عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: لما قدم علي بن أبي طالب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ماقالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لاتمر بملاء إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، ومن فضل طهورك يستشفون، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأنك تبري ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنك غداً في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك غداً على الحوض خليفتي، وأنك أول من يرد الحوض عليَّ، وأنك أول من يكسى معي، وأنك أول داخل الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون غداً في الجنة جيراني، وأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وأن سرك سري، وأن علانيتك علانيتي، وأنك امرو سريرة صدره كسريرة صدري، وأن سريرة صدرك كسريرتي، وأن ولدك ولدي، وأنك تنجز عداتي، وأنك على الحق ليس أحد من الأمة يعدلك عندي، وأن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، وأنه لم يرد الحوض مبغض لك، ولايغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك ياعلي )).
فخر علي ساجداً، ثم قال: الحمدلله الذي أنعم علي بالإسلام، وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيئين وسيد المرسلين إحساناً منه إلي وتفضلا منه علي.
فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي )).
قال: قال الناصر للحق عليه السلام: وروى هذ الحديث بطوله محمد بن إدريس الرازي، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضرس العابدي، قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا حسن بن حسن، عن كادح بن جعفر، عن عبدالله بن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، ثم نسق الخبر على وجهه.

حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن سليمان العلوي، عن ابن البقال، قال: حدثني أبو جعفر عبدالله بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد، عن الحسن، عن كادح بن جعفر، عن عبدالله بن لهيعة.. المذكور نحوه.
حدثني السيد أبو الحسن علي بن يحيى بن الحسين، قالا: أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي الزيدي، قال: أخبرنا جعفر الجعفري قراءة، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو قراءة، حدثنا يزيد بن فرح، حدثنا زكريا بن عبدالله عن محمد بن عبدالله العرزمي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده،
عن علي عليه السلام، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وشكوت إليه ما ألقى من حسد الناس، فقال: (( أما ترضى أن تكون أخي في الدنيا والآخرة، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت، ومنزلك مقابل منزلي، ووليك وليي، ووليي ولي اللّه، وعدوك عدوي وعدوي عدو اللّه )).
حدثني السيد أبو الحسن يحيى بن الحسين، قال: أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: فيما أجاز لي زيد بن حاجب، عن عبدالرحمن بن إسحاق البغدادي ومن أصله وكتابه: كتبت حدثني محمد بن الحسن بن ميمون، حدثنا يوسف بن حماد المفتي، حدثنا هشام بن محمد، حدثني أبو سعيد مولى محمد بن علي واسمه أبان، عن زيد بن علي، عن آبائه،
عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( أنت أخي في الدنيا وأنت معي في الآخرة، وأنت بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأنت أولى الناس بأمتي من بعدي، من تولاك فقد تولاني، ومن عاداك فقد عاداني )).
قال: أبان، قال زيد بن علي قال له: والله أنت مني بمنزلة هارون من موسى وما ينطق عن الهوى.

حدثني السيد أبو الحسن يحيى بن الحسين، قال: حدثني الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن البكائي قراءة عليه في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، حدثنا الحسن بن الطيب البلخي، حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثني عمرو بن عبدالغفار، عن حسين بن زيد بن علي،
حدثني سالم مولى أبي الحسين قال: كنت جالساً مع أبي الحسين زيد بن علي ومعه ناس من قريش ومن بني هاشم وبني مخزوم، فتذاكروا أبا بكر وعمر فكان المخزوميون قدموا أبا بكر وعمر ، وزيد بن علي ساكت لايقول لهم شيئاً، قال: ثم سكتوا فتفرقوا، ثم عادوا بالعشي إلى مجلسهم، فقال زيد بن علي: إني سمعت مقالتكم وإني قلت في ذلك كلمات فاسمعوهن، ثم أنشد زيد بن علي عليهما السلام:
ومن فضل الأقوام يوماً برأيه .... فإن علياً فضلته المناقب
وقول رسول اللّه والحق قوله .... وإن رغمت فيه الأنوف الكواذب
بأنك مني ياعلي معالنا .... كهارون من موسى أخ لي وصاحب
دعاه ببدر فاستجاب لأمره .... فبادر في ذات الإله يضارب
فلازال يعلوهم له وكأنه .... شهاب تلقاه القوائبس ثاقب

حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا قاضي القضاة، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبدالسلام بن حرب، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب،
عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( علي مني كهارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار بالري، قال: أخبرنا عبدالواحد بن محمد بن عبدالله الفارسي قراءة عليه، قال: حدثنا القاضي أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا الحسين بن علي بن ركوان التسيري، حدثنا عبدالعزيز الماجشوني، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد،

عن أبيه، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلي: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أحمد الحمدوني قراءة عليه في شهر رجب سنة تسعين وثلاثمائة، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة ببغداد قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصواف الدباغ، حدثنا معمر بن بكار، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، قال:
إني لمع أبي إذ اتبعنا رجل في قلبه على علي بعض الشيء، فقال: يا أبا إسحاق ماحديث يذكر الناس عن علي قال: وماهو؟ قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فقال الرجل: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، وماتنكرون أن يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلي مثل هذا أو أفضل .
ومنها مارواه جرير بن أبي زياد، عن مقسم،
عن ابن عباس، قال: بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم جالس، إذ أقبلت فاطمة تبكي وساق الحديث بطوله، إلى أن قال لها صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( أما ترضين أن علياً مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
ومنها مارواه الأعمش، عن عباية الأسدي،
عن ابن عباس في حديث طويل: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لأم سلمة: (( يا أم سلمة هذا علي لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة هذا أخي في الدنيا وقريني في الجنة، تزول الجبال الراسيات ولايزول عن دينه )).
ومنها: مارويناه عن ابن لهيعة بإسناده أنه قال ذلك يوم خيبر .
وذكر الصاحب أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ذكر ذلك في تسعة مواضع، فعلمنا الاعتبار بعموم اللفظ، لأن روايته غير متصورة على سبب واحد.. إلى آخر كلامه.

خبر المناشدة
أخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بقزوين، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن الحسين بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن محمد بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده،
عن أبي رافع قال: لما جمع عمر أصحاب الشورى وهم ستة منهم علي بن أبي طالب، فلما دخلوا انفرد كل رجل منهم بصاحبه وقام عبدالرحمن بن عوف إلى علي فخلا به فقال له عبدالرحمن: يا أبا الحسن ما تقول، تقوم بهذا الأمر بعهد اللّه وميثاقه وعلى أن تسير سيرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى أن تعمل بكتاب اللّه وسنة نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالعهود والميثاق، وعلى أن لاتأخذك في اللّه لومة لائم؟
ثم قال: فقال له: إما أن أكون أعطيك أيماناً فذاك مما لايكون أبداً والله أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيكم ماذكرت، رغبة فيما أنتم فيه، وهذا الذي ذكرت من غير إيمان هو الواجب عليَّ.
ثم قال: أما والله إنكم لتعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً، وما منكم من أحد إلا وقد سمع ماسمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، ووعى ماوعيت.
ثم قال: أسألكم بحرمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما إن صدقت صدَّقتموني، وإن كذبت كذبتموني.
أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( أنت أفضل من أخلف بعدي ))، وفي القضا من جميع القوم فهل قالها صلى اللّه عليه وآله وسلم لأحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.

قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد سد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أبواب الناس في المسجد وفتح له في المسجد باباً، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( إني والله ماسددت أبوابكم وفتحت بابه بل اللّه أمر بذلك )) . فهل فتح باب أحد من الناس غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له: أذن اللّه له أن يمر في المسجد جنباً مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( لأعطين الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، ليس بفرار يفتح اللّه على يديه )) . فلما أصبح تصدى لها الناس فأتى بي، وأنا أرمد العين فتفل في عيني، فقال: (( اللهم اذهب عنه الرمد )) ثم دفع إلي الراية، ولم يدفعها إلى غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد تصدق بصدقة وهو راكع فأنزل اللّه على نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم: {إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فخرج النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأخذ بباب المسجد ثم قال: (( من تصدق عليه؟ )) . فهل واحد تصدق بصدقة وهو راكع غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ودعا الناس فقال: (( من يضمن عني ديني وعداتي ويخلفني في أهلي من بعدي ))، فكف الناس عنه وانتدبت له، فضمنت له ذلك فدعا لي بناقته العضباء، وبفرسه المرتجز، وببغلته وحماره وسيفه ذي الفقار وبدرعه ذات الفضول وبجميع ماكان يحتاج إليه في الحرب، ففقد صلى اللّه عليه وآله وسلم عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب فأمرهم أن يطلبوها فدفع إلي ذلك، ثم قال: (( ياعلي اقبضه في حياتي لاينازعك فيه أحد بعدي )) . ثم أمرني فحولته إلى منزله، فهل أقبض ذلك ووفى بدينه وعداته غيري؟ قالوا: اللهم، لا.

قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد وصاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن لايلي غسله ولاينظر إلى عورته غيري، وأمرني أن أحجبه عن جميع أهل بيته وكانوا وراء ستر يناولونني الماء ثم رددها علي، فقال: (( ياعلي لاينظر إلى عورتي أحد غيرك )) فهل لأحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى: {إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} فهل كان في بيته غيري وزوجتي وابني الحسن والحسين؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل اللّه سبحانه سورته من السماء في كتاب اللّه عز وجل إذ يقول: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} فهل أقرباؤه غيري وغير أهل بيتي؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أمر اللّه سبحانه وتعالى بأنفال اللّه ورسوله غيري وغير أهل بيتي؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد ثبتت رايته مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في أربعة آلاف من الملائكة مسومين يوم ولي الناس عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يدعوهم في أخراهم فهل ثبت معه أحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش مبارزة في يوم كريهة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مني؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المشركين بسورة براءة فأبلغتها عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: هل حدث في أمرنا شيء؟ قال: (( لا، ولكن أتاني جبريل عليه السلام فقال: إنه لايؤدي عنك إلا رجل منك، فكان علي مني فبعثته ))؟ قالوا: اللهم، لا.

قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين أتي بالطائر: (( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير )) ، فهل أتاه أحد غيري يخبركم بذلك النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بذل مهجته أضطجع مضجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليلة طلبه العدو فبذل نفسه ووقاه بدمه غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سهمان: سهم في الخاصة وسهم في العامة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بعث في سرية أنا فيها في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا كنت أميرها عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل ولّي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحداً من الناس إلا كان عليه أمير رسول اللّه غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم غدير خم: (( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )) . فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد لما جاءت نصارى بني تغلب نجران يباهلون آل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأمر اللّه: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين} ، فبسط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كساءاً ثم دعا بي وبإبني وزوجتي، ثم أجلسنا وجلس معنا ثم قال: (( اللهم هؤلاء أهل بيتي )) . فقالت أم سلمة: يانبي اللّه ألست من أهلك؟ قال: بلى إنك على خير. فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
ثم جعلني كنفسه حيث قال: من أنفسنا وأنفسكم. فهل ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.

قال: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ دعاني وابني وزوجتي فاطمة فأجلسنا جميعاً، ثم قال: (( اللهم هؤلاء أهل بيتي وعشيرتي، اللهم أحب من أحبهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم، اللهم إني أحبهم وأحب من أحبهم )) . ثم قال صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( إني سأخلف فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر، فأما الثقل الأكبر فكتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم، فأما الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي أهل بيتي لن تضلوا لما إن تمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض وحوضي سعته مابين صنعاء [وبصرى]، فيه أكواب عدد نجوم السماء )) .ثم أقبل على عمار بن ياسر فقال: (( أوص من بعدي بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى اللّه ومن عاداه فقد عاداني ومن عاداني فقد عادا اللّه، ياعمار أما علمت بأن علياً مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، ياعمار أما علمت أني أول من تنشق الأرض عنه وعلي معي على حوضي، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الذائد عن حوضي ))، فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل تعلمون يوماً أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: (( هذا أخي فقد أتاكم )) ثم أقبل عليكم، فقال: (( أما إنه أولكم إيماناً بالله وأقومكم بأمر اللّه وأوفاكم بعهد اللّه وأقضاكم بحكم اللّه وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند اللّه مزية، فأنزل اللّه عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}، فكبر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكبرتم معه، ثم قال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( اللهم وآل، اللّه وآل(1) فهل قال ذلك لأحد منكم غيري، فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟ قالوا: اللهم، نعم. ))

قال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن فيكم أحداً أنزل اللّه فيه سورة من القرآن {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى آخرها حين أطعمت يتيماً وأسيراً ومسكيناً فهل فعل ذلك أحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد اعتنقه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبكى وبكيتم جميعاً ثم رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأسه ورفعت رأسي فقلت: يارسول اللّه بأبي أنت وأمي أحدث حدث من السماء، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم: لا. فقلت له: عما أبكاك يارسول اللّه؟ فقال: (( أبكتني ضغائن في صدور قوم لم يظهروها لك إلا من بعدي فلو شهدتك )) فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
ثم قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك )) فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: فمن شهد ذلك منكم وعلمه ثم كتمه فما أسميه؟ ثم نهض.

2 / 8
ع
En
A+
A-