قال الخطيب: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير طريق الكديمي، أخبرناه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصونة بن عبيد بمكة، حدثنا أبي، قال: حدثني جدي شاصونة بن عبيد، قال: حدثني معرص بن عبيد الله بن معيقيب اليمامي، عن أبيه، عن جده قال: حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا غلام من أنا ؟ فقال: أنت رسول الله. قال: فقال له: بارك الله فيك. ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن إسحاق يعني الضبعي وقال له: أبو عبد الله بن يعقوب قد أكثرت، عن الكديمي فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قال: ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قال ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم يعنى بالحديث يتهم الكديمي في لقبه كل من روى عنه.
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا علي بن محمد الأيادي، حدثنا أبو بكر الشافعي قال: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون.

ثم قال الخطيب: أنبأنا ابن زرق، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو العباس محمد بن يونس الكديمي يوم الخميس ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومأتين، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه وكان ثقة. كذا قال الخطبي. انتهى.
فكان الراجح في الكديمي أنه صدوق، وإنما كذبه من كذبه لاستبعاد بعض مفرداته وإنكارها، فكان ذلك عن ظن، وذلك لا يجب اتباعه.
وأما ترك من تركه فلا يتعين أنه بمعنى التكذيب، بل يكون الترك لأسباب من أسباب المنافرة، وقد أفاد ذلك السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 11 ) حيث قال في سليمان بن أرقم: وهو وإن كان متروكا لم يتهم بكذب ولا وضع، وكما ترك أحمد بن حنبل بعض من أجاب في المحنة لا لتهمة بالكذب، بل للإجابة في مسألة خلق القرآن.
وأما خالد بن طليق فترجمته في الميزان ولسان الميزان، وليس فيها ما يدل على سقوط روايته، بل فيها، عن الدارقطني ليس بالقوي، وهذا لا ينافي اعتبار حديثه في الشواهد وفيها. وقال الساجي: صدوق يهم، والذي أتى منه روايته غير الثقات ( كذا )، وذكره ابن حبان في الثقات.
وأما عمران بن خالد ففي لسان الميزان أنه روى عنه معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي وجماعة، وفيه أنه ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وفيه أنه روى عن آبائه حديث: (( النظر إلى علي عبادة )).
قال الذهبي: رواه عنه يعقوب الفسوي، وهذا باطل في نقدي. انتهى.

قال ابن حجر: قال العلائي: الحكم عليه بالبطلان فيه بعيد، ولكنه كما قال الخطيب غريب.
وفي ترجمته أنه روى عنه جماعة، عن ثابت، عن أنس، عن سلمان رضي الله عنه، مرفوعا: (( من دخل على أخيه المسلم فألقى له وسادة إكراما له لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما )).
قال الذهبي: وهذا خبر ساقط.
قلت: لعله غلط من الراوي، وأصل الرواية بلفظ غير مستبعد فلا يجرح به الراوي، وذلك لأنه قد يكون هذا فعل لسلمان ( أعني إلقاء الوسادة )، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمن دخل عليه أخوه المسلم ففعل له هذا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما، وهو يعني فأكرمه. فسمعه الراوي وظن أنه يعني: فألقى له وسادة، فرواه على ما يعتقد والله أعلم. هذا وينبغي الانتباه لقضية القوم في رواة فضائل علي عليه السلام، وهي أنهم متهمون في تضعيفهم وفيما حكوه من أسباب التضعيف، لأن من بحث يعرف جدهم واجتهادهم في ذلك، وشدة حرصهم عليه، وبالله التوفيق.
نعم وقد تبيِّن من تَعدد الطرق أن الحديث يروى من غير طريق خالد، فقد مر من طرق، عن عمران بن حصين غير طريق عمران بن خالد وأبيه، وسندهما ثالث مؤكد لثبوت الحديث، عن جدهما عمران بن الحصين، وبالله التوفيق.
وذكر السيد عبد الله بن الهادي الحسن بن يحيى في حاشية كرامة الأولياء أنه أخرجه محمد بن سليمان الكوفي (1)، عن عثمان بن سعيد، عن محمد بن عبد الله المروزي، عن سهل بن يحيى، عن الحسن بن هارون، عن أحمد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن خالد بن طليق بن محمد بن عمران، عن أبيه،
__________
(1) المناقب 1/ 247 (162).

عن مولاة له، عن عمران. وعن أبي أحمد، عن محمد بن ربيعة الهجيمي، عن إبراهيم بن إسحاق الكوفي، عن عبد الله بن عبيد الله الطحان، عن ربيعة، عن قتادة، عن حميد، عن أبي سعيد، عن عمران قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر إلى علي عبادة )).
قال السيد عبد الله بن الهادي: وأخرجه (1) محمد بن سليمان - أي الكوفي صاحب الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام - عن أحمد بن عبدان، عن سهل بن سقير، عن موسى بن عبد ربه، عن عمران بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي عبادة )). انتهى. وقد مر نقله، عن حاشية كرامة الأولياء، عن مناقب محمد بن سليمان الكوفي بطريقين غير هاتين الطريقين.
وفي الصواعق المحرقة ( ص 123 ط 2 ): أخرج الطبراني والحاكم، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( النظر إلى علي عبادة )). إسناده حسن. انتهى.
قلت: صححه الحاكم كما مر في أوائل البحث في هذا الحديث.
وقال السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 345 ): عن ابن الجوزي أبو نعيم، حدثنا أحمد بن الحسين النيسابوري، حدثنا الحسن بن موسى النيسابوري، حدثنا الحسين بن موسى السمسار، حدثنا الحسن بن عبدل، حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، مرفوعا: (( النظر إلى علي عبادة )).
وهذا الحديث في الحلية ( ج2 ص 182، وص 183 )، ولفظ نسخة الحلية هكذا: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابورني، قال: ثنا الحسن بن موسى السمسار، قال: ثنا محمد بن عبد القزويني، قال: ثنا عباد بن صهيب، قال:
__________
(1) المناقب 1/ 246 (160).

ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر إلى علي عبادة )). انتهى.
قال في اللألئ عن ابن الجوزي: تفرد به عباد، وهو متروك.
قال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، حتى إذا سمعها المبتدئ شهد لها بالوضع. انتهى.
أما قوله: متروك، فالراجح أنهم تركوه لمذهبه، لأنه مخالف لهم في المذهب.
قال في ترجمته في لسان الميزان: وأما أبو داود فقال: صدوق قدري، وفيها قال ابن عبدي: لعباد بن صهيب تصانيف كثيرة، ومع ضعفه يكتب حديثه ابن أبي داود.
حدثنا يحيى بن عبد الرحمن سمعت يحيى بن معين يقول: عباد بن صهيب أثبت من أبي عاصم النبيل. وقال أبو إسحاق السعدي: عباد بن صهيب غال في بدعته مخاصم بأباطيله. انتهى.
قلت: أبو إسحاق السعدي هو الجوزجاني، فمعنى هذا أنه مخالف لمذهب الجوزجاني في بدعته، التي يدعي أنها هي السنة.
وفيها: وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: رأيته بالبصرة، وكانت القدرية تبجله.
وفيها: وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة، وفي رواية شاذة عن ابن معين: هو ثبت.
وقال الساجي: عُنِيَ بطلب الحديث، ورحل وكتب عنه الناس، وكان قدريا، وكان يحدث عن كل من لقي، وكانت كتبه ملأى من الكذب.

قلت: وقوله: كتب عنه الناس، دليل على أنهم لم يتركوه، وإن تركه من تركه من غيرهم. وكان قدريا، معناه: كان عدليا يثبت عدل الله وحكمته، وينزهه عن الجبر. وقوله: وكان يحدث عن كل من لقي، معناه: أنه لا يتجنب من يتجنبه العثمانية المجبرة ويتركونه. وقوله: كانت كتبه ملأى من الكذب، يعني: روايات أولئك الذين هم عنده يتركون.
وفي ترجمته: وقال ابن معين: كان من الحديث بمكان، إلا أن الله يرفع من يشاء ويضع من يشاء.
قلت: معنى هذا أن له منزلة في الحديث تستحق أن يروي عنه الناس الذين يتركونه، ولكن سوء الحظ صرفهم عنه، وهذا يدل على أنه لا يعتقده كذابا. وفيها وقال العجلي: كان مشهورا بالسماع، إلا أنه كان يرى القدر ويدعو له فترك حديثه. وبنحوه قال ابن سعد. انتهى.
فقد ظهر تحاملهم عليه حتى أن يحيى بن معين يحتاج إلى أن لا يصرح في بعض الحالات بتوثيقه، ففي ترجمته بعد قوله: إلا أن الله يرفع من يشاء ويضع من يشاء، قيل له: فتراه صدوقا في الحديث، قال: ما كتبت عنه شيئا، ولم يقل لا. ولا قال: ما سمعت منه، وتركه للكتابة عنه لا يدل على أنه غير صدوق، فظهر أنه حاد عن الجواب المطابق.
فأما ابن حبان: فإنه جرى على عادته في المجازفة والتعصب ضد من يخالفه في مذهبه، فقال فيه في كتاب المجروحين والضعفاء: عباد بن صهيب من أهل البصرة، يروي عن هشام عن عروة ( كذا ) والأعمش، روى عنه العراقيون، كان قدريا داعيا إلى القدر، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير، التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع، روى عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة،

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( الزرقة في العين يمن )). أخبرنيه ابن عرعرة بنصيبين، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن عباد بن صهيب.
قلت: يحتمل إن كان هذا منكرا أن السبب فيه من هشام، فقد ذكر ابن حجر في مقدمة شرحه على البخاري أنه تغير في آخر مدته، فمن سمع منه بالعراق في القدمة الآخرة فقد سمع منه في تلك الحال، وقد مر لفظه ورقمه في الجواب عن رياض مقبل، في الكلام في حسين بن علوان، وعباد بن صهيب من أهل البصرة، فلا يبعد أنه سمعه في قدمته الآخرة، وبهذا بطل تمحل ابن حبان بهذه الرواية.
ثم قال: وروى عن حميد الطويل عن أنس، قال: (( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديه إناء من من ماء، فقال لي: يا أنس أدن مني أعلمك مقادير الوضوء. قال: فدنوت منه عليه الصلاة والسلام فلما غسل يديه قال: باسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلما استنجى قال: اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري )). الحديث.
ذكر فيه الوضوء والدعاء عليه وفضل ذلك. ثم قال ابن حبان: أخبرناه يعقوب بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي عنه. انتهى - أي عن عباد بن صهيب -.
قلت: لا نكارة فيه، وإنما هو من المفردات، وقد روي، عن علي عليه السلام من فعله وقوله نحوه، رواه المؤيد بالله في أماليه بإسناده عن علي عليه السلام، وروى الهادي عليه السلام في الأحكام نحوه، عن علي عليه السلام باختلاف يسير بينه وبين ما رواه المؤيد بالله، والمعنى لا نكارة فيه، وكيف ينكر ذكر الله على الوضوء ؟!

فأما تفرد عباد بهذه الرواية فلا مانع منه مع صدقها، لأنه لا يجب أن يكون غيره قد أحاط بحديث حميد. فهذه مناكير ابن حبان التي ادعاها على عباد بن صهيب، وقد ترجم له البخاري وذكر أنه كثير الحديث.
قلت: فلا عجب أن يكون له مفردات، ولم يذكر البخاري أنه منكر الحديث، فظهر تحامل ابن حبان وتعنته على عباد بسبب عداوة المذهب، وظهر أن الرواية عن ابن معين في توثيقه أقرب إلى الصواب.
هذا والحديث أخرجه ابن المغازلي في المناقب عن هشام، من طريق آخر غير طريق عباد، فقال في ( ص 144 ): أخبرنا القاضي أبو جعفر العلوي، أخبرنا أبو محمد بن السقاء، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن صابر، حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( النظر إلى وجه علي عبادة )).
وذكر السيد عبد الله بن الهادي الحسن بن يحيى في حاشية كرامة الأولياء في شرح حديث: (( تملأ الأرض ظلما وجورا ))، أنه أخرج حديث: (( النظر إلى علي عبادة )) محمد بن سليمان الكوفي من طرق ذكرها السيد عبد الله، وذكر منها: أنه أخرجه (1) عن أبي أحمد، عن محمد بن عبد الرحمن الكوفي، عن وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كلام علي عبادة، والنظر إلى علي عبادة )). انتهى المراد.
وقد مر ذكر شاهده عن عروة من طريق الزهري.
قال السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 344 ): عن ابن الجوزي - ابن عدي - حدثنا العدوي، حدثنا الحسن بن علي بن راشد الواسطي، حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس، مرفوعا: (( النظر إلى علي عبادة )).
__________
(1) المناقب 1/ 248 (166).

العدوي عرَّف حاله ابن عدي، حدثنا حاجب بن مالك، حدثنا علي بن المثنى، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا مطر بن أبي مطر، عن أنس به. مطر، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
محمد بن القاسم الأسدي، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس به، الأسدي كذاب، أحاديثه موضوعة.
قال السيوطي: هو من رجال الترمذي وقد روى أحمد بن أبي خيثمة عن ابن معين أنه قال: ثقة كتبت عنه، والله أعلم. انتهى.
وفي ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( ج 2 ص 404 ): و [ الحديث قد ]روي [ أيضا ] عن أنس بن مالك، أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا حاجب بن مالك، أنبأنا علي بن المثنى، حدثني عبيد الله بن موسى حدثني مطر بن أبي مطر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر إلى وجه علي عبادة )). انتهى.
وقد مر الكلام في مطر بن أبي مطر.
أما محمد بن القاسم الأسدي فذكر الذهبي في الميزان ترجمته، فذكر أن أحمد جرحه، وروى ذلك عن غيره، ويحيى وثقه، وقد تقدم أن يحيى إمام الصنعة، وأنه أرجح، وأفاد أنه أخرج له الترمذي، وفي ترجمته في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي الكوفي روى عن الأوزاعي، وثور بن يزيد، وجعفر بن برقان، وسعيد بن عبيد، روى عنه أبو الأحوص، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن موسى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد، والحسين بن عيسى، سمعت أبي يقول ذلك.

ثنا عبد الرحمن، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن القاسم الأسدي ثقة قد كتبت عنه.
ثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن إبراهيم الأسدي ( كذا ) ؟ فقال: ليس بقوي، لا يعجبني حديثه، ثنا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عنه ؟ فقال: شيخ. انتهى.
ولم يذكر ما حكاه الذهبي عن أحمد بن حنبل وغيره، وقول أبي زرعة شيخ، ليس معناه سقوط روايته، فقد قال الذهبي في أول الميزان: إن هذا يدل على عدم الضعف المطلق، حيث قال في ( ج 1 ص 3 ): ولم اتعرض لذكر من قيل فيه محله الصدق، ولا من قيل فيه لا بأس به، ولا من قيل فيه هو صالح الحديث، أو يكتب حديثه، أو هو شيخ، فإن هذا وشبهه يدل على عدم الضعف المطلق. انتهى المراد.
فظهر من هذا أن معنى شيخ ولا بأس به متقارب، وعلى هذا فهو ممن يعمل بحديثه على أنه في رتبة الحسن، وقريب منه قول أبي حاتم ليس بقوي، لأنها من أهون درجات التضعيف كما أفاده في الميزان، فهو على قول أبي حاتم يعتبر به في الشواهد، ولعل مذهب الترمذي حيث أخرج له أحد هذه الدرجات التي هي ثقة أو حسن الحديث، أو يعتبر به في الشواهد.
وفي اللألئ المصنوعة ( ج 1ص 345 ): عن ابن الجوزي، عن ابن عدي، حدثنا حاجب، حدثنا علي بن المثنى، حدثنا الحسن بن عطينة البزار، حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سالم، عن ثوبان، مرفوعا: (( النظر إلى علي عبادة )).
قال ابن الجوزي: تفرد به يحيى وهو متروك.

27 / 63
ع
En
A+
A-