الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي له الملك وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، الذين يهدون بالحق وبه يعدلون.
وبعد:
فإن مما اعترض به مقبل في كتابه - الطليعة - الاعتراض على تفسير آية المودة بآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأردت أن يكون البحث فيها صالحا للاستقلال والانفراد، عن الجوابات، وذلك ليكون الجواب في آية المودة قريبا، سهل التناول لمن أراده وثقل عليه تحصيل الجوابات كلها، وأراد أن يقتني نسخة الجواب في آية المودة وحدها، ولمن أراد مطالعة الجواب فيها وحده، فنقول وبالله التوفيق.
[ آية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } ]
قال مقبل( ص 212 ): قول ابن عباس رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية: (( { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال: فاطمة وولدها رضي الله عنهم )).
قال ابن كثير ( ح ) إسناده ضعيف فيه مبهم، لا يعرف عن شيخ شيعي محترف ( كذا )، ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول الآية بالمدينة بعيد فإنها مكية، ولم يكن لفاطمة إذ ذاك أولاد بالكلية، فإنها لم تتزوج بعلي رضي الله عنه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة.
والجواب وبالله التوفيق: أما قوله إسناده ضعيف، فيه مبهم لا يعرف، عن شيخ شيعي، فإن ابن كثير وهو تلميذ ابن تيمية الذي أوصى أن يدفن إلى جنبه، اختار من طرقه هذه الطريق التي فيها مبهم، فقال في تفسيره: وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا رجل سماه، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت هذه الآية { قُلْ لَا

أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال: فاطمة وولدها )). انتهى.
والحديث يروى من غير طريق الإبهام هذا، ومثل هذا ليس مظنة أن يجهله ابن كثير، وهو يروى عن حسين من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، وحرب بن الحسن الطحان، والقاسم بن إسماعيل أبي المنذر وغيرهم.
وأما قوله: عن شيخ شيعي محترف، ولعل الصواب محترق بالحاء المهملة والقاف، أي: محترق على أعداء أهل البيت عليهم السلام بحرارة البغض لهم، فأما الاحتراف بالمهملة والفاء، فإنه لم يكن في ذلك الزمان في دولة الشيعة حتى يحترف بالتشيع، بل كان من يحترف يحترف بالنصب، كما قال بعضهم لما وصل عند الحجاج إن أهلي عقّوني وسموني عليّا ولا غنى لي عن صلة الأمير. وأكثر العصور الماضية كانت الدولة والصولة لأعداء ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني أمية، ثم من بني العباس، ثم من بعدهم.
وقد قال مقبلفي رياضه ( ص 13 ): والصراع قديم بين أهل السنة ( أي: العثمانية ) وبين الشيعة المبتدعة ( يعني: أمثال حسين الأشقر )، قال: وبحمد الله لم يزل الشيعة مقهورين. انتهى المراد.
فهذا يبين أن الاحتراف في زمن حسين بن حسن الأشقر لم يكن بالتشيع في ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما هو بالنصب لهم فظهر أن صواب العبارة على قول ابن كثير: محترق بالقاف، وهي عبارة أهل الحديث المعهودة.
هذا وقد مر في حسين الأشقر أن أحمد ابن حنبل قال: لم يكن عندي ممن يكذب، وتحقيق مفيد في ذلك.
وقال في تهذيب التهذيب في أول ترجمة حسين: روى عن شريك، وزهير، وابن حي، وابن عيينة، وقيس بن الربيع، وهشيم وغيرهم، وعنه أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والفلاس، وابن سعد، ومحمد بن خلف الحدادي، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، والكديمي وغيرهم.

وفي أثناء ترجمته وقال ابن عدي: وليس كل ما روي عنه من الإنكار فيه من قِبَلِه، بل ربما كان من قبل من روى عنه، قال: إن في حديثه بعض ما فيه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة ( 208 )، أخرج له النسائي حديثا واحدا في الصوم، وفي آخر ترجمته وقال: ابن الجنيد سمعت ابن معين ذكر الأشقر فقال: كان من الشيعة الغالية، قلت: فكيف حديثه، قال: لا بأس به، قلت: صدوق، قال: نعم، كتبت عنه. انتهى المراد.
هذا وقد أنكر بعضهم بعض حديثه، لأنه يروي الفضائل وهم ينكرونها، وأما إذا تفرد بها الراوي أو كانت فضيلة كبرى، فإنهم يكونون أشد إنكارا، فلا يهولنك قولهم: عنده مناكير أو نحوها، فهم ينكرون ما لا يحق إنكاره، كما أوضحناه مرارا.
أما قول ابن معين: من الشيعية الغالية، فإن تقديم علي عليه السلام على أبي بكر وعمر عند ابن معين وأصحابه غلوّ، كما أفاده ابن حجر في مقدمة شرحه على البخاري، فهذا مراده.
وقد دل كلامه على أنه صدوق، وهذا من ابن معين، عن معرفة به، لأنه قد لقيه وأخذ عنه، وهو أيضا من ابن معين إنصاف واعتراف بالحق، ليس تعصبا لمذهب، ولا محاماة عن عقيدة بخلاف من تكلم فيه، فهم متهمون فيه بعداوة المذهب، والمحاماة عن العقيدة، فكان كلام ابن معين هو الراجح، إذ هو شبه الإقرار، وخلافه دعوى بلا بينة فهي ساقطة، وقد صحح له الحاكم في المستدرك حديثا، عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان إذا غضب لم يجترأ أحدا منا يكلمه غير علي بن أبي طالب ))، وذلك في ( ج3/ ص130 ).
وأما قول ابن كثير: وذكر نزول الآية بالمدينة بعيد فإنها مكية، ولم يكن لفاطمة إذ ذاك أولاد... إلخ.
فالجواب :: إنه إن أراد أن الآية آية المودة بخصوصها مكية، فهي دعوى تحتاج إلى دليل، وكون السورة مكية لا يفيد ذلك، لأن السورة تنسب لأول

نزولها، ومن السور ما نزل بعضه بمكة وبعضه بالمدينة، على أنّا وإن سلمنا نزولها بمكة فلا يمتنع نزولها في المدينة، لتجدد السبب على أن هذه الرواية ليس فيها ذكر نزول الآية بالمدينة، فلا يعترض بهذا عليها.
وأما قوله: ولم يكن لفاطمة إذ ذاك ولد. فهذه كلمة لا يصلح الاعتراض بها على كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، { إن هو إلا وحي يوحى }، لأن كلامه يكون عن خبر الله والله يعلم ما سيكون، فلا يحتاج إلى أن يكون قد وجد لفاطمة ولد عند نزول الآية، وثبوت الحكم في مودتهم.
هذا والحديث رواه في فرائد السمطين ( ج 2/ ص 13 ) بسند ذكره إلى الواحدي، يقول فيه: أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي سماعا عليه، قال: أنبأنا ابن حنان المزكي، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا قيس، حدثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } . قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين [أمرنا] الله بمودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما )) (1).
قال محقق شواهد التنزيل ( ص 137 ): قال - أي: الطبراني - في الحديث (113) من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من المعجم الكبير ( ج 1/ الورق 125/ أ ): حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا حرب بن حسن الطحان، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (( لما نزلت { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة
__________
(1) أقول: وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب بسنده إلى يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس. المناقب 1/117(65)، 1/131(72)، وعن يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير. المناقب 1/161(96).

في القربى} [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وابناهما )). انتهى.
وفي مناقب ابن المغازلي ( ص 191 )، أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي صابرأذنا، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن هاشم بدمشق، حدثنا عبيد الله بن جعفر العسكري بالرقة، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما )).
وفي شواهد التنزيل عند ذكر قول الله تعالى: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. من سورة حمعسق: حدثني القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو العباس الضبعي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدها )).
أخبرنيه الحاكم الوالد، عن ابن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا عبيد بن الحسن بن قنفذ البزار، حدثنا الحماني، رواه عن يحيى جماعة.
وأخبرنيه أبو بكر السكري، أخبرنا أبو عمر الحيري، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا حسين، حدثنا قيس، حدثنا الأعمش، عن سعيد، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت هذه الآية { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من قرابتك

الذين افترض الله علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدها )). لفظا سوءا إلا ما عبرت.
أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجاني، حدثنا أبو أحمد البصري، حدثنا محمد بن عيسى الواسطي، وأحمد بن عمار، قالا: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].. قالوا: يا رسول الله ومن هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما )).
وقال أحمد بن عمار: (( من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما ثلاث مرات يقولها )).
ورواه عن حسين بن حسن الأشقر جماعة سوى يحيى، حدثنيه أبو حازم الحافظ من أصل سماعه، أخبرنا بشر بن أحمد، أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا أحمد بن محمد بن زيد بن سليم، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا... } الآية [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم فيك ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما )).
أخبرنا أبو نصر المفسر، وأبو منصور [ابن](1) عبد القاهر البغدادي، قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأخبرنا محمد بن عبد الله الرزجاهي، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحضرمي، وحدثني أبو عبد الله الدينوري، حدثنا برهان بن علي الصوفي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما
__________
(1) كلمة: ابن، ثابتة في الأم الخطية وهي في نسخة أخرى غير موجودة. ( مؤلف ).

نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]. قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وابناهما )). وقال الإسماعيلي: وابناها.
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ وهو بخطه عندي، أخبرني مخلد بن جعفر الدقاق، حدثنا محمد ين جرير الطبري، حدثني القاسم بن إسماعيل أبو المنذر، حدثنا حسين بن حسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: (({ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].. قال: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام )). انتهى.
وأخرجه المرشد بالله عليه السلام في الأمالي ( ج1/ ص148 ) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قرءاة عليه بأصفهان وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثنا الحضرمي، قال: حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال: حدثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].. قالوا: يا رسول الله ومن قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام )).
وقال السيد المرشد بالله عليه السلام: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد ابن عمران المرزباني، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني، قال: حدثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (( لما نزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ

عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].. قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله عز وجل بمودتهم ؟ قال: فاطمة وولدها )). انتهى.
ويؤكد هذه الرواية عن ابن عباس، ما أخرجه المرشد بالله عليه السلام في الأمالي ( ص 149 ) قال: أخبرنا محمد بن علي المكفوف المؤدب بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان، ( قلت: هو أبو الشيخ كما في ج 2/ ص 71 )، قال: حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا ابن بنت السدي، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في قوله تعالى: (( { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23] قال: الموالاة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )). انتهى.
وهذا من بقية آية المودة، فهو يؤكد أنها في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: حدثنيه الحسين بن محمد الثقفي، أخبرنا الحسين بن محمد بن حنش، حدثنا أبو القاسم بن الفضل، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس (( { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً } [الشورى:23]قال: المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )).
أخبرناه عاليا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ الأصبهاني، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا ابن بنت السدي(1)، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في قوله تعالى: { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } [الشورى:23] قال: المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )).
وأخبرنا أبو عمرو البسطامي، حدثنا أبو أحمد الجرجاني، حدثنا الفضل بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن
__________
(1) غير واضح في الأم الخطية ومصحف، ولفظه في المطبوعة: ابن ابنة السدي. ( مؤلف ).

أبي مالك، عن ابن عباس (( { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } [الشورى:23] قال: المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )).
ثم قال الحاكم: حدثونا عن أبي بكر السبيعي، أخبرنا الحسن بن حمدان بن عبد الله البزار بالكوفة، حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم، حدثنا إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في قوله: (( { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً } [الشورى:23] قال: مودة في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )).
أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن الحسن الجرجاني، أخبرنا أبي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن غالب الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، ومحمد (1) بن الحسن الأشناني قال: أخبرنا أبي، وحدثنا أبو ذر يحيى بن زيد بن العباس، حدثنا عمي علي بن العباس قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (( { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً } [الشورى:23] قال: المودة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ))، واللفظ لأبي ذر.
وقال ابن غالب: عن ابن عباس في محبتنا أهل البيت نزلت { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } [الشورى:23].
وقال ابن المغازلي في المناقب ( ص 195 ): أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم، قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، حدثنا ابن الصباح الدولابي، حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، في قوله عز وجل: (( { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً
__________
(1) في المطبوعة: أخبرنا مكان الواو. ( مؤلف ). لعله في الطبعة الأولى غير المحققة، أمامي الطبعة المحققة فهو هكذا: ومحمد بن الحسن الأشناني قال: وأخبرنا أبي ... 2/215(850).

نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } [الشورى:23] قال: المودة في آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ))(1).
ومما يؤكد هذه الرواية عن ابن عباس من حيث جعلها في أولي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما أخرجه ابن جرير في تفسيره ( ج 24/ ص 16 ) قال: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا مالك بن إسماعيل، قال: ثنا عبد السلام، قال: ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: فعلنا وفعلنا فكأنهم فخروا، فقال ابن عباس أبو العباس - شك عبد السلام -: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال: يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟! قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟! قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أفلا تجيبوني؟! قالوا: ما نقول يا رسول الله ؟ قال: ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فأويناك؟! أولم يكذبوك فصدقناك؟! أولم يخذلوك فنصرناك؟! قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله. قال: فنزلت { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].
قال ابن كثير في تفسيره ( ج 7/ ص 189 ): وهكذا رواه ابن أبي حاتم، عن علي بن الحسين، عن عبد المؤمن بن علي، عن عبد السلام، عن يزيد، عن أبي زياد وهو ضعيف بإسناده مثله أو قريبا منه. انتهى.
قلت: قوله: وهو ضعيف، دعوى باطلة.
وقال السيد عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء في شرح الحديث الرابع من أحاديث الباب الثالث: وأما يزيد بن أبي زياد فهو مولى بني هاشم، ممن بايع زيد بن علي ومن ثقات محدثي الشيعة، روى حديث دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يركسهما الله في الفتنة - يعني معاوية وعمرا - وحديث أن آله صلى الله عليه وآله وسلم سيلقون تشريدا وتطريدا، فنال منه رؤساء الحشوية، وقد
__________
(1) أقول: وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى محمد بن الصباح في المناقب 1/153(87).

49 / 63
ع
En
A+
A-