والجزء والصفحة، فلا نطيل في هذا الجواب بما قد كفانا مؤنته، بل نحيل عليه في بقية الجواب إن شاء الله.
ومن اطلع على تخريجه لحديث الغدير، وتخريجه لحديث الطير، وتخريجه لحديث المنزلة، وتخريجه لحديث (( سد الأبواب إلا باب علي ))، وحديث (( رد الشمس)) وغير ذلك، عرف أنه قد أفاد وأجاد، وإن هذا الكتاب قد صار خزانة علم كثير، فأنصح كل طالب علم وكل منصف، باقتناء ذلك الكتاب ومطالعته بجد وإمعان وتحرير فكر، ليحصل على فائدة عظيمة، فقد جمع المتفرق وقرب البعيد، وسَهل تناول الفائدة للطالبين، مع سهولة في العبارة وإتقان في الأسلوب، بحيث صار الكتاب في جمعه للفوائد، وتقييده للشوارد، وتسهيله للموارد، يصلح للمبتدئ والمنتهي، ويستفيد منه العالم والجاهل، وأحاديث الوصية في أول المجلد الثالث وفي الجزء الأول، بعضها في ( ص 100 ) من الطبعة الثانية ( وص 102، وص 103، وص 104، وص 105، و 107 )، ونزيد هنا مما في حاشية كرامة الأولياء فقد جمع جملة وافرة في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام تزيد على أربعين حديثا، وذلك في شرح حديث أحمد بن حنبل عن بريدة، (( لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي ...)) الحديث.
قال رحمه الله: الخامس أخرج الإمام الأعظم القاسم بن إبراهيم في الكامل المنير من حديث عبد الرزاق قال: أخبرنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، أن عبد الله بن عباس وسرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثا كثيرا، وفيه: (( يا أم سلمة هذا - يعني عليا عليه السلام - سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، علمه علمي، والوصي على أهل بيتي من بعدي، وقريني في الدنيا والآخرة، بابي الذي يؤتى منه، والوصي في أهلي، والخليفة على الأخيار من أمتي )).
وأخرج محمد بن يوسف [ الكنجي ] قال: أخبرنا المعمر أبو إسحاق إبراهيم بن عمر أبو يوسف ( كذا ) الكاشعري، أخبرنا الشيخان بن بطي والكاغدي، قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل بن خيران، وقال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن
علي الطريس (1)، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي في مشيخه، حدثنا أبو طاهر محمد بن قثم الحضرمي، حدثنا حسن بن حسين العرني، حدثني يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأم سلمة: (( هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، ووعاء علمي، ووصيتي ( كذا)، وبابي الذي أوتى منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين )).
وقال السيد عبد الله رحمه الله: هنالك (السادس) أخرج محمد بن سليمان - يعني الكوفي في المناقب (2) - حدثنا أبو أحمد، عن عبد الرحمن بن أحمد الهمداني، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلم، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي الصباح الكناني، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه (3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (( يا علي أنت أخي ووصي، ونصيحي وصاحبي، وخالص أمتي ... إلى أن قال في الحديث: وأنت أمين النبيين، وخاتم الوصيي، وقائد الشهداء والصديقين، وإمام الغر المحجلين )).
(السابع) أخرج محمد بن يوسف - يعني الكنجي - عن المقرئ عتيق بن أبي الفضل السليماني، قال: أخبرنا محدث الشام أبو القاسم ( هو ابن عساكر ) علي، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ( هو ابن عقدة ) بن سعيد الهمداني، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطراني ( كذا )، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
__________
(1) لعله بالظاء المعجمة.
(2) المناقب 1/ 351(278).
(3) بياض ليقية السند. ( مؤلف ).
(( يأتي على الناس يوم ما فيه راكب إلا نحن أربعة. فقال له العباس: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة ؟ قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي الحمزة [ أسد الله ] وأسد رسوله على ناقتي العظباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوف الجنة مدبجة الحسن، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج تسعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل العرش ؟! فينادي مناد من بطنان العرش ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم )).
قال محمد بن يوسف: هذا سياق الحافظ في فضائله.
وأخرج الحديث أبو بكر الخوارزمي المعتزلي، وأخرجه الخطيب قال: أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن سليمان الحافظ، حدثنا محمد بن نصر بن خلف، وخلف بن محمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا أبو عثمان سعيد بن سليمان بن داود الشرعي، حدثنا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي، حدثنا المفضل بن سلمة لقيته ببغداد، عن الأعمش باختلاف في بعض ألفاظه، قلت: هو في تاريخ الخطيب في ترجمة المفضل بن سلمة، وهو هكذا في السند.
قال السيد: قال الخطيب: وهذا حديث منكر، تفرد بروايته أهل بخارى، ورجاله فيهم غير واحد مجهول، وآخرون معروفون بغير الثقة.
قال السيد عبد الله: دعوى تفرد أهل بخارى به جهل، وقد ساق محمد بن يوسف سنده بغير هذه الطريق.
قال السيوطي: ووجدت له طريقا أخرى - أي من غير رواية عبد الله بن أحمد - قال: قال شاذان في فضائل علي عليه السلام: حدثنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله الكتاب بعكبرى، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن غياث
الحراسي، حدثني أحمد بن عامر بن سليم الطائي، حدثنا علي بن موسى الرضى، عن آبائه، مرفوعا: (( ليس في القيامة راكب غيرنا... )) الحديث.
أتمه السيد، وفيه: (( هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب )).
وفي لفظ الخطيب: (( هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إلى جنان رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه، ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي، لقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم )). انتهى.
وليس فيهما لفظ الوصي، ولكن الشيء بالشيء يذكر.
قال السيد عبد الله بعد ذكر الحديث: الذي ذكر السيوطي سنده من عند شاذان، وسكت السيوطي على سنده إلا أحمد بن عامر، فإنه زعم أنه وضاع، وهو عندنا من ثقات أصحابنا وخيار شيعتنا، وقد صحح أيضا روايته المنصور بالله عبد الله بن حمزة، والمنصور بالله القاسم بن محمد.
قلت: قوله: إلا أحمد بن عامر، فإنه زعم أنه وضاع، أظنه سهوا من سيدي عبد الله، والكلام هو في ابنه عبد الله، وقد ذكرت فيما مر كلام السيوطي وحكايته عن الذهبي، وذكره للسند عن أحمد بن عامر من غير طريق ابنه عبد الله، وقوله: وهذه الطريق من رواية غير الابن والأب موثق. انتهى فراجعه فيما مر.
ثم قال السيد عبد الله (الحادي عشر): أخرج محمد بن سليمان - يعني الكوفي في المناقب (1) - عن محمد بن منصور، عن أبي هاشم الرفاعي، عن عمر بن سعد، عن إسماعيل البزار، عن أشياخ من كندة قالوا: أتينا سلمان فقالوا: جئنا نسألك عن وصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هو ؟ قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: من وصيك ؟ فقال: (( إن وصيي وموضع سري، وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي بن أبي طالب )).
__________
(1) المناقب 1/ 302(302).
ولهذا الحديث شواهد محمد بن منصور، عن عباد، عن علي بن هاشم، عن إسماعيل البزار، عن خالد بن شراحيل، عن فلس بن باباه (1)، عن سلمان بلفظ: (( هل تعلم من كان وصي موسى ؟ قلت: نعم، يوشع بن نون. قال: فإن وصيي علي بن أبي طالب هو خير أمتي بعدي )) (2).
محمد بن منصور، عن عباد، عن علي بن هاشم، عن ناصح بن عبد الله، عن سماك بن حرب، عن أبي سعيد الخدري، عن سلمان بلفظ: (( قال: يا سلمان، قلت: لبيك وأسرعت إليه، قال: هل تعلم من كان وصي موسى ؟ قلت: يوشع بن نون. قال: ولم كان ذلك ؟ قلت: لأنه كان يومئذ أخيرهم وأفضلهم وأعلمهم. قال: فإني أشهدك أن عليا خيرهم وأفضلهم وأعلمهم. قال: فهو وليي ووصي ووارثي )) (3).
محمد بن منصور عن الحكم بن سليمان، قال: أخبرنا ابن إسماعيل أسد بن سعيد النخعي، عن مطر، عن أنس، عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( إن خليلي، ووزيري، وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز موعدي، علي بن أبي طالب )) (4). انتهى. يعني: ما نقله عن محمد بن سليمان الكوفي من مناقبه.
قال السيد عبد الله (الخامس عشر): أخرج ابن يوسف - يعني الكنجي في مناقبه - عن علي بن المعتز النجار بدمشق، عن المبارك بن الحسن بن أحمد السهروري ( كذا )، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا حسن بن محمد بن حسين، حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله، حدثنا الحسن بن
__________
(1) كذا في المناقب، والذي في لسان الميزان قيس بن مينا، عن سلمان الفارسي، بحديث: (( علي وصيي )، وهذا كذب رواه عبد العزيز بن الخطاب، عن علي بن هاشم، عن إسماعيل، عن جرير، عن شراحيل، عن قيس، عن سلمان رضي الله عنه. انتهى.
(2) المناقب 1/387(307).
(3) المناقب 1/387(308).
(4) المناقب 1/388 (309).
علي بن سبيب ( كذا ) العميري، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما نزلت: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]. جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب - وسرد الحديث... إلى أن قال: - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ومن يواخيني ويؤازرني ويكون وليي من بعدي، ووصيي بعدي، وخليفتي في أهلي، ويقضي ديني، فأمسك القوم وأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك سكت القوم ويقول علي: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت. فقام القوم وهم يقولون: لأبي طالب أطع ابنك فقد أُمر عليك وعلينا )).
قال ابن يوسف: ورواه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي مع جلالته في خصائص علي، وأخرجه بهاء الدين أبي (كذا) الحسين بن محمد بن الحسين إلى آخره سندا ومتنا.
والحديث أخرجه محمد بن سليمان، عن محمد بن منصور، عن الحكم بن سليمان، عن علي بن هاشم، عن أبي مريم، عن المنهال بن عمرو (1)، عن عبد الله بن الحارث، عن علي عليه السلام. وفي آخره: ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا بني عبد المطلب إن هذا أخي ووصيي، ووزيري وخليفتي فيكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا )) (2).
ورواه (محمد) بن منصور عن جبارة بن مغلس، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد الله (3) بن الحارث، واستكتمني اسمه، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب، وفي آخره: فأخذ النبي صلى الله عليه وآله
__________
(1) في المخطوط: عن أبي المنهال عمرو. والصواب ما أثبت.
(2) المناقب 1/370(294).
(3) في المخطوط: عبد الملك. وما أثبت هو الصواب.
وسلم بعنقي ثم قال: (( هذا أخي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوني (كذا)، فقام القوم يتضاحكون بينهم ويقولون: لأبي طالب قد أمرك أن تسمع له وتطيع )) (1).
ورواه ابن منصور عن عباد الرواحي(2)، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي عليه السلام، وفيه فقال: (( أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي، فسكت القوم... إلى أن قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنت أنت يا علي )) (3).
ورواه محمد بن منصور أيضا عن أحمد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن محمد، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن ابن (4)مالك، عن ابن عباس، وفيه: (( ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من يبايعني منكم على أن يكون أخي ووصيي، ووارثي وخليفتي، ووزيري على بني عبد المطلب من بعدي. فلم يبايعه إلا علي بن أبي طالب )).
قلت: رواه محمد بن سليمان في المناقب (5) عن شيخه محمد بن منصور.
قال السيد عبد الله (السادس عشر): محمد بن منصور أخرج عن عباد بن يعقوب، عن إبراهيم بن محمد الخثعمي، عن عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي في حديث مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي توفي فيه وفيه: (( يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وخليفتي في أهلي )).
قلت: وهذا رواه محمد بن سليمان (6) عن محمد بن منصور.
__________
(1) المناقب 1/372(295).
(2) في الأم والمناقب: الرواحي. وهو غلط من الناسخ فيما اعتقد، والصواب: الرواجني.
(3) المناقب 1/377(297).
(4) كذا، وكذا في المناقب. (مؤلف). والصواب: عن أبي مالك. (محقق).
(5) المناقب 1/379(298).
(6) المناقب 1/382(300).
وقال السيد عبد الله (العشرون): أخرج ابن سليمان (1) عن أبي أحمد الهمداني، قال: عبد الله بن الحجاج البصري، قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (( أعطيت فيك تسع خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة واثنتان لك وواحدة أخافها عليك، فأما الثلاث اللاتي في الدنيا فإنك وصيي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني، وأما الثلاث اللاتي في الآخرة فإني أعطى لواء الحمد فأجعله في يدك، فآدم وذريته تحت لوائك، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت، وأما اللتان لك فإنك لن ترجع بعدي كافرا ولا ضالا، وأما الواحدة التي أخافها عليك فغدر قريش بك بعدي )).
وأخرجه (2) أيضا عن أبي أحمد قال: حدثنا عبد الله بن الحجاج البصري، قال: حدثنا يحيى بن العلاء، قال: حدثني أبو حمزة الثمالي، عن أبي جعفر والحسن بن عطية، عن أبيه، عن زيد بن أرقم. انتهى.
قلت: التحكيم في الشفاعة لا يكون إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
قال السيد عبد الله (التاسع والعشرون): أخرج (3) محمد بن سليمان عن أحمد السري المقرئ، قال: حدثنا أحمد بن حياد عمن ذكره شك أبو جعفر، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن عباس، عن سلمان أنه قال في خطبته التي أمره أبو بكر بها فقال: إذ يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا علي أنت وصيي ووليي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى ... وسرد الخطبة حتى قال في آخرها: ثم عليكم بعلي بن أبي طالب فوالله لقد سلمنا عليه بإمرة المؤمنين مع رسول الله )). الخبر.
__________
(1) المناقب 1/439(339).
(2) المناقب 1/439(340).
(3) المناقب 1/413(327).
(الثلاثون) أخرج الإمام الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين في أماليه (1) عن شيخ العترة علامة الآل الحافظ المتقن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني إملاء، قال: أخبرنا محمد بن بلال الروياني، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن عمرو بن خالد - هو أبو خالد رحمه الله - عن زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام قال: (( كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحب أن لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأقرب الخلائق مني في الموقف يوم القيامة، منزلي يواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل الأخوين في الله، وأنت الولي والوزير، والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين في كل غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وليك وليي وولي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله )).
وأخرجه المرشد بالله (2) عن أبي طالب إجازة عن أبي العباس، عن أبي زيد عيسى بن محمد العلوي، عن محمد بن منصور، عن الحكم بن سليمان بن نصر بن مزاحم، عن أبي خالد سندا ومتنا.
وأخرجه (3) محمد بن سليمان عن محمد بن منصور، عن الحكم، عن شريك، عن مسروق، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( وأنت الولي والوزير، والخليفة في الأهل والمال، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة )).
قال السيد عبد الله (الثالث والثلاثون): أخرج السيد الحجة الحافظ أبو العباس الحسني السابق ذكره في حديث أبي طالب عليهم السلام في المصابيح (4)، عن عبد
__________
(1) الأمالي/ 47.
(2) الأمالي 1/141.
(3) المناقب 1/388(309).
(4) المصابيح /245(102).
الله بن الحسن الإيوازي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شعبة النيروسي، قال: حدثنا موسى بن عبد بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده قال: لما نزلت سورة { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [النصر:1] ... وسرد حديث الوفاة إلى أن قال لعلي عليه السلام: (( وأنت وصيي من أهلي وخليفتي، من والاك فقد والاني، ومن عصاك فقد عصاني )). انتهى المراد.
وقد جمع كثيرا في إثبات الإمامة، وفي بعضها ذكر الوصية، ولم استكمل ما أورده.
وحديث (( العشر لعلي عليه السلام ))، أخرجه أيضا المؤيد بالله أحمد بن الحسين عليه السلام في أماليه (1)، فقال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الحسيني، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن، قال: حدثنا إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى، قالا: حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن علي عليه السلام قال: (( كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة...)) الحديث السابق ذكره، وفيه: (( وأنت الوصي ))، وسقط منه قوله: (( والخليفة في الأهل والمال والمسلمين ))، وسقط منه (( وأنت صاحب لوائي )).
وهو بتمامه في أمالي الصدوق (ص72)، حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدثني جدي، حدثني يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: حدثني إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى، قالا: حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: (( كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين، وأنت الوصي، وأنت
__________
(1) الأمالي /106(21).