم المضيئة، فإن هذا المذهب لما اتبدعه مطرف بن شهاب رد عليه بدعته علماء اليمن الذين كانوا في زمنه، منهم الشريف العالم، الزاهد المعروف بالصلاح والخير زيد بن علي بن الحسين الحسني رحمه الله بصنعاء وداره بصنعاء هي الدار التي يقال دار الشريف الطاهر، بين ضلالة المطرفية وبدعهم وكفرهم، وخروجهم عن مذاهب العترة الطاهرة أيام حدثت هذه البدعة، ورد عليهم ذلك الوقت القاضي العالم الحسين بن عبد الرزاق ببلاد عنس، والشيخ العالم سعيد بن..............الوادعي، وناظرهم ذلك الوقت رجال الزيدية، وجادلوهم وعرفوهم انهم خارجون عن الدين، وتابعون لمذاهب الطبعية المعتدين، والمطرفية في ذلك الوقت تعترف بهذه المذاهب الردية، وتعتقد أنها انوار مضيئة.

وقال الشريف العالم زيد بن علي بن الحسين الحسني الساكن بصنعاء: لو كانت هذه الفرقة في وقت جدي أمير المؤمنين عليه السلام لبدأ بقتالهم قبل قتال الناكثين والمارقين والقاسطين، ورد عليهم ذلك الوقت أيضاً إسناعيل بن علي الثنوي، ثم رد عليهم الشريف علي بن القاسم، وكذلك صنوه العالم علي بن القاسم بن علي، وكذلك الإمام الحسين بن القاسم، واجتمع المطرفية بعد ذلك بمدة الفقيه العالم الزاهد، الحسن البيهقي رحمه الله بعد وصوله من العراق، فناظرهم بصنعاء، فاجتمعوا معه على مذهب الزيدية، ثم رجعوا بعد ذلك مرتدين، ومالوا ناكثين، ورد عليهم الإمام أبو الفتح الديلمي وبين كفرهم وضلالهم، والإمام المنصور عليه السلام، وكان قد رد عليهم قبله سائر آبائه الصالحين عليهم السلام، نحو الإمام العالم أبي هاشم، والشريف الفاضل ولده حمزة بن أبي هاشم وغيرهم من أهل البيت الطاهرين عليهم السلام، وصلوات رب العالمين، وسائر شيعتهم الأخيار، نحو القاضي العلامة الزاهد شمس الدين، فإن له الردود الكثيرة عليهم، والمقامات المعروفة، والقاضي الفاضل العالم سليمان بن محمد بن شاور، والشيخ العالك الحسن بن محمد الرصاص، وسائر علماء الزيدية، وليس مذاهبهم بالخفية، بل هي الظاهرة الجلية، والعلم على هذه المذاهب الردية علوم ضرورية، بقلة التواتر من الأخيار، وقيلت فيه الأشعار، ولما بين لهم الشريف العالم زيد بن علي الحسني عليه السلام ذلك الوقت خطأهم، وعرّفهم ارتدادهم تلقوا نصيحته بالسب والأذى، ولم يرقبوا فيه حرمة القربى، ولما كثرت منهم له الأذية رد عليهم بغيهم وظلمهم علماء الزيدية، وقال إسماعيل بن علا وكان عالماً من الأبناء ممن يسكن هو وأهله بالشكاك من أرض همدان أرجوزة:
.........من بني عقيل ... كم مشرك بالواحد الجليل
مخالف لله والرسول ... وللوصي سيفه المسلول
والطاهرين من بني البتول ... وللكتاب ما وللعقول
يزعم أن خلق كل جيل ... تحكمه الأربعة الأصول

بالماء والنار وبالقبول ... وبالهواء المغلق المجهول
يخبط في العشواء بلا دليل ... وملك يدبر الخلائق
بقولهم ليس بقول الخالق ... وهو يقول في الكتاب الناطق
على لسان الأبطحي الصادق ... نحن خلقنا الغرب والمشارق
وجعلوا شرهم المداما ... وشربهم للماء سوا حراما
شتان مهما ارتكبوا الآثماما ... وخالفوا في قوله الإمام
......أخل الماء والطعاما ... لكل من أراده أو راما
وقبحوا من القضاء الإسلاما ... وزيد ظلماً أسمعوا الكلاما
حين أطاع الله واستقاما ... وكان أهلاً لثنا القليل
أجدهم ام جدة الرسول ... وأمهم أو أمه البتول
ومن على شيخه البهلول ... إذا عيون الدارعين حول
والدم من أعطافها يسيل ... فإن لم يكن ما قلته فقولوا
ونحضر الحكام والعدول ... أولا فهذا منكم فضول
فالحق لا يؤخذ بالفضول ... وقلتم لا يُسمع القرآن
وهو إلى العالم ترجمان ... فكيف توعي فهمه الآذان
أو يفهم المعلم الصبيان ... ولم لنا الحواس والآذان
حيث يقول الواحد المنان ... إذا تلى في المحضر القرآن
وأنصتوا كي يسمع الإنسان ... ويحكم التنزيل بالتأويل
وفيها:
وفلتم الموت المتاح المبرم ... من الطباع والعدا والدم
سودا وصفرا قلتم وبلغم ... فيها نفوس العالمين تقصم
ليست من الله عليهم تختم ... وهو يقول في الكتاب المحكم
نحن توفينا نفوس العالم ... وأي نفسٍ من فناها تسلم
لعل نفس إذا الطبيب......... ... هيهات لابد من الرحيل
روي لنا أن صبياً ماتا ... في مهده وجاور الأمواتا
فقال شيخ حضر الوفاتا ... وحمل المشعل والمخلاتا
لو أمه حكمته ما ماتا ... أدت لع أغذية أشتاتا
وفيها:
إن قالها فعل وهو ممقوت ... لا يعتدي الزاد الذي يميتُ
حتى يموت الجن والعفريت ... والملك المقرب المنعوتُ
وليس منهم أحد يفوت ... أذا اتاه يومه الموقوتُ
لو كان من عمره ما شئت ... حملته في كتفي وجيتُ
معاقلاً تحلها القريت ... أحصن من معاقل الوعول

5 / 8
ع
En
A+
A-