[7]
دلَّ على حُدُوثِ قَرْنِ الأحوالْ.... خُرُوجُهُ مِنْ حَالةٍ إلى حَالْ
لو كُنَّ لِلذَّاتِ عَدِ مْنَ التِّرحَالْ.... ولم يُسَلِّمْنَ لِحُكْمِ الإِبْطَالْ
فانْظُر بِعَينِ الفِكْرِ غيرَ آلِ
[8]
مَا انفَكَ عَنْها الجِسمُ أَينَ مَا كَانْ.... في دَاني الأرضِ وَقَاصِي البُلدانْ
وغَابِرِ الدهرِ وباقي الأزمانْ.... كلا ولا يَدْخُلُ تَحْتَ الإمْكَانْ
خروجُهُ عَنْها مِنَ المَحَالِ
[9]
دَلَّ عَلَى صِحْةِ مَا أَقُولُ.... الفِكْرُ والتَدْبِيرُ والعقُولُ
والسَمْعُ إذ جَاءَ بهِ التَنْزِيلُ.... ومَا أَتى بِشَرْحِهِ الرسولُ
مُنَبّهاً عَْن وَسْنَةِ الإغْفَالِ
[10]
وَهْيَ إلى صَانِعِهْا مُحْتَاجهْ .... في مُقْتَضَى العقلِ أشدَّ حاجهْ
إذْ صَارَ مِن حاجتِها إِخراجَهْ .... قَلبُ سليمِ القلبِ كالزجاجهْ
مضيئةٌ مِن قَبَسِ الذَّبالِ
[11]
وهوَ تعالى ذو الجلالِ قادِرُ .... إذ فعلهُ عَنِ الجوازِ صَادِرُ
أَعراضُ ما رَكَّبَ والجواهرُ .... وذاكَ في أهلِ اللِّسانِ ظاهرُ
عِنْد ذوي الفِطْنَةِ والجُهَّالِ
[12]
وكلُّ ما بانَ مِن الترتيبِ .... في ظاهرِ البُنْيَةِ والتَرْكِيبِ
من كلِّ فَنٍّ مُتْقَنٍ عجيبِ .... دَلَّ على العلمِ بِلا تَكذيبِ
في مَعْرَضِ الجوابِ والسؤالِ
[13]
وكلُّ مَنْ كان عَلِيمَاً قادراً .... لِذَاتهِ وناهياً وآمراً
وباطناً لخَلْقِهِ وظاهِراً .... وقابلاً لتَوْبِهِم وَغَافِراً
فَذَاكَ حَيٌّ غَير ذِي اعْتِلالِ
[14]
يَسْمَعُ ما دَقَّ مِن الأصوَاتِ .... ويَعْلَمُ المقصُودَ باللُّغَاتِ
ليس بِذِي دَاءٍ ولا آفَاتِ .... ويَنْظُرُ الذَرَّةَ في الصّفاتِ
سودَاءَ في سودا مِنَ الليالي
[15]
وَرَبُنا سُبْحانَهُ قَدِيمُ .... لَمْ تَخْتَلِجْنَا دُونَهُ الوُهُومُ
وهوَ بأوصَافِ العُلى مَعْلُومُ .... حَيٌّ على عِبادهِ قَيُّومُ
مُمْتَنعٌ من حَالَةِ الزَّوَالِ
[16]
وهو تعالى غير ذِي تَنقُّلِ .... قُدِّس عن مَقَالَةِ ابنِ حَنْبَلِ
والأَشْعَريِّ وضِرَارِ الأحْوَلِ .... فَخَالِف الشَّكَ إلى النَّصِ الجَلِي
ليس بِذِي نِدٍّ ولا مِثَالِ
[17]
وهو غَنِيٌّ ليس بِالمُحْتَاجِ .... إلى سَدَادِ البَطَن والأزواجِ
إذْ هوَ عَنْ نَيْلِ المَلاذِّ نَاجِي .... ومُقْتَضَى المِحْنَةِ والإحْرَاجِ
قَدْ عَمَّ كُلَّ الخَلقِ بالإفضَالِ
[18]
وعنه نَنْفِي رُؤيةَ الأبْصَارِ .... في هذه الدَّارِ وتِلْكَ الدَّارِ
إذ هو لا يُعْلَمُ بالمِقْدَارِ .... ولا بِإقْبَالٍ ولا إدْبَارِ
في أيِّما حَالٍ من الأحْوَالِ
[19]
لو كَانَ ربِّي مُدْرَكاً في حَالهْ .... أَدْرَكْتُهُ الآنَ بِلا مَحَالَهْ
يا إخوتا فَاطَّرِحوا الجَهَالهْ .... وَالشَّكَ والحَيرَةَ والضَلَالهْ
واغْتَرِفُوا من زَاخِرٍ سَلْسَالِ
[20]
وهو يَجِلُّ عن قَرِينٍ ثَانِي .... يَمْنَعُ مِنْهُ العقلُ والمَثَانِي
لَوْ كَانَ ثانٍ وهُما ضِدَّانِ .... وَظَهَرَ المُنْكَرُ في البُلدانِ
ولم يُسَلِّمْ أوَّلٌ لِتَالي
[21]
وهو حَكِيمٌ ذُو الجَلالِ عَدْلُ .... إذ كُلُّ جَورٍ حَاجَةٌ وجَهلُ
وَمِنْهُ للكُلِّ العَطَاءُ الجَزْلُ .... وليس يَثْنِي نِعْمَتَيْه العَذْلُ
يُجْزِي عَلى الحبَّةِ بالمِثْقَالِ
[22]
قَضَاؤُهُ بالحقِّ دُونَ الباطِلِ .... كما أَتَى في السُّورِ النَّوَازِلِ
وإذْ بِهِ يَفْرَحُ كُلُّ عاقِلِ .... والظُّلمُ يُشجي قَلبَ كلِّ فَاضِلِ
فَانْظُرْ إلى مَخَارِجِ الأقَوَالِ
[23]
وَكَلَّفَ العَبدَ دُوَيْنَ الطَّاقَهْ .... وحَلَّ إذ كلَّفَهُ وِثَاقَهْ
إذْ صار لا تَجْرِيْ عليهِ الفَاقَهْ .... ولَم يُرِدْ سُبْحَانَهُ إرهَاقَهْ
جَلَّ فما أَرْحَمَهُ من وَالِي
[24]
ولم يُرِدْ ظُلماً ولا فَسَادا .... لو شَاءَهُ ما عَذَّبَ العِبادا
ولأَرَدْنا كُلَّ ما أرادا .... ثَمَّتَ وَالَيْنَا الذي قَدْ عَادَا
وكان لا يَنْهى عن الإضْلالِ
[25]
يَمْتَحِنُ العالمَ بالأمْرَاضِ .... والموتِ والشدَّةِ والأعرَاضِ
لِلإعْتِبَارِ المَحْضِ والأعْوَاضِ .... وهو عَنِ المُمْتَحَنِيْنَ راضِي
يُحِلُّهُم فَوْقَ المَحَلِّ العَالِي
[26]
ومِنْهُ قَدْ جَاء الكتابُ المُنْزَلُ ....شَاهِدُهُ البَرُّ النَبيُّ المرسلُ
مُوَصَّلٌ مَتْلُوّهُ مُفَصَّلُ .... فيه الهُدى مُبَيَّنٌ ومُجْمَلُ
كالدُّرِ والياقُوتِ واللآلي
[27]
وعندنا محمدٌ نبيُّ .... مهذَّبٌ مطهَّرٌ زكيُّ
إختصَّهُ بذلكَ العليُّ .... وجاءَ منهُ مُعْجِزٌ جَلِيُّ
يَعْجَزُ عنهُ كلُّ ذِيْ مَقَالِ
[28]
أيَّدهُ ربي بإِظْهَارِ العَلَمْ .... فصَارَ في هَامَةِ بَحْبُوح الكَرَمْ
أفَضَلُ مَنْ يمشي على بَطنِ قَدَمْ .... وكلِ ذي لحمٍ من الخلقِ ودمْ
مَنّاً مِنَ الواحدِ ذِي الجَلالِ
[29]
وقولُنَا في الوعدِ والوَعِيدِ .... للمؤمنِ الطائعِ والعنيدِ
وللشقيِّ العرضِ والسعيدِ .... بالمَكْثِ في الدارينِ والتَخْلِيْدِ
وذاكَ قُولُ اللهِ ذي المَحَالِ
[30]
وما لأهلِ الفِسْقِ مِنْ شَفَاعهْ .... لَمَّا تَنحَّوا عن طريقِ الطاعهْ
وخَالَفُوا السنةَ والجَمَاعهْ .... وارتَكَبُوا المُنْكَرَ والبشاعهْ
فَخُلِّدُوا في حِلَقِ الأنكالِ
[31]
ولا يُسمَّى ذُو الفُسُوقِ كافِراً .... مُغَالِبَاً بِكُفْرِهِ مُجَاهِراً
ولا تَقيَّاً ذا وقَارٍ ظاهِراً .... بَلْ فاسقاً رِجْسَاً لَعِيناً فَاجِراً
يَجُولُ في جَوَامِعِ الأَغْلالِ
[32]
والنَّهيُ عَنْ فِعْلِ القبيح واجبُ .... والأَمْرُ بالمعروفِ فرضٌ لازِبُ
وهو على فاعِلِهِ مَرَاتِبُ .... وَعظٌ وَزجرٌ وَحُسَامٌ قَاضِبُ
مِْن غِيرِ تَفْرِيطٍ ولا استعجالِ
[33]
ثُمَّ الإمامُ مُذْ مضى النبيُّ .... صلَّى عَليِهِ الواحدُ العليُّ
بغيرِ فَصلٍ فَاعْلَمَنْ عليُّ .... والنَّصُ فِيهِ ظاهِرٌ جَلِيُّ
يومَ الغَدِيرِ ساعةَ الإحْفَالِ
[34]
قالَ فمنْ كُنتُ لهُ وليَّا .... فليتولَ مُعلناً عليَّا
إنْ كان يَرْضَانِيْ له نَبِيَّا .... شافِعاً وصَاحِباً حَفِيَّا
فَصَارَ أهلُ الزَيغِ في بَلْبَالِ
[35]
وقالَ ربِّي وهوَ نِعمَ القائلُ .... وهَدْيُهُ إلى العبادِ واصِلُ
مَولاكمُ فِيهِ لكُم دلائلُ .... مَنْ أَخَذَ الخَاتَمَ عنهُ السائلُ
وهو لِمَفْرُوضِ الصَلاةِ صَالِي
[36]
وبَعدَهُ الأمْرُ إلى السِّبْطَيْنِ .... الحسنِ الطَاهِرِ والحسينِ
قَتِيلِ أَربَابِ الشَقَى والمَيِنِ .... شَهْمِ الجَنَانِ طَاهِرِ الثَوْبَيْنِ
مُردِي كُمَاةَ الظُّلمِ في النِّزَالِ
[37]
والحُجَّةُ الظاهرةُ المُعِمَّهْ .... بالأمر في آلِهِما الأئمهْ
شَاهِدُهَا إجمَاعُ هَذِي الأمهْ .... سَفِينةِ الحقِّ بُدُورِ الظُّلْمَهْ
إذا ألَمَّتْ ظُلَمُ الأَهْوَالِ
[38]
فيهمْ نِصَابُ الأمرِ والإمامهْ .... ليس إلى غيرِهِمُ الزَّعَامهْ
فلا تَخَطَّوا طُرَقَ السلامَهْ .... واستَمِعُوْا مِنْ ربِّكم أَحْكَامَهْ
لا تُخْطِروا الحِسْدَ لكمْ ببَالِ
[39]
أتحسُدُونَ الناسَ فَضَلَ الباري .... في الرزقِ والخِلْقةِ والمِقدارِ
وَوَاقِعِ الإقتَارِ والإيسَارِ .... ومَنُّهُ على الجميعِ جاري
بالعدلِ في الإكثارِ والإقلالِ
[40]
أراد من أهلِ القليلِ الصَبْرَا .... ومِنْ ذَوي المالِ الكثِيرِ الشُكْرَا
وادَّخَرَ الأَجْرَ لدَارِ الأُخرَى .... ومَنُّهُ على الجميعِ يَتْرَا
لِلفائزينَ بالمحَلِ العالي
[1]
حَمْدَاً لِمَنْ أيَّدَنَا بِعِصْمَتِهْ .... وَاخْتَصَّنَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهْ
وَصَيَّرَ الأَمْرَ لَنَا بِرُمَّتِهْ .... فِيْ كُلِّ مَنْ أَظْهَرَ مِنْ بَرِيَّتِهْ
[2]
صِرْنَا بِحُكْمِ الواحِدِ المنَّانِ .... نَمْلِكُ أَعْنَاقَ ذَوِي الإيِمَانِ
وَمَنْ عَصَانَا كَانَ في النِّيْرَانِ .... بَيْنَ يَدَيْ فِرْعَوْنَ أَوْ هَامَانِ
[3]
لَوْ أَنَّهُ صَامَ وَصَلَّى وَاجْتَهَدْ ....وَوَحَّدَ اللهَ تَعَالَى، وَعَبَدْ
وَصَيَّرَ الثَّوْبَ نَظِيْفاً والجَسَدْ .... وَقَامَ لِلطَّاعَةِ بِالعَزْمِ الأَشَدْ
[4]
ثُمَّ عَصَى قَائِمَنَا المَشْهُوْرَا .... وَقَالَ لَسْتُ تَابِعَاً مَأمُوْرَاً
مُحْتَسِبَاً لأمْرِكُمْ مَقْهُوْرَا .... لَكَانَ مَلْعُوْنَاً بِهَا مَثْبُورَاً
[5]
وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الجَحِيْمِ الحَامِيَهْ .... وأمُّهُ فيها يَقِيْناً هَاوِيَهْ
وَمَا الذي يُدْرِيْ الجَهُولُ مَا هِيَهْ .... نَارٌ تُصَلِّيهِ بِهَا الزَّبَانِيَهْ
[6]
إنَّ بَنِيْ أَحْمَدَ سَادَاتُ الأُمَمْ .... بِذَا لَهُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ حَكَمْ
مَنْ أَنْكَرَ الفَضْلَ لِأُذْنَيْهِ الصَمَمْ .... مَنْ عِنْدَهُ الدُّرُ سَواءٌ والحِمَمْ
[7]
قَد قَالَ مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ الأَخْيَارْ .... أَعنِي بَنِيْ بِنْتِ النبي المُخْتَارْ
مَقَالَةً يَغْضَبُ مِنْهَا الجَبَّارْ .... ليس لِحُكْمِ اللهِ فيها إِنْكَارْ
[8]
أَنْكَرَ فَضْلَ الفَاضِلِيْنَ بِالنَّسَبْ .... وَهْوَ إلى نَيْلِ العُلَى أقوى سَبَبْ
نَقُولُ هَذَا إِنْ شَكى وإن عَتَبْ .... لا يَسْتَوِيْ الرَأسُ لَدِيْنَا والذَّنَبْ
[9]
هَلْ عِنْدَهُ إِذَا أتاهُ المُنْتَسِبْ .... بِنَسَبٍ غَثِّ الجُدُودِ مُحتَجِبْ
مُلَفْلَفٍ([53]) مِنْ كُل أوبٍ مُضْطَرِبْ .... مِثْلُ صَمِيْمِ آلِ عَبْدِ المُطَّلِبْ؟
[10]
وهَل لَدِيْهِ قِطعةُ الرصَّاصِ .... كَالذَّهَبِ المُسَبَّك الخُلاصِ؟
وَكُلُّهُ جِسمٌ بِلا اختِرَاصِ .... مَالَكَ إنْ أنصفتَ مِنْ مَنَاصِ
[11]
قَدْ نَصَّ ربِّي في الكتابِ المُنْزلِ .... نصاً جليَاً لأخِ العَقْلِ الجَلِي
يُعْرَفُ مِنْ مُبَيَّنٍ ومُجْمَلِ .... ولم يُقَيِّدْهُ بِشَرْطِ العَمَلِ
[12]
لو كَانَ أَجْرَاً كانَ بَعدَ الإكمالْ .... إذْ ذاك من شَرْطِ حُقُوقِ العُمَّالْ
ولم يَزَلْ مِنْ حَالَةٍ إلى حَالْ .... ولم تَشُبْهُ رَائِعَاتُ الزِلزَالْ
[13]
دَارُ الجزا يا قومِ دارُ الآخرهْ .... إنَّا أخذنا عَنْ بحارٍ زاخرهْ
أولَ ما دِنَّا بِهِ وآخرَهْ .... فَلَمْ تكن صَفْقَتُنَا بِخَاسِرهْ
[14]
قَد قال جَدِي القاسِمُ العلاَّمَهْ .... في أوَّلِ التَّثْبِيتِ للإمامهْ
قولاً نَفَى عَنْ دِينِنَا ظِلَامهْ .... وَحَلَّ عن مذهبنا لِثَامَهْ
[15]
ثُمَّ ابنُهُ ذو الشَّرفِ الأصِيلِ .... محمدٌ ذو الفهمِ والتحصيلِ
حَقَقَ في الثَالِثْ مَنَ الأُصُولِ .... قولاً يُزيلُ مذهبَ الجَهُولِ
[16]
ثُمَّ الإمامُ الأسَدُ الهَصُورُ .... أبو الحسينِ العالمُ المشهورُ
قد قال قولاً يَعْتَليهِ النورُ .... وهو بما يَقُولُهُ خَبِيرُ
[17]
ثُمَ أَبَانَ بعدُ في الكفاءهْ .... ما قَدْ رَأيْنَا والورى سَنَاءهْ
فَلَم نُفَارِقْ أَبَدَاً ضِيَاءَهْ .... إذ نَحْنُ لا نَبْغِي الهُدَى وَرَاءهْ
[18]
وقالَ في ذاكَ الإمامُ القاسِمُ .... وَسِبْطُهُ الفَذُّ الحسينُ العالمُ
قَولاً كَدُرٍّ قَدْ جَلاهُ الناظمُ .... يَعْرِفُهُ الحبرُ اللبيبُ الفَاهِمُ
[19]
وَكَمْ أعُدُّ مِنْ كلامِ الجبَّارْ .... آياً وَمِنْ قولِ النبي المُختارْ
وشَرْحِ أجدادي الحُمَاةِ الأبرَارْ .... مِنْ حُجَّةٍ لائحةٍ للأبصارْ
[20]
لم يَعَمَ عَمَّا قُلْتُهُ إلاَّ عَمِي .... ذو منطقٍ حُلوٍ وقلبٍ مُظْلِمِ
يَحسِبُ أنَّ الدِّينَ بالتَّوهُمِ .... فصَارَ للشّقْوَةِ في جهنَّمِ
[21]
وكلُّ مَنْ أنكرَ فضلَ الصفوهْ .... شَارَكَ أربابَ الرَدَى والشّقْوَهْ
فيما أَتَوْهُ عَامِدِينَ ضحوهْ .... في أرضِ باخَمرى وصَحرَا أتْوَهْ
[22]
ثم بِيَحْيَى في بلادِ البَهْلَوَانْ .... إذْ أنْزلُوهُ مِنْ شَمَاريخِ القِنانْ
وَفِعْلِ نَصْرٍ نَجْلِ سَيَّارِ الهُدَانْ .... بسِبط زيدِ الخيرِ يومَ الجوزجانْ
[23]
وَشَارَكَ الأشرارَ في الكُناسَهْ .... لما نَفَوْا عَنْ جِسْمِ زيدٍ رأسَهْ
ونَزَعُوا لا قُدِّسُوْا لِبَاسَهْ .... ثم أطَافُوا حَوْلَهُ الحِرَاسَهْ
[24]
وكَمْ لأجدادِيَ مِنْ يَوْمٍ أغَرْ .... فيهِ النِّطاحُ بالجِبَاهِ والغُرَرْ
لا يَرْفَعُ الصوتَ بِهِ إلاَّ الذَّكَرْ .... يَضَلُّ يَرْمِيْ بِالرُؤسِ والقِصَرْ
[25]
وأصلُهُ الإنكارُ لِلتفضِيلِ .... والقَوْلُ بالتّرجيم والتعليلِ
ونَفي حُكْمِ الوَاحِدِ الجَلِيْلِ .... في كلِّ ما حيٍّ وكلِّ جيلِ
[26]
يا قومِ لَيسَ الدُّرُ قَدْرَاً كَالبَعَرْ .... ولا النِّظَارُ الأبْرَزِيُّ كالحَجَرْ
كلا ولا الجوهَرُ مِثْلاً للمَدَرْ .... فحاذِرُوا في قولكمْ مَسَّ سَقَرْ
[27]
هَلْ في البرايا كَبَنِي بنت النبيِّ .... أهلِ الكِسَا والحَسَبِ المهذَّبِ
والضَّربِ في عَرْضِ العَجَاجِ الأشهَبِ .... عَنْ دِينِهمْ كلَّ رَدِيِّ المنْصِبِ؟
[28]
لا أنسَ في نَورُودَ فِعْلَ النَّاصرِ .... الحسنِ الفذِّ الإمامِ الطّاهرِ
بكلِّ رِجْسٍ ذي عِنَادٍ فاجرِ .... خَبٍّ لئيمٍ داعرٍ مُكابرِ
[29]
ولا فِعالَ النَّاصرِ بن الهادِي .... يومَ نُغْاشٍ في ذوي الفسادِ
إذْ صيَّرَ القومَ كَصَرعَى عادِ .... بالسُّمْرِ والمُرْهَفَةِ الحدادِ
[30]
وَكَمْ ليحيى ذي الأيادِي السابِقهْ .... مِنْ حَمْلَةٍ نحوَ الأعادي صَادِقهْ
كأنها فَوقَ الطغاةِ صَاعقهْ .... مَشْفُوعَةٍ برجفةٍ وبارقهْ
[31]
أَقُولُ قَوْلاً فافهَمُوا تَأوِيلَهْ .... واستَمِعُوا هُدِيتُمُ دليلهْ
واتبِعُوا لترشَدُوا سَبِيلهْ .... فما طَريقُ الحقِّ بالمجهُولهْ
[32]
ما قولكمْ في مُؤمِنٍ قوّامِ .... مُوحِدٍ مُجتهدٍ صوَّامِ
حِبرٍ بكلِّ غامضٍ علاَّمِ .... وذكرُهُ قد شاعَ في الإسلامِ