الكتاب : رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
المؤلف : للشيخ الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي

مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ البحث في مسألة القضاء والقدر في المجتمع الإسلامي يساوي تقريبا عمر هذا المجتمع , فطبيعة طرح المسألة في القرآن الكريم الذي ينسب الهداية و الضلالة إلى الله تعالى كانت كافيه لبدء هذه الأبحاث من دون حاجة إلى أن تستورد الشبهات من اليهود والمسيحيين , وان كانت لهذه الأبحاث سابقة قديمة بين هؤلاء وربما يلاحظ تأثير أفكارهم وآرائهم في بعض المناظرات الكلامية التي ظهرت في الأدوار المتأخرة.
وقد حفظت لنا كتب الحديث بعض النماذج الأولى من هذه المناظرات أقدمها ما يعود إلى سنة 38 هـ , فقد روي بإسناد عديدة _ سنيه وشيعيه_ انه لما انصرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من صفين قام إليه شيخ ممن شهد الوقعة معه فقال : يا أمير المؤمنين ! اخبرني عن مسيرنا هذا أكان بقضاء من الله وقدره ؟ فقال له أمير المؤمنين : اجل يا شيخ ! فوا لله ما علوتم تلعه ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدره .فقال الشيخ : عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : مهلا يا شيخ ‍‍!‍‍‍‍ ًٍ لعلك تظن قضاء حتماً وقدراً لازماً لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ولسقط معنى الوعد والوعيد ولم تكن على مسيء لائمه ولا لمحسن محمده...
و قد مر الإمام علي في أيام خلافته بجماعه بالكوفة يختصمون في القدر فكلمهم فيه . وقد حفظت لنا المصادر رسالة كتبها الحسن البصري إلى الإمام الحسن بن علي في مسالة القدر ورد الإمام عليه يرجع تاريخهما على أرجح الاحتمالات إلى الفترة القصيرة التي تصدى الإمام فيها للخلافة (من رمضان 40هـ إلى ربيع الأول 41 هـ).

جاء في رسالة الحسن :( يا بن رسول الله إن الناس قد اختلفوا في القدر فان رأيت أن تكتب إلينا بما ألقاه الله عليكم أهل البيت فافعل ). فأجابه الإمام : (أما بعد فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ومن حمل ذنوبه على الله فقد فجر , إن الله لم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يمهل العباد سدي في الهلكه بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم , فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادا ولا مبطئا وان ائتمروا بالمعصية فشاء إن يحول بينهم وبينها فعل فان هو لم يفعل فليس هو الذي أدخلهم فيها جبرا ولا حملهم عليها قسرا بل مكنه إياهم بعد أعذاره وإنذاره لهم واحتجاجه عليهم , وجعل لهم السبيل إلى اخذ ما إليه دعاهم وترك ما عنه نهاهم.
ثم كثر الحديث عن المسألة في العهد الأموي ، حفظت المصادر القديمة عديداً منه في طياته , كما إنه بقي رسائل مفرده نشر أكثرها . وبدأ علم الكلام الإسلامي ينمو ويتطور من هذا المنطلق ليصل إلى ما بلغ إليه في الأعصار التالية.
وكان من أولي الانقسامات الكلامية التي ظهرت بين علماء المسلمين انقسامهم إلى المرجئة والقدري , الذي تطور بعد فتره إلى مدرستي الاعتزال والأشعرية يقابلهم مدرسة أصحاب الحديث التي حظرت عن الأبحاث الكلامية العقلية بما فيها أبحاث القدر , ونشب الخلاف والتنافس بين أهل الكلام و أهل الحديث ووقع بينهم عداء شديد وسيف وتكفير , فتبادلا الاتهامات و ألف كل من الفريقين ردوداً ضد الآخر وتهجم بعضهم بعضا , فمثلا كتاب [قبول الأخبار ومعرفة الرجال ] لأبى القاسم البلخي الكعبي المعتزلي (المتوفى 317_319) أُلف ضد المحدثين وكتاب [شرف أصحاب الحديث ] للخطيب البغدادي و[ تأويل مختلف الحديث ] لابن قتيبة آلفا دفاعا عن المحدثين وردا على المتكلمين .

وزاد في حدة الخلاف ميل السلطة إلى أحد الفريقين الذي سبب في خلق الفتن والمحن المعروفة لكل من الجانبين مما جاء تفصيلا للمصادر و لا حاجة إلى أطاله الكلام فيه . والمعتزلة منهم خاصة وقعوا موقع عداء الفرق الكلامية المختلفة وأصحاب الحديث والسلطة الحاكمة مما ضيق عليهم الأرض , خاصة بعد صدور ما سمي بالاعتقاد القادري في سنة 433, واستمر التضييق والاضطهاد حتى قضي على الحركة في النهاية في القرن السابع إلا في خوارزم حيث بقيت على ما يبدو حتى مطلع القرن التاسع وفي اليمن حيث انتقل الاعتزال وعاش حتى القرن العاشر .
في أواخر القرن الخامس كان كثير من العلماء ينتمون بعد إلى هذه المدرسة في ضواحي العراق وخرا سان من أماكنهم الرئيسية , لكنهم كانوا تحت تهجم أصحاب الحديث _ الذين كانوا ممثلين الآن في فئة الحنابلة _ وكذلك تهجم الأشاعرة والكرامية , وكان أدب الردود والنقود يدوم وإن كانت الغلبة مع الضغوط السياسية والفتن الاجتماعية , والكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم الذي هو في الحقيقة لائحة اتهام معتزلية ضد فرق أهل الحديث والأشاعرة والكرامية .
وقد أُلف في مثل هذا الجو .

ترجمة المؤلِّف
الإمام الحاكم أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامه الجشمي البروغني البيهقي , المنتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
ولد في قرية جشم من ضواحي بيهق بخراسان في شهر رمضان سنة 413هـ , وقتل بمكة غيلة في الثالث من رجب سنة 494هـ عن واحد وثمانين عاما , وكان قتله حسب ما أجمعت عليه المصادر بسبب رسالته المسماة {رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس} .......
كان في الفقه حنفياً حتى الأخريات من عمره ثم انتقل إلى مذهب الزيدية , وفي الأصول معتزلياً من أتباع مدرسة القاضي عبد الجبار .
بلغت مصنفاته اثنين وأربعين كتابا , بقي منها :
التأثير والمؤثر : في الكلام منه مصورة بدار الكتب المصرية .
تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين :جمع فيه الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي وسائر أهل البيت مرتبة بحسب ترتيبها في السور وعقبها بذكر الآثار والأخبار الدالة على أنها نزلت فيهم . منه مخطوطتان في المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء (رقم 32 مجاميع : ورقه 1-47 مجاميع :1-27) ومصوره بدار الكتب المصرية (رقم 27622ب).
التهذيب في تفسير القرآن: في عدة مجلدات . يوجد في امبروزيانا وفاتيكان وصنعاء.
جلاء الأبصار في فنون الأخبار : ينقل عنه ابن اسفنديار في كتابه تاريخ طبرستان ويوجد في صنعاء برقم 137 حديث .
حلية الأبرار المصطفين الأخيار : يوجد في صنعاء
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس : وهي هذا الكتاب .
السفينة الجامعة لأنواع العلوم : جمع فيها سيرة الأنبياء وسيرة النبي وأحوال الصحابة والعتره إلى زمانه , في أربع مجلدات , توجد في امبروزيانا وصنعاء وغيرهما , ونقل منها كثيراً في كتاب { المقصد الحسن } لاحمد بن يحيى بن حابس الصعدي وفي { قواعد عقائد آل محمد } وفي كتاب {الترجمان } لابن مظفر وغيرها .

شرح عيون المسائل : في الكلام , يوجد في المتحف البريطاني وامبروزيانا وليدن وصنعاء ونشر فؤاد سيد قسماً منه في مجموعه { فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة } (تونس –1974 ,ص 365-393 )
عيون المسائل أو العيون في الرد على أهل البدع هذا الذي شرحه بالكتاب المذكور أعلاه , يوجد في امبروزيانا .
نصيحة العامة أو الرسالة التامة في نصيحة العامة : بالفارسية وتوجد ترجمه منها بالعربية لمترجم متأخر عن المؤلف , قال في أوله : { هذا كتاب جمعه الإمام شيخ الإسلام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامه الخرساني البيهقي الجشمي رحمه الله عليه بالفارسية.. وسماه الرسالة في نصيحة العامة . فأردت إن يستفيد بهذا الكتاب أصحابنا من أهل اللغة العربية كما استفاد به من أصحابنا من العجم , وما أمكن ذلك ألا بان نقلته إلى اللغة العربية..وظني انه لا يخلو من خلل في عبارة العربية وللناظر فيه والسامع إن يصلحه ويقومه ..} توجد في امبروزيانا وصنعاء , وقطعه منها في بيان مذاهب الباطنية في استنبول , وقد نشرت هذه القطعة .
[ رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس ] هكذا سماها الجندري في رسالته , وذكرها ابن شهر آشوب والعلامة الحلي بعنوان { رسالة إبليس إلى المجبرة } وآخرون بعنوان {رسالة أبي مره إلي إخواته المجبرة } أو رسالة الشيخ أبي مرة وهي تبدو بعنوان (الدرة على لسان الشيخ أبي مره )

في مخطوطة صنعاء وبعنوان (رسالة إبليس إلى إخوانه من المجبرة والمشبهة في الشكاية من المعتزلة ) في مخطوطة طهران , هذه الرسالة التي قتل المؤلف بسببها , نقدمها هنا مطبوعة على أساس نسخة مكتبة المجلس بطهران ( رقم 10727, ورقة 12ب –40أ) المكتوبة في آخر شهر جمادى الأخرى سنة 732 ونسخة صنعاء (رقم 1/58 علم الكلام )المكتوبة في 17 شهر جمادى الآخر سنة 1343 وقد حصلنا على مصورة من النسخة الأخيرة بعد الطبعة الأولى , وهي وإن كانت متأخرةً كثيرة الخطاء والتصحيف إلا أنها أعانتنا في إصلاح بعض ما لم نهتد إلى صوابه في تلك الطبعة . وكذلك استفدنا بعض الشيء من مختصر للرسالة لعبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم العتايقي الحلي ( من القرن الثامن ) سماه الدر النفيس من رسالة إبليس , وهي موجودة في مكتبة المرعشي بقم برقم 1/8258
أما عملي في هذا الكتاب فينحصر في تقديم النص وتخريج بعض ما ورد فيه من الأحاديث والأشعار والقصص , واقتصرت على الأقل الواجب في التعريف بالأعلام الواردة أسماؤهم فيه , ولم أتعرض أصلا لتخريج وشرح الآراء الكلامية التي يذكرها المؤلف لان ذلك يحتاج إلى فسحة من الوقت لا أجد إلى ذلك سبيلا , وإنما قمت بهذا العمل أحياء لأثر من التراث الكلامي الإسلامي , وهذا – كما هو واضح – لا يعني بوجه من الوجوه الموافقة على ما جاء فيه .
والله من وراء القصد.........
جامعة برنستين : حسين المدرسي

الباب الأول في ما صدر به الرسالة من الشكوى
[[[ قال إبليس لعنه الله ]]]
أما بعد , معاشر إخواني - كثر الله عددكم أطال أمدكم - لقد علمتم وأيقنتم انه لا موافقة فوق موافقة الاعتقادات ولا مطابقة أعظم من المطابقة في الديانات , جبلت القلوب على حبها حتى يتواصل فيها الأجانب ويتقاطع عليها الأقارب , ووافقت في ذلك الشريعة الطبيعة فوردت فيها الآيات والأخبار والنصوص والآثار ونطق به الكتاب واتفق عليه ذوو الألباب , فقال الله تعالى : {إنما المؤمنين إخوة } و { المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } و { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } .
ورووا أن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ قال لأبي ذر : أتدرى أي عرى الإسلام أوثق ؟ قال الله ورسوله اعلم , قال : الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله .
وقال شاعرهم :
إن لم يكن بيننا قربى فآصرة في الدين اقطع فيه الوالد الولدا
وقد علمتم أن نوحاً لما سأل ربه أن يبقي ابنه أُجيب { أنه ليس من أهلك }لمخالفته لك في دينك {فكان من المعوقين } مع الكافرين وأن لوطاً بشر بالنجاة {إلا امرأته كانت من الغابرين }, وإبراهيم لأجل الدين خالف أباه ,و أشرك موسى في النبوة أخاه , وأن آسية تبرأت من فرعون وإن عذبت بالأوتاد , وحزبيل تبرأ منه وقال {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } , وأن أبا لهب عد أجنبيا وإن كان هاشمياً , وعد سلمان أهليا وإن كان فارسياً, كل ذلك بناءً على الموافقة في الشريعة والتناصر في الملة والتقارب في النحلة .

ولقد علمتم معاشر إخواني ما بيني وبينكم من موافقة الاعتقاد وما يجمعني وإياكم من خلوص الوداد , فإن اعتمادي عليكم واعتدادي بكم وانقطاعي إليكم , وأنتم الذابون عني والسالكون على سنتي , فينوبني ما نابكم ويريبني ما رابكم , فأنتم مني وأنا منكم , وكأن الشاعر عبر عنا وعنانا بقوله :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتنا
وقد علمتم معاشر إخواني ما لقيت ولقيتم من هؤلاء المعتزلة قديماَ وحديثاَ . ولقد عظمت فتنتهم واشتدت شوكتهم وعلت كلمتهم وظهرت مقالتهم وحجتهم وكنت أحسبهم في الإنس فإذا هم في الجن أكثر ومذاهبهم أظهر وعددهم أوفر , قد طبقوا البر والبحر والسهل والوعر , فلا بلد إلا ولهم فيها داع ومدرس وخطيب ومصنف يصرخون بمذاهبهم على المنابر ويملؤون الدنيا بالكتب والدفاتر . وقد جمعت بينهم وبين إخواني من مجبرة الجن كثيراَ ودبرت مع خواصي في شأنهم تدابير فلم ينفذ لي فيهم حيلة ولا مكيدة . كنت أطمع في كل مرة أن نفحمهم فأفحمونا وأرجو أن نقطعهم فقطعونا وأؤمل أن نفضحهم ففضحونا , وبلغ من أمرهم أن قابلوني بقبيح الفعال وجبهوني وإياكم باللعن وسوء المقال .
وفي كل ذلك أنتم الذابون عني والمناضلون دوني . ولكن لا ينفع معهم التوازر والقتال ولا ينجع فيهم المقال . إن قاتلنهم هزمونا وإن قاولناهم أفحمونا وإن تركناهم لعنونا , إن قلنا نحسن العشرة تلوا : {لا تجد قوماَ يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } , وإن طلبنا الموافقة قرأوا : { قل يا أيها الكافرون } وإن رمنا المصالحة تلوا : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } وأنشدوا :
ليس بيني وبين قيس عتاب غير طعن الكلا وضرب الرقاب

و إذا قلنا لهم دعوا ما أنتم فيه فقد وقعتم في التيه , قالوا أشيء نقدر على تركه ؟ فإن قلنا : نعم. قالوا: تركتم المذهب . وإن قلنا: لا ،سخروا منا و استهزأوا بنا فإذاً السكون أحرى . ولقد ضاق صدري وعيل صبري , وقد كتبت إليكم إخواني في ما جرى بيني وبينهم من المقامات وما لقيت ولقيتم من النكايات , تحقيقاَ لما ذكرت وتصديقاَ لما قدمت , لنكون يداَ واحدة عليهم متعاونين على دفعهم .
ولقد علمتم إخواني أن من الواجب في الدين نصيحة الإخوان والأتباع وبذل الأمانة للأشياع . ألا وإني أبلغكم مالا تعلمون , وأنصح لكم وأنا لكم ناصح أمين . فاجتنبوا مجالسهم ومدارسهم , ولا تستمعوا إلى كلامهم ومواعظهم , وجنبوا أشياعكم و عوامكم ونساءكم وصبيانكم , فإن لكلامهم حلاوة وعليه طلاوة تحير ذوي الألباب وتدخل في القلب بلا حجاب . ومن عظيم فتنتهم أن سمو ا أنفسهم بالموحدة العدلية وسمونا بالمجبرة القدرية , فرمونا بالإلحاد ونسبونا إلى الفساد .
ولقد مررت بقاص من الجن يتكلم في قوله تعالى : { وجاهدوا في الله حق جهاده } وهو يقول : يا معشر الجن! الجهاد أربعة : جهاد النفس بالصبر عن العصيان , وجهاد الكفار بالسيف والسنان , وجهاد أهل البدع بالحجة والبرهان , وجهاد أهل الكبائر بالموعظة والبيان . ثم قال : أما جهاد النفس فقد قال الله تعالى :{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } وأنه تعالى قدم الحجة وبين المحجة و أعطى الآلة وأزاح العلة , ووعد وأوعد , فكل من عصى فمن قبل نفسه أتي , و أن العبد مخير {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } . وأما جهاد الكفار وأرباب الضلال فمن أعظم الطاعات , قال الله تعالى : { وجاهدوا في الله حق جهاده }

1 / 12
ع
En
A+
A-