[ 60 ]
العمل.. ويقول: لم تزل في الأذان. ومنهم: محمد بن علي الباقر، روى الحافظ العلوي (1) عنه التاذين بحي على خير العمل من إثنتين وعشرين طريقا، منها من طريق جابر الجعفي، عن أبي جعفر الباقر، قال: أذاني وأذان آبائي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين: حي على خير العمل، حي على خير العمل. وروى الأمام محمد بن منصور المرادي (2) عن محمد بن جميل عن نصر بن مزاحم عن أبي الجارود عن أبي جعفر أنه كان يقول: (حي على خير العمل) في الأذان والإقامة. ومنهم: عمر بن علي بن أبي طالب، روى الحافظ العلوي (3) عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن
---
(1) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (158). (2) أنظر رأب الصدع 1 / 197 (238). (3) أنطر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (175).
---

[ 61 ]
أبي طالب، عن أبيه، أنه كان يقول في أذانه: حي على خير العمل. ومن طريق أبي الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله، عن الحسين بن زيد، قال: رأيت محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب يؤذن بحي على خير العمل. ومنهم: الإمام زيد بن علي، روى الحافظ العلوي (1) من طريق طيبة بن حيان، قال: كان زيد بن علي يأمر المؤذن أن يقول في الأذان: حي على خير العمل. ومن طريق يزيد بن معاوية بن إسحاق، قال: كنا بجبانة سالم، وقد أمنا أهل الشام، فأمر زيد بن علي عليه السلام معاوية بن إسحاق فقال: أذن بحي على خير العمل (2). ومنهم: جعفر بن محمد الصادق، روى الحافظ
---
(1) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (172). (2) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (173).
---

[ 62 ]
العلوي (1) من طريق معاوية بن عمار قال: وسمعت جعفر بن محمد يقول في الأذان: حي على خير العمل. ومن طريق عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله قال: سألتة عن الأذان فذكرة، وقال فيه: حي على الفلاح، حي على الفلاح، حي على خير العمل، حي على خير العمل (2). وبهذا يتبين أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين وائمة أهل البيت لم يوافقوا عمر على اجتهادة وفي تنحية (حي على خير العمل) من الأذان، وأن من أبرز المتحفظين على اجتهادة ابنه عبد الله بن عمر. * *
---
(1) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (177). (2) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (180). *
---

[ 63 ]
الفصل الخامس اهل البيت وحي على خير العمل لاشك أن مما يدعو إلى التأمل ويثير التساؤل هو اتفاق أهل البيت عليهم السلام ومن تابعهم قديما وحديثا على التأذين بحي على خير العمل، حتى صارت كالشعار لهم وصار الشعراء يتمرنون بذلك، فقد قال العلامة الحسن بن اسحاق في منظومتة المعروفة ب‍ (منظومة الهدي النبوي) (1). ومنها حي على خير العمل قال بذا آل النبي عن كمل كل ذلك رغم تعدد أهوائهم، وكثرة فرقهم، وتباين بلدانهم، والقطع بأن ليس هناك مصلحة تعود عليهم من الحفاظ على التأذين بها.
---
(1) المنهاج السوي شرح منظومة الهدي النبوي 53.
---

[ 64 ]
وفيما يلي سأذكر ما وقفت عليه من الروايات عن أفرادهم، ثم اتبع ذلك بذكر بعض ما روي من حكايات الإجماع عنهم، فأقول: * روى الإمام المرادي (1) عن الإمام أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر عن أبي الجارود، عن حسان قال: أذنت ليحيى بن زيد بخراسان فأمرني أن أقول: حي على خير العمل، حي على خير العمل. * وروى الحافظ العلوي (2) من طريق مخول، حدثنا صباح المزني، قال: أذن رجل كان مع يحيى بن زيد بخراسان قال: ما زال مؤذنهم ينادي بحي على خير
---
(1) رواه الحافظ المرادي في أمالي أحمد بن عيسى 1 / 197 رقم (236)، والحافظ العلوي في كتاب الأذان رقم (181). وقال الإمام المهدي محمد بن المطهر في المنهاج الجلي: وروينا أنه أذن ليحيى بن زيد (ع) بخراسان فأمر عليه السلام المؤذن أن يقول: حي على خير العمل. المنهاج الجلي - خ -. (2) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (182). *
---

[ 65 ]
العمل حتى قتل. * وروى الحافظ العلوي (1) من طريق أحمد بن مفضل، قال: سألت محمد بن زيد بن علي عن الأذان فقال مرتين مرتين، الله أكبر الله أكبر.. ثم ذكر فيه حي على خير العمل. * وروى الحافظ المرادي (2) عن عباد بن يعقوب، حدثنا سالم الخزاز، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن يأمر أصحابة إذا كانو في البادية يزيدون في الأذان: حي على خير العمل. * وروى الحافظ العلوي (3) من طريق عنترة بن حسين العصافي، قال: كان حسين بن علي صاحب فخ عليهما السلام يقول في أذانة: حي على خير العمل (4). * هامش) * (1) أنظر الأذان بحي على خير العمل حديث (184 و 185) (2) أنظر رأب الصدع 1 / 197. (3) أنطر الأذان بحي على خير العمل حديث رقم (188). (4) ذكر أحمد بن سهل الرازي في كتاب كتاب فخ 138: أن عبد الله بن الحسن الأفطس صعده المنارة التي يؤذن منها أيام *
---

[ 66 ]
* وقال الحافظ المرادي (1): سألت أحمد بن عيسى قلت: تقول إذا أذنت حي على خير العمل، حي على خير العمل؟ قال: نعم، ولكني أخفيها. * وروى الحافظ العلوي (2) من طريق أحمد بن جناب، عن علي بن جعفر بن محمد، قال: في الأذان: حي على خير العمل حي على خير العمل. * روى أبو العباس الحسني عن محمد بن منصور أنه قال، قال لي - أي القاسم -: يا أبا عبد الله قم وأذن وقل فيه: حي على خير العمل، فإنه هكذا نزل به
---
ثورة الإمام الحسين بن علي الفخي فقال للمؤذن: أذن وقل في أذانك حي على خير العمل، فامتنع فلما رأى السيف مصلتا أذن برعب. وذكر ذلك أبو الفرج في المقاتل 446، والمنصور بالله عبد الله بن حمزة في الشافي 1 / 214 ولكنه قال: إن الذي صعد هو يحيى بن عبد الله. (1) أنظر كتاب أمالي أحمد بن عيسى 1 / 197. (2) أنظر الإذان بحي على خير العمل حديث رقم (189).
---

[ 67 ]
جبريل على جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (1). ويلمس المتتبع في كتب أهل البيت تأيدا ملحوظا الإثبات حي على خير العمل حتى لا يكاد يوجد مخالف في ذلك، حتى أولئك الذين اشتهروا بالتأثر بالتيار السني كالحافظ محمد بن إبراهيم الوزير والعلامة الجلال. (2) أما الحافظ الوزير فقد روى عنه أخوه الهادي بن ابراهيم أنه كان يؤذن بحي على خير العمل (3). وحكي عنه أنه استدل على شرعيتها ثم قال: فثبت أن حي على خير العمل سنة صحيحة (4). أما السيد محمد بن اسماعيل الأمير، والشيخ الشوكاني فقد ذكرا أن المسألة ظنية كل مجتهد فيها مصيب. وهذا الكلام على أنهما لم يقفا على
---
(1) المصابيح - خ -، التبيين في الضم والتأمين 29. (2) أنظر: ضوء النهار 1 / 468. (3) أنظر مقدمة العواصم والقواصم 1 / 48. (4) المنهاج السوي شرح منظومة الهدي النبوي 54. *
---

[ 68 ]
الأحاديث المرفوعة، أو أنهما يترددان في تصحيحها، أما مع ثبوت النص فلا إجتهاد إلا في إطاره. وقال محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني: إن صح إجماع أهل البيت - يعني على شرعية حي على خير العمل - فهو حجة ناهضة (1). وقال المقبلي: ولو صح ما ادعى من وقوع إجماع أهل البيت على ذلك - يعني على شرعية حي على خير العمل - لكان أوضح حجة (2). وبهذا أكدوا حجية إجماع أهل البيت وتحفظو على صحة وقوعة، ونحن نورد ما يدل على أنه قد روي إجماعهم في عدة عصور، وذلك فيما يلي: * قال عبيدة السلماني (المتوفى 72 ه‍): كان علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعقيل بن أبي طالب، وابن عباس، وعبد الله بن جعفر، ومحمد بن
---
(1) منحة الغفار المطبوع في هامش ضوء النهار 1 / 468. (2) المنار 1 / 146.
---

[ 69 ]
الحنفية، يؤذنون إلى أن فارقوا الدنيا، فيقولون: حي على خير العمل.. ويقولون: لم تزل في الأذان (1). * قال الإمام أبو جعفر الباقر (المتوفى 114 ه‍): أذاني وأذان آبائي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين: حي على خير العمل، حي على خير العمل (2). وهذه رواية لإجماعهم. * وقال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد (المتوفى 260 ه‍): أجمع آل رسول الله على أن في الأذان والإقامة: حي على خير العمل، وأن ذلك عندهم سنة (3). * وقال الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى 411 ه‍): مذهب يحيى عليه السلام - يعني
---
(1) كتاب الأذان بحي على خير العمل الحديث رقم (107). (2) كتاب الأذان بحي على خير العمل الحديث رقم (108). (3) الجامع الكافي - خ -. *
---

7 / 9
ع
En
A+
A-