قال مقبل عن الشوكاني وقيل: المراد بالركوع على المعنى الثاني ركوع الصلاة، ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال. ا هـ كلامه.
والجواب وبالله التوفيق: أن الركوع قد صار في الشرع ظاهرا في هذا المعنى فيحمل عليه، وقوله: ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال دعوى بلا دليل، فكيف يعدل عن حكم القرآن لأجل دعوى الشوكاني، ويصرف القرآن عن ظاهره تقليدا للشوكاني.
قال مقبل(ص 175): وبهذا يتضح لك - أي: بقول ابن كثير والشوكاني - أنه لا ينبغي الاعتماد على شيء من الأحاديث الموجودة في التفاسير، حتى يعلم ما قال المحدثون في درجة هذا الحديث، لأن الصحيح من أسباب النزول والتفسير النبوي قليل.
والجواب :: أنه يعني بالمحدثين ابن كثير، وابن الجوزي، والشوكاني وأمثالهم، فهذه منه دعوى إلى محاربة السنة التي يحاربها هؤلاء، ويتمحلون لردها، ويشرطون لقبولها شروطا ليست في كتاب الله، وقد اتضح مما ذكرنا تعنتهم في هذا الباب، وتعصبهم في جرح الشيعة، ورد فضائل أهل البيت، وأنه لا ينبغي لمنصف أن يقلدهم في هذا الشأن، بل ينبغي للمنصف أن يبحث عن الروايات وكثرة طرقها أو قوتها أو خلاف ذلك، ليأخذ ما يأخذ عن بحث وفكر محرر من ربقة التقليد والتعصب، أو يرد ما يرد عن حقيقة، كذلك بدون تقليد ولا تعصب.
قال مقبل( ص 176 ): ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها تفسير ابن عباس، فإنه مروي من طريق الكذابين كالكلبي والسدي ومقاتل، ذكر معنى ذلك السيوطي وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية.
الجواب :: أنه لا ينبغي تقليد ابن تيمية، بل هو متهم في هذا، والسيوطي مظنة أن يكون اغتر بأقوال الجارحين فيهم، لحسن ظنه بهم وغفلته عن تعصبهم، فالمنصف لا يقلد هذا ولا ذلك، بل ينظر في التفسير، فإن كان صحيحا من حيث موافقته لظاهر القرآن وعدم مصادمته لدليل، فلا يقبل فيه قول ابن تيمية، وإن كان مخالفا للحق رد.

قال مقبل: ومن كان من المفسرين تنفق عليه الأحاديث الموضوعة كالثعلبي والواحدي والزمخشري، فلا يحل الوقوف ( كذا ) بما يروونه ( كذا ) عن السلف من التفسير، لأنهم إذا لم يفهموا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفهموا الكذب على غيره.
والجواب :: أن الرواية إن كانت مرسلة فيبحث عن طريقها، سواء كانت في كتب هؤلاء أو غيرهم، وإن كانت مسندة نظر في الأسانيد سواء كانت في كتب هؤلاء أو غيرهم، فلا معنى لهذا الكلام.
وأما قوله: لأنهم إذا لم يفهموا الكذب.
فالجواب:: أن علماء الحديث يختلفون في الموضوع وغيره، فقد يكون الحديث صحيحا عند هذا، وحسنا عند هذا، وموضوعا عند هذا، وهؤلاء من كبار علماء الكتاب والسنة، وإن تجاهل هذا مقبل وأضرابه فإنما هي دعوة منهم إلى بدعتهم وتعصب لمذهبهم، حيث جعلوا أنفسهم الحكام على السنة، والفارقين بين الصحيح والمكذوب، فجهَّلوا المخالفين لطريقتهم ليتسنى لهم إلزام الناس إتباعهم، بدعوى إنهم رجال السنة، وهم في الحقيقة محاربون لها، { أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ } [البقرة:12].
فقول مقبل في هؤلاء العلماء إذا لم يفهموا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو تجهيل لهم، جريا على طريقة التعصب لأسلافه، الذين يجرحون في الشيعة رواة الفضائل أو يضعفونهم، ويردون الفضائل التي يروونها في أهل البيت، محاماة من خصوم أهل البيت عن مذهبهم، وبناء على أساس منهار، ثم من لم يجر على مجراهم جعلوه جاهلا لا يميز بين الصدق والكذب، لأنهم قد جعلوا أنفسهم الحكام على الحديث بلا دليل من الكتاب ولا السنة، فلماذا يجعل مخالفهم جاهلا؟ هل هذا إلا تحكم صرف ودلالة على جهل أو تعصب وعناد؟
أما بعض أحاديث فضائل القرآن، فإنها وإن كانت موضوعة في رأي بعض المحدثين نظرا إلى سندها، فإنها قد تكون عند آخرين غير موضوعة نظرا إلا شاهد

يقوي الرواية ويمنع من الحكم بوضعها، فلأجل هذا يروونها للترغيب، مثل ما رووه في فضل السور من أول القرآن إلى آخره، جريا على طريقة المحدثين في التسهيل في هذا الباب.
كما روى الحاكم في المستدرك ( ج 1/ ض 490 ) عن ابن مهدي ولفظه: إذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، شددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال والثواب والعقاب والمباحات والدعوات تساهلنا في الأسانيد. انتهى.
وذلك لأن الترغيب والترهيب ليس في روايته إلا الحث على فعل الخير، الثابت بدليل صحيح، واجتناب الشر الثابت تحريمه بدليل صحيح، وهذا هو الغرض من روايتها لا الحكم بصحة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يحكموا بذلك، فكيف يُرمون بالجهل؟! ويقال: إنهم لم يفهموا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فهل هذا إلا تعصب ومحاولة لتجهيل أهل السنة كافة ما عدا العثمانية، ومن قبلهم العثمانية من الشيعة الأولين وغيرهم، ليقطع مقبل وأضرابه طرق السنة ويوهموا أن لا طريق لها إلا العثمانية، هؤلاء الذين أولهم ابن المبارك، ويحيى بن سعيد، ثم تلاميذه ثم من تبعهم، أما بقية علماء السنة فهم بزعمه جاهلون، لأنهم لا يضعفون الشيعي مطلقا، ويوثقون الناصبي غالبا، فهم يقبلون مالا يقبله أسلاف مقبل. فهذا هو سبب تجهيله لهم وتعصبه عليهم، دعوة إلى مذهب العثمانية ومحاربة لما خالفه، ونصرة للنواصب { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [المنافقون:4].
[ آية : { ولكل قوم هاد } ]
قال مقبل( ص 176 ): وهكذا ما يذكره الرافضة في تفاسيرهم من الأكاذيب، كما يذكرونه في تفسير: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ } [المائدة:55] وفي تفسير { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. وقوله: { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة:12]. أنها في

علي رضي الله عنه، فإن ذلك موضوع بلا خلاف، وهكذا ما يذكرونه من تصدقه بخاتمه.
والجواب :: أما { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ }، فقد نقلناه من تفسير ابن كثير، وابن جرير، فإذا كان الحديث الصحيح أو الحسن ينقلب موضوعا، بوجوده في كتب من يسمونهم الرافضة، فذلك من الخوارق بل من المحالات، ومن المجازفة قوله: موضوع بلا خلاف، اللهم إلا أن يريد بلا خلاف بين النواصب، أمثال الجوزجاني وابن حبان فلا حجة في إجماعهم.
وقد قال ابن جرير في تفسيره ( ج 6/ ص 186 ): وأما قوله: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة:55]. فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني به، فقال بعضهم: عنى به علي بن أبي طالب. انتهى المراد.
فأثبت الخلاف، فدعوى الإجماع مجازفة.
وأما قوله تعالى :{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }. فإن تفسيرها بعلي موجود في كتب العثمانية، وقد قال ابن جرير في تفسيره في تفسير قوله تعالى: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } ، وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال: أهل التأويل على اختلاف منهم في المعنى بالهادي في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر الخلاف ... إلى أن قال: وقال آخرون هو علي بن أبي طالب، ثم ذكر الحديث في هذا، ومعناه صحيح واضح لا نكارة فيه، فلكل زمان هاد يهدي من اهتدى بهداه، لكماله في العلم والعمل، والآية واضحة الدلالة على هذا، لأن كل قرن قوم يحتاجون إلى أن يكون فيهم من يهديهم ويعلمهم الكتاب والسنة، ولو خلا قرن عمن يهديهم وصاروا كلهم جاهلين، لما علموا كيف يهتدون بالسنة، وقد مات رسول صلى الله عليه وآله وسلم وليس عندهم منها شيء، فلا بد لكل قرن من هاد، فعلي عليه السلام هو الهادي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه (( باب مدينة العلم )) كما مر تحقيقه، فكيف ينكر أن يكون الهادي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتجعل الرواية مكذوبة لماذا ؟!

وقد أخر ج الحديث ابن كثير في تفسيره عند ذكر الآية فقال: وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري، حدثنا معاذ بن مسلم بياع الهروى، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره قال: أنا المنذر ولكل قوم هاد، وأومأ بيده إلى منكب علي فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي.
قال ابن كثير: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة. انتهى.
قلت: لا نكارة، فقد وضحه بقوله: (( من بعدي ))، ولا عجب أن تنكره العثمانية، فقد أنكروا من الفضائل الواردة لعلي عليه السلام جمّا غفيرا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المطلب بن زياد، عن السدي، عن عبد خير، عن علي: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قال: الهادي رجل من بني هاشم. قال الجنيد: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات، وعن أبي جعفر محمد بن علي نحو ذلك. انتهى.
والحديث الذي ذكره عن ابن جرير هو في تفسيره.
وفي ميزان الذهبي ( ج 1/ ص 225 ) في ترجمة الحسن بن الحسين، وقال ابن الأعرابي: أنبأنا الفضل بن يوسف الجعفي، أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حبة العرني، أنبانا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد، عن ابن عباس { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ }. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون )). انتهى.
وفي زوائد عبد الله بن أحمد في مسند أبيه أحمد بن حنبل ( ج 1/ ص 126 ): حدثنا عبد الله، حدثني عثمان بن أبي شيبة، ثنا المطلب بن زياد، عن السدي،

عن عبد خير، عن علي، في قوله: { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال: (( رسول الله المنذر، والهادي رجل من بني هاشم )). انتهى.
وأخرجه الخطيب في تاريخه ( ج 12/ ص 372 ) في ترجمة الفضل بن هارون فقال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور، حدثنا عثمان بن شيبة ... إلى آخره سندا ومتنا.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ج 3/ ص 129، وص 130 ) بسند آخر فقال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ثنا حسين بن حسن الأشقر، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]، قال علي: (( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر وأنا الهادي ))، هذا حديث صحيح الإسناد. انتهى.
وهو في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر (ج2/ص416) بهذا السند فقال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبانا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور المحاربي، أنبأنا حسين بن علي الأشقر، أنبأنا منصور بن أبي الأسود... إلى آخره سندا ومتنا.
ويظهر أن قوله: المحاربي تصحيف الحارثي، وحسين بن علي الأشقر لعله حسين بن حسن الأشقر.
وذكر المحقق أنه أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجم الشيوخ (ج2/ الورق120أو203)، قال: أنبأنا أبو سعيد الحارثي، أنبأنا حسين بن علي (كذا) الأشقر، أنبأنا منصور بن أبي الأسود... إلى آخره.
السند عن علي، قال: { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]قال علي: (( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر وأنا الهادي )). انتهى.

ورواه في ترجمة الإمام علي بالسند الأول الذي من طريق عثمان بن أبي شيبة، من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن طريق آخر عن عثمان بن أبي شيبة... إلى آخر السند والمتن، إلا أن لفظ حديث السند الثاني منهما: (( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر والهادي علي )).
ثم روى في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر أيضا (ج2/ ص416) الحديث المرفوع، فقال: وأخبرناه أبو طالب، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا أبو محمد، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا أبو العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي، أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري في هذا المسجد، وهو مسجد حبة العرني، أنبأنا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المتهدون )).
ورواه في فرائد السمطين (ج1/ص148) مرفوعا، بسنده عن أبي العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب... إلى آخر السند والحديث، بلفظ: (( أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون بعدي )).
ورواه بسند آخر مرفوعا أيضا.
أما الحاكم الحسكاني، فإنه ذكر الآية هذه { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. فيما ذكره من سورة الرعد، فذكر الحديث بأسانيد عن حسن بن حسين الأنصاري، قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، أن ابن عباس قال: لما نزلت { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ }. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي )).
الحديث أورده بألفاظ متقاربة، ونورد بعضا من أسانيده، لما فيه من زيادة الفائدة، قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسن الهروي، قال: أخبرنا أبو العباس بن أبي بكر الأنماطي المروزي، أن عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان حدثهم، قال:

حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن واصل، قال: حدثنا الحسن الأنصاري، وكان ثقة يعرف بالعرني، قال: حدثنا معاذ بن مسلم بياع الهروى، قال عبد الأعلى - وهذا شيخ قد روى عنه المحاربي -: عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله:{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا المنذر وعلي الهادي، بك يهتدي المهتدون من بعدي )).
وأورده بسند آخر عن بعض رواة ليث، عن ليث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا وفيه زيادة.
ثم قال الحاكم: وحدثنا إسماعيل بن صبيح، قال: أنبأني أبو الجارود، عن أبي داود، عن أبي برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (({ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ } ثم يرد يده إلى صدره ثم يقول:{وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } ، ويشير إلى علي بيده )).
أخبرنا عقيل بن الحسن قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا محمد بن الطيب السامري بها، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، قال: حدثنا الحكم بن أسلم، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة (({ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ } يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن هادي هذه الأُمة علي بن أبي طالب )).
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة، أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة قال: أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد اللخمي من أصل كتابه، حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد، قال: حدثني أبي سعيد بن أبي الجهم، عن أبان بن تغلب، عن نفيع بن الحارث، حدثني أبو بزرة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ } أنا منذر،

ووضع يده على صدر نفسه، ثم وضعها على يد علي ويقول: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }.
قال الحاكم: تفرد به المنذر بن محمد القابوسي بإسناده، وهو من حديث أبان غريب جداً.
أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، قال: أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثنا أحمد بن عمار، قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح، قالك حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر، عن أبي داود، عن أبي برزة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( أنا منذر، ثم ضرب بيده إلى صدره ثم قال: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } يشير إلى علي عليه السلام.
أخبرنا الحاكم الوالد، أخبرنا أبو حفص، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، وعمر بن الحسين (الحسن نسخة)، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن، وأخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الحافظ أن عمر بن الحسن بن علي بن مالك أخبرهم قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الخراز، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حسين(1) بن مخارق، عن حمزة الزيات، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال:(( أنا المنذر وعلي الهادي )). لفظا واحداً.
أخبرنا أبو الحسين النجار، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا الفضل بن هارون، قال: حدثنا عثمان، وأخبرنا أبو الحسن الأهوازي، قال: أخبرنا أبو الحسن الشيرازي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا مطلب بن زياد الأُسدي، قال: حدثنا السدي، عن عبد الخير،
__________
(1) لعله حصين بالصاد، ولكنه في نسخة شواهد التنزيل بالسين.

عن علي، في قوله :{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد:7]. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( المنذر والهادي رجل من بني هاشم )). انتهى المراد.
وفي البحث بقية، فمن أراد الزيادة فليراجع شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(1).
[آية :{ وتعيها أذن واعية }]
وأما قول الله تعالى : { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة:12]. فذكر تفسيرها بعلي عليه السلام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره في تفسير الآية، من سورة الحاقة في المجلد (12)، فقال: حدثني علي بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن علي بن حوشب قال: سمعت مكحولا يقول: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة:12]. ثم التفت إلى علي رضي الله عنه فقال: سألت الله أن يجعلها أُذنك، قال علي رضي الله عنه: فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنسيته.
حدثني محمد بن خلف، قال ثني بشر بن آدم، ثنا عبد الله بن الزبير، قال ثني عبد الله بن رستم قال سمعت بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: (( يا علي إن الله أمرني أن أُدنيك ولا أُقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وحق على الله أن تعي. قال: فنزلت { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة:12] )).
حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا الحسن بن حماد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي، عن فضيل بن عبد الله، عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: (( إن الله أمرني أن أعلمك، وأن أدنيك ولا أجفوك ولا أقصيك )) ثم ذكر مثله. انتهى.
وفي مناقب ابن المغازلي (ص197): أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن محمد بن
__________
(1) وابتداء هذا بالبحث في شواهد التنزيل من (ص293/ط1).

39 / 63
ع
En
A+
A-