ابني عمرا وابن أخي عبد الله بن أبي أمية، فأمرتهما بأن يقاتلا مع علي من قاتله ... إلخ كلام أم سلمة.
وروى الحديث أبو طالب يحيى بن الحسين عليه السلام في الأمالي ( ص 54 ) بإسناده عن شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة أستأذن رجل فقيل له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى علي ( كذا )، فقالت أم سلمة: مرحبا يا أبا ثابت ادخل ... إلخ الحديث.
هذا بعض ما في الباب، ومن أراد الإطلاع على أكثر من ذلك فليراجع الغدير ( ج 3/ ص 176 ) إلى ( ص 180 ) الطبعة الرابعة، وفرائد السمطين ( ج 1/ص 176 ) إلى ( 179 )، وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ( ج 3/ ص 151، وص 159 )، وكذلك في شرح الغاية، وليراجع بعض ما قد مر في جوابنا، فمن راجع ذلك وجد الأحاديث متظاهرة على إثبات هذين الأمرين، ومن تبَيَن له الحق بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يبالي بمن قعقع بالشنان واستعمل الأراجيف.
أما قول مقبل : وكفى بهما دليلا على سخافة عقول الرافضة. فهو قول يؤكد ما سبق أن قلناه فيه وفي أصحابه إنهم داخلون في حديث علي عليه السلام، الذي أخرجه البخاري في صحيحه ( ج 8 ص 52 ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( سيخرج قوم في آخر الزمان حدّاث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ... )) الحديث.
ففيه أربع علامات:
الأولى: قوله: (( في آخر الزمان )).
الثانية: قوله: (( حداث الأسنان )).
الثالثة: (( سفهاء الأحلام )).
الرابعة: قوله: (( يقولون من خير قول البرية )).
فكانت هذه الصفات في مقبل وأصحابه أظهر، فكان دخولهم في الحديث واضحا بل هو دخول أوّلي، من حيث أن العلامات فيهم أظهر لأنهم في آخر الزمان، ولأن غالبهم حداث الأسنان أهل المعاهد، ولأن غالبهم سفهاء الأحلام لاستعمالهم السباب ومسارعتهم إليه عند الأسباب، وتوصلهم إليه بالعلل الضعيفة على طريقة السفهاء، ولاستعمالهم للدعاية الخادعة بقولهم، الذي هو من خير قول البرية، الدعوة إلى التوحيد وإلى السنة، وترك الشرك، وترك التقليد، ورفض البدع، والغلو، والخرافات، وهذا من قول خير البرية، كلام حق يريدون به باطلا، يخادعون به العامة الجاهلين، وهو أوضح وأكثر من قول الخوارج: (( لا حكم إلا الله ))، فتلك كلمة واحدة، كلمة حق يراد بها باطل، وهؤلاء المتأخرون لهم كلمات كثيرة شهيرة، من قول خير البرية يراد بها أباطيل، فلذلك قلنا: إن دخولهم في الحديث أظهر، فقد اشتركوا في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم، واختص هؤلاء بمزيد وضوح العلامات الأربع فيهم.
أما رميه للشيعة القائلين: بأن عليا مع الحق والحق مع علي، فالعاقل المنصف يعرف من أحق بأن يرمى بسخافة العقل من اتبع الدليل، أم من خالفه ورمى أهل الحق بسخافة العقل ؟! مع وضوح دليلهم، مع أنه لو لم يكن دليلهم صحيحا وكان شبهة قوية، لكثرة الأحاديث وكثرة الأسانيد، فإن المتمسك بها لا يعتبر سخيف العقل عند أهل الرجاحة والأدب، إنما يسمى غالطا ومخالفا للحق بزعم خصمه، وذلك لأن اعتماد الدليل لا يعد سخافة عقل، سواء كان المتمسك به مصيبا أم مخطئا لقوة الشبهة !!
- - -
[ حديث: (( من مات وفي قلبه بغض لعلي ... )) ]
قال مقبل ( ص 169 ) : حديث: (( من مات وفي قلبه بغض لعلي بن أبي طالب فليمت يهوديا أو نصرانيا )). ( ج ) أي ابن الجوزي، هذا حديث موضوع، والمتهم به علي بن قرين.
قال العقيلي: هو وضع هذا الحديث.
وقال يحيى بن معين: هو كذاب خبيث.
وقال البغوي: كان يكذب.
والجواب :: أن سنده في اللألئ المصنوعة ( ج 1/ ص 367 ) هكذا: العقيلي، حدثنا عبد الله بن هارون، حدثنا علي بن قرين، حدثنا الجارود بن يزيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده مرفوعا: (( من مات وفي قلبه بغض لعلي بن أبي طالب فليمت يهوديا أو نصرانيا )).
وأما جرحهم لعلي بن قرين فقد ظهر من مذهبهم جرح من روى مثل هذا الحديث، لاتهامهم الراوي بأنه يعني به بعض ما يسمونهم: صحابة ويحامون عنهم، كمعاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة. فلا يقبل منهم جرح علي بن قرين.
وقد ذكر له السيوطي في اللألئ سندا آخر فقال: قال الديلمي في مسند الفردوس: أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن الحسين اللغوي، حدثنا محمد بن إبراهيم الإريناني، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد البصري، حدثنا أحمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا محمد بن الحارث، حدثنا يزيد بن زريع، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رفعه: (( يا علي ما كنت أبالي ممن مات من أمتي وهو يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا )).
وقال: أنبأنا ابن مردويه، أنبأنا جدي، حدثنا علي بن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن أحمد الأشرم، حدثنا أحمد بن عبد الله المؤدب، حدثنا محمد ابن الحارث به. انتهى.
فظهر قوة الرواية مع صحة معناها، وموافقتها لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا يبغضك إلا منافق )). وقد قال الله تعالى: { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } [النساء:145].
قال مقبل ( ص 170 ): قول أنس: بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع: (( يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب. فقال: إنه رائد ( كذا ) الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي يوم القيامة، وثقتي على مفاتيح خزائن جنة ربي )).
قال مقبل: عن ابن الجوزي لم أر للاهز غير هذا.
وقال أبو الفتح الأزدي: لاهز غير ثقة ولا مأمون، وهو أيضا مجهول.
وقال ابن عدي: لاهز مجهول، يروي عن الثقات المناكير، روى هذا الحديث والبلاء منه. انتهى.
قلت: قوله: (( رائد الهدى )) غلط في كتاب مقبل والصواب: راية الهدى، أي: علم الهدى.
والحديث بسنده في اللألئ المصنوعة ( ج 1/ ص 363 ) عن ابن الجوزي وهذا نصه: أبو نعيم، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا علي بن سراج المصري ( ح )، وقال ابن عدي: حدثنا عبد الملك بن محمد قالا: حدثنا محمد بن فيروز التنيسي، حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، حدثنا أنس بن مالك قال: (( بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع: (( يا أبا برزة إن رب العالمين عز وجل عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى ... )) الحديث إلى آخره.
قلت: وهو في حلية الأولياء لأبي نعيم ( ج 1/ ص 66 ) بهذا السند والمتن وتمامه: (( ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن
أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح ( كذا ) خزائن رحمة ربي )). انتهى.
وله طريق آخر، قال أبو نعيم في الحلية ( ج 1/ ص 66 ): حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول، حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر الرازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن الله عز وجل عهد إلي في علي عهدا. فقلت: يا رب بينه لي. فقال: اسمع. فقلت: سمعت. فقال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك، فجاء علي فبشرته فقال: يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته أن يعذبني فبذنبي، وأن يتم الذي بشرتني به فإنه أولى بي، قال: قلت: اللهم أجل قلبه وأجعل ربيعه الإيمان. فقال الله: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي. فقلت :يا رب أخي وصاحبي. فقال: إن هذا شيء قد سبق، أنه مبتلى ومبتلى به )).
قال السيوطي في اللألئ: أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: هذا حديث لا يصح، وأكثر رواته مجاهيل.
والحديث في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( ج 2/ ص 229، وص 230، وص 339 ) وما بعدها، وهناك تخريج.
وسنده في مناقب ابن المغازلي ( ص 48، وص 49 )، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي رحمه الله فيما كتب به إلي، قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي البزاز، قال: حدثنا الحسين بن علي السلولي، قال: حدثنا محمد بن الحسن السلولي، قال: حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر الرازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن الله تبارك وتعالى عهد إلي في علي عهدا.
فقلت: يا رب بينه لي. فقال الله عز وجل: اسمع. قال: سمعت. قال: إن عليا راية الهدى ... )) الحديث إلى آخره.
وفي لفظه: (( وأن يتم الذي بشرني به فالله أولى به، قال: فقلت: اللهم أجل قلبه وأجعل ربيعه الإيمان بك )).
وهكذا في السند عن الأعشى الثقفي، وهو كذلك في ترجمة الإمام علي ( ج 2/ ص 229 ) عن الأعشى الثقفي، وكذلك فيما نقله محقق ترجمة الإمام علي من حلية الأولياء لأبي نعيم عن الأعشى الثقفي.
قال السيد عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء حيث نقله في النص الأول من أربعين نصا في إمامة علي عليه السلام: وأخرجه محمد بن يوسف الكنجي بسنده إلى أبي نعيم قال: وهذا حديث حسن عال، ثم قال: وأخرجه أيضا بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع بسنده إلى صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر، عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر ( كذا )، عن أبي برزة بمثله.
ثم ذكر السيد عبد الله السند الآخر من طريق لاهز بن عبد الله، فأورد الحديث، ثم قال: وقد ضل ابن الجوزي فعده في الموضوعات، ثم قال: وابن الجوزي حائد عن الحق، متنكب عن الصراط، مبغض إلى غاية، وقد رد عليه أهل نحلته كثيرا، ( أي: من دعاويه الوضع في الأحاديث التي يدعيها موضوعة )، وصححوه أو حسنوه وخطأوه في ذلك.
وأما ابن عدي، فحكمه بإبطاله إنما هو استناد منه إلى أصل منهدم، وهو تقريرهم أن أبا بكر الخليفة والأفضل.
وأما قسم الذهبي فلا شك أنها غموس، والحديث له شواهد كثيرة، ولاهز ترجم له في الطبقات ( يعني: طبقات الزيدية )، وذكر أنهم جرحوه لروايته هذا الحديث.
قال السيد عبد الله: وكذا الحديث الأول - يعني حديث أبي برزة من غير طريق لاهز - تكلم على سنده ابن الجوزي والذهبي، وحكما بوضعه وجهالة رواته. فأما الحكم بالوضع فهو ظاهر، أنه حكم بغير ما أنزل الله. وأما جهالة
السند عندهما فقد عرفه غيرهما ( أي: الكنجي الذي قال: هذا حديث حسن )، وكان غايته لو أنصفا التوقف، إذ الجهالة لا تدل على بطلانه في نفس الأمر، ولا جهلك بمخل في صحته ... إلى إن قال: مع أن شواهد الحديث كثيرة لو لم يكن إلا حديث المنزلة والغدير. انتهى.
- ... - ... -
[ حديث: (( ترد علي الحوض راية علي ... )) ]
قال مقبل( ص 170 ) : حديث: (( ترد عليَّ الحوض راية علي أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذه بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه، وآزرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: رِدُوا رِدُوا(1) مرّتين، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبدا، وجه إمامهم كالشمس ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضواء نجم في السماء )). ( ج ) أي: ابن الجوزي هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإسناده مظلم، وفيه مجاهيل لا يعرفون، ومخرجه من الكوفة. انتهى.
والجواب وبالله التوفيق: أما إسناده فهو في اللألئ المصنوعة (ج1/ص369) عن ابن الجوزي، أخبرنا محمد بن ناصر، أنبأنا محمد بن علي بن ميمون، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي الحسني، حدثنا القاضي محمد بن عبد الله الجعفي، حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق، حدثنا الحسن بن علي بن بزيع، حدثنا يحيى بن حسن بن فرات القزاز، حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن صخر بن الحكم الفزاري، عن حبان بن الحارث الأزي (كذا)، عن الربيع بن جميل الضبي، عن مالك بن ضمرة الرواسي، عن أبي ذر مرفوعا: (( يرد عليَّ الحوض راية علي أمير المؤمنين... )) الحديث إلى آخره.
وبعده عن ابن الجوزي: موضوع، وإسناده مظلم، فيه مجاهيل ولم يذكر، ومخرجه من الكوفة.
قال السيد عبد الله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء في الأربعين حديثا في النص على إمام علي عليه السلام (الثالث): أخرج محمد بن يوسف الكنجي قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن المتوكل على الله ببغداد، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا
__________
(1) فعل أمر من الورود يقال في ورد: يرد، رِد. ( مؤلف ).
عبد الحميد بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن عبد الله، قال: ثنا المسعودي، وهو عبد الله بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن صخر بن الحكم الفزاري، عن حبان بن الحارث الأزدي، عن الربيع بن جميل الضبي، عن مالك بن ضمرة الرواسي، عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ترد علي الحوض راية علي عليه السلام أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، وأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون ... )) إلخ الحديث.
ثم قال السيد عبد الله: وقد تصلف ابن الجوزي وعده في الموضوعات، وقال: إسناد مظلم، فيه مجاهيل.
قال السيد عبد الله: أخرجه ابن حبان بطريق أُخرى تتصل بالمسعودي، والمسعودي والحارث بن حصيرة، ومالك بن ضمرة من الشيعة الثقات، ولعله أظلم عليه بسببهم ولمخالفته المذهب، وكل ذلك علة غير قادحة. انتهى.
- ... - ... -
[ مرض الحسن والحسين ونذر علي ]
قال مقبل(171) : (( خبر مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن انذر إن عافا الله عز وجل ولديك أن تحدث لله شكراً، فقال علي: إن عافا الله عز وجل ولدي صمت ثلاثة أيام شكرا... )) إلخ.
ذكر مقبل بعض حديث نزول: { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ ... } [الإنسان:5] إلى آخر الآيات في { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ } ، ولم يذكر نزول الآيات، واشتغل بذكر الأشعار بزعمه، لأنه لا يهمه إلا تشويه الرواية لإسقاطها، وهو في ذلك متبع لابن الجوزي.
ثم قال مقبل عن ابن الجوزي: هذا حديث لا يشك في وضعه، ولو لم يدل على ذلك إلا الأشعار الركيكة، والأفعال التي يتنزه عنها أولئك السادة.
قال يحيى بن معين: أصبغ بن نباتة لا يساوي شيئا، ( فهو من رجال السند ).
وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث محمد بن كثير، وأما أبو عبد الله السمرقندي فلا يوثق به.
والجواب وبالله التوفيق: أما قوله: الأشعار فلا نسلم أنها كلها باسم أشعار قيلت، بل لا يبعد أنهما قالاها أو بعضها اسجاعا فكتبها الرواة بصورة أشعار غلطا منهم وهي نثر مسجع، وقد رويت من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا، وهي في شواهد التنزيل عند ذكر الآيات من سورة { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ }. بأسانيدها، ولعل الركاكة من غلط الرواة بدليل اختلاف الروايات في بعض الألفاظ، مع أن الحديث يروى من طرق بدون ذكر أبيات أو أسجاع، وهو الذي ذكره في الكشاف.
وأما ما رواه عن يحيى بن معين أنه قال: في أصبغ: فلا نسلم صحته في يحيى لأنه رواه في كتاب الجرح والتعديل بصورة تحتمل الإرسال، فقال: حدثنا عبد