وأحاديث المؤاخاة كثيرة شهيرة، ومنها ما أخرجه الترمذي وحسّنه، فقال في صحيحه (ج12/ ص169) من عارضة الأحوذي شرح الترمذي، حدثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي، حدثنا علي بن قادم، حدثنا علي بن صالح بن حيي (كذا)، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنت أخي في الدنيا والآخرة )).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب: عن زيد بن أبي أوفى. انتهى.
ومنها: ما صححه بعض أهل الحديث، وقد رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (ج3/ص35)، فروى بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (( أنت أخي وصاحبي )).
وروى المناشدة بذلك قال: وروينا من وجوه عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول: (( أنا عبد الله وأخو رسوله... )) إلخ.
ثم قال ابن عبد البر: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، وقال في كل واحدة منهما لعلي: (( أنت أخي في الدنيا والآخرة ))، وآخى بينه وبين نفسه، فلذلك كان هذا القول وما أشبهه من علي رضي الله عنه. انتهى.
فراجعه فإسناده غير إسناد الترمذي، ومن أراد معرفة ذلك فليطالع الجزء الثالث من الغدير للأميني، ففيه ما يكفي ويشفي، ومحل البحث في أبحاث الرد على الفصل في الملل والنحل لابن حزم، وابتداء البحث في المؤاخاة (ص111) في الطبعة الرابعة، فقد استغرق البحث في المؤاخاة نحو ست ورق، وكذلك أحاديث المؤاخاة مذكورة بأسانيد عديدة في ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ ابن عساكر وفي تخريجها، وذلك لو جمع لجاء كتابا مستقلا، فمنه ما ذكر هناك بعنوان مؤاخات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه ثم تآخيه صلى الله عليه وآله

وسلم بينه وبين علي عليه السلام(ج2/ص117)، وذلك في ثمان ورق كبار، وبعد ذلك ما ذكر بعنوان اتخاذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا أخا له (ج1/ص133) في نحو ثلاث ورق.
وقد ذكراه في حديث الإنذار (ج1/ص97، وص98)، وخرجه المحقق من طرق عديدة في (ص99،وص100،وص101، وهو في ص102) من الترجمة من تاريخ ابن عساكر، وذكراه في (ص103) وهو في (104،وص105) من الترجمة، وأورده المحقق في (ص106،وص107)، وأيضا يوجد في الكتاب في غير تلك المواضع، فطالعه فإنه مفيد جدا، وإذا طالعته عرفت تحامل ابن تيمية وتعصبه هو والذهبي ومن قلدهما.
وقد أورد الأميني في الغدير بعض أقوال ابن تيمية في كتابه المسمى منهاج السنة ورد عليها، وابتدأ البحث ذلك بقوله (ج3/ص148،ط4): منهاج السنة: إذا أردت أنت تنظر إلى كتاب سمي بضد معناه، فانظر إلى هذا الكتاب الذي استعير له اسم - منهاج السنة - وهو الحري بأن يسمى: منهاج البدعة، وهو كتاب حشوه ضلالات وأكاذيب وتحكمات وإنكار المسلّمات وتكفير المسلمين... الخ.
ثم ذكر أقاويل قد ذكر مقبل بعضها أو كلها، ومنها: إنكاره لحديث المؤاخاة، ذكره وأجاب عنه بكلام ابن حجر في فتح الباري (ج7/ص217) والأبحاث التي ذكر فيها من أقاويل ابن تيمية وأجاب عنها من (ص148، إلى ص217)، قال في آخر الجواب عنه: هذه نبذة يسيرة من مخاريق ابن تيمية، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضلالات والأكاذيب والتحكمات والتقولات فعلينا أن نعيد نسخ مجلداته الأربع، ونرد فيها بمجلدات في ردها، ولم أجد بيانا يعرب عن حقيقة الرجل ويمثلها للملأ العلمي، غير أني أقتصر على كلمة الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوي الحديثية (ص86).
قال عن ابن تيمية: عبد خذله الله وأضله، وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله، وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام

الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته، وبلوغه مرتبة الاجتهاد، أبي الحسن السبكي وولده التاج، والشيخ الإمام العز بن جماعة، وأهل عصرهم، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية، ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية، بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في كل وعر وحزن، ويعتقد فيه أنه ضال مضل غال، عامله الله بعدله، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله، آمين... الخ.
وكذلك الذهبي فيه كلام للسبكي في الطبقات، وحكاه السيد العلامة الكبير مجد الدين في لوامع الأنوار (ص133،وص134).
قال السيد العلامة الكبير عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء، في سياق الكلام على حديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال فيه الذهبي: موضوع، وأما كلام الذهبي وابن الجوزي فهو كلام من ناصَبَ آل محمد وتخلى عن ولاءهم، ولم يحجزه دين فيمنعه عن الإقدام على كل ما يشتهيه. انتهى.
وكذلك المقبلي له كلام في الذهبي رماه فيه بالنصب، فلا عجب أن يقرر شيخه ابن تيمية على إنكار المؤاخاة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام.

- - -

[ حديث: (( إن الله أوحى إلي في علي ... )) ]
قال مقبل(ص187): حديث (( إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أُسري بي، أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين )).
قال الألباني: موضوع. أخرجه الطبراني، ثم ساق سنده وقال: تفرد به مجاشع، ثم قال: قلت: وهو كذاب، وكذلك شيخه عيسى بن سوادة، وبه وحده أعله الهيثمي في المجمع فقصر، وقال شيخ الإسلام: هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم، ولا نعلم أحدا سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين غير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، واللفظ مطلق ما قاله فيه: من بعدي، وأقره الذهبي في مختصر المنهاج. ا هـ. ...
والجواب وبالله التوفيق: أخرج الحاكم في المستدرك (ج3/ص137،وص138) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، أنا عمرو بن الحصين، أنبأ يحيى بن العلاء الرازي، ثنا هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( أُوحي إلي في علي ثلاث، أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ))، هذا حديث صحيح الإسناد.
وقال السيد عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء في أربعين حديثا، نصا على إمامة علي عليه السلام (الثاني): أخرج علامة الزيدية ونحريرها حاكم صعدة للهادي للحق الفقيه محمد بن سليمان الكوفي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عمر الأنصاري، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لما أُسري بي انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي ربي وأمرني في علي عليه السلام بثلاث، أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين )).

قال محمد بن سليمان: وحدثنا علي بن رجاء الحلال، قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني، عن أبيه، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن هلال، عن مقلاص (كذا ولعله بن) الصيرفي، عن عبد الله بن [أ]سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
وأخرج ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب إلي، يخبرني أن أبا أحمد عبد الله بن أبي مسلم القرضي حدثهم، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أخبرنا محمد بن عدي، أخبرنا أبو جعفر الأحمر، أخبرنا هلال الصواف، عن عبد الله بن كثير أو كثير بن عبد الله، عن أبي أحطب، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لما كان ليلة أُسري بي إذا قصر أحمر من ياقوتة تتلألأ، فأُوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين )). انتهى.
وقوله: عن أبي أحطب، هكذا في حاشية كرامة الأولياء، أما في نسخة مناقب ابن المغازلي المطبوعة فهو عن أبي أخطب، بالخاء المعجمة، وكذلك في المطبوعة: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي.
وقوله: أخبرنا محمد بن عدي، الذي في المطبوعة: أخبرنا محمد بن عديس.
وقوله: أخبرنا أبو جعفر الأحمر، الذي في المطبوعة: جعفر الأحمر، وكذلك في لفظ الحديث: من ياقوت يتلألأ، ومحله في المطبوعة (ص83) وبعده في مناقب ابن المغازلي، أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيُّويه الخزاز إجازة، حدثنا ابن أبي داود، حدثنا إبراهيم بن عباد الكرماني، حدثنا يحيى بن أبي بكر، أخبرنا جعفر بن زياد، عن هلال الوزان، عن أبي كثير الأسدي عن عبيد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( انتهيت ليلة أُسري بي إلى سدرة المنتهى، فأوحي إلي في علي ثلاث، أنه إمام المتقين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم )).

قال ابن أبي داود: لم يرو هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير هذا الرجل. انتهى.
اتفق النسختان في هذا السند على جعفر بن زياد، فظهر أنه الصواب في السند الأول.
أما قوله: يحيى بن أبي بكر، ففي نقل السند عن مناقب ابن المغازلي: يحيى بن أحمد بن أبي بكر.
قال السيد عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء: وأخرج محمد بن يوسف (أي الكنجي)، عن عبد العزيز بن محمد الصالحي، قال:أخبرنا الحافظ أبو القاسم الحسن بن هبة الله الشافعي، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان، أخبرنا أبو منصور شجاع بن علي بن علي بن شجاع، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا إبراهيم بن عبيد الله، حدثنا يحيى بن كثير، حدثنا جعفر الأقمر، عن هلال الصدفي (كذا)، حدثنا أبو بكر الأنصاري، عن عبد الله بن سعد بن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لما أسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فرشه من ذهب يتلألأ، فأوحي إلي أو أمرني بثلاث خصال في علي، بأنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين )). انتهى.
وقولهم: لم يروه إلا فلان، قد يريدون بذلك اللفظ خاصة أو بذلك السند، وهذه الأسانيد يظهر أنها انفقت في هلال.
ورواه أيضا سليمان بن أحمد الطبراني في ترجمة محمد بن مسلم الأشعري من المعجم الصغير (ج2/ص88/ط سنة1388 هـ) قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني، حدثنا مجاشع بن عمرو بهمدان سنة خمس وثلاثين ومأتين، حدثنا عيسى بن سوادة الرازي، حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن الله عز وجل أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أُسري بي، أنه سيد المؤمنين، وإما المتقين، وقائد الغر المحجلين )). انتهى.

قال محقق ترجمة الإمام علي: ورواه عنه أبو نعيم في ترجمة محمد بن مسلم الأشعري من تاريخ أصبهان (ج2/ص229)، ورواه أيضا عن الطبراني في المعجم الصغير الهيثمي في مجمع الزوائد (ج9/ص121). انتهى.
فقول الطبراني: تفرد به مجاشع، لعله يعني من هذه الطريق، حيث رواه عن هلال بل هو ظاهر كلامه، لأنه قال: لم يروه عن هلال إلا عيسى، تفرد به مجاشع، وبقية الرواة رووه عن أسعد بن زرارة.
فإيراد مقبل لهذه الرواية المخالفة للروايات، ليبطل الحديث جملة تدليس، لأنه يوهم أنه لا طريق له غيرها، وقد مر بعض طرقه، وهو في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر (ج2/ص256) وما بعدها، ثم ذكر له شاهدا في (ج2/ص256) فقال: أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان بن المعدل العريني النصيبي بها، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا إبراهيم بن محمد، أنبأنا علي بن عائش (كذا)، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( اسكب إلي (كذا) ماءً أو وضوءاً، [قال: فسكبت له] فتوضأ ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، [و] سيد المؤمنين علي )). انتهى.
ورواه أبو نعيم في الحلية (ج1/ص63) فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا علي بن عياش (كذا)، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فذكره وفيه: (( أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي... )) إلخ.

وأخرجه ابن عساكر من طريق أبي نعيم، فقال في ترجمة الإمام علي من تاريخه ( ج 2 ) من الترجمة ( ص 486 ): أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، أنبأنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فذكره وفيه: (( أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين )).
وقوله: في السند علي بن عابس، لعله الصواب، وما في السندين قبله تصحيف.
وذكر السيد عبد الله بن الهادي هذا الحديث في حاشية كرامة الأولياء، في الأربعين حديثا فقال: (السابع) أخرج محمد بن يوسف - يعني الكنجي - عن إبراهيم بن محمود بن سالم الجوهري، وعلي بن محمد بن عبد السميع بن الواثق بالله، قالا: أخبرنا ابن البطي، أخبرنا أبو الفضل بن أحمد، أخبرنا بن عبد الله - أي أبو نعيم - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن عابس... إلخ السند والحديث بطوله.
ثم قال: قال ابن يوسف: هذا حديث حسن عال، أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء. انتهى.
وفي ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ( ج 2/ ص 440 ) بسنده عن الشعبي قال: قال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لي ): (( مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين. فقيل لعلي: فأي شيء كان من شكرك. قال: حمدت الله على ما آتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني ما أعطاني )) ( كذا ). انتهى.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ج 1/ ص 66 ) فقال: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي الفصباني، ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا الحسن بن

الحسين، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن الشعبي قال: قال علي: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: (( مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين. فقيل لعلي: فأي شيء كان من شكرك؟ قال: حمدت الله على ما أتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني )). انتهى.
ورواه في كنز العمال في فضائل علي عليه السلام ( ج 15/ ص 57/ ط 2 )، نقلا عن أبي نعيم.
وأخرج الحاكم في المستدرك ( ج 3/ ص 129 ) قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي ببخارى، ثنا النعمان بن هارون البلدي، ثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: (( هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مد بها صوته )). هذا حديث صحيح الإسناد. انتهى.
وأخرجه الخطيب في تاريخه ( ج 2/ ص 377 )، في ترجمة محمد بن عبد الصمد الدقاق، بلفظ: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول: (( هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، يمد بها صوته: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب )). انتهى.
وأخرجه الخطيب أيضا في ( ج 4/ ص 219 )، في ترجمة أحمد بن عبد الله بن يزيد، فقال: أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الله الصيرفي، وعلي بن إبراهيم البلدي، وجماعة، قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، أبو جعفر السامري، حدثنا عبد الرزاق... إلخ.
مثل رواية الحاكم سندا ومتنا.

ثم قال الخطيب: قال أبو الفتح: تفرد به عبد الرزاق وحده، قال الخطيب: ولم يروه عن عبد الرزاق [ غير ] أحمد بن عبد الله هذا، وهو أنكر ما حفظ عليه والله أعلم. انتهى.
قلت: لا نكارة، فالحديث موافق لحديث الغدير وحديث المنزلة وغيرهما، ولم يصادم نصا فلا نكارة فيه.
هذا وسند الخطيب في ترجمة محمد بن عبد الصمد هكذا: حدثنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، حدثنا أبو بكر محمد بن المقري بأصبهان، حدثنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق البغدادي، حدثنا أحمد بن عبد الله، أبو جعفر المكتب، حدثنا عبد الرزاق... إلخ.
وقد مر الكلام في أحمد بن عبد الله، والرد على من تكلم فيه بما يكفي.
والحديث في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ( ج 2/ ص 476، وص 477، و 478 ) ورد محققه.
قول الخطيب: لم يروه عن عبد الرزاق غير أحمد بن عبد الله، فقال في ( ص 478 ): قد تقدم عن السيوطي أن أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى المصري تابعه في الرواية عن عبد الرزاق.
قلت: ذكر هذا السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1/ ص 330 ).
ومن شواهد الحديث ما ذكر السيد العلامة الكبير في حاشية كرامة الأولياء قال: (الثالث) أي - من الأربعين حديثا في إمامة علي عليه السلام - أخرج محمد بن يوسف الكنجي، وساق السيد السند عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( يرد علي الحوض راية علي عليه السلام أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ... )) الحديث.
ثم قال: أخرجه ابن حبان بطريق تتصل بالمسعودي - أي أحد رجال السند -.
ثم قال السيد عبد الله في حاشية كرامة الأولياء: (الخامس) أخرج الإمام الأعظم القاسم بن إبراهيم في الكامل من حديث عبد الرزاق، وذكر السند عن ابن

42 / 63
ع
En
A+
A-