قال: وأخبرنا محمد بن محمود، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى وجه علي عبادة )).
وفيه في ( ص 146 ): أخبرنا أبو البركات محمد بن علي بن محمد التمار الواسطي بقرءاتي عليه فأقر به قلت له: حدثكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن خزفة الصيدلاني، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، حدثنا محمد بن عبد ربه، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة )).
وفي اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 345 ):، عن ابن الجوزي بإسناده، عن ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق بن منجاب، حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، حدثنا عبد الله بن عبد ربه العجلي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن حميد هو ( ابن ) عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين مرفوعا: (( النظر إلى علي عبادة )). ثم ذكر، عن ابن الجوزي: الكديمي وضاع، وله طريق آخر فيه مجاهيل، وآخر فيه خالد بن طليق ضعفوه.
قال السيوطي: له طريق آخر ليس فيه الكديمي.
قال الحاكم في المستدرك: حدثنا دعلج وساق حديثه الذي ذكرناه سابقا، وقال صحيح الإسناد، وطريق خالد بن طليق أخرجه الطبراني، حدثنا أبو مسلم الكشي ( كذا )، حدثنا أبو محمد عمران بن خالد بن طليق الضرير، عن أبيه، عن جده قال: رأيت عمران بن حصين يحد النظر إلى علي فقيل له، فقال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي عبادة )). والله أعلم. انتهى.
وفي ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( ج 2 ص 398 ): أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة، أنبأنا آدم بن محمد بن سهل، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، أنبأنا عمران بن خالد بن محمد بن عمران بن حصين، أنبأنا أبي، عن أبيه، عن جده عمران بن حصين قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة )).
وأخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف العلاف في كتابه، وأخبرني أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي عنه، أنبأنا أبو الحسن الحمامي، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله البصري ( ظ )، أنبأنا عمران بن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جده، عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر إلى علي عبادة )).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا عمي أبو البركات عقيل بن العباس الحسيني، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي كامل، أنبأنا خال أبي خيثمة بن سليمان، أنبأنا أبو عمر أحمد بن الغمر ( ظ ) يعرف بابن أبي حماد، أنبأنا رجاء بن محمد السقطي، أنبأنا عمران بن خالد بن طليق حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عمران بن حصين أنه مرض مرضة فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوده فقال: يا أبا نجيد أني لآيس (1) لك من علتك. قال: بأبي أنت وأمي فلا تفعل فإن أحب ذلك إلي أحبه إلى الله. قال: فوضع يده على رأسي فقال: لا بأس عليك يا عمران فعوفي من
__________
(1) الصواب على مقتضى السياق: أني لآس، أي: حزين. ( مؤلف ).

ذلك الوجع، ثم انصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأتى علي بن أبي طالب فقال: أعدت أخاك أبا نجيد ؟ قال: لم أعلم. قال: عزمت عليك لما لم تجلس حتى تعوده، فسار علي إلى عمران فنظر إليه عمران مقبلا فجلس إليه ونظر إليه ثم قام فأتبعه [ عمران ] بصره حتى غاب عنه، فقال له جلسائه: قد رأيناك وما صنعت. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي عبادة )).
قال محقق ترجمة الإمام علي في حاشيته على هذا الحديث: ورواه الخوارزمي في الفصل ( 23 ) من مناقبه ( ص 260 ) وقد رواه أيضا في ترجمة خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين من كتاب أخبار القضاة، للوكيع محمد بن خلف بن حيان ( ج 2 ص 123 ) ط مصر، قال: حدثني عبد الرحمن بن خلف بن الحصين الضبي بن بنت مبارك بن فضالة، قال: حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: مرض عمران بن حصين مرضة له فعاده النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا أبا نجيد أني لآنس لك من وجعك ( كذا )، قال: يا رسول الله إن أحبه إلي أحبه إلى الله. قال: فمسح يده على رأسه وقال لا بأس عليك يا عمران، وعوفي من مرضه ذاك وخرج من عنده فلقيه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: عدت أخاك أبا نجيد ؟ قال: لا. قال: عزمت عليك لتأتينه. قال: فجاء [ علي ] حتى دخل عليه، فلم يزل ينظر إليه مقبلاً، فلما [ قام ] أتبعه بصره، فقال له بعض أصحابه يا أبا نجيد لم نرك تنظر إلى أحد نظرك إلى علي! قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي عبادة )).

ثم قال المحقق ورواه أيضا في الجزء الأول من الفوائد المنتقاة من الغرائب الحسان، لأبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح الموجود في الظاهرية الورق 35/ب، قال أخبرنا محمد، حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي أبو جعفر، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا الحسن بن القاسم، عن بكار بن العباس، عن خالد بن الطفيل (كذا)، عن ابن عمران بن حصين، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( النظر إلى علي عبادة )).
وروى الطبراني، عن طليق بن محمد قال: رأيت عمران بن الحصين يحد النظر إلى علي، فقيل له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (( النظر إلى علي عبادة)).
رواه عنه في مجمع الزوائد (ج9/ص119) قال: وفيه عمران بن خالد الخزاعي ضعيف.
قلت: في هذه الجملة الكلام في ثلاثة محمد بن يونس، وخالد بن طليق، وعمران بن خالد.
فأما محمد بن يونس فترجم له الخطيب في تاريخه (ج3/ص435) وما بعدها ترجمة طويلة، قال فيها: محمد بن يونس بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم أبو العباس القرشي السامي البحري المعروف بالكديمي، وهو ابن امرأة روح بن عبادة سمع عبد الله بن داود الخريببي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأزهر بن سعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا سعيد الأطلعي وأبا عبيدة، ومعمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم

النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظاً كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها وحدّث بها، فروى عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك القطيعي، وذكر أن عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر الكديمي (كذا)، حج أربعين حجة.
ثم ذكر الخطيب في ترجمته حديثاً من طريقه، عن أنس بن مالك قال: لما أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبراق ليركبه، استصعب عليه، فقال له جبريل: ما يحملك على هذا فما ركبك آدمي أكرم على الله منه، قال: فارفض عرقا، وأقر، قال أبو العباس سألت علي بن المديني عن هذا الحديث فقال: لم أسمع في هذا الحديث فارفض عرقاً إلا في هذا الحديث، قال: قال الكديمي: قال لي على بن المديني عندك ما ليس عندي.
ثم قال الخطيب،(1) أنبأنا ابو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتاب إلينا، أنبأنا الكديمي يقول كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين، فذكر حديث الأعمش، فقلت عندي منه ألف حديث، قال: فحدثني منه بحديث غريب قلت: حدثني عبد الرحمن بن حماد التستري، حدثنا الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما أنزل الله من داء إلا
__________
(1) لعل القائل هو: محمد بن النديم المذكور في السند قبل هذا. (مؤلف).

وقد جعل له في الأرض دواء علمه من علمه وجهله من جهله )). ثم ذاكرني أبو نعيم بحديث الصباغون والصواغون، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة حدثنا ابو نعيم، أنبأنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أكذب الناس الصباغون والصواغون )).
ثم ذكر عنه حديثاً، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( الراحمون يرحمهم الله )). وهو في قصة ثم قال الخطيب كذا، قال في هذا الحديث، عن ابن عباس وإنما هو، عن أبي قابوس، عن عبد الله بن عمرو بن العصا: قلت: يجوز أن يكون غلط فيه بسبب الخوف المدلول عليه في القصة، لأن فيها أنه أخذه الأمير وبطحوه وقعدوا على أكتافه.
ثم قال الخطيب قرأت في كتاب أبي عبد الله بن بكير بخطه، سمعت محمد بن عبد الله الشافعي، يقول سمعت جعفر الطيالسي، يقول: دخلت البصرة وبها أربعة يذاكرون بالحديث، أحدهم محمد يونس الكديمي، قلت: وقد ذكر قبل هذا في ترجمته أنه قال: كتبت، عن البصريين، عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلاً.
قال الخطيب: حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن زاهر الاستراباذي، وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: سمعت عبد الله أحمد يقول: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني، ويقال: إنه ما دخل دارميك أكذب من سليمان الشاذكوني.
قلت: لا يجرح فيه هذا لأن الخلاف يمكن أن يكون في سليمان الشاذكوني فيكون عند أحمد كذاباً وعند محمد بن يونس غير كذاب، كما هو معروف في هذا الفن، ويمكن أن يصحبه محمد بن يونس ليعرف حديثه، لئلا يدخل عليه في

حديث، كما روي أن يحيى بن معين كتب صحيفة معمر، عن أنس مع أنه قد قال: إنها موضوعة. فقيل له: في ذلك فاعتذر بأنه يريد أن يعرفها لئلا يدخل عليه أحد الرواة، عن أنس، فيجعل مكان راوي الصحيفة راويا آخر.
هذا معنى القصة، ثم ذكر الخطيب قصة مرسلة فيها جرحه، عن عبد الله بن أحمد قولا خالفه فعله.
ثم قال الخطيب: قلت كان عبد الله بن أحمد أتقى من أن يكذب من هو صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، يعني راوي القصة، عن عبد الله بن أحمد، وفي هذه الحكاية نظير من جهته، والله أعلم.
ثم ذكر الخطيب بإسناده، عن ابن خزيمة أنه قال كتبت عنه أي، عن محمد بن يونس الكديمي بالبصرة في حياة أبي موسى وبندار. انتهى.
ومعنى هذا: أنه من كبار المحدثين.
ثم قال الخطيب: قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر السوسنجردي، قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأخوص محمد بن الهيثم وسئل عن الكديمي؟ فقال: تسألوني عنه، هو أبر مني وأكثر علما ما علمت إلا خيرا.
ثم روى الخطيب، عن عبدان أنه قال: فائتني سماع تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن عمر البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم قال الخطيب: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرأ علي بن المنادي وأنا أسمع قال: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف بالكديمي كتبنا عنه، والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه، فتركناه ورمينا بالذي سمعنا منه.

قال الخطيب: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب، مقدما في الحديث، حتى أكثرَ من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه ولم ينشطوا للسماع منه.
ثم ذكر الخطيب أقوال المختلفين فيه، فذكر عن أبي أحمد الحاكم أنه قال فيه: ذاهب الحديث، وأنه روى أنه تركه يحيى بن محمد بن صاعد وابن عقدة، وسمع منه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ثم قال أبو أحمد الحاكم: وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث.
قلت: هذا أبو أحمد الحاكم هو غير الحاكم النيسابوري، وهذه العبارة مبهمة ينصر بها رأيه في الكديمي. ثم روى الخطيب، عن أبي داود أنه أطلق فيه الكذب، وروى أنه قال في أحاديث ذكرها في الكديمي: أنها كذب.
قلت: هذا تكذيب غير مطلق، فلا يتوهم منه أن أبا داود قال: إنه كذب، وإن كذّبه في أشياء معينة فقد يكون في ذلك استند إلى شبهة غير موجبة لتكذيبه. كما روى الخطيب هناك، عن موسى بن هارون أنه كان ينهى الناس، عن السماع من أبي العباس الكديمي، ويقول: قد تقرّب إلي بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم.
قال الخطيب: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي ولم يرو عنه، ثم روى الخطيب، عن موسى بن هارون أنه قال وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث، وقد تقدم الجواب عنه، وصنيعه هذا يدل على أنه معتقد لذلك جادّ فيه، ولكنه لا يدل على أنه صادق لاحتمال أنه غالط بسبب الشبهة المذكورة. ومع أنهم قد قرروا أنه لا يقبل جرح إلا قران بعضهم في بعض، لما يكون

بينهم من أسباب الشقاق والبغض، فلا يبعد أن هذا من ذاك، ثم روى الخطيب، عن سليمان الشاذكوني تكذيب الكديمي وأبيه وعمه، وقد تقدم عن أحمد تكذيب سليمان الشاذكوني، وأن أحمد عاب على الكديمي صحبته سليمان الشاذكوني، ثم روى الخطيب عن القاسم المطرز أنه قال: كان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى العلماء.
قلت: وهذه دعوى من المطرز وسببها كما ذكره الخطيب الروايات للأحاديث الغريبة، ولكنه قد أفاد كثرة حديثه ورحلته في الحديث، ومن كثر جمعه للحديث لا بد أن يكون له أحاديث غريبة أي مفردات، كما يدل على ذلك ما رواه الخطيب عن الدارقطني قال: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث، وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصويه بن عبيد الله الذي أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القارى، حدثنا محمد بن يونس القرشي... إلى أن قال: حدثنا شاصويه بن عبيد أبو محمد اليمامي منصرفا من عدن سنة عشر ومأتين بقرية يقال لها الجردة، قال: حدثني معرص بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليمامي، عن أبيه، عن جده قال: حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهه مثل دارة القمر وسمعت منه عجبا، جاء رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا غلام من أنا ؟ قال: أنت رسول الله. قال: صدقت بارك الله فيك.
قال الخطيب: أنبأنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري، قال: سمعت أبا الربيع محمد بن الفضل البلخي، قال: سمعت محمد بن قريش بن سليمان بن قريش المروروذي بها يقول: دخلت على موسى بن هارون الحمال

منصرفي من مجلس الكديمي فقال لي: ما الذي حدثكم الكديمي اليوم ؟ فقلت: حدثنا، عن شاصويه بن عبيد اليمامي بحديث وذكرته له، وهو حديث مبارك اليمامة فقال موسى بن هارون: أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد.
فنقل هذا الكلام إلى الكديمي فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي وقال: بلغني أن هذا الشيخ - يعني موسى بن هارون - تكلم فيّ ونسبني إلى أن حدثت عمن لم يخلق وقد عقدت بيني وبينه عقدة لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار، ثم أملى علينا فقال: حدثنا جبل من جبال البصرة أبو عامر العقدي حدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن طاووس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن من الشعر لحكمة )).
وحدثنا جبل من جبال الكوفة أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: أَهدَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة غنما، وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير أو كما قال.
أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي مستملي ابن شاهين بحديث الكديمي، عن شاصويه بن عبيد، ثم قال عثمان: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا: هذا كذب من هو شاصونة ( كذا ) فلما كان بعد وفاته - أي الكديمي - جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة، فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من الحديث ؟ قال: نعم. فكتبنا عنه وقلنا: ما اسمك ؟ قال: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى علينا عن أبيه.

26 / 63
ع
En
A+
A-