ورماه الذهبي في الميزان أيضا بالإسراف والاجتراء في ترجمة سويد بن عمرو فقال: وأما ابن حبان فأسرف واجترأ، فقال: كان يقلب الأسانيد ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية. انتهى.
قال مقبل عن ابن الجوزي عقيب حديث يوم أحد المذكور آنفا: هذا حديث لا يصح والمتهم به عيسى بن مهران.
قال ابن عدي: حدث بأحاديث موضوعة وهو محترف في الرفض. انتهى.
كذا محترف بالفاء، وهو في الميزان محترق بالقاف، وكذا في لسان الميزان. وأورد الحديث والسند في ترجمته ثم قال: وثقه محمد بن جرير.
قلت: وأخرج للحديث شاهدا في تاريخه في الجزء الثالث صفحة ( 17 ) فقال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: (( لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمر بن عبد الله الجمحي، قال: ثم أبصر رسول الله جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي فقال جبريل: يا رسول الله إن هذه للمواساة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منكما. قال: فسمعوا صوتا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي )). انتهى.
ورواه في فرائد السمطين ( ج 1 ص 257 ) بسند آخر عن حبان عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده. وأفاد المعلق عليه أنه أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل، والطبراني في ترجمة أبي رافع من المعجم الكبير ( ج 1/ الورق 50 )، وابن عساكر تحت الرقم ( 215 ) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق ( ج 1 ص 149 ).
قلت: هو في الطبعة الثانية في ( ص 167، وص 168 )، ورواه هناك في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر بسند آخر عن جابر عن عبد الله قال: ((

جاء علي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اذهب. فقال جبريل: هذه والله المواساة يا محمد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل إنه مني وأنا منه. قال جبريل: وأنا منكما )).
وذكر المحقق رواية أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل بسندها عن حبان بن علي ... إلخ، ورواية الطبراني عن حبان بن علي ... إلخ، ثم ذكر له شاهدا من كتاب الفضائل فقال: ورواه أيضا في الحديث ( 242 ) من فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل قال: وكتب إلينا محمد بن عبد الله [ مطين ] يذكر أن سويد بن سعيد حدثهم قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن [ محمد بن ] عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: (( لما كان يوم أحد وفّر الناس قلت: ما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليفر فحملت على القوم فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جبريل: إن هذه لهي المواساة. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما )). انتهى.
والحديث لفصوله شواهد كثيرة، وقد قربها محقق ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر فراجعه، وهناك بحث في أن الراية كانت مع علي عليه السلام في ( ج 1 ص 159 )، وهناك سند عمار بن محمد نادى مناد من السماء يوم بدر لا سيف إلا ذو الفقار، سنده من ابن عساكر إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام.
قال ابن عساكر: هذا مرسل - يعني: أرسله الباقر - وإنما تنفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذا الفقار يوم بدر، ثم وهبه بعبد ذلك لعلي.
قلت: إن صح هذا فلا يمتنع أن عليا كان أخذه في المعركة فصار يضرب به قبل أن تجمع الغنائم، ثم لما وضعت الحرب أوزارها سلمه مع الغنائم فتنفله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم وهبه بعد ذلك لعلي فصار ملكه، ومرسل الباقر عندنا مقبول، لأنا نثق أنه لا يجازف ولا يتساهل في القبول.
ورواه في فرائد السمطين ( ج 1 ص 251، وص 252 ) بسند آخر عن علي عليه السلام، ورواه بسند آخر عن ابن إسحاق أنه سُمِع في ذلك اليوم يعني: يوم أحد وهاجت ريح فسُمِع مناد يقول:

لا سيف إلا ذو الفقار ... ولا فتى إلا علي
فإذا ندبتم هالكا ... فابكوا الوفي وأخو الوفي

(كذا).
قال المحقق: ورواه أيضا في كتاب بشارة المصطفى قبل ختامه بثلاثة أحاديث صفحة(346).
قلت: ذلك السند والرواية وقال فيها:
فأبكوا الوفي أخا الوفي
ولعل المراد حمزة عليه السلام.
[ طعن مقبل في نهج البلاغة ]
هذا وقد تكلم مقبل في(ص162) في نهج البلاغة ونقل كلام المقبلي، ثم نقل كلام الذهبي، ولكون المسألة قد سبقت فيها جوابات للزيدية والإمامية وفيها كتاب مستقل وكتاب آخر مستقل.
وفي أول شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد كلام مفيد، وكذلك أول تعليق الإمام محمد عبده.
والجواب في هذا البحث يطول جدا، فقد رجحت فيه الإحالة على الجوابات الحاضرة والموجودة في المكاتب والأسواق، منها الكتاب المسمى: نهج البلاغة لمن، ومنها الكتاب المسمى: مصادر نهج البلاغة.
أما كلام مقبل وأسياده في الرضي والمرتضى فلا يلتفت إليه، لأن الذي جرهم إليه عداوة المذهب والتعصب، ورواية الرضي لنهج البلاغة الذي يسوءهم ما فيه، واعتبار المرتضى رافضيا بل والرضي، وليس لهم مستند لجرحهما ولا لرميهما بالوضع وإنما اعتمدوا على مخالفتهما لمذهبهم الباطل، وروايتهما لما ينكرون وهم للحق كارهون، فأشبهوا أهل الكتاب الذين قال الله تعالى فيهم: { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ } [البقرة:87].

[ حديث: (( أنا وهذا حجة الله ... )) ]
قال مقبل: (ص168) قول أنس رضي الله عنه: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى عليا مقبلا فقال: (( أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة )). (ج) أي ابن الجوزي هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه مطر، قال أبو حاتم: ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات، فلا يحل الرواية عنه.
والجواب :: وبالله التوفيق قد مر الجواب في مطر بما يكفي، ومر الجواب في ابن حبان، وتقليدُ المجازف مجازفة وقد مر أنه مجازف متجرئ، وهو يجرح رواة الفضائل دفاعا عن مذهبه.
وقد ذكر الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن أبي داود أنه لا يقبل قول الأعداء بعضهم في بعض، فكيف يقبل جرح أعداء الشيعة لهم؟ وكيف يقبل دعوى النواصب أن أحاديث الفضائل موضوعة ؟ وهم يدعون ذلك دفاعا عن مذهبهم.
والحديث أخرجه الذهبي في ميزانه في ترجمة مطر قال: كتب إلي من المدينة النبوية الطواشي محسن رئيس الخدام، أنبأنا بن رواح، أنبانا السلفي، أنبأنا أبو مطيع، أنبأنا أبو سعيد الحافظ حدثنا محمد بن أحمد القاسم الدهستاني،(1) حدثنا شعيب بن أحمد الحنبلي، حدثنا علي بن المثنى، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثني مطر، عن أنس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى عليا مقبلا فقال: (( يا أنس هذا حجتي على أُمتي يوم القيامة )).
قال الذهبي: هذا باطل. وله سند آخر، فقال ابن زيد أن البجلي(2) حدثنا عبد الرحمن بن سراج، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن مطر، عن أنس قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي فقال النبي صلى الله عليه
__________
(1) في نسخة الدهشتاني.
(2) في نسخة البلخي.

وآله وسلم: يا أنس من هذا؟ قلت: علي بن أبي طالب. فقال: (( يا أنس أنا وهذا حجة الله على خلقه )).
ثم قال الذهبي بعد حديث زاده المتهم بهذا وما قبله مطر، فإن عبيد الله ثقة شيعي، ولكنه أثِم برواية هذا الإفك. انتهى.
وهذا يفيد ثبوت الحديث عن مطر، وقد مر أنه من ثقات الشيعة، فظهر أن الحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن سماه الذهبي إفكا، ونقول للذهبي وأضرابه:
نقول لكم هاتوا لنا الشهد صافيا ... وقولوا لنا هذا أُجاجٌ وعلقم
سنشربه والحمدلله سائغا ... ونترك ما قلتم وبالاً عليكم

والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه (ج2/ص88) في ترجمة محمد بن الأشعث الطائي فقال: أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق، قال نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء قال: نبأنا أبو الحسن محمد بن الأشعث بن أحمد بن محمد بن العباس الطائي المروزي، قدم علينا للحج، قال نبأنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي، قال نبأنا علي بن المثنى الطهوي، قال نبأنا عبيد الله بن موسى، قال حدثني مطر بن أبي مطر، عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى عليا مقبلاً فقال: (( أنا وهذا حجة على أُمتي يوم القيامة )). انتهى.
ومن أراد الإزدياد من تخريج الحديث فليراجع ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر وتحقيقها (ج2/ص273) من الطبعة الثانية.
قال مقبل (ص168) : وبهذا الحديث والحديث الذي بعده وما أشبههما من الموضوعات استدل غلاة الشيعة على أن قول علي رضي الله عنه حجة، وأنه معصوم لا يجوز مخالفة قوله، وهذان القولان أحقر من أن يشتغل بالجواب عنهما، وكفى بهما دليلاً على سخافة عقول الرافضة القائلين بهما، كيف وجمهور الأُمة لم يقولوا بحجية إجماع الخلفاء الأربعة، فضلا عن قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه منفرداً ؟!!

*والجواب وبالله التوفيق: أن الأدلة الدالة على أن قول علي عليه السلام حجة كثيرة، وقد جمع الحسين بن القاسم بن محمد عليهم السلام في شرح الغاية جملة نافعة، ولو لم يكن إلا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب )) وما في معناه، وقد مر تحقيق ثبوت ذلك بما فيه كفاية لمن أنصف، فأما المتعسف فلا يبالي بما خالفه، { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [يونس:96-97].
أما عصمة علي عليه السلام، فيكفي في الدلالة عليها حديث الغدير المشهور بين الأُمة: (( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ))، فلو لم يكن قد علم الله أنه لا يزال على الحق لما فرض موالاته وحرم معاداته بعينه وباسمه، لأن الله لا يوجب مودة أعدائه، لقول الله تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... } الآية [المجادلة:22]. وقول الله تعالى: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ... } الآية[هود:113].
ومن طالع كتب فضائل علي عليه السلام وجد الأحاديث في ذلك كثيرة، ونذكر هنا ما تيسر للدلالة على أن قول علي عليه السلام حجة.
قال الحاكم في المستدرك (ج3/122): حدثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق من أصل كتابه، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يذكر عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: (( أنت تبين لأُمتي ما اختلفوا فيه من بعدي ))، هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. انتهى.

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (ج1/ص63): حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا علي بن عياش (كذا)، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا أنس اسكب لي وضوءاً ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين. قال أنس: قلت: اللهم اأجعله رجلا من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبيِّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ))، قال أبو نعيم: رواه جابر الجعفي، عن أبي الطفيل، عن أنس نحوه. انتهى.
وقال الحاكم في المستدرك (ج3/ص124): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة القتاد الثقة المأمون، ثنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: حدثني أبو سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أُم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعاما ولا شرابا ولكني مولى لأبي ذر، فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )).
هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التميمي هو عقيصاء ثقة مأمون.
ثم قال الحاكم: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عتاب سهل بن حماد، ثنا المختار بن نافع التميمي، ثنا أبو حيان التميمي، عن أبيه، عن

علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( رحم الله عليا، اللهم أدر الحق مع علي حيث دار )). هذا حديث صحيح على شرط مسلم. انتهى.
وقال الطبراني في المعجم الصغير ( ج 1 ص 255 ): حدثنا عباد بن عيسى الجعفي الكوفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول الكوفي، حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن بريد، عن أبي سعيد التيمي، عن ثابت مولى آل أبي ذر، عن أم سلمة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( علي مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتى يردا على الحوض )). انتهى.
وفي تاريخ الخطيب ( ج 14 ص 321 ) في ترجمة يوسف بن محمد بن علي أبي يعقوب المؤدب، أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ، حدثنا أحمد بن الفرج بن منصور الوراق، أخبرنا يوسف بن محمد بن علي المكتب سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، حدثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السراج، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي ( كذا )، عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة )). انتهى.
وفي كنز العمال ( ج 12 ص 203 ): أخرجه الحاكم والطبراني في الأوسط عن أم سلمة، وهو كذلك في الجامع الصغير للسيوطي، قال شارحه العزيزي قال الشيخ - يعني الشعراني -: حديث صحيح.
وفي ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( ج 3 ص 153 ط 3 ): أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا وأبو ( كذا ) الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ... إلخ كما مر، نقلا من تاريخ الخطيب.
وفي لفظ ابن عساكر في السند: أنبأنا الحسن بن أحمد بن سفيان السراج. وفي تاريخ الخطيب: الحسن بن أحمد بن سليمان كما مر، ولعل أحدهما تصحيف.

وفي ترجمة الإمام علي أيضا حيث ذكرت هذا: أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا ابن حمدان حيلولة، وأخبرتنا أم المجتبى قالت: قريء على إبراهيم السلمي، أنبأنا أبو بكر قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن عباد المكي، أنبأنا أبو سعيد عن - وقال ابن حمدان: أنبأنا - صدقة بن الربيع، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه قال: (( كنت - وقال حمدان: كنا - عند بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار، فخرج علينا - زاد أبو بكر - رسول الله وقالا: فقال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: خياركم الموفون المطيبون، إن الله يحب الحفي التقي. قال: ومر علي بن أبي طالب فقال: (( الحق مع ذا الحق مع ذا )). انتهى.
وفي كنز العمال ( ج 12 ص 218 ) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( الحق مع ذا الحق )) يعني: عليا عليه السلام. أفاد أنه أخرجه أبو يعلى، وسعيد بن منصور، عن أبي سعيد.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج 7 ص 235 ) وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
وذكره الهيثمي هناك من طريق سعد بن أبي وقاص وأم سلمة، وقال: رواه البزار، وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح - يعني سند البزاز -.
وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه ( ص 244 ط 1 وص 160 ط 2 ) بسنده عن صدقة بن الربيع إلى آخره سندا ومتنا باختلاف يسير، وفي لفظه: الموفون الطيبون، ولعل المطيبون تصحيف.
وفي ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( ج 3 ص 154 ): أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو صالح الأصبهاني عبد الرحمن بن سعيد بن هارون، أنبأنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنبأنا الحسن بن أبي يحيى، أنبأنا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن جعونة، عن أم سلمة قالت: (( والله إن

عليا على الحق قبل اليوم وبعد اليوم عهدا معهودا وقضاء مقضيا )). قلت: أنت سمعته من أم المؤمنين؟ فقال: أي والله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات [ قال سلمة بن كهيل ] فسألت عنه فإذا هم يحسنون عليه الثناء.
وفي مجمع الزوائد للهيثمي ( ص 134 ) باب الحق مع علي رضي الله عنه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا على الحوض )). رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه صالح بن أبي الأسود ضعيف.
قلت: ضعفه إن صح ينجبر بالأسانيد الأخر من غير طريقه. قال الهيثمي: وعن أم سلمة أنها كانت تقول: (( كان علي على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا )). رواه الطبراني، وفيه مالك بن جعونة ( كذا ) ولم أعرفه، وبقية أحد الإسنادين ثقات. انتهى المراد.
وفي ترجمة الإمام علي ( ج 3 ص 160 ) في تخريج الحديث الأول: ورواه أيضا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المتوفي عام ( 568 ) في الفصل الثاني من الفصل ( 16 ) من مناقبه ( ص 107 ) قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس كتابة، عن الشريف أبي طالب المفضل، بن محمد الطاهر الجعفري بأصفهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد، بن موسى، بن مردويه بن فورك الأصفهاني، حدثنا محمد بن الحسين الدقاق البغدادي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي، حدثنا يحيى بن يعلى، حدثنا عمر بن يزيد، حدثني عبد الله بن حنظلة، حدثني شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة رضي الله عنه فسلم رجل فقالت: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى أبي ذر. قالت: مرحبا بأبي ثابت، ادخل فدخل فرحبت به فقالت: أين طار قلبك حين طارت القلوب مطارها؟ قال: مع علي بن أبي طالب عليه السلام. قالت: وفقت للهدى، والذي نفس أم سلمة بيده لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض )). ولقد بعثت

34 / 63
ع
En
A+
A-