[بيان فضيلة العلم]
ومن ذلك العلم: وأمره فيه -عَلَيْه السَّلام- أظهر من أن يستشهد عليه، وآثاره تنطق بذلك، وقد كان عمر بن الخطاب معدوداً في أكابر العلماء، وأطبق الناس على الرواية عنه: (لولا علي لهلك عمر)، حتى جرت لشهرتها مثلاً، وذلك في قصة المرأة التي أمر عمر برجمها فردَّها علي -عَلَيْه السَّلام- إليه، وسأله عن شأنها، فذكر له أنها اعترفت على يديه بالفجور، فقال -عَلَيْه السَّلام-: (هل استبرأت رحمها؟، فقال : لا)، فأمر نسوة يبصرونها فوجدنها حُبلى، فقال -عليه السلام-: (هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟) فأنطق هذه القضيَّة العجماء -صلوات الله عليه- بلطف نظره إلى قيام الساعة، ثم قال -عَلَيْه السَّلام-: (لعلك أخفتها أو تهددتها؟، فقال: قد كان ذلك، فقال: ويحك؛ أما علمت أن رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- قال: لا حد على مُعترف بعد بلاء؟) فأمر عمر بتخلية سبيلها وقال ما حكينا عنه إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
ولو أفردنا له كتاباً ما أتينا على آخره؛ ولأن أهل العلم المتقدّمين فيه بعد رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- وإن كان لكل من أصحابه -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- بسطة في العلم وقدم -فجزاهم الله عن الدين والإسلام خيراً- هم على اختيارنا ثلاثة: علي -عَليه السَّلام-، وابن مسعود([41])، وأبو الدرداء([42])، وقد قيل معاذ([43])،
_______________________
([41]) ـ ابن مسعود، هو: عبدالله بن مسعود بن غافل بمعجمتين بينهما ألف أبو عبد الرحمن الهذلي نسباً الزهري حلفاً الكوفي كان من أهل السوابق، وهاجر قديماً، وشهد المشاهد كلها، وكان من الجبال في العلم، وعلى قامة القاعد في الجسم، وهو القائل كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب، وكان من الجبال الراسخة في العلم، وهو القائل: قرأت القرآن على رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- وأتممته على خير الناس بعده علي بن أبي طالب، وكان من محبي أمير المؤمنين وشيعته توفي سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وعمره ستون سنة، ودفن بالبقيع.
([42]) ـ أبو الدرداء، هو: عويمر بن مالك، وقيل عامر، وقيل ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي أسلم عقيب بدر، وكان من عباد الصحابة ومتألهيهم، وهو أحد الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- بلا خلاف، وهو القائل: العلماء ثلاثة عالم بالشام وعالم بالكوفة وعالم بالمدينة، فالذي في الشام يسأل الذي في الكوفة، والذي في الكوفة يسأل الذي في المدينة، والذي في المدينة لايسأل أحداً، ومراده الذي بالشام نفسه، وبالكوفة ابن مسعود، وبالمدينة أمير المؤمنين عليه السلام، ولاه عثمان دمشق وكان فقيهاً، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين في آخر خلافة عثمان، وكانت أول مشاهده أحد وما بعدها.
([43]) ـ معاذ بن جبل بن عمر الأنصاري الخزرجي السلمي أبو عبد الرحمن المدني كان من أعيان الصحابة وأقرأهم في العلم والفتوى وحفظ القرآن، أسلم وهو فتى وعمره ثمان عشرة سنة، وشهد العقبة الأخيرة مع الأنصار السبعين وشهد بدراً وأحداً، والخندق وجميع مشاهد رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- كلها وبعثه النبي إلى اليمن يعلم القرآن والأحكام، وكان يزوره في الأسفار، وأخذ بيده، فقال: يا معاذ والله إني لأحبك، وتوفي في طاعون عمواس بالأردن وعمره ثمان وثلاثين سنة سنة ثمان عشرة.

وقد قيل عمر، وقيل ابن عبَّاس([44])، وقيل سلمان([45])، واختيارنا ما قدّمنا؛ وعلي بالإجماع أعلم النفر، وكيف لا يكون كذلك والنبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- يقول لما أنزل عليه قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ(12)}[الحاقة] ، قال: ((سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي([46]))) ، وقال: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها([47]))) إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
_____________
([44]) ـ تقدمت ترجمته.
([45]) ـ تقدمت ترجمته.
([46]) ـ أخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب (16) ص(108) الغري، وابن المغازلي (1/142) رقم (79) و(1/158) رقم (94) ورقم (121، 122)، وعبد الوهاب الكلابي عن بريدة، ورواه أبو القاسم الحسكاني عن علي من أربع طرق، وعن ابن عباس، وعن جابر، وعن أنس، وعن بريدة ومكحول . انظر : شواهد التنزيل (2/271، 285) نم رقم (1007إلى 1029).
ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي عن أنس، ورواه الحاكم عن بريدة، ومكحول من ثلاث طرق، ورواه الثعلبي في تفسيره عن بريدة، ورواه محمد بن سليمان الكوفي عن خديجة بنت علي بن الحسين، وعن مكحول من ثلاث طرق، وذكره في الكشاف، ورواه سعيد بن منصور والطبري عن مكحول، ورواه الطبراني، ورواه السيوطي في الدر المنثور ، وقال : أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول.
([47]) - حديث : ((أنا مدينة العلم ..إلخ)) : رواه الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام ، والإمام محمد بن القاسم عليه السلام في الأصول الثمانية (66) ، ورواه الإمام المنصور بالله عليه السلام في الشافي من عشر طرق ، عن علي عليه السلام من ثلاث طرق ، وعن جابر بن عبدالله من طريقين ، وعن ابن عباس من خمس طرق ، الشافي (2/232).
ورواه صاحب المحيط بالإمامة من عدة طرق ، عن الإمام المرشد بالله عليه السلام ، ورواه الشريف الرضي في مجازات السنة النبوية (203، 204) .
ورواه الحاكم في المستدرك (3/126) وقال : حديث صحيح الإسناد ، ورواه من طريق أخرى (3/127) ، ورواه ابن المغازلي الشافعي من عدة طرق ، فعن جابر من طريقين ص(71) وص(72) رقم (125) ، وعن علي عليه السلام من طريقين ص(72) رقم (122) وص(73) رقم (126) ، وعن ابن عباس من ثلاث طرق ص(71) رقم (121) وص(72) رقم (123، 124) .
ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (2/558) رقم (1071) ، ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام (2/464) رقم (991) عن علي عليه السلام ، وعن ابن عباس (992) ، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/348) و(7/172) و(11/48، 49) عن ابن عباس ، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (4/22) عن ابن عباس ، ورواه المتقي في كنز العمال (11/614) رقم (32979) و(13/148) رقم (36463) عن ابن عباس .
ورواه الطبراني في الكبير (11/65، 66) رقم (11061) عن ابن عباس ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (9/114) عن ابن عباس ، وقال : أخرجه الطبراني . ورواه ابن عدي في الكامل (1/195) عن جابر .
ورواه السيوطي في الجامع الصغير (1/161) رقم (2705) عن ابن عباس ، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (1/334) رقم (459) و(2/272) رقم (1009) عن علي عليه السلام .

[فضيلة الورع]
وأمَّا الورع: فمما ظهر الحال فيه للعدوّ والولي ما صُرفت له سقطة في نائبة، ولا زلّ حتى لقي الله -تعالى-، ولا قوَّى أمر معاوية -لعنه لله- إلا قسمة السَّويَّة، والعدل في الرعية، وإيثار الدار الباقية على الفانية الدنية، ولو فصلنا ذكره لطال الشرح؛ ولكن من ذلك أنه -عَلَيْه السَّلام- ملك العراقين وخراسان ومصر والحجاز واليمامة والبحرين وما والاهما إلى عمان واليمن بأسره، ثم ولى إلى جوار ربه (وما خلف بيضاء ولا صفراء إلا أربع ما ئة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله([48]))، ظننا أن ذلك لولا كان في حاجة أهله ما ادخر دانقاً لنفسه، ومثل هذا لم يعلم من غيره.
[بيان فضيلتي الزهد والسخاء]
وأمَّا الزهد: فإجماع الناس بعد النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- على ثلاثة علي -عَلَيْه السَّلام-، وأبو ذر، وعمر بن الخطاب، ولم يعلم مثل حال علي -عَلَيْه السَّلام- في واحد منهما في مطعمه ومشربه وملبسه، ولكل من ذلك نصيب ولكن لا سواء.
______________
([48]) - ما بين القوسين اقتبسه الإمام عليه السلام من خطبة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام قال فيها : (قد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون بعمل ..إلى قوله : ولقد توفّي في الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم ، والتي توفّي فيها يوشع بن نون ، وما خلف صفراء ولا بيضاء [أي ذهباً ولا فضة] إلا سبعمائة درهم من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله) إلى آخر الخطبة .
والخطبة رواها الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية (1/142) ، والموفق بالله في الاعتبار ص(660) ، والإمام أبو طالب في الأمالي ص(179) ، ولم يذكر ما نحن بصدده ، والإمام أبو العباس الحسني في المصابيح ص(340) ، ورواها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين ص(62) ، والطبري في تاريخه (4/404) (ط/ مؤسسة الأعلمي)، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة (16/224) ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ص(25) رقم (16) .
ورواها الطبراني في الأوسط (1/585) رقم (2155) ، والكبير رقم (7913) ، والحاكم في مستدركه (3/172) ، وأحمد بن حنبل في مسنده (1/199) ، والبزار في كشف الأستار (3/205) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (9/149) وقال : إسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني حسان .
ورواها محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (2/574) رقم (1084) ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق (3/398، 404) من رقم (1496، 1504) ، والنسائي في خصائصه ص(12) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/65) ، وأبو يعلى الموصلي وغيرهم .

وأمَّا السخاء: فغايته الإيثار على النفس والأهل والولد، وكانت هذه حالة علي -عَلَيْه السَّلام- حتى ذكر الله ذلك في محكم كتابه في قوله عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}[الإنسان] ، وصرح بإخلاص نيته -عَلَيْه السَّلام- وأهل بيته تصريحاً بقوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا(9)} [الإنسان] ، وأخبر بخوفهم له في قوله: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا(10)} [الإنسان] ، ودل على عصمتهم -عَلَيْهم السَّلام-، وأنهم يلقونه على عهده، ولا يقع منهم تفريط ولا تبديل لحكمه، بقوله: {فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا(11)وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا(12)}[الإنسان] ، إلى آخر الآيات المقدسات، فَذِكْرُ حب الطعام في أول القصة، وذكر الصبر في آخرها أكبر برهان لأهل الأذهان على أن الضر قد كان بلغ فيهم نهايته، فآثر -عَلَيْه السَّلام- على نفسه، إيثاراً لم يُعلم من غيره، وهذا غاية السخاء؛ لأنه -عليه السلام-، وإن لم يكن من أهل السعة، فقد كان يجود بموجوده، وأبو بكر وإن عد في أهل الإنفاق، فإنما كان إنفاقه من ظهر غنى، وإنفاق علي جهد المقل، والفرق في ذلك لأهل البصائر ظاهر، وإن كان الجميع مأجور، ولا نعلم خلافاً بين أهل البيت -عَلَيْهم السَّلام- وأعيان أهل العلم([49]) أن المراد بالآيات علي بن أبي طالب عليه السلام، وأنها نزلت في شأنه وقد دلت على الكرم، وزادت العصمة، والقطع على المغيب وذلك لم يقع لغيره ، فلو لم ينظر بعد ذلك في شيءٍ من أمره لكان ذلك كافياً في وجوب إمامته، وتقديم زعامته.
____________________
([49]) - قوله تعالى : {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا(5)}[الإنسان]، إلى آخر الآيات : نزلت في الخمسة أهل الكساء : أمير المؤمنين عليه السلام ، والزهراء، والحسنين صلوات الله عليهم ، وقد روى ذلك الجم الغفير من المفسرين والمحدثين عن عدة وافرة من الصحابة والتابعين بطرق كثيرة ؛ فممن روى ذلك :
أمير المؤمنين عليه السلام روى ذلك عنه : الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (2/300) رقم (1042) بعدة طرق عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي ص(196) ، والشيخ الصدوق في الأمالي ص(212) المجلس (44) رقم (11) .
وعن زيد بن أرقم روى ذلك عنه : الحاكم الحسكاني في الشواهد (2/309) رقم (1061) ، وفرات بن إبراهيم الكوفي ص(199) ، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب (1/58) رقم (23) .
وعن ابن عباس روى ذلك عنه : الحاكم الحسكاني في الشواهد عن مجاهد عن ابن عباس رقم (1047) و(1048) و(1051) ، وعن الضحاك عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس ، وأبي صالح عن ابن عباس ، وعطاء عن ابن عباس ، من عدة طرق .
ورواه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي عن ابن عباس (1/178) رقم (103) ، والحسين بن الحكم الحبري في تفسيره (326) رقم (69) والزمخشري في كشافه مرسلاً عن ابن عباس (4/670) ، والثعلبي في تفسيره ، والواحدي في أسباب النزول ص(331) ، وابن جرير الطبري في تفسيره أيضاً.
وعن طاووس روى ذلك ابن المغازلي الشافعي في المناقب ص(176) رقم (320) وعن الأصبغ بن نباتة روى ذلك الكنجي في كفاية الطالب ص(342) وغيرهم .

[بيان فضيلة التدبير للأمور]
وأمَّا تدبير الأمر: فكان -عَلَيْه السَّلام- أعرف الناس بِفُرص الأعداء، وعورات الثغور، ووجوه المكائد، وأوقات الغارات، وطرق السرايا، وترتيب الأمراء، وحفظ الأطراف، ونظم العساكر، وكيف لا يكون كذلك وهو أبو هذا الشأن([50])، وأمه، وخاله،
وعمّه ، وهو عموده من لدن شبابه إلى لقاء ربِّه، وقد كان أبو بكر وعمر معروفين بجودة السياسة وحسن التدبير؛ وكان فزعهما في مهمَّات هذا الشأن إليه، وتعويلهما عليه.
وإنما وصل معاوية -لعنه الله- إلى ما وصل إليه لإقدامه على المحظورات، ولزومه لأمر الدنيا، وإعراضه عن الآخرة، فكل ما أعمل من مكيدة بينه وبينها حد من حدود الله تعداه، أو محظور من أمر الله ارتكبه ، وهو -عليه السلام - بالضد من ذلك؛ يرى الفرصة التي تأتي بأمر ابن هند من قواعده وبينه وبينها حائل من أمر الله فيدعها لله حتى يسدها عدوّ الله على مهل، فلذلك وصل عدو الله من أمر الدنيا الفانية إلى ما وصل.
________________
([50]) ـ يضرب هذا المثل للمبالغة في من وصف بأمر وكان لايفوقه أحد في ذلك الأمر فيقال: هو أبوه وأمه وخاله وعمه، وقد يقتصر على لفظة أبوه والبقية تأكيد في تعظيم الأمر وصاحبه، تمت من حاشية في الأصل.

[بيان فضيلة التقدم في الإسلام]
وأمَّا التقدم إلى الإسلام([51]): فقد ذكر أهل العلم أن المتقدّم إلى الإسلام من الرجال ثلاثة، علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، ولم يتمكن أحد من دعوى تقدمهما عليه بالسبق في القبول والإنقياد، وأكثر ما قالوا إنه -عَلَيْه السَّلام- كان صغيراً، أو كان إسلامه إسلام إلف ومحبَّة، ولم يكن إسلام إنقياد لأمر الله عن نظر واستدلال، وقولهم هذا عندنا باطل لوجهين:
________________
([51]) ـ الأخبار الدالة على أن علياً ـ عليه السلام ـ أول من آمن كثيرة شهيرة؛ فمنها:
ما رواه ابن المغازلي الشافعي ص(27) رقم (20) بسنده عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني عن علي ـ عليه السلام ـ أنه قال: أنا أول من أسلم. ورواه أيضاً رقم (21) من طريق أخرى عن سلمة بن كهيل.
ورواه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (1/275) رقم (188) عن شعبة عن سلمة بن كهيل، ورواه أيضاً النسائي في الخصائص ص5 بلقظ: (أنا أول من صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم.
ومنها: ما رواه محمد بن سلميان الكوفي (1/259) رقم (171) بسنده عن أنس بن مالك، ورواه أيضاً الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن فضائل العترة الطيبين ص132 -طبع عن مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية - عن أنس قال: بعث النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من سبع طرق عن أنس (1/50ـ 51ـ 52)، بعضها بلفظ: (بعث)، وبعضها بلفظ: (استنبئ)، ورواه عن أنس ابن أبي الحديد في شرح النهج (13/ 158) بلفظ: (استنبئ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم...إلخ).
ومنها: ما رواه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي (1/278) رقم (192) عن علي ـ عليه السلام ـ قال: (بعث النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء)، ورواه أيضاً أبو يعلى الموصلي في مسند علي - عليه السلام - من كتاب المسند (1/348) الطبعة الأولى رقم (186) عن علي ـ عليه السلام، ورواه أيضاً ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة علي ـ عليه السلام ـ (1/52) عن علي ـ عليه السلام.
ومنها: ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب بهامش الإصابة (3/32) قال: (استنبئ النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء)، ورواه ابن أبي الحديد (4/324).
ومنها: ما رواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن أبي رافع ص132 قال: (صلى النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- يوم الاثنين وصلى عليٌّ يوم الثلاثاء)، وروى نحوه عن أبي رافع، محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (1/262) رقم (174)، ورواه ابن عساكر من طريقين (1/48) رقم (70ـ 71).
ومنها: ما رواه محمد بن سليمان الكوفي أيضاً من ثلاث طرق (1/263) رقم (175) و (1/294) رقم (216) (217) عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال: (أول هذه الأمة وروداً على نبيها أولها إسلاماً علي بن أبي طالب). ورواه أيضاً الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين رواية عن الناصر ص132، ورواه أيضاً ابن المغازلي الشافعي ص27 رقم(22) عن سلمان، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب بهامش الإصابة (3/27ـ 28) من طريقين أحدهما موقوفة والأخرى مرفوعة، وقال: رفعه أولى لأن مثله لا يدرك بالرأي، ثم أسند رواية المرفوع، وأرسل الموقوف، ثم قال بعد كلام له: ولا شك أن علياً عندنا أوّلهم إسلاماً، وذكره عنه أيضاً ورجّحه ابن أبي الحديد في شرح النهج (4/320)، ورواه عن سلمان أيضاً ابن عساكر من ثلاث طرق (1/84ـ 86) رقم (115ـ 116ـ 118).
وروى محمد بن سليمان الكوفي (1/280) رقم (195) الحديث المتقدم عن أبي ذر مرفوعاً، ورواه أيضاً مرفوعاً عن سلمان (1/285) رقم (201).
ومنها: ما رواه محمد بن سليمان الكوفي (1/282) رقم (197) عن زيد بن أرقم قال: (أول من أسلم علي)، ورواه ابن المغازلي الشافعي ص21 رقم (18) عن زيد بن أرقم بلفظ: (أول من صلى مع رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- علي بن أبي طالب)، ورواه أيضاً ابن عبد البر في الاستيعاب بهامش الإصابة (3/32)، ورواه الطبري في تاريخه من طريقين عن زيد بن أرقم (2/227) منشورات مؤسسة الأعلمي أحدهما بلفظ: أسلم، والأخرى بلفظ: صلى.
ورواه أيضاً النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ من ثلاث طرق عن زيد بن أرقم (ص605)، والأحاديث والأخبار الواردة في أن علياً ـ عليه السلام ـ أول من أسلم وآمن وصلى مع رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- كثيرة لا يسع المقام حصرها وإيرادها، وقد رواها جمع غفير من الصحابة والتابعين، وقد تقدّم بعض من روايات الصحابة، ومنهم أيضاً: أبو أيوب الأنصاري، وعفيف بن عبدالله الكندي، وداود بن بلال أبو ليلى، وعبد الرحمن بن عوف، ويعلى بن مرة، وأبي بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وبريدة الأسلمي، ونعمان بن جبلة التنوخي، وسلمة بن الأكوع، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وخباب بن الأرت، وسعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب، وعبدالله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وطارق بن شهاب، وأسماء بنت عميس، وليلى الغفارية، ومعاذة العدوية، وأبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان، وأبي مجلز، وغيرهم.
وقد روى ابن عساكر أحاديث إيمان علي ـ عليه السلام ـ من سبعين طريقاً من رقم (70 إلى 140) (ج1/ 48ـ 105) بعضها موقوفة وبعضها مرفوعة؛ فالأحاديث قد زادت على حد التواتر.
ومن غير الصحابة: الحسن بن أبي الحسن البصري، وعامر الشعبي، وجابر بن زيد أبو الشعثاء، ومحمد بن المنكدر، ومحمد بن كعب القرظي، وربيعة الرأي، ومجاهد بن جبر المكي، وابن إسحاق وغيرهم، وقد نظمت فيه الأشعار، من كثير من الشعار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين وتابعيهم من الأخيار، لا يسع المقام ولا يسمح بإيرادها.
وقد أورد أكثرها الأميني في كتاب الغدير في الجزء الثالث.

أحدهما: قول النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- لفاطمة -عَلَيْها السَّلام-: ((زوجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً([52]))) ، والضمير في هم عائد إلى رجال أصحابه بالإتفاق، وقد صرح بذكر زوجها، فلو كان غير بالغ لما مدحه بذلك؛ لأن الناس عنده -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- في الحق سواء، ولم يكن ينطق عن الهوى.
والوجه الثاني: أنه دعاه إلى الإسلام أولاً، ونحن نعلم من حالنا أنه يقبح من أحدنا أن يبتديء في الدعاء إلى الدين بالأطفال؛ قبل دعاء ذوي الألباب من الرجال؛ لأن ذلك يكون عدولاً عن الواجب إلى المندوب ومثل ذلك لا يجوز منا فكيف يجوز من النبيء -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- !!؟.
فإن قيل: فأبو بكرأكبر منه سِّناً.
قلنا: ذلك مُسَلم ولكن لا حجَّة لكم فيه؛ لأن الكل إذا كان بالغاً عاقلاً كانت فضيلة السبق لعلي، و قد وقع الإتفاق على إيمانه ثاني البعثة يوم الثلاثاء وكانت البعثة بالإثنين، وقد أَذْكَرنا إعتلالُكم بكبر السِّن بكثير من أهل عصرنا هذا إذا دعوا إلى أهل العلم وورثة الكتاب من عترة نبيهم -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- قالوا: وكيف نصنع بمشائخ لنا قد نفذت أعمارهم على هذا الشأن، ومن تدعوننا إليه من أهل البيت -عَلَيْهم السَّلام- لم يقاربوهم في السِّن؛ فلذلك يقطع على أن أحداً من أهل البيت لا يساويهم في فضيلة العلم وحسن التأدية، وظهور فساد هذا القول يغني عن إقامة الدليل عليه.
____________________
([52])- خبر قول النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- لفاطمة عليها السلام: ((زوجتك أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً)): رواه الإمام أبو طالب في الأمالي ص(88) بلفظ : ((أقدمهم إسلاماً ، وأحسنهم خلقاً ، وأعلمهم بالله علماً)) ، وابن أبي الحديد في شرح النهج (7/150) و(9/18) ، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب من عدة طرق عن أنس رقم (170) ، وعن أبي أيوب الأنصاري رقم (177) ، وعن بكر بن عبدالله رقم (693) ورقم (189) ، وابن المغازلي الشافعي من حديث طويل ص(84) رقم (147) ، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (150) بلفظ : ((زوجتك أقدم الناس سلماً وأفضلهم حلماً وأكثرهم علماً)) ، وفي ص(33) بلفظ : ((زوجتك أعلمهم علماً وأقدمهم سلماً)).
رواه أحمد بن حنبل في مسنده (5/27) بسنده عن معقل بن يسار، والمتقي في كنز العمال (6/153)، والهيثمي في مجمع الزوائد (9/101ـ 114)، وقال: أخرجه الطبراني برجال وثقوا.
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (5/520) بسنده عن علي عليه السلام، والمحب الطبري في الرياض النضرة (2/182). انظر فضائل الخمسة (2/219).

[بيان فضيلة وساطة المنصب]
وأمَّا وساطة المنصب: فليس فيه منازع، وله في ذلك مزيَّة ولادة هاشم بن عبدمناف لأبيه وأمه؛ لأن أُمَّه -عَلَيْه السَّلام- فاطمة بنت أسد، أول هاشمية ولدت لهاشمي، وعبدالله أبو النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- وأبو طالب أمهما واحدة، فكان له هذه الزيادات مع مشاركة بني هاشم في وساطة النسب حتى قال بعض شعراء الشيعة:
إن علي بن أبي طالب .... جدّا رسول الله جدّاهُ
أبو علي وأبو المصطفى .... من طينة طهَّرها اللهُ.
وقد ثبت لك أن الصحابة أجمعت على طلب الأفضل، وإن اختلفوا في عينه، فمن قائل يقول هو أبو بكر، ومن قائل يقول هو علي، وقد ظهرت الأدلة أن الفضل لا يكون إلا بما قدمنا ذكره من الخصال وأن عليًّا حازها بأسرها جملة وزاد فيها على القدر الذي يحتاج إليه؛ لأن في بعضها الدلالة على أنه يجاوز الحد الذي يصح في عصمته، والقطع على مغيبه، وفي بعضها الدلالة على الإمامة بدونه في جميع تلك الأنواع السابقة، إذ لم يقل أحد من أهل العلم إن الإمام يجب أن يبلغ في شيءٍ منها إلى درجته -عليه السلام- لاستحالة ذلك في غيره، وكيف وهو بعض آيات ربِّه وفضائل نبيئه -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-! فقد وضح لك أن الإجماع واقع من جهة اللفظ والمعنى على إمامته ؛ لإجماعهم على طلب الأفضل، وكونه لما قدّمنا من الخصال الثابتة بالبراهين أفضل بالإضطرار، إذ يستحيل من كل عاقل منصف العلم بإجتماع تلك الخصال الشريفة لواحد، ودعوى عدم العلم بكون ذلك الواحد أفضل ممن لم يساوه فيها ولا في بعضها؛ بل لم يقاربه، والحمد لله، فثبتت إمامته -عَلَيْه السَّلام- بالكتاب والسنة من كل وجه وبالإجماع من الوجهين المتقدمين، والحمد لله أولاً وآخراً.

(مسألة في إمامة الحسن والحسين -عَلَيْهما السَّلام-)
[36]
وبَعدَهُ الأمْرُ إلى السِّبْطَيْنِ .... الحسنِ الطَاهِرِ والحسينِ
قَتِيلِ أَربَابِ الشَقَى والمَيِنِ .... شَهْمِ الجَنَانِ طَاهِرِ الثَوْبَيْنِ
مُردِي كُمَاةَ الظُّلمِ في النِّزَالِ
تفسير لفظ البيت ظاهر، والمعنى فيه: أنه لما فرغ من الكلام في أن الإمام بعد رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-، بلا فصل، علي بن أبي طالب، عقبه بالكلام في أن الإمام بعده ولداه الحسن والحسين (-عَلَيْهما السَّلام-).
فمذهبنا في هذه المسألة أن الإمام بعد علي ولداه الحسن والحسين -عَلَيْهما السَّلام- على الترتيب الظاهر بينهما، وهو قول الإمامية والمعتزلة وبعض الخوراج، فالقول في إمامتهما -عَلَيْهما السَّلام- أظهر، فلذلك لم نطل فيه الشرح؛ لأن أحداً من أهل العلم لم يخالف في ثبوت الإمامة لهما على الترتيب، كما قدمنا، فقد كانت إمامتهما تصح بالإجماع؛ وهو حجَّة على ما يأتي بيانه، ولأنَّا قدبينا في أول كتابنا هذا بيان إمامتهما بالكتاب الكريم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}... الآية [الطور:21] ، وعللناه فيما هنالك تعليلاً شافياً.

[الكلام في حديث : ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما))]
ومن الدليل - أيضاً - على إمامتهما -عَلَيْهما السَّلام- من السنة: قول النبيء -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خيرٌ منهما([53]))) ، وهذا كما ترى بين صريح على إمامتهما.
_________________
([53]) ـ هذا الخبر مشهور عند الأمة، ومتلقى بالقبول من جميع الطوائف إذ الأمة بين عامل به ومتأوّل له، ولم يصدر عن أحد من الأمة إنكاره أو ردّه أو تضعيفه، وما أحسن قول حافظ اليمن السيد صارم الدين الوزير (ع) : وإن التلقي بالقبول على الذي وما أمّة المختار من آل هاشم به يستدل المرء خير دليل تلقّى حديثاً كاذباً بقبول
قال الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم صلوات رب العالمين في كتاب أصول الدين (104) : وأجمعت الأمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما)) ، وقال هما : ((إمامان قاما أو قعدا)) ، ورواه الإمام محمد بن القاسم في كتاب الأصول الثمانية، ورواه الإمام أبو طالب في كتاب شرح البالغ المدرك، وأخرجه الأمير الحسين في شفاء الأوام (3/497) ، وأورده (ع) في العقد الثمين وقال : وهذا نصّ جلي على إمامتهما وفيه إشارة إلى إمامة أبيهما ، ورواه أحمد بن الحسن الرصاص في مصباح العلوم ، وأورده الإمام الحافظ الحجة الولي مجدالدين بن محمد المؤيدي في لوامع الأنوار (ط/2) (3/35) وقال : وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)) فهو كذلك مجمع عليه بين الأئمة.
قال الإمام الحسن بن بدر الدين عليه السلام: والعترة مجمعة على صحته، وقال: إنه مما ظهر واشتهر بين الأمة، وتلقّته بالقبول، ولا يجحده أحد ممن يعوّل عليه من علماء الإسلام، بل هم بين عامل به، ومتأوّل له.
وقال النجري: ويدل على إمامتهما الحديث المشهور المتلقى بالقبول - يعني هذا الحديث -.
وقال القاضي أحمد بن يحيى حابس: وصحته إما لأنه متواتر على رأي أو متلقى بالقبول، ولأن العترة أجمعت على صحته.
وقال الإمام القاسم بن محمد عليه السلام: إنه مجمع على صحته، قال الشرفي: لأنه متلقى بالقبول من الناس جميعاً.
وقال الإمام عز الدين بن الحسن في المعراج: حكى الفقيه حميد إجماع العترة على صحته، قال: وقد ظهر بين الأمة، ولم يعلم من أحد إنكاره، انتهى.
وقال الفقيه عبدالله بن زيد العنسي في المحجة: إنه مما ظهر واشتهر بين الأمة، وتلقته بالقبول، ولم ينكره أحد من المخالفين.
وقال الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم عليه السلام في الموعظة الحسنة (98) : وهذا الخبر مما أجمعت عليه العترة وهو نص صريح في إمامتهما عليهما السلام ، ورواه الإمام المتوكل على الله إسماعيل في كتاب العقيدة الصحيحة.
أنظر لوامع الأنوار لمولانا الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى ج2-584-ط2.

25 / 63
ع
En
A+
A-