أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن الحسن... إلخ سندا ومتنا.
قال ابن عساكر: وسقط من سند البيهقي عبد الله بن الحسن. انتهى.
قلت: قد أفادت روايات غير البيهقي أنه سقطٌ ظاهر، وهذا في سيرة ابن هشام في قصة فتح خيبر (ج2/ص239 ط مصر سنة 1332) بها من الروض الأنف، قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن الحسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( خرجنا مع علي بن أبي طالب ...)) فذكره.
وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد (ج11/ص324) في ترجمة علي بن أحمد غلام المصري، أخبرنا ابن بكير، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن فروخ الوراق، حدثنا محمد بن جرير بن يزيد، حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي - قال: حدثني جابر بن عبد لله (( أن عليا حمل باب خيبر يوم افتتحها، وأنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلا )). انتهى.
ورواه الإمام أبو طالب أحد أئمة الزيدية وأعلامهم، المتوفي سنة أربع وعشرين وأربعمائة في الأمالي (ص66) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد العزيز بن سلام، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة، عن ليث قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: حدثنا جابر بن عبد الله، قال: شق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه ما يلقون من أهل خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( لأبعثن بالراية أو باللواء مع رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا أدري بأيهما بدأ، قال: فدعا عليا عليه السلام، وأنه يومئذ لأرمد فتفل في عينيه، وأعطاه [أ]و الراية قال: مُرَّ، ففتح الله عليه قبل أن يتتام آخرنا حتى ألجأهم إلى قصر، قال: فجعل المسلمون لا يدرون كيف يأتونهم، قال: فنزع علي

الباب فوضعه على عاقته، ثم أسنده لهم وصعدوا عليه حتى مروا وفتحها الله تعالى. قال: ونظروا بعد ذلك إلى الباب فما حمله دون أربعين رجلا )). انتهى.
فهذا السند موافق لسند الخطيب في ليث، فهو شاهد لمن دونه من الخطيب إلى ليث.
والحديث في فرائد السمطين (ج1/ص261) بطريق ثالث عن المطلب، عن ليث، أخبرني أبو عبد الله حامد بن أبي النجيح محمد بن عبد الرحمن، وأبو يعلى حيدرة بن عبد الأعلى بن محمد بن محمد سبط ابن القطان الأصفهانيان كتابة، قالا: أنبأنا شمس الدين المؤيد بن عبد الرحيم [بن] أحمد بن محمد بن اخوة (كذا) البغدادي إجازة، قال: أنبأنا أبو بكر (1) أحمد بن الحسين الحافظ، قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ(2) ، قال: أنبأنا أبو عبد الله الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل السيوطي، قال: حدثنا فضل بن عبد الوهاب، قال: حدثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله قال: (( حمل علي باب خيبر يومئذ فجرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلاً )). انتهى.
فهذه متابعة لرواية الخطيب، تلتقي مع سند الخطيب في المطلب بن زياد.
وهو في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ( ج 1/ ص 224، وص 225 )، أخبرنا أبو العز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي، أنبأنا قاسم بن زكريا، أنبأنا إسماعيل بن موسى، أنبأنا المطلب بن زياد (حيلولة)، وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن الحربي، أنبأنا العباس ابن أحمد البرتي، أنبأنا إسماعيل، أنبأنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن أبي جعفر، عن جابر، وقال أبو بكر: حدثني جابر بن عبد الله (( أن عليا حمل الباب ))، زاد أبو بكر (( على ظهره ))، وقالا: (( يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، وأنه جربوه بعد )). وقال أبو بكر: (( فإنهم جربوه فلم يحمله إلا أربعون رجلا )).
__________
(1) البيهقي.
(2) الحاكم. ( مؤلف ).

قال المحقق: وهذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة في فضائل علي عليه السلام من المصنف ( ج 6/ الورق 161/ أ ) عن المطلب بن زياد. انتهى.
فهذه متابعة لرواية الخطيب، تلاقي سنده من طريقين في إسماعيل بن موسى الفزاري، فقد قوي الحديث وظهر أن من رده قد جازف وتعصب.
وفي الجزء العاشر من فتاوي ابن تيمية ( ص 362/ ط ) [ما] لفظه: ولكن المعروف عند أهل العلم أن عليا قلع باب خيبر. انتهى.

- - -

[ حديث: (( أوحى الله إلى محمد إني قد قتلت بيحيى... ))]
قال مقبل( ص 196 ): حديث (( أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وأني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا )).
ابن الجوزي، هذا حديث لا يصح.
قال الدارقطني: محمد بن شداد لا يكتب حديثه.
وقال البرقاني: ضعيف جدا. وقد رواه القاسم بن إبراهيم عن أبي نعيم، وهو منكر الحديث.
قال أبو حاتم بن حبان: هذا الحديث لا أصل له.
والجواب :: أما محمد بن شداد، فترجمته في تاريخ الخطيب ( ج 5/ ص 353 ) وفي أولها: كان أحد المتكلمين على مذاهب المعتزلة.
وأما قوله: قال الدارقطني: لا يكتب حديثه، فهذا في ترجمته من رواية البرقاني، وأنا أتهم البرقاني فيمن يخالفه في المذهب، ولعل أكثر الروايات في المخالفين لمذاهب العثمانية، عن الدارقطني وعن النسائي من طريقه، فكيف يجرح أمة من المسلمين برواية واحد؟! وهو يروي جرح المخالفين له في المذهب، مع أن الدارقطني من المشاهير وكذا النسائي، ولهما مصنفات من رواية غير البرقاني، فكيف تفرد بما تفرد به، عن الدارقطني والنسائي وهما من أعلام المحدثين ؟! فلهذا لا نقبل رواية البرقاني عن الدارقطني ولا كلامه في الشيعة عن نفسه، لأنه يتكلم في مخالف له في الاعتقاد، وقد تقرر أنه لا يقبل جرح الأعدء بعضهم في بعض كما مر. وعداوتهم للمعتزلة ظاهرة، فقد تكلموا في عمرو بن عبيد وأطالوا وبالغوا فيه، بما أداهم إليه بغضهم له لمخالفته في الاعتقاد.
وأما القاسم بن إبراهيم، فذكره ابن حبان في كتاب المجروحين ( ج 3/ ص 215 ) فقال: القاسم بن إبراهيم بن علي بن عمار الهاشمي الكوفي منكر الحديث، روى عن الفضل بن دكين، عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن

جبير، عن ابن عباس قال: (( نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن الله جل وعلا قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك الحسين بن علي سبعين ألفا وسبعين ألفا )). أخبرناه وصيف بن عبد الله بأنطاكية، قال: حدثنا القاسم بن إبراهيم، وهذا لا أصل له. انتهى.
فهذه حجة ابن حبان في جرحه، أنه روى هذا الحديث ثم يأتي من يقلده فيرد الحديث، بحجة أن ابن حبان قد يروي المناكير، وأين المناكير وهو لم يورد له غير هذا ؟! وأي نكارة فيه ؟! فجعله منكرا دعوى بلا حجة.
أما قوله: لا أصل له، فكذلك لا يوجب جرحه، ولو فرض أنه لم يروه غيره، لأنه لا يقدح في الراوي التفرد بحديث غير منكر في معناه، وليس مما يجب اشتهاره وأن لا يتفرد به راويه.
مع أن الحديث قد رواه الحاكم، عن أبي نعيم الفضل بن دكين من طرق، فقال في المستدرك ( ج 3/ص 178 ): حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي من أصل كتابه، حدثنا محمد بن شداد المسمعي، ثنا أبو نعيم، وحدثني أبو محمد الحسن بن محمد السبعي الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا حميد بن الربيع، ثنا أبو نعيم، وأخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي العلوي في كتاب النسب، ثنا جدي، ثنا محمد بن يزيد الآدمي ثنا أبو نعيم، وأخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي من كتاب التاريخ، حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي، والقاسم بن دينار، قالا: ثنا أبو نعيم، وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا عبد الله بن إبراهيم البزار، حدثنا كثير بن محمد أبو أنس الكوفي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا )). هذا لفظ حديث الشافعي وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل: (( إني قتلت على دم يحيى بن زكريا، وإني قاتل على دم ابن ابنتك )). هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. انتهى.

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك، وقوله: صحيح، فقال الذهبي: قلت على شرط(م) أي: على شرط مسلم. انتهى.
فظهر بطلان قول ابن حبان ومن قلده.

- - -

[حديث: أن جبريل ناوله تفاحة ليلة أسري به]
قال مقبل( ص 201 ): وفي بعضها (( أن جبريل ناوله تفاحة ليلة أسري به فأكلها فصارت نطفة في صلبه )).
والجواب وبالله التوفيق: أنه خلط الروايات، والمشهور منها حديث التفاحة، وجعل الجميع حديثا واحدا، وذكر أن ابن الجوزي ذكر له سبع طرق، وأنه قال: موضوع لا يشك المبتدئ في العلم بوضعه، فكيف بالمتبحر؟! ولقد كان الذي وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقفه جماعة أجهل منه، فتعددت طرقه، وذكره الإسراء كان أشد لفضيحته، فإن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة.
والجواب وبالله التوفيق: أن هذا مبني على نفي الإسراء الأول قبل البعثة، ولا يمتنع أن هذا الحديث كان بمكة قبل الإسراء المشهور المتأخر بعد وجود فاطمة، وهذا هو المناسب لإدخال لسانه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان في حال طفولة فاطمة عليها السلام، فلعل عائشة رأته يفعل ذلك فعجبت منه فسألته لتعجبها من ذلك، وذلك غير بعيد من عائشة مع صغرها، إذ ذاك لذكائها وفطنتها وجرأتها.
فأما دعوى ابن الجوزي أن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، فهي دعوى غير مسلمة، ولكن لا حاجة الآن إلى الخوض في ذلك، فالمهم بيان جواز الإسراء الأول قبل البعثة، وأنه لا مانع من إثباته وإن حاد عنه القوم، توسلا منهم إلى إبطال حديث التفاحة، لكن جوازه وإمكانه يكفي في إبطال علتهم هذه ولا نحتاج إلى إثبات وقوعه قبل إثبات حديث التفاحة، بل يكفي أن نقول يمكن أنه وقع الإسراء الأول قبل البعثة، ثم نجعل أحاديث التفاحة دليلا على وقوع الإسراء الأول ومؤكدة لما يشير أو يقرب إلى أنه وقع.
وقد أخرج البخاري في صحيحه ( ج 4/ ص 168 ) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من مسجد الكعبة، جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في

مسجد الحرام فقال أولهم: أيهم هو ؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، وقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك. انتهى المراد.
وأخرجه البخاري في ( ج 8/ ص 203 )، فظاهر هذا أنهم أخذوه في تلك المرة، وأن ذلك كان قبل البعثة فهذا إسراء قبل البعثة، لقوله: خذوا، وقوله: فكانت تلك، مع كون الحديث عن الإسراء، فكان الظاهر في الكلام إثبات الإسراء قبل البعثة، وتأويله باطل لأنه تأويل بلا حجة، ولا يصح صرف الكلام عن ظاهره بلا حجة، وعدم العلم بالإسراء الأول ليس حجة في نفيه، فلا يصح تأويل هذا الكلام لعدم علم المؤول له، لأن عدم العلم ليس علما بالعدم.
ومن العجيب اعتراض بعضهم على هذه الرواية التي تثبت الإسراء الأول، بأن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء، فكيف يكون قبل الوحي؟! وهذا لجاج بسبب التعصب، فإن هذا الإسراء لم يذكر فيه فرض الصلاة، وفرض الصلاة في الإسراء الثاني لا يستلزم فرضها في الإسراء الأول، ولا تلازم بين الإسراء وفرض الصلاة، والقائلون بأن الصلاة فرضت ليلة الإسراء، لا يعنون الإسراء الأول، إنما أرادوا ليلة الإسراء المشهور بعد البعثة، وكذلك اعتراضهم بأن شريكا تفرد بهذه الرواية، قد رده ابن حجر في شرحه على البخاري ( ج 13/ ص 399 ) فقال: وفي دعوى التفرد نظر، فقد وافقه كثير بن خنيس ( بمعجمة ونون ) عن أنس. كما أخرجه سعيد بن يحيى الأموي في كتاب المغازي من طريقه. انتهى.
فظهر بهذا أنه لا وجه لنفي الإسراء الأول، الذي هو قبل البعثة، وبالتالي بطل اعتراضهم على حديث التفاحة، وجرح رواته من أجل روايتهم له، بناء على نفي الإسراء قبل البعثة.
أما أحاديث التفاحة، فقال الخطيب في تاريخه ( ج 5/ ص 87 ) في ترجمة أحمد بن محمد أبي الحسين الفقيه: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمد بن عقيل بن أزهر بن عقيل الفقيه الشافعي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان، حدثنا محمد بن الخليل البلخي، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ((

قلت: يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا. قال: نعم يا عائشة، إني لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، هي حوراء إنسية، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها )).
موضوع، قال الخطيب: محمد بن الخليل مجهول. انتهى.
وقال السيوطي: قال المؤلف - أي: ابن الجوزي -: كذاب يضع، وفاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين.
قال السيوطي: وكذا قال في الميزان: هذا موضوع، قال في اللسان - أي: لسان الميزان - وكأن الذي وضعه خذل، ففاطمة ولدت قبل الإسراء بمدة، فإن الصلاة فرضت ليلة الإسراء وقد صح أن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلاة، والله أعلم.
قلت: قال في الميزان: محمد بن الخليل الذهلي البلخي عن أبي النصر هاشم بن القاسم، قال ابن حبان: يضع الحديث.
أحمد بن عبد الله البلخي، حدثنا محمد بن الخليل الذهلي، حدثنا أبو النصر، عن الليث، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: استوصوا بالغوغاء خيرا فإنهم يسدون السوق ويطفئون الحريق. هذا كذب.
قلت: هذا في كتاب المجروحين لابن حبان ( ج 2/ ص 296 ) قال محمد بن الخليل: أعني بالخاء المعجمة ذكره في الترجمة مرتين بالخاء المعجمة، ولم يذكر بالجيم لا في ابن حبان ولا في الميزان، ولا بالحاء المهملة، ونسخة اللألئ كثيرة الغلط، أوردته تارة بالمهملة وتارة بالجيم، وكذلك في اللألئ أبو بدر شجاع بن الوليد السكري وهو السكوني، والحديث في الغوغاء أورده ابن حبان في كتاب المجروحين، وقال في سنده: أخبرناه أحمد بن عيسى المقرئ بالأهواز، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله البلخي، قال: حدثنا محمد بن الخليل الذهلي.
قلت: لا نسلم صحته عن محمد بن الخليل، وابن حبان متهم كما قدمنا.

ثم ذكر الذهبي حديث التفاحة فقال: وهو أيضا موضوع، ساقه الخطيب في تاريخ بغداد.
قلت: في تاريخ الخطيب ( ج 5/ ص 250 ): محمد بن الخليل بن عيسى أبو جعفر المخرمي، سمع عبيد الله بن موسى، وروح بن عبادة، وحجاج بن محمد، وعبد الصمد بن النعمان، ومحمد بن عبد الله البياضي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وسعيد بن منصور روى عنه وكيع القاضي، وعبد الله بن الهيثم الطبني، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وحمزة بن القاسم الهاشمي وكان ثقة، ثم روى بسنده عن محمد بن حجة، قال: محمد بن الخليل صاحبنا، كان من خيار الناس. انتهى المراد.
ولعل هذا غير محمد بن الخليل الذي قال فيه: مجهول، وقد أجبنا عن ابن حبان فيه، فلا حجة لجرح محمد بن الخليل، إنما بنوا جرحه على روايته لهذا الحديث، ودعوى ابن حبان روايته حديث الغوغاء، مع أنه عند التحقيق لا نكارة فيه في المعنى، لأنه لا يستحيل أن يوصي بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيرا، لأنهم يستضعفون، فيوصي بهم لئلا يظلموا، ولتعرف لهم فائدتهم.
قال السيوطي في اللألئ، عن ابن الجوزي في ( ج 1/ ص 393 ) من اللألئ: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخياط، أنبأنا أحمد بن محمد بن درست، أنبأنا أبو الحسين عمر بن الحسن الأشاني، حدثنا عبد الله الحسين بن محمد بن حاتم بن عبيد العجلي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي غلام خليل، حدثنا حسين بن حاتم، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: (( قلت: يا رسول الله أراك إذا قبلت فاطمة أدخلت لسانك في فمها كأنك تريد أن تلعقها عسلا. قال: نعم، إن جبريل نزل إلي بقطف من الجنة فأكلت وجامعت خديجة فولدت فاطمة، فإذا اشتقت إلى الجنة قبلتها، فهي حوراء إنسية )).
غلام خليل كذاب.

47 / 63
ع
En
A+
A-